لقد جعل الله الصلاة من أهم العوامل التى تعين الناس على أداء الواجبات والقيام بأعباء التكاليف والخروج من الأزمات النفسية التى قد تلحق بالنفس البشرية من جراء الظلم فقال تعالى : ) واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين ( ( البقرة : 45 ) . وقال تعالى : ) يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين ( ( البقرة:153)، قال شهيد القرآن: " فما الاستعانة بالصلاة ؟ إن الصلاة صلة ولقاء بين العبد والرب . صلة يستمد منها القلب قوة ، وتحس فيها الروح صلة ، وتجد فيها النفس زادا أنفس من أعراض الحياة الدنيا .. ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة ، وهو الوثيق الصلة بربه الموصول الروح بالوحى والإلهام .. وما يزال هذا الينبوع الدافق فى متناول كل مؤمن يريد زادا للطريق،وريا فى الهجير،ومددا حين ينقطع المدد ، ورصيدا حين ينفد الرصيد .. " (فى ظلال القرآن ج 1 ص 69 )
أ - الاستعانة بالصلاة على مكائد الأعداء :
1- عن عبد الله قال : لما التقينا يوم بدر قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى فما رأيت ناشدا ينشد حقا له أشد من مناشدة محمد صلى الله عليه وسلم ربه تعالى وهو يقول : " اللهم إنى أنشدك وعدك وعهدك اللهم إنى أسألك ما وعدتنى اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد فى الأرض " ثم التفت إلينا كأن شقة وجهه القمر فقال : " هذه مصارع القوم العشية " ( أخرجه النسائى والبخارى وأحمد والطبرانى ) .
2- عن حارثة بن مضرب عن على قال:ما كان فينا فارس يوم بدر غير المقدام ولقد رأيتنا وما فينا إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرة يصلى ويبكى حتى أصبح.( أخرجه ابن حبان وابن خزيمة وأحمد والطيالسى والنسائى وأبو يعلى).
ب - الاستعانة بالصلاة على الشدائد والكربات :
1- قال حذيفة : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر صلى ( أخرجه أحمد وأبو داود ) .
2- عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " حبب إلى من الدنيا النساء والطيب وجعل قرة عينى فى الصلاة" ( أخرجه النسائى وأحمد والحاكم والطبرانى والبيهقى وأبو يعلى ) .
3- وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " يا بلال أقم الصلاة أرحنا بها " ( أخرجه أبو داود وأحمد والطبرانى ) .
4- عن عيينة عبد الرحمن عن أبيه أن ابن عباس رضي الله عنه نعى إليه قثم وهو فى مسير له فاسترجع وأناخ عن الطريق وصلى ركعتين أطال فيهما الجلوس ثم قام فمشى إلى راحلته وهو يقرأ : ) واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين ( ( البقرة :45 ) ( أخرجه ابن عمرو الشيبانى فى الآحاد والمثانى والحاكم ) .
5- عن أم كلثوم بنت عقبة فى قول الله سبحانه وتعالى : ) واستعينوا بالصبر والصلاة ( قالت : غشى على عبد الرحمن بن عوف غشية فظنوا أنه فاض نفسه فيها فخرجت امرأته أم كلثوم إلى المسجد تستعين بما أمرت به من الصبر والصلاة ، فلما أفاق قال : أغشى على آنفا ؟ قالوا : نعم ، قال : صدقتم أنه جاءنى ملكان فقالا : انطلق نحاكمك إلى العزيز الأمين ، فقال ملك آخر : أرجعاه فإن هذا ممن كتبتم له السعادة وهو فى بطون أمهاتهم ويستمتع به بنوه ما شاء الله ، فعاش بعد ذلك شهرا ثم مات ( أخرجه الحاكم ) .
ج- الاستعانة بالصلاة على قضاء الحاجات :
في أبواب الفقه ما يُعرف بصلاة الحاجة ، فعن عبد الله بن أبي أوفى قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من كانت له إلى الله حاجة أو إلى احد من بني آدم فليتوضأ فليحسن الوضوء ثم ليصلِ ركعتين ، ثم ليثنِ على الله وليصلِ على النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم ليقل : لا إله إلا الله الحليم الكريم سبحان الله رب العرش العظيم الحمد لله رب العالمين أسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والغنيمة من كل بر والسلامة من كل إثم لا تدع لي ذنبا إلا غفرته ولا هما إلا فرجته ولا حاجة هي لك رضا إلا قضيتها يا أرحم الراحمين " ( أخرجه الترمذي وقال : حديث غريب وفي إسناده مقال فائد بن عبد الرحمن يضعف في الحديث ، ورواه أيضا بن ماجة والحاكم ) .
د- الاستعانة بالصلاة على حسن الاختيار :
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الامور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن ، يقول : " إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل : اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو قال : في عاجل أمري وآجله فيسره لي ثم بارك لي فيه ، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو قال : في عاجل أمري وآجله فاصرفه عني واصرفني عنه ، واقدر لي الخير حيث كان ثم أرضني به ، قال : ويسمي حاجته " ( أخرجه الترمذي والبخاري والنسائي وابن حبان وابن خزيمة وأبو داود وأحمد والحاكم والطبراني وغيرهم ) .
توصيات عملية :
1- ينبغي على كل مسلم أن يحافظ على روح الصلاة وأن يسأل نفسه باستمرار في ورد محاسبة خاص : هل أثرت الصلاة في حياتي ؟ أم أن هناك انفصام ؟
2- أن يقوم الناس بنصح المصلين إذا رأوا منهم انحرافا فيذكروهم بأثر الصلاة وما ينبغي أن تكون عليه حياتهم منطلقين من الصلاة كقيمة لها ما بعدها .
3- أن يسعى القائمون على كل مؤسسة أو تجمع لأقامة مسجد في هذا التجمع لرفع قيمة الشعائر الإسلامية.
اعذروني اخواني على الطاله