السيرة النبوية المبحث الأول
السيرة النبوية لابن هشام – الجزء الأول: المتن ج / 1 ص -3- بسم الله الرحمن الرحيم
{وَبِهِ نَسْتَعِين}
الحمد للّه رب العالمين، وصلواته على سيدنا محمد وعلى آله أجمعين
ذكر سرد النسب الزكي
من محمد صلى الله عليه وآله وسلم إلى آدم عليه السلام
قال أبو محمد عبدُ الملك بنُ هشام: هذا كتابُ سيرة رسول اللّه -صلى اللّه عليه وآله وسلم -محمد بن عبد اللّه بن عبد المطلب. واسم عبد المطلب: شَيْبَة1 بن هاشم. واسم هاشم: عمرو2 بن عبد مناف، واسم عبد مناف: المغيرة3 بن قصي4، بن كلاب5
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 هكذا ذكر ابن إسحاق: أن اسمه شيبة -وهو الصحيح- وسمي بذلك لأنه ولد في رأسه شيبة. وأما غيره من العرب ممن اسمه شيبة، فإنما قصد في تسميتهم بهذا الاسم التفاؤل لهم ببلوغ سن الحنكة والرأي، كما سموا بهرم وكبير.
وعاش عبد المطلب مائة وأربعين سنة وكان لدى عبيد بن الأبرص الشاعر المشهور.
ويقال: إنه أول من خضب بالسواد. وقد ذكر أن اسمه عامر، "انظر الروض الأنف بتحقيقنا طبعة عباس شقرون ص7 ج1".
2 عمرو: وهو اسم منقول من أحد أربعة أشياء: من العَمر الذي هو العُمر. أو العَمر: الذي هو من عمور الأسنان. أو العُمر الذي هو طرف الكم. أو العَمر الذي هو القُرط.
3 المغيرة: وهو منقول من الوصف، والهاء فيه للمبالغة، أي أنه مُغير على الأعداء، أو مغير من: أغار الحبل إذا أحكمه.
4 قُصى واسمه زيد، وهو تصغير قَصيّ أي بعيد؛ لأنه بعد عن عشيرته في بلاد قُضاعة، حين احتملته أمه فاطمة مع ربيعة بن حرام.
5 كلاب: وهو منقول إما من المصدر الذى هو معنى المكالبة، وإما من الكلاب جمع كلب؛ لأنهم يريدون الكثرة وقد قيل لأبي الرقيش الأعرابى: لم تسمون أبناءكم بشر الأسماء نحو: كلب وذئب، وعبيدكم بأحسن الأسماء نحو: مرزوق ورباح، فقال: إنما نسمي أبناءنا لأعدائنا، وعبيدنا لأنفسنا: يريد أن الأبناء عدة الأعداء وسهام في نحورهم؛ فاختاروا لهم هذه الأسماء.
ج / 1 ص -4- ابن مرة1، بن كعب2 بن لؤي3، بن غالب، بن فهر4، بن النضر بن كنانة، بن خزيمة5، بن مدركة، واسم مدركة: عامر، بن الياس6، بن مضر7،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 مرة: منقول من وصف الحنظلة والعلقمة، ويجوز أن تكون الهاء للمبالغة، فيكون منقولًا من وصف الرجل بالمرارة. أو قد يكون من المسمين بالنبات فقد ذكر: أن المرة بقلة تقع فتؤكل بالخل والزيت.
2 كعب: وهو منقول من الكعب الذي هو قطعة من السمن، أو من كعب القدم، يقولون: ثبت ثبوت الكعب، وكعب هو أول من جمع يوم العروبة، ولم تسم العروبة إلا مذ جاء الإسلام وقيل: هو أول من سماه الجمعة؛ فكان يجمع قريش في هذا اليوم ويذكرهم بمبعث النبي –صلى الله عليه وسلم– ويعلمهم أنه ولده، ويأمرهم باتباعه.
3 لؤي: هو تصغير اللأى، وهو الثور الوحشي كما ذكر ابن الأنباري.
4 فهر: قيل: إنه لقب، والفهر من الحجارة الطويل، واسمه قريش وقيل: بل اسمه فهر، وقريش لقب له.
5 خزيمة: تصغير خزمة، وهي المرة الواحدة من الخزم، وهو شد الشيء وإصلاحه.
6 الياس. قال فيه ابن الأنباري: إلياس بكسر الهمزة وجعله موافقًا لاسم إلياس النبي، وقيل في اشتقاقه: إنه إفعال، من قولهم: رجل أليْس وهو الشجاع الذي لا يفر. قال العجاج:
أليْس عن حوبائه سخى
أما غير ابن الأنباري فقال: إنه إلياس، سمي بضد الرجاء، واللام فيه للتعريف والهمزة همزة وصل.
7 مضر: قال فيه القتبى. هو من المضيرة وهي شيء يصنع من اللبن فسمي مضر لبياضه، فقيل: مضر الحمراء؛ لأن العرب تسمي الأبيض أحمر.
ج / 1 ص -5- ابن نزار1، بن مَعَد2 بن عدنان3، بن أدّ4.
ويقال أدَد، بن مُقَوِّم، بن ناحور، بن تَيْرَح، بن يَعْرُب، بن يَشْجُب5، بن نابت، بن إسماعيل6، بن إبراهيم7 -خليل الرحمن- ابن تارح -وهو آزر8- بن ناحور، بن ساروغ، بن داعو، بن فالخ9، بن عَيْبر10، بن شالخ11، بن أرْفَخْشَذ12، بن سام، ابن نوح13، بن لمك، بن متوشلخ14، بن أخنوخ وهو إدريس النبي -فيما يزعمون- والله أعلم. وكان أول بني آدم أعطي النبوة، وخط بالقلم -ابن يرد15 بن مهليل16،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 نزار: واشتقاقه من النزر وهو القليل، وكان أبوه حين ولد له ونظر إلى النور بين عينيه وهو نور النبوة نحر وأطعم وقال: إن هذا كله نزر لحق هذا المولود.
2 معد: أخذ من المعد وهو القوة.
3 عدنان: فعلان من عدن إذا أقام.
4 أد: ويقال: أدد. قال ابن السراج: هو من الود وانصرف.
5 ناحور: من النحر، وتبرح: من الترحة. ويشجب: من الشجب.
6 إسماعيل: تفسيره: مطيع الله.
7 إبراهيم: معناه: أب راحم.
8 قيل معناه: يا أعوج.
9 ويقال فيه: فالغ.
10 عيبر: ويقال فيه عابر، وذكر الطبري: أن بين فالغ وعابر أبا اسمه قينن أسقط اسمه من التوراة؛ لأنه كان ساحرًا.
11 شالخ: معناه الرسول أو الوكيل.
12 أرفخشذ: تفسيره المصباح مضيء.
13 نوح: واسمه عبد الغفار ويقال: إنه سمي "نوحا" لنوحه على ذنبه.
14 متوشلخ: وتفسيره مات الرسول؛ لأن أباه كان رسولًا ومات، ومتوشلخ في بطن أمه.
15 يرد: وتفسيره الضابط.
16 مهليل: وقيل مهلائيل: وتفسيره: الممدح
منقول من سيرة ابن هشام المجلد الأول
|