بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 25
|
تاريخ التسجيل : May 2009
|
أخر زيارة : 07-22-2012 (03:59 AM)
|
المشاركات :
6,599 [
+
] |
التقييم : 388643593
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
رد: باڷأمڛ دۇږڪ [تجږح] ۇاڷيۇم دۇږي بآخِذ [بثآږي] منـﮗ {ۇاڷبآدِي أظڷم..!!
اليوم الأخير كان عبارة عن رحلة مطولة لأماكن شهيرة لأبها البهية , فإن كنتم باشتياق لتتعرفوا أين كانت الجولة فاستعدوا لنعبر كيلوات عدة , و نعيش مناطق متفاوتة , و نتعرف على مناشط متباينة . نهاية الرحلة كانت مشابهة للبداية ,حيث بدأت رحلتي هذا اليوم من على السفرة . حيث تفوح رائحة الفول و تنتشر في الشقة , و تعقبها رائحة الخبز الفواحة فتزكم الأنوف فيجبر الجميع أن تمتد أياديهم إلى الأطباق . فكما بدأنا الرحلة في أول حلقة من مائدة الإفطار فنحن اليوم نختمها من مائدة الإفطار . فحيا هلاً بكم في رحلتنا في ربوع أبها … البداية من منطقة الحبلة و هي منطقة تقع في أطراف مناطقة أبها , و قد كانت منذ سنوات قريبة تعتبر منطقة معزولة عن العالم , و هي قرية من القرى النائية تقبع تحت جبال عالية . حيث ينزل أهل تلك البلدة إلى بلدتهم بوسيلة وحيدة , و هي حبال ممتدة من سفوح الجبال إلى قيعانها . حيث تتواجد قريتهم التي عشقوها , و استحملوا الصعاب من أجلها , كانت عيشتهم التي اختاروها مناسبة لهم حيث يتسلقون الجبل في أول النهار ثم يجلبون حاجتهم و يعودون قبل الظلام . فلم يفكروا أن يغيروا من طريقتهم , أو يبدلوا عيشتهم . حيث تنتشر بيوت القرية تحت أغصان الأشجار , و يمر بتلك البلدة أودية تستسقي من الجبال المجاورة , و تحيط بهم مزارعهم الصغيرة التي توفر لهم الكثير من متطلبات الحياة . لذا فهم لا يصعدون الجبال العالية إلى للضرورة القصوى , أو لتوفير حاجات لم يستطيعوا أن يستخلصوها من بيئتهم . استمر وضعهم على هذا الحال سنوات عدة . حتى امتدت لهم يد الحضارة , و انتشلتهم من بقعتهم تلك , و أسكنتهم في أواسط المدن المحيطة . انتقلنا من أبها إلى الحبلة عبر طريق يجذبني و بشدة , و هو طريق الواديين , حيث يعجبني بتعرجاته و جميل بيوته . و لم يخلوا الطريق من مناظر المزارع المدرجة , و بعض القرى الصغيرة الرائعة , و الكثير من المساكن القديمة .
أيضاً لعل القردة كانت حاضرة في تلك المنطقة , فهذا موسمها الذي تنتظره , فهي تريد أن تستمتع بالموسم السياحي على طريقتها الخاصة , فمنها الاستعراض ومن الناس الأكل و الطعام . وقفنا برهة من الوقت و كلي حذر من شقاوة تلك القردة , فإن تطعمها مرة فلن ينتهي الأمر …بل تريد منك أن تستمر , و إن انتهى الطعام فالويل لك ثم الويل . فلن تتركك بحالك , و سوف تقذفك بالحجارة , فيتحول المرح إلى حزن و غم . ابتعدت عن القردة و تابعت الناس و هم يطعمونها بأنواع الأطعمة …ثم بعد قليل و إذ بالقردة تصعد الجبل و تستمتع بالأكل و تترك البشر . ولعل الباعة الذين ينتشرون على أطراف الطريق من أكثر الناس فائدة من وجود القردة ,فالناس تشتري الموز و تنفقه بلا هوادة على تلك القردة .
منظر الفاكهة المعروضة يغريك أن تتقدم خطوة لتنال سلة من الفواكه المشكلة , عرضهم للفواكه ينم عن ذوق رفيع ودراية كافية بكيفية جذب الزبون , فهم يعلمون أن العين تعشق كل جميل .
خرجت من ذلك المكان , و اتجهت إلى طريقي الموصل إلى الحبلة . وصلت هناك و كانت الشمس محرقة , و ذلك ليس بمستغرب فعلوا الجبال , و ارتفاعها جعلها بمقربة إلى قرص الشمس , مما نتج عنه هذه المناخ الحار , مع عدم وجود السحب , و توقف النسمات التي تنعش البدن .
