-*™£ منتدى آل شراحيل بفيفاء£™*- - عرض مشاركة واحدة

04-06-2010, 06:26 PM

(قصة واقعية أتمنى أن تصل الفائدة)
اليوم هو الأحد وهو ثاني يوم لي أنا وصديقتي في الطوارئ كمتدربات
ناظرت الساعة توها 11:15 ظهرا الملل بدأ يتسلل لنا مافي أكشن مثل ماتوقعنا حطيت يدي على خدي وأنا أناظر نورة بملل وقلت: نويّر والله جاني نوم تكفين خل نروح البيت
ردت نورة وهي شوي وتبكي من الزهق: يعني على بالك أني فرحانه بذا الوضع خلي النص ساعة تعدي والله مايشوفون غير غبارتنا...
تأففت وقلت: شوفي منى تأشر قومي نشوف وش تبي؟
رحنا ل(منى) الممرضة المسؤولة في القسم وقالت:وحدة تركب جهاز البخار لهذي المريضة والثانية تعطي أبرة مسكنة للمريضة اللي على السرير...
شوي وأنجلط أنا ونورة من الصبح نفس الشغل نعيده توقعنا أن الطوارئ حوادث وشغلات زي كذا,لأنا بصراحه راعيات فزعات..
دقايق وخلصنا اللي بيدنا وقلنا لمنى بنطلع أهلنا برى طبعا هي تعرف حركاتنا زين فقالت:خلاص ما قصرتوا تفضلوا روحوا
بغت قلوبنا توقف من الفرحة , وأحنا رايحين لعند أغراضنا سمعنا أزعاج خارج القسم نقزنا زي كل مرة لغرفة الأنعاش نحسب في شيء بالنهاية لقيناها فاضية ...
أستغرب رئيس القسم( محمد) وش عندنا فسألنا وأحنا طالعين من الغرفة بخيبة أمل: لو سمحتوا وش عندكم كل دقيقة داخلين الغرفة هذه...
بالنسبة لي مالي خلق له وما عطيته وجه ومشيت اللي فيني مكفيني نكرف من اليوم ونفس الشغل و مافيه شيء جديد...
بس الحلوة الثانية وقفت وقالت:أبدا ماعندنا شيء بس متدربات ونحسب أن فيه حالة طارئه فكان ودنا نشوف ونتعلم ...
ابتسم لنا لأنه كاشفنا لنا يومين نفس الحركة نسويها وقال:خلاص أذا جت حالة راح أستدعيكم بسرعة,بس أنتم بأي روم؟
قالت نورة:روم فايف بس أنتهى دوامنا بنطلع أحنا مرة ثانية أن شاء الله..
أنسحبنا من عنده وأنا معصبة على نورة فوق اللي فيني : نوروه
وش عندك طاقة الميانة مع الأخ اللي من ساعة..
أستغربت نورة : أي أخ
قلت:تكفين يالبريئة نورة أحنا أتفقنا كلام زايد مع رجال مانبي والا نسينا بهالسرعة
نورة:ريم خلاص هو سأل وأنا جاوبت مكان قصدي بس نبهيني أذا نسيت
أبتسمت براحة أنا أعرف نورة خلوقة بشكل وماهي راعيت حركات..
أخذنا عباياتنا وشناطنا ودقينا على أهلنا وجلسنا نسولف,, ربع ساعة بالضبط وتدخل ممرضة بسرعة تشيل أغراض من الدرج وتمشي تبي تطلع بس شافتنا وقفت تسأل: أنتم المتدربات ؟
قلنا :ايه
قالت :بسرعة في حالة جاية ورئيس القسم طالبكم
فزينا بسرعة وراها طايرين تخبرونا راعين فزعات وأجوديات .. شافنا محمد وكان واقف عند باب الغرفة ياخذ الأغراض من الممرضة وقال: زين ماطلعتوا يالله تعالوا بسرعة ودخل بعدها...
وقفنا وأحنا نسمع صراخ حرمة وهواش رجال ناظرنا ببعض ومسكنا يدين بعض وسمينا ودخلنا...
أنصدمنا بشكل من اللي شفناه وجينا بنطلع وقف على الباب محمد وقال :وين؟
ماقدرنا نتكلم..عرف وش فينا وقال: أنتم ممرضات وقبل كذا مسلمات وهذي أختكم المسلمة في كربة روحوا هدوها بسرعة
ورفع صوته أكثر وقال : يالله بسرعة
مشينا وأحنا نسحب رجولنا وصلنا للحرمة اللي تصيح وتضرب وجهها ..وهي تقول:ولدي حرام عليكم تكفون لايموت تكفون الله يخليكم لا يموت
قام الرجال يهاوشها:وينك عنه هاه وينك ماعندك غيره وما أهتميتي فيه أنتي أم بالله أنتي أم
