((ممنوع اصطحاب الشيبان))


ايها القارئ الكريم ,,
لاتستغرب’’
ولا تظهر ابتسامة صفراء,, تخرج من حنايا وجهك وقسماتك التي قد تتهمني (بالخبل) او الجنون,,
لا داعي لان تشفق على كاتب هذه الاسطر وتبدي جانبا من الاسى على ماوصل اليه حاله,
لا تتوقع ان بي مسا طارئا (لخبط) اوراقي فلم اعد اعي كيف ارتب الكلمات,,

لمن يهمهم سلامتي,, فانا بخير
ولمن يسوؤهم نجاتي ,, فانا سالم غانم وبقي لكم من الله ما يسوؤكم

لكن العبارة السابقه
اطلت بثمارها المقيته كرؤس الشياطين
ثمارها الحنظليه التي تصرع الابل ناهيكم عن البشر وان كانت تصرع الروح والشعور لمن كان له قلب

هذه العبارة ليست نسجا من خيال
ولا تصنف على انها من الخرافات او الغيبيات
كما انها لا تبعد كثيرا عن مرابعنا

كنت مثلكم اعتقد انه خطا مطبعي
فالاصل((ممنوع اصطحاب الاطفال))
لكن الفرع اعلاه خرج بهذا الشكل الصادم لكل المبادىء والقيم

خرج بهذا الشكل الناكر للمعروف والناكر لزينة الارض بكبار السن فيها

اطل اطلالة منفصلة مبتورة من مسببات التوجيه وامثلة التعلم لاساليب ادارة الحياة وتفاعل الجميع نحو مجتمع واحد مترابط

هذه العبارة,,

شطبت التاريخ
وازالة كافة محتويات الذاكرة ممن امن بها وسعى لها

كيف يجرؤ على ذلك شخص؟؟؟
كيف يستسيغ المجلس وهو يعلم انه سبب في انتقاصه؟؟؟
كيف يسيغ لنفسه العقوق والنكران بعبارة مثل هذه تدل على مستوى منحط في بيئته وتربيته ؟؟؟


كيف له ان يتناسى اياما خوالي؟
كنا نعد فيها كبار السن هامات ومثل نتسابق في تقليدها وتقمص شخصياتها
كنا نتنافس في المناسبات والاجتماعات الكبيرة لخدمة هؤلاء الكبار سنا
كنا نغبط من يحالفه الحظ ليكون (مباشرا) في مجلس كبار الجماعه
كنا نبحث هنا او هناك عن كل تصرف او سلوك نستجدي من وراءه كلمة اشادة او اعجاب من (شايب) من الجماعه
كانت كلماتهم لنا بمثابة شهادات عاليه جدا تنبئ عن شخصياتنا ومستقبلنا كرجال


نشأنا على هكذا نهج
لم نبدل ولن نتبدل بحول الله
هم من ربانا على الاحترام
احترام كبير السن بغض النظر عن من يكون

كنا نطلق عليهم دونما تمييز لقب(ياعم)
وليس كما جيل اصحب العبارة اعلاه (يا ابو الشباب)

لا تعتقدون انهم تنازلوا عن مكاناتهم وان طال العمر بهم
ويفترض بنا ان نحفظ لهم هذه العروش ولو اهتزت
عرفانا منا بجميلهم
وتقديرا منا لمكاناتهم
فهم لازالوا المثل
وهم لازالوا زينة مجالس الرجال
وهم لازالوا( ترمومتر) قياس المرجلة في الاجيال
وهم لازالوا(بنوكا متحركه) للقيم والعادات والسلوك الحسن

اذا...
لماذا في بعض الاحيان يكون وجودهم في اي مجلس مثارا لضيق والتضييق(طبعا في نفوس اصحاب العبارة الملتويه اعلاه)
هل كانوا يتضايقون منا اذ كنا اطفالا نملأ الفضاء بشقاوتنا وازعاجنا ؟؟
وعندما احتوونا شبابا لايكاد يقر بنا قرار بكل حكمة وصدق نية ورغبة في التوجيه؟؟
ام انهم مارسوا دورهم واظطلعوأ بمهمتهم في الحياه كاباء واعمام واجداد وجماعة لتسيير حياتنا وتزويدنا بالقيم

اهكذا يكون رد الجميل ؟؟!!!
ام ان هذا لا يختلف عن جزاء ام عامر وعاثر الحظ (سنمار) ؟؟؟

هذه العبارة ان اسقطت فلم تسقط الا صاحبها
وهذه العبارة فقط ستجعل صاحبها يوما يموت شيئا فشيئا ولا يقدر على استجداء معروف او قول كريم من اي شخص حتى لو كان ابنه
اليس جزاء الجحود الجحود


ايه الشيبان الكرام
سنكم لم يزدكم الا وقارا
وهدوئكم وسكينتكم لم تزدكم الا حبا
وتاريخكم وسلوككم لم يزدكم الاعزا
وحاضرنا وان اختلفت القيم لاغنى له عنكم
انتم تاج الراس
وانتم الفخار والمجد
وانتم زينة الحياه ومشاعل القيم
انتم الضوء المنير في نفق مظلم يشهده الحاضر
لا يهولنكم عقوق من ثلة لا تقدر تاريخا ولا قيما ولا مستقبلا ولا تعاليم دين
لانه لا يعقلون
ولو عقلوا لعلموا انهم على نفس الدرب سائرون
ولن تعفيهم الاجيال القادمه من اكل ثمار شجرة الزقوم التي غرسوها واعتنوا بها
فالجزاء من جنس العمل وما الله بظلام للعبيد

اما نحن فلم نتغير
ولن نحيد بحول الله
(هل جزاء الإحسان إلا الإحسان )
قال صلى الله عليه وسلم " ما أكرم شاب شيخاً من أجل سنه إلا قيض الله له عند سنه من يكرمه’’ ( رواه الترمذي )

موقفنا منكم ثابت
ولا عز للابن الا بعز الاب ولو بعد حين


وعلى العاقين ينعق غراب البين ,,