كان لابد أن ننتقل إلى المطل , و لكن كل شيء بثمن , فدخول العربات برسوم معروفة , حيث تجد بالداخل جلسات مشرفة على بلدة الحبلة القديمة , و هذه الجلسات للأسف لا تفي باحتياجات جميع الزوار , و لا أعلم عن جمالها أو نظافتها , و لكن مظهرها يبشر بالخير, و أيضا توجد بالمنطقة المحيطة محلات مختلفة . هذه المحلات رغم فائدتها لزائري الحبلة , و لكن طريقة عرض السلع تبدو بشكل لا يهتم بالزبائن أو العرض المثالي . فلم تعرض بطرق العرض الحديثة , فأكوام من الملابس , أو البضائع على رفوف , أو طاولات المحل تبدو مبعثرة . و قلة التنظيم هي سمة من سمات تلك المحلات , مع وجود عامل قد أهمل محله , و أخذ ينظر يمينٍ و شمالاً , فكأنه يبحث عن شيء قد فقده , كل ذلك يجعل الناس تصد عنه . و تستغني عن خدماتهم المتهالكة . و رغم بعض العذر لهم بأن وقتهم موسمي , و فتح مثل هذه المحلات يتم في وقت محدد , و بخطوات سريعة , و لكن أعتقد أن العبث بنظرة السياح و عدم مراعاة شعورهم و ذوقهم تجعل المرء يعيد التفكير بالسياحة المحلية أكثر من مرة .
في مكان آخر يجلس عامل ينتظر الأطفال أن يقدموا له قسيمة الألعاب , فينهض متثاقلاً لتشغيل اللعبة , يدير المحرك ثم يرجع ببطء إلى مكانه , و كأن عقارب الزمن متوقفة رغم أن اللعبة متسارعة . لم يقطعه هذا المشوار , أو هذا العمل على أن يكمل حديثه مع صاحبه , فيرفع صوته لزميله الذي يجلس بالمحلات ليتمم مناقشة بعض أموره . جرس انتهاء الوقت المحدد ينبه العامل أن هناك أطفال يحسن به أن يفتح لهم باب الخروج , و أطفال أخرى قد حان وقتهم , و ينهض متثاقلاً ثم يذهب و الملل ظاهر من حركته . فيفتح الباب و ينظر إلى أطفال أخر قد حكم عليهم أن يدخلوا هذا القفص . فيبدأ دوران المحرك الخاص باللعبة بسرعة و كأنه أيضاً يريد أن ينهي الوقت بسرعة و يعود للركون مثل صاحبه العامل المهموم .
عندما تطل على مع جبال الحبلة , تجد أناس يهبطون عبر العربات المعلقة من سفوح الجبال إلى قيعانها , حيث توجد قرية شعبية في تلك المنطقة , و ستشاهد الناس و هم يتجولون عبر غاباتها الصغيرة , فيخرج من بين الأغصان رجال , ثم يتبعهم أطفال .
و عندما تمر ببصرك من تحت تلك الأشجار تجد عائلة قد استظلوا بظلها . و قد جلبوا جميع حاجياتهم معهم , إما أغراض طبخهم , أو بعض المشروبات الحارة التي تزيد من حرارتهم , أو الباردة التي تنشطهم و لكن في كلا الحالتين فإنها تؤنس جلستهم .
أما في أماكن أخرى إما تحت الجبل , أو في منتصفه , تجد مجموعة من الشباب قد عزموا أن يعيدوا تجربة الآباء و الأجداد , و ذلك بتسلق الجبل على طريقة أهل الحبلة , فقد ربطوا حبالهم في منتصف أجسامهم , ثم بدأ أكثرهم جرأة على المحاولة …
بعد لحظات تجد أن الذين عزموا على أكمال كل المرحلة من التسلق هم قلة . أما الأغلبية فقد آثروا النجاة و السلامة , فهل هناك أفضل من السلامة . هؤلاء الشباب , يدفعهم حب المغامرة , أو حب التجربة , أو الاستعراض .
و كل ذلك ليس بمستقبح أو أنه منبوذ إنما أمر محمود . و لكن الاعتراض أن تكون تلك المغامرة بدون استخدام وسائل السلامة لتسلق الجبال العالية .
فيظهر لي عبر منظار الكاميرا أن الجبال قد وضع عليه سلالم تساعد من يحب أن يمارس تلك الهواية , و لكن أخوتنا هداهم الله , يتسلقونها بثيابهم , و كأنهم في وليمة فرح , أو كأن العمر يكرر مع كل محاولة …
و لا يعلمون أن ليس كل مر تسلم الجرة , إنهم يخاطرون بحياتهم , و الخطر يحف بهم , بل يمشون على أطراف الجبال , و على جانب الهاوية , و بممرات ضيقة و على رؤوس أصابعهم …
وليس ذلك فحسب بل تجد أنهم يعبثون على بعضهم و هم بهذا المكان العالي . ثم يتبعون كل ذلك قهقهات و أصوات نشاز يتأذى منها كل من في ذلك المكان .
