04-02-2010, 05:59 AM
|
#1
|
مطلع الشمس .
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 1935
|
تاريخ التسجيل : Oct 2009
|
أخر زيارة : 03-22-2021 (08:07 PM)
|
المشاركات :
1,187 [
+
] |
التقييم : 202
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
قالت : أناملكَ مخضوبةٌ ..
قالت : أناملكَ مخضوبة .
أسير في الطريق ، وعلي غيمة من الهدوء ، وهالة من الغموض يدل على ذلك طريقة المشي التي أمشي بها ، من الهدوء ، وكأنني شيخ قد بلغ من العمر عتياً ، وبينما أنا كذلك إذ رفعت رأسي الذي قد أنهكته إنحناءة طويلة بسبب ما يتزاحم فيه من أفكار تكاد ترميني بنوبة صداع قوية ، فرأيتها وهي تخب السير نحوي حتى التقينا في قارعة الطريق ، فأخذت أتحققها وأتفحصها ، فإذا بي أعرفها جيداً ، إنها هي .. نعم إنها هي ، فأخذتني حالة من الإعياء وتعلثمت قليلاً ، وعلت وجهي علامات الحيرة لا يخفى على من رآه ، ثم أخذت هي تتفحصني ايضاً وتتحقق مني فإذا بها تعرفني أيضاً ، ثم ما لبثت أن رأيت علامات الخجل تتشكل على محياها كأنها ورود في مقتبل عمرها تتفتح ، ثم استجمعت شجاعتها وقالت : أنت ؟ بشي من الهدوء وكأنها تهمس ، ثم تعارفنا من بعد زمن سحيق ، وفراق عنيد ، فقلت : نعم أنا .. انظري ما فعل بي الزمن بعدكِ ؟ !
لم أستطع أن أسلوكِ وإن تناسيت ، وحاولت ، ولم تزل جراحكِ تعتمل في نفسي وإحساسي وقلبي وكياني ، ولم أذق طعم السعادة مذ أن تواريتِ عني ، ورحلتِ ، فلم عاملتيني هكذا يا أميرتي ؟ وماهي جنايتي إلا أنني وهبتكِ قلباً صحيحاً كان ينبض بين أضلعي ، وسلمته لكِ على حلة سندسية خضراء ، فأخذتيه مني بكلتا يديكِ ، ثم أطلقتِ كلمة العهد والميثاق ، على أن تحفظيه وترعيه ، وأقسمتِ على ذلك _ وإنه لقسم لو تعلمون عظيم _ فما رعيتِ كل هذا وما وفيتِ بعهودكِ ومواثيقكِ ، ونسيتِ أنكِ قد جعلتِ الله عليكِ كفيلاً ..
فاغرورقت عيناها وتجرعت غصتها ، فنظرت إلى يدي ترتعشان ثم تحاملت على نفسها وقالت : مالي أراك مخضب البنان وتدعي أنك لم تسعد بعدنا ؟! فقلتُ لها : لا تستعجلي يا أميرتي هذا الذي ترينه ليس _ خضاباً عرفته _ فقالت : وما هو ؟! فقلت لها بيتاً من قصيدة ليزيد بن معاوية : ولكنني لما وجدتك راحلاً وقد كنت لي كفي وزندي ومعصمي .. بكيت دماً يوم النوى فمستحته بكفي فأحمرت بناني من دمي .
فهذا ليس خضاباً كما تقولين ، ولكنني بكيت حتى سالت أدمعي دماً ، ثم أخذ مني الحزن كل مأخذ ، وأفناني الفراق والبين ، بينما أنت ترتعين في سرور وحبور ، وكأنكِ مولودة من جديد .
خاطرة سريعة ( م. أ . ف )
دمتم بخير
|
|
|