أثارت قصيدة (تدري وش اللي يقسم القلب قسمين) أثارت في نفسي مشاعر وأحاسيس تناسيتها من زمن بعيد .
اليتم – ياسادة –من أفظع مايصاب به الإنسان لإنه إنما يصاب به في طفولته حيث لايقوى على تحمل المصاب الجلل
وليس لديه تجربة كافية عن متاعب الحياة وماتجري به الأقدار .
ماذا تتصور من طفل أو طفلة يفقد فجاءة أمه أو أباه أو كلاهما ،
أي كارثة حلت عليه أو عليها ؟
هل تستطيع الدموع أن تعبر عن مافي صدره أو صدرها من اللوعة والحرقة والألم .؟؟
أي صدر صغير يتحمل هذا المصاب الجلل والهم الكبير الذي يعصره عصراً .؟؟؟
يالهول الصدمة عندما ترى أحب الناس إليك وقد أخذ منك عنوة
وذهب إلى غير رجعة ،
أبعدما كان أو كانت بين أحضان حنونة ورعاية كريمة ، وعطاء غير ممنون
ثم فجاءة يجد أو تجد نفسه أو نفسها
لا ونيس ولا راعي ولا أمل .
أي كآبة تصيب اليتيم أو اليتيمة عندما يأوي إلى فراشه وحيداً يتخيل الأشباح من كل مكان ؟؟؟.
وينام متوسداً دموعه يعاني غصص الفراق ،
ويستيقظ وصدره أضيق ما يكون .
أي فظاعة يشعر بها عندما يخرج من البيت ذاهباً إلى المدرسة
وهو وينظر لرفاقه وزملائه يركبون مع أبائهم في سيارات فارهة
ويمشي سيراً على أقدام صغيرة يحمل فوق ظهره
حقيبته وكأنها جبلاً وليست كتباً ودفاتر ؟؟؟؟
وأي لوعة يعانيها عندما يدلف مع باب المدرسة ،
وهو لم يذق طعم قبلة الصباح ، وإحتضان الوالدين
- إنه ولولا الملامة -
لأحتضن أحد اعمدة فناء المدرسة
عسى أن يجد فيه ما يعوضه عن عناق تعود عليه ، أو يبله بدموع حرى .
وأي مرارة يتجرعها عندما يمر بمقصف المدرسة ويرى الأطفال من حوله
وهم يأخذون ما يريدون وليس معه
سوى فطيرة باردة . ؟؟؟؟؟
أو عندما يرى بقالة الحي التي كان والده يشتري له منها
أنواع الحلوى وغيرها ممايحبه الصغار أمثاله
ثم لا يملك في جيبه ريالاً واحداً ؟؟؟؟؟؟؟
أي صراع يموج داخل صدره أو صدرها وهو يرى أوترى أبناء عمه
أوبنات عمه ينعمون بالحنان والمداعبة والدلال ثم لايسمع
أو تسمع إلا عبارات الزجر والنهر والتوبيخ من أقرب الناس منه
أومنها بل قد يعيره أو يعيرها باليتم والبلادة
ياسادة اليتيم واليتيمة فقدا طعم العيش وسكينة القلب وفرحة الجديد ،
ياسادة اليتامى بحاجة إلى عطفكم ، إلى قبلات طاهرة
وأحضان نقية وإبتسامات صادقة
امسحوا على رؤوسهم كما أوصاكم خير يتيم مشى على وجه البسيطة
الحبيب صلى الله عليه وسلم .
إحفظوا أموالهم واحذروا غضب الجبار في أكل أموال اليتامى ظلماً
ا
اليتم ياسادة ياكرام إنفطار حاد وغور عميق داخل القلب الصغير
يبقى سنين عديدة تنزف جراحه ، وتتناثر مكنوناته بين ألف طريق وطريق
ووراء ألف نظرة ونظرة ، وخلف مئات الدوائر الوهمية المعتمة طلباً لسراب
مشاعر المنشغلين بأنانية الأكتفاء الذاتي الأليم
اللهم ارحم اليتامى وأنزل عليهم السكينة والأنس
وكن معهم حيثما كانوا ،
وسخر لهم خيار خلقك ، واصرف عنهم شرارهم
إنك على كل شئ قدير .