وردة ...
هكذا نحن ..
نستلهم كلماتنا ، ونستوحي خيالنا ، ثم نرسم لوحاتنا من فنون المبدعين المتألقين ، همزة وصل بيننا وبينهم ما ينثرون علينا من عصارة أفكارهم ، وجواهر معانيهم ومخزوناتهم .
يأبى الإبداع إلا أن يفرض نفسه ويضع قدمه بكل قوة فوق صفيح الأدب الحار الذي لا يستطيع أن يسير عليه إلا من كان مبدعاً ، يشق طريقه بخطى ثابتة واثقة نحو الأفق البعيد اللامتناهي ، يدركُ عنده الشمس في غروبها ويقتبس منها معنى الغروب حتى لا يأفل قلمه كالغروب ، ويستوقف نفسه عند الأصيل ليستوحي منه لونه الذهبي حتى يجعل من كلماته فناً أصيلاً ، ثم ينتظرها عند الإشراق ليقتبس منها معنى الإشراق ليستطيع أن يجعل قلمه مشرقاً دوماً في سماء الكلمة وفن الحروف الذي لا يجيد ترتيبها إلا بارع ماهر . ثم يستوحي من الليل الهادئ افكار الهدوء ليخلد إليه حتى يخلو بنفسه ليرتب أفكاره ويمد بها قلمه ليخرج به على الناس في زينته الأدبية البارعة الآسرة .
هذا هو قلمكِ ايتها الوردة المبدعة يأبى إلا أن يأسرنا بما يلقي علينا من ثمين المعاني ودرر الكلمات .
أتمنى لك دوام التوفيق ومن سموٍ إلى سموٍ .
تحياتي