صارخ الدكتور المصري عليهم :أطلعوا برى عاوزين نشوف شُغلنا
مسك محمد الرجال من يده وطلعه وقال : طلعوا الحرمة بسرعة
مسكنا يد الحرمة نبي نطلعها برا دفتنا وهي تصارخ:لا مراح أخليكم طلعوني أبي أشوفه تكفون آخر مرة الله يخليكم
خلاص أنا ونورة شوي ونموت من اللي جالس يصير الدكتور يهاوش والحرمة تبكي وتترجى ..
التفت الدكتور السعودي وقالها :يا أم خالد ما راح نعمل شيء لما تطلعي وكل ما تأخرتي راح يصير لولدك شيء
أم خالد وهي تبكي:لا يادكتور بطلع بس لا يموت تكفى والله ماعندي غيره الله يخلي لك عيالك
قال الدكتور: خلاص أطلعي وأن شاء الله بيقوم بس لا تربكينا لوسمحتي
مسكت يدها وطلعتها برا, ونورة جلست تساعد الممرضات اللي داخل...
جلّست أم خالد وجلست جنبها وتذكرت أني قريت أكثر من كتاب عن فضل الصبر وكيفية تصبير الناس المبتلاه ولكن ماتذكرت وش كان مكتوب..
فجأة سألتني أم خالد :تكفين شوفيه باقي حي ولا مات ,شوفيه يتنفس ولا توقف نفسه قومي يابنتي الله يخلي لك عيالك
تشجعت وقلت :لا تخافين ياخالة مابه الا العافية وأذكري الله وأن شاء الله يقوم بالسلامة
وصاحت من جديد:لاتكذبين علي وتسكتيني ولدي طاح طيحه قويه وماتحرك أكيد مات والا الدكاتره أكيد كملوا عليه يا ويلي عليك ياولدي يا خالد.. وقعدت تبكي بقوة
خلاص والله ما عاد أتحمل أول مرة أنحط بموقف زي كذا حتى يوم ماتت جدت أمي تخبيت بحجرتي مابي أشوف أمي تبكي واليوم حاطيني عند وحدة ولدها بين الحياة والموت ويقولون سكتيها...
نزلت دموعي قمت بسرعة ودخلت عندهم ناظرت نورة واقفة بالزاوية زي التمثال وهي تنافض طليت على الولد شفته شوي تحرك ...
مسحت دموعي وقال محمد :أطلعي طمني أمه وخليها تدخل بس بهدوء
طلعت وشافتني أمه وجت بسرعة :لا ليكون مات والله ما أسامحكم والله لأذبكم كلكم
قلت بسرعة:لا والله ما مات والله ما مات
وتمسكت فيني وتهزني :صدق تكفين ولدي الوحيد مامات خالد ما مات الحمد لله الحمد الله لك يارب
سويت نفسي قوية وقلت:شوفي أنا بدخلك تشوفينه بس لو سمحتي لاتصارخين وتولولين علشان الدكتور مايطردك
تكلمت بسرعة:والله ما أصيح ولا أتكلم بس دخليني يالله تكفين
مسكت يدها ودخلنا بس شافت ولدها ركضت له وسحبت علي وطنشتني وصاحت من جديد ومسكت يده:خالد يمه تسمعني قوم يمه والله ما أطقك يا بعدي و أوديك الحديقة وأعطيك جوالي واللي تبيه بسويه لك بس لا تموت وتحرق قليبي عليك يا ولدي..
القوة اللي كنت مدعيتها راحت وتبخرت وما بقى غير الصياح صحت من خاطر وطلعت كل اللي بقلبي ,عرفت قيمة العيال عند أهلهم ,عرفت وش معنى أنك تفقد الولد والضنى, عرفت وش قصد أمي يوم تقول يا علي ما أحضر عزاء أحد منكم وجعل يومي قبلكم..
أنا ما كنت متخيله وش عذاب الأم على عيالها ولا كيف تحس ولا كنت متصورته بهالشكل أنا أعرف أن الأم تحب ولدها بس اللي شفته اليوم ترجم الجملة اللي ترددها أمي علي :ما أحد يعرف قيمة الضنى الا اللي يجيبهم...
أبي أمي هذا الشيء اللي تمنيته ساعتها مابي شيء بالدنيا اللي أبيه أمي مسكت يد نورة وأنا باقي أصيح,,نورة جنبي ما قصرت تصيح أكثر مني ناظرنا محمد وتنهد بقهر وقال: جبناك عون صرت فرعون...
