حمى الشراء قبل رمضان .
حانت ساعة الصفر ودق جرس الإنذار وبدأت جحافل المتسوقين السعوديين الذي يترقبون إطلالة رمضان
في اقتحام المراكز التجارية وحلقتي الأغنام والخضار ومراكز بيع الجملة والحراج
وحتى البقالات لشراء ما يحتاجون له من أكل وشرب في ليل رمضان فقط.
هذه ما يحدث الآن ويكفي أن تمر على أي شارع تجاري أو على مركز من مراكز بيع المواد الغذائية
لترى نفسك وأهلك وجيرانك وزملاءك وكل خلق الله من السعوديين وهم يدفعون عربية خلف أخرى
وكل واحدة منها مكدسة بعشرات الأنواع من المواد الأساسية وكل واحدة منها تكفي قبيلة
من الناس لو أكلوا منها ليلا ونهارا ما نفدت.
لا أحد ينصت لصوت العقل ولا حتى الذائقة.
لا أحد يريد أن يعرف ما نحتاج إليه وما لا نحتاج.
لا أحد يريد أن يعرف كم هو الحجم الحقيقي لاحتياجاتنا
وما هي الزيادة المتوقعة على معدل استهلاكنا اليومي ومصروفنا الشهري،
فقط ناس تجوب في الشوارع كالعواصف وتلتهم ما في الأسواق كالنار في الهشيم،
متناسين كل ما قالوه طوال الأشهر الماضية عن استغلال المستوردين والتجار،
وعن غلاء المعيشة، وعن البضائع المقلدة، وعن المنتوجات البديلة،
وعن الصحة والكليسترول وضغط الدم والجلطات.
ينسون كل شيء ويملأون بيوتهم بكل شيء يحتاجون له أو لا يحتاجون،
وبعد أسبوع فقط تنتهي هذه الحمى ويبدأ سعار العيد وكأن شيئا لم يكن ..
سبحان الله، هذه الخصوصية وإلا بلاش.
هذا مقال في احدى الصحف بصراحة شدني واحببت ان اطرحه هنا للنقااش
ياليت نرى ارائكم حول هