بسم الله
روعة وجماليات إبداعية يتلألأ وهجها بتلك الحروف الأبية ، المفعمة بالصدق وإن سمحت لي أقول بشيء من اللوعة - لوعة البحث والتنقيب عن صديق مخلص في هذا الزمن الغريب - وكلمات تتبارى في الحسن والدلالة والإبهار
أخي عابر سبيل : من خلال قراءتي لموضوعك الجميل كأنني شعرت بما تجده في نفسك وأنت تكتب من شيء من الحسرة ، وكأنك تتأوه ولسان حالك يقول : أين نجد ذلك الصديق المخلص في هذا الزمن ، وكأنما نحن عندما نتحدث عن صديق مخلص نعود بحياتنا مئات السنين إلى الوراء ، لنستلهم من تلك الحقب أنواع الصداقة وما ضربت من أروع المثل في الوفاء والإخلاص ، فماهي إلا لحظات حتى نعود لواقعنا لنجد أن تلك مثاليات قد اندثرت وتوارت خلف استار زمن غير واضح الملامح ، وأصبحت الصداقة رجماً بالغيب ، وشيئاً من الماضي توارى وأصبح من بقايا الأمس الغابر السعيد ، حتى الكلب أكرمك الله والقراء فقد إخلاصه لصاحبه في حين كان يضرب به أروع الأمثلة في الوفاء .
أخي الكريم عابرسبيل : ليس من باب النقائض علقت على موضوعك بهذه الطريقة ، فقد أتيت بموضوعك كاملاً وافياً رائعاً ، ولكنها استرسالة أحببت ألا أقطعها ووحي قلم لم أشأ أن أكبته فما وجدت أمامي إلا أن أطلق له العنان مستلهماً كلماته من روعة موضوعك وسردك له بطريقة أخاذة جذابة ، فانهمرت الكلمات تسعى جاهدة لأن تفيك حقك في الرد والمحادثة ، وإن كان لابد سيحدث خلل في ذلك ولكن تظل المنى والأمل بأن يكون العذر من جنابكم هو الساتر والمكمل لما نقص من وفاء .
تقبل خالص شكري وتقديري على هذه القناديل المشتعلة في درب الكلمة تضيء درب التائه الحائر .