السلام عليكم ورحمةالله وبركاته ..
جميعنا يعلم انه كان يتم الفصل في المنازعات بالمناطق القبلية مثل فيفاء عن طريق الأعراف القبلية التي لها في كثير من الأحيان مفعول أقوى من القانون ، ويمثل شيخ أومقدّم أوعريفة القبيلة دور القاضي وترتبط قوة قراره بقوة شخصيته وأحيانا لا يعمل بأحكامه ولهذا نجد بعض مشايخ القبائل يلجأون إلى ( امعدال ) لضمان تنفيذ أحكامهم ...
والمعدال وهو أن تضع القبيلة أو الفرد قطعة سلاح أو أكثر عند مقدّم القبيلة أو الحكم أو المنصب أو أي وسيط بينهما كضمان لاستعدادهما بقبول الحكم ، ولا يعاد لصاحبه إلا بعد تنفيذ الحكم وتكون قيمة امعدال على قدر صغر او كبر الدعوى .
وايضاً كان المتخاصمون يلجأون اليه في حسم خلافاتهم طريقة عرفت بـ ( البشعه ) واعتبرت في فترات من الزمن احدى الوسائل التي يتم بموجبها إبراء الذمم والتبرئة من التهم وهي تقليد عربي مارسته القبائل العربية قبل وبعد الإسلام في أنحاء كثيرة من الجزيرة العربية حتى في العراق والأردن والشام...
والبشعه عبارة عن حديدة تحمى بالنار مكتوب عليها بعض الكتابات يشك بها لسان المتهم أو المتخاصمين أو يضع الخصوم والمتهمون ألسنتهم عليها لأنها لاتؤدي إلا المذنب .
وهناك أناس معروفون هم من يملكون البشعة في فيفاء وهذه العاده منعت لحرمتها شرعاً وذلك من زمن بعيد وبالتحديد عندما استلم الشيخ يحى بن شريف بن جابر بن علي بن فرحان السنحاني
رحمه الله وغفر له زمام الامور كشيخ لشمل قبائل فيفاء ..
وايضاً من الطرق التي يفصل بها بين الخصمان ( التعيير ) وهي أنه إذا عير شخص وسب بمسبة لا يرفع عنه ذلك العار إلا أن يبارز من عيره في يوم مشهود يحضره من أراد من الناس رجالاً ونساء ويعرف هذا بحرب العدية فيتقابل الساب والمسبوب في ميدان عام والناس من حولهم بالقرب منهم يشهدون فيتبارز الخصمان بالنبل والحجارة ولا يشترك معهم أحد من الطرفين إلا بمناولة السهام والحجارة , فإن هزم المسبوب من سبه وعيره أرتفع عنه ما عير به وأصبح له وزن بين الناس وإلا لصق به العار .. وهذه العاده ايضاً منعت ومن قبل الشيخ يحى بن شريف بن جابر بن علي بن فرحان السنحاني عند استلامه زمام الامور كشيخ لشمل قبائل فيفاء ..
هذا ما لدينا بهذه الحلقه وبشكل مختصر لانشغالي واعتذر على ذلك ...