عرض مشاركة واحدة
قديم 06-03-2010, 04:02 PM   #77


الصورة الرمزية ابواصيل
ابواصيل غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 25
 تاريخ التسجيل :  May 2009
 أخر زيارة : 07-22-2012 (03:59 AM)
 المشاركات : 6,599 [ + ]
 التقييم :  388643593
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: باڷأمڛ دۇږڪ [تجږح] ۇاڷيۇم دۇږي بآخِذ [بثآږي] منـﮗ {ۇاڷبآدِي أظڷم..!!



تحقيق وتصوير: رنا جوني
في زمن غابت فيه عادات وتقاليد أجدادنا عن الظهور في ساحة حياتنا، بل يمكن القول انها اندثرت، وفي زمن خلت فيه حياتنا من أبسط القيم التي تربت عليها الاجيال، وغابت عن البال طريقة حياتهم التي كانت رغم صعوبتها وبساطتها في آن معا تزاوج بين الفرح والراحة التي نفتقدها في يومنا هذا رغم التقدم التكنولوجي في كل ما حولنا.. بقيت "نافذة" في شرفة منزل في قرية الدوير الجنوبية ـ قضاء النبطية تستحق وصفها بالمتحف.
ليس سهلا ان تجد شخصا مازال متمسكا بكل مقتنيات الحياة الماضية ولكن حين تعثر عليه يروادك الحنين، وشعور يدفعك لمشاركة الآخرين بعضاً منه.
زيارة المتحف
المشوار انطلق من بلدة الدوير ـ النبطية مع ام هشام تلك المرأة الستينية التي جعلت من منزلها متحفا طبيعيا لكل الادوات والاواني والوسائل التي كان جيلها يعتمده في حياته اليومية لتأمين قوته. التجوال في شرفة منزلها التي تمتد على مسافة اربعة امتار تقريبا وتحتوي على مئات القطع الاثرية النادرة التي تشكل نوعا من السياحة التراثية في مكان ناء يصور لك طبيعة الحياة القديمة كيف كانت. بفرحة ممزوجة ببعض الحرقة تحدثك ام هشام عن كل قطعة في متحفها البسيط، اذ ان لكل قطعة قصة فهذا "النورج" وتلك "السكة" ومعها "المدراية" تقول كنا نجتمع على بيدر الضيعة ايام الحصاد النسوة تعمل على دري القمح بواسطة مدراية لتجميع " غمار القمح" عن البيدر، فيما يقوم الرجال بجر الحمارتين المربوطتين بالسكة والنورج ليتم درس القمح. هذه الطريقة غابت عن الظهور كليا ويتم الاعتماد حاليا على جرار آلة درس القمح " الدراسة". تتجول داخل المتحف الاثري فتدهش لما يحويه من آنية قديمة ونادرة من "المذياع" الى "الكبكة" التي كانت ربة المنزل تحفظ الاكل فيها تعلق في سقف المنزل وتتدلى عليها قماشة تحفظ الاكل وهي بديل "البراد" حاليا.
هناك في ذلك المنزل النائي البعيد عن ازدحام الناس في بلدة الدوير ـ النبطية تصطف المقتنايات الاثرية جنبا الى جنب تحاكي بعضها وتعيد زائرها الى الزمن الذي غاب عنه هناك ترى الحياة البسيطة الممزوجة بجمال الحياة التي نفتقده المذياع يعزف على قبس سراج بقي منه هيكل معلق بين عشرات انواع السراجات كل واحد ينادي الا ليت الزمان يعود، وليس ببعيد ان نعود اليوم نستعمل الفانوس والسراج مع انقطاع التيار الكهربائي بشكل كبير وغلاء المحروقات، وان كان بحكايا ام هشام التي ما انفكت تروي سوالف تلك الحياة الغابرة تلك السوالف التي نسعى نحن الشباب ان نجمعها لنتعلم منها تقف ام هشام اما صندوق العروس تتأمله وبريق العين يسطع تصمت قليلا ثم ثقول حين كانت الفتاة تتحضر لزفافها كانت الحارة كلها تنهمك باعداد جهازها التي تنقله بهذا الصندوق الى منزل العريس تتنهد ام هشام تعود وتكمل لتتحدث عن اعراس ايام زمان " زمان كان العرس يستمر لمدة اسبوع كانت حلقات الدبكة وعزف المنجيرة الى ركوب الاحصنة والحمير كلها ترافق العروس الى منزل عريسها تتحدث باسهاب وكأنها تحاول ان تصور لك ذلك المشهد تقول كان العريس يأتي الى منزل العروس على الحصان او الحمار حسب المتوفر يأخذ عروسه ويركبها خلفه رائع ذلك الزمان بين كل قطعة وقطعة داخل متحف او مزار ام هشام حكاية ورواية السلال تتدلى من على سقف تللك الشرفة "برندا" تنادي الفتيات لتنقلنا القمح والفاكهة والحليب ومعها جرار المياه التي كانت النسوة تأخذها الى نبع الحي لتملأها مياه هذه الصورة تراها ام هشام اليوم عائدة للظهور اذ اننا نعاني شح المياه وانقطاعها بشكل كبير وترى النسوة يتجمهرنا امام عين المياه لتعبئة المياه ما ينقص فقط هو حملها للجرار .هل تصدق رؤية ام هشام ام ماذا؟