تمنيت أذبح هذا المحمد عديم الإحساس ,, صحا الولد وقام يتحرك وشاف أمه تبكي خاف وقام يبكي قلت لها :أم خالد وعدتيني ما تصيحين ولدك أذا خاف مراح يخلينا نساعده أمسحي دموعك وشجعيه وخليه يهدأ
مسحت دموعها وسكتت ولدها جبنا مقص وقصينا ملابسه وطلب الدكتور أشعة مستعجله لان الولد طايح من حوض السيارة وهو يلعب على راسه وأغمى عليه والدكتور حب يتأكد أن مافيه نزيف أو شيء داخلي..
جهزنا الولد بعد ما لبسناه لبس المستشفى وهذي أول مرة نسوي كذا ,فتح محمد الباب وتحركنا بالسرير وتوجهنا لقسم الأشعة ,,وقفنا أنتظار وجت ممرضة وأخذت الولد تقربت مني نورة وقالت:خل ننحاش قبل مايجي هالعلة محمد
بصراحة أحب أفكار نورة الخطيرة واللي بوقتها ..
التفت لأم خالد اللي باقي تصيح يوم دخل ولدها للأشعة و قلت قبل ما روح: أذكري الله وهذا قضاء وقدر والمؤمن مبتلى والحمد الله ولدك مابه الا العافية بس هذا ما يعني أنا نهمل بعيالنا ونقول قضاء وقدر ونصير متواكلين بس المحافظة بقدر الإمكان مع دعاء الله بأنه يحفظهم أن شاء الله يكون سبب وترى ما تسلم الجرة كل مرة ..أن شاء الله يقوم ولدك بالسلامة وتفرحين فيه أنتي وأبوه..
شكرتنا على وقفتنا معها, ورحنا بسرعة ونورة تحلطم زي العجوز :ماشاء الله بقى مايك وتلقين محاظرة يا ريمووه
ابتسمت برضاء عن نفسي وحمدت الله وقلت: ليش لا؟
أخذنا أغراضنا ولبسنا عباياتنا وطلعنا..لقيت أبوي الله يحفظه واقف عند الباب ركبت وسلمت بهدوء على غير العادة,رد أبوي السلام وقال:ريم
رديت بهدوء: سم
أبوي:سم الله عدوك بس حبيت أتأكد لاني أخبر بنتي ريم تبدأ بسوالفها وما سكرت الباب واليوم هاجدة سلامات يابنتي علامك تعبانه
قلت :شوي مصدعة يبه ....التزمت الصمت أذا سأل أبوي أرد بهدوء ولا لي حس زايد
وصلنا للبيت وبشوق و وله أروح بسرعة لامي أحبها على راسها ويدها وأستأذن منها أني ماقدر أتغدا معهم
رحت لحجرتي وقفت قدام المرايه وزادت دموعي لمست أثر الجرح اللي بآخر بحاجبي وتذكرت يوم سألت أمي وش هالعلامة وقالت :طيحتي وأنتي تلعبين وعمرك 4سنوات تخيلت أمي, معقولة أنا خوفت أمي وبهذلتها مثل أم خالد...آه الحين حسيت وشفت كيف خوف الأم ..توجهت لسريري بأنام بس قبل لازم أكتب وش بخاطري على صفحات مذكرتي ,,مسكت القلم وبديت أكتب...
كيف أرد جميلا من أعطتني شيئاً لم يعطني إياه البشر
وكيف أستطع أن أمنع أحزانها وأبدلها أفراحا
كم بكت وسهرت وتعبت من أجلي
لم أدرك قدر معاناتها
واليوم على عتبات قسم الطوارئ تلقيت درس بالمجان
درس جعلني أدرك كل نواحي الأمومة قبل أن أزورها
أتمنى الآن أن أفعل أي شيء كي أخفف أحساسي بالذنب
أحس بحرقة تمزق داخلي
أمي أرجوك أخبر قلبي بأنك سامحتيه
أرجوك أغفري ما ألحقته بك من حزنٍ فأنا أبنتك
وأنا جزءك الذي أنفصل منك ولكن مازال ينتمي لك
أحبك يا أيتها الشمس التي تنير دربي أحبك
فكل نبضة من قلبي تنطق بحبك
وكل خلية بداخلي لاتنكر فضلك
لا حرمني الله منك يا أمي
ولا أبعدك أنتي ووالدي من ناظري
فليحفظكما المولى يا والداي....

أقفلت مذكرتي ومسحت بقية دموعي وأسندت رأسي على وسادتي وذهبت لعالم الراحة والهدوء........

النهـــــــــــــــــــــــــــــــــــــأيـــــــ ـــة

(الخطاء وارد من كل البشر فلو أخطأت ألتمسو لأختكم المحبة لكم العذر)
لمسة أنثــــى