إنني و أنا أنظر إليهم أتساءل كم هي فجيعة أمهم بهم لو رأتهم في هذا المنظر , فكيف لها أن تتلقى خبر إصابتهم بسوء لو قدر الله لهم ذلك . كم أتمنى دائماً أن نهتم بمن ينبض قلبه لنا , إذا كنا لا نهتم بأنفسنا , و لا تهمنا أعمارنا .
ليس كل هذا حال الشباب , بل بعضهم يمارسها على أصولها . فتجدهم قد لبسوا اللبس المناسب , و أخذوا المواقع المناسبة للتسلق , و بدؤوا بممارسة هوايتهم , فهؤلاء نقول : أهلاً و سهلاً و مرحباً .
خرجنا من المطل , و ذهبنا إلى الأرض الممتدة قبل الجبل . حيث هناك مخيمات الشباب . جاؤوا من كل فج عميق , و نصبوا خيامهم , و تفننوا بوضع مخيماتهم . بينهم تنافس في كل شيء . و لكن الذي لفت نظري أن لهم في السيارات شأن و عمل . حيث عزم أهل أغلب المخيمات هناك . أن يوقفوا سياراتهم على الحجارة , و أن يتفننوا برص الحجارة على إطاراتها . فكلٌ و الميول التي ينتمي إليها , أو الهوايات التي يعشقها . فبعضهم يضع الحجر بلون نادية المفضل , و بعضهم يكتب على سيارته بالحجارة اسم منطقته و بلدته . و بعضهم يضع رموز قبيلته . و لكن هم بشغل دائم . و عمل مستمر . و كل رضاهم أن تبتسم عندما تراهم . أو تستأذن لتصور أعمالهم . أو يشد الأعجاب أعمالهم . و كل ذلك لهم و نسأل الله أن يصلحهم و أن يسددهم و يهديهم . في مكان قريب نصبت خيام ممتدة حيث . يوجد مجموعة من الشباب قد وضعوا صناديق زجاجية , و وضعوا فيها ثعابين مختلفة هي حصيلتهم لشهور عدة . الزيارة بخمسة ريالات , و تشمل الفرجة على الثعابين التي قد أهلكها كثرة الزوار و التصوير معها . فهي بمرحلة قبل الموت فقد تعاقب البرد و حر الشمس الذي نال منها . فتجد الثعابين بعضها يسحب نفسه سحباً ليرضي زائراً قد دفع مبلغاً . أو تجده تفتح فاها ليندهش منها من قد عنا إليها و من بعيد قد أتاها . لم أرحم ثعابين مثل تلك الثعابين . قال ابني : أبي أريد أن أمسكها بيدي . فقلت خيراً لك أن تمسك حبل الغسيل من أن تمسك هذه الثعابين . فهي كالبلاستيكية أو أشد جماداً منها . أمسكها و صور معها , و هي تتمنى أن تلحق بأخواتها التي سبقنها بلفظ أنفاسهن الأخيرة . بعد هذه الإطلالة , كان لابد أن نتجه إلى مكان آخر , فأين نذهب …فكما تعلمون أن اليوم هو اليوم الأخير من الرحلة , فلابد أن يكون لنا زيارة للسودة , فنودعها و نستمتع بلحظات في أعالي جبالها , فمن أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال كان اتجاهنا . تركنا الحبلة خلفنا , و مررنا بمنتزه الأمير سلطان , و القرعاء … و شققنا أبها , ثم أخذنا الجبل المحبب إلى نفسي و الذي يرميني إلى حيث الهوى رماني . حيث جبال السودة . إن أكثر ما يميز السودة أنها تخبأ لك مفاجأة سارة بالتأكيد , و لكن ماهي ؟ هل هي سحب و غيوم , أم شمس و ظل و نسيم , أم أمطار و قطرات . لا تفكر كثيراً بماذا ستكون المفاجأة فكل أمر تتصوره بيد الخالق سهل و يسير . كان المخطط أن سيكون الغداء تحت شجرة من أشجار السودة , أما أن نستظل بظلها عن أشعة الشمس الدافئة , أو أن نحتمي بأوراقها عن قطرات المطر الهاطلة . يساعدنا في ذلك أن الوجبة قد أعدت من قبل , فكل الذي علينا أن نختار مكاننا , و أن ننعم برائحة القهوة و هي تنشر رائحتها في جبال السودة , لكن عندما أقبلنا على السودة . كانت المفاجأة هذا اليوم من النوع الثقيل , فالسحب السوداء تغطي الأفق , و السماء بالأرض تكاد أن تلتصق, و بدأت حركة الناس تزداد و تضطرب
|