سؤال يطرح ذاته على ام هشام التي تراها تحاكي الحياة بطريقة مغايرة تختصر عليك مشوار السؤال "يجب ان نحافظ على تراثنا الجنوبي بدأت منذ عشرين عاما اجمع الاواني والمقتنيات القديمة انا وزوجي لان من لا قديم له لا جديد له وها انا اليوم احصد ما جنته يداي تدفق الزائرين لرؤية ما جمعته طيلة المدة الماضية، لقد تحول مزاري مقصدا لطلاب الجامعات لاعداد الابحاث عن الحياة التقليدية القديمة تلك الحياة التي بقيت ذكرى في ذاكرتنا نحن الكبار، وتضيف مقتنايات محتفي اصبحت نادرة وتحولت ملاذا للعديد من الرواد العرب والاجانب ايضا للتعرف على كل قطعة فيه فهذا النورج لدرس القمح ومعها المدرية وكانت السهرة لا تكتمل الا على ضوء الفانوس والسراج يرافقها الموسيقى التي تصدح عبر المذياع الذي ندر اليوم
تشير ام هشام الى انها كانت كل ما سمعت بأن هناك قطعة قديمة يريد اصحابها رميها تذهب وتأخذها لانهم برأيها لا يعرفوا قيمتها تقول انا اقدر ثمنها افتخر بالتراث القديم تراث جنوبنا جنوب العز والفخر".
اواني جدودنا
في متحفي تقول ام هشام "تجد الكبكة تعلق على سقف المنزل لحفظ الاكل واستبدلت بالبراد، المورج لحرث القمح " المحراث"،صندوق جهاز العروس، جرن دق القمح للفريك وبرش القمح، المذياع فوانيس وبوابير تعود لاكثر من خمسين عاما ويصعب الحصول عليها اليوم فضلا عن سلال القش ومناخل الطحين والغرابيل وهي تعدد لك ما يحتويه ذلك المتحف المميزة تتوقف عند "برميل من الخشب المنتفخ " تقول كنا نصنع الخل فيه نخزن العنب ونخمره لنحصل على الخل البلدي الصافي وتكمل يوجد سكة الفلاح والعود والنير المورج ومعه المساس " الناعوص" لتنظيف العود ( هذه عدة الفلاح). "الانتل" لتعبئة المياه ومربط الخيل وغيرها الكثير الكثير خوابي الزيت والزيتون خضاضة اللبن " الطناجر النحاسية" هنا تحبرك ام هشام ان الاكل فيها اشى والذ من طناجر التيفال لانها تحافظ على نكهة الطعام مكوى فحم ولجراس البقر والغنم والماعز الذين يستقبلونك على مدخل المتحف بموسيقى اقرب الى الروح منها الى الاذن تنعش القلب ام هشام تسبقك بالقول الجلسة على شرفة المنزل مع تلك المعزوفات الطبيعية تحول الجلسة الى جلسة شاعرية تريح الاعصاب وتنعش وتلطف الاجواء انها تنسيني همومي وتقمعني عن التفكير بأي مشكلة".
قيل الكثير بحق تلك الزاوية القديمة، والكثير يحاول اليوم ان يقتدي بها، لها طعم جديد ومعنى اخر معنى الحياة الصبر والتحدي هناك حيث كل شيء قديم تتوقف الحياة يتوقف الزمن لحظات تعود الذاكرة الى الوارء شعور جميل تدهش الروح والنفس وانت تتأمل كل شي داخل المزار تقاطعك ام هشام لتخبرك "ان احدا لم يعرف قيمة هذا الشيء الا حين يدور الزمن فيه اسعى لان اجمع كا ما هو قديم اينما وجد"، تكمل لتقول ايام الحرب عثر ابني على جاروشة جانب احدى المنازل التي دمرت في بلدة يحمر الشقيف وكان يصعب الوصل اليها بسبب تواجد العدو الاسرائيلي هناك ولكن اصرّ ابني على احضارها كي لا تضيع كما ضاع الكثير خاطر بنفسه وتمكن من احضارها وها هي اليوم تركن بجانب رفاق دربها في الاثار.
"ان الباحث عن التراث لهو بالمحظوظ الاكبر والرابح الاكبر لانه يتعلم معنى العيش والصبر يملك رؤية واضحة حول المستقبل" بهذه العبارة تختصر ام هشام مسيرة دربها وتوصل عبرها رسالة واضحة لكل الشباب ليبحثوا عن تراثهم ويحافظوا عليه لانه الارث الاثمن في الوجود وخاصة ارث التعلق بالارض لاننا اليوم نفتقد حب الارض ونرى الشباب يبعون الارض ما قمت به ليكن حافزا للشباب يشجعهم على المضي قدما وعدم الاستسلام والارتهان لضغوط الحياة القاسية
انها السياحة التراثية في متحف ام هشام والتي يجب ان تنشط وتزدهر في الجنوب عامة والنبطية خاصة التي تحوي الكثير من الاماكن التراثية وان كانت في بعضها بيتي ولكن يجب ان تحظى بلفتة من كل من يعنيه او يهمه الامر لان ذلك يعطي دفعا للتقدم نحو المستقبل.



ميزان ايام زمان

وصندوقة العروسة

ادوات درس القمح

الكبكة: براد ايام الصيف

عدة حراثة ومذياع


 
 توقيع : ابواصيل


وديَ ابوْح ب كل ما بخاطريَ مكَنونْ لـ كن
.........ظروف الوقت تَلزم سكوتي !
مآ قوى لسآني ينطق سوى ْ : . . !
[ آللهم من آراد بي السوءَ ف شغله في نفسه ]



رد مع اقتباس