واحة العاشقين
كنت أنتظرها فى بستان العاشقين ، ولكن لم يصلها
ندائى ، أو ربما عزفت هى عن تلبية النداء لشغفها
بالإنفراد والتَّفرُّد والتَّأمُّل بعيدا عن هواجس وصخب
العاشقين
بحثتُ عنها فى كل مكان ، إلى أن جاء من يُخبرنى
أنها هنا فى واحة العاشقين ، وأنها اعتزلت منها مكانا
قَصِيَّا وحدها ، لتنسج من أحزانها آمالها الخاصَّه ،
وّتُدَبِّجُ بخيوطِ الشمس ملامحها الملائكية الذكية العذبه
دخلتُ عليها محرابها .. انتبهت .. وانتفضت .. وهرولت
إلىَّ متلَهِفه ، هاتفةٌ بصوتها الشَّجى :. (حبيبى )
شَبَّت على أطراف أصابعها .. وطوَّقت عنقى بذراعيها
وضمتنى بحرارةٍ إلى صدرها
أعرف أنكَ ستأتى يوماً وكنتُ أنتظرك ( هكذا قالت )
إغرورقت عيناى بالدموع الحارَّه ، ومع أول خفقةِ جفن ،
انحدرت على الخدين دمعتان
سارعت هىَ بتلقيهما فى كفَّيها
تجمَّدت الدمعتان فصاحت مبتهجه :.
هاتان أجمل وأغلى حبتين ماس فى الكون
|