مقاطع اخترتها من
روائع الطنطاوي............
في واحة الإيمان
**
لما كنت في رحلة المشرق
, وامتدت بي تسعة اشهرتباعا كنت افكر في بناتي هل عراهن شئ؟ هل اصابتهن مصيبه ؟
ثم اقول في نفسي :يانفس ويحك, هل كنت تخافين لوكان معهن أخ يحنوعليهن اوجد يحفظهن, فكيف تخافين والحافظ هو الله ,ولوكنت انا معهن هل املك لهن شيئ
إن قدر الله الضر عليهن ؟فلا ألبث أن أشعر بالاطمئنان..
ودهمني مرة هم مقيم مقعد
,وجعلت افكر في طريق الخلاص ,وأضرب الاخماس بالاسداس, ولاأزال بعد ذلك مشفقا مما يأتي به الغد,ثم قلت: مااجهلني إذ أحسب أني أنا المدبر لأمري وأحمل هم غدي على ظهري , ومن كان يدبر امري لما كنت طفلا رضيعا ملقى على الارض كالوساده لا اعي ولا أنطق ولاأستطيع
أن أحمي نفسي من العقرب إن دبت إلي، والنارإن شبت إلى جنبي، أوالبعوضة إن طنت حولي؟ومن رعاني قبل ذلك جنينا،وبعدذلك صبيا؟أفيتخلى الله الآن عني؟.
ورأيت كأن الهم ثقل كان على كتفي وألقي عني
, ونمت مطمئنا.....
..وباب الاطمئنان ,و الطريق إلى بلوغ حلاوة الايمان هو الدعاء,ادع الله دائما ,واسأله ما جل ودق من حاجتك ,فإن الدعاء في ذاته عباده,وليس المدار فيه على اللفظ البليغ.والعبارات الجامعه,وما يدعوبه الخطباء على المنابر,يريدون إعجاب الناس بحفظهم وبيانهم , أكثر مما يريدون الاجابه, فإن هولاء كمن يتكلم كلاما طويلا في الهاتف ,وشريط الهاتف مقطوع,بل المدار حضور القلب,واضطرار الداعي ,وتحقق الاخلاص, ورب كلمة عاميه خافته مع الاخلاص اقرب إلى الاجابه من كل الادعيه المأثوره تلقى من طرف لسان.
فإن أدمت صحبة الصالحين
, ومراقبة الله, ولازمت الدعاء وجدت ليلة القدرفي كل يوم,ولولم تفد من هذا السلوك, إلاراحة النفس,ولذة الروح لكفى ,فكيف وانت واجد مع ذلك سعادة الاخرى, ورضا الله......
اثر الايمان
*
..
ملاك الامر كله ورأسه الايمان,يشبع الجائع,ويدفئ المقرور,ويغني الفقير,ويسلي المحزون,ويقوي الضعيف,ويسخي الشحيح,ويجعل للإنسان من وحشته أنسا, ومن خيبته نجاحا.......
كلنا نموت
**
هل رأى احد منكم يوما جنازة؟ هل تعرفون رجلا كان إذا مشى رج الارض
,
ان تكلم ملأ الاسماع. وان غضب راع القلوب,جاءت عليه لحظة فإذا هو جسد بلا روح وإذا هو لايدفع عن نفسه ذبابه, ولايمتنع من جرو كلب!!
هل سمعتم بفتاة كانت فتنة القلب وبهجة النظر،تفيض بالجمال والشباب،وتنثر السحر والفتون،تبذ ل الأموال في قبلة من شفتيها المطبقتين كزر ورد أحمر،وتراق الكبرياء على ساقيها القائمتين كعمودين
من المرمر،جاءت عليها لحظة فإذا هي قد آلت إلى النتن والبلى، ورتع الدود في هذا الجسد الذي كان قبله عباد الجمال،وأكل ذلك الثغر الذي كانت القبلة منه تشترى بكنوز الأموال؟
!!.
هل قرأتم في كتب التاريخ عن جبار كانت ترتجف من خوفه قلوب الأبطال،
ويرتاع من هيبته فحول الرجال،لا يجسرأحد على رفع النظرإليه،أوتأمل بياض عينيه،قوله إن قال شرع،وأمره إن أمر قضاء، صارجسده تراب
(تطؤه الأقدام،وصار قبره ملعبا للأطفال،أو مثابة لـ.قضاء الحاجات.؟؟!!
هل مررتم على هذه الأماكن،التي فيها النباتات الصغيره، تقوم عليها شواهد من الحجر, تلك التي يقال لها المقابر؟!!!
فلماذا لا تصدقون بعد هذا كله , إن في الدنيا موتا؟!!
لماذا تقرؤون المواعظ
,وتسمعون النذر, فتظنون أنها لغيركم؟وترون الجنائزوتمشون فياه فتتحدثون حديث الدنيا ,وتفتحون سير الامال والاماني .. كأنكم لن تموتوا كما مات هؤلاء الذين تمشون في جنائزهم,وكأن هؤلاء الاموات ماكانوا يوما احياء مثلكم, في قلوبهم أمال أكبر من آمالكم,ومطامع أبعد من مطامعكم؟
فذكروا الموت لتستعينوا بذكره على مطامع نفوسكم
, وقسوة قلوبكم.....
ولاتقل انا شاب ... ولاتقل انا عظيم... ولاتقل انا غني.
فإن عزرائيل إن جاء بمهمته لايعرف شابا ولا شيخا
, ولا عظيما ولا حقيرا ولا غنيا ولا فقيرا...
ولا تدري متى يطرق بابك بمهمته
!!!!
حكمة القدر
*
رويى ابن الجوزي أن رجلا أغمي عليه فحسبوه مات
, وجاؤوا بالمغسل ليغسله,فلما احس برد الماء تيقظ ونهض, فارتاع المغسل وسقط ميتا.
فلا تسأل ماالسر
, ولكن جاهد في سبيل الله.وناضل عن الحق. واعمل لدنياكأنك تعيش ابدا, وعمل لأخراك كأنك تموت غدا.
فتكون قد ظمنت لنفسك الدنيا والاخره
, وهذه حكمة من حكم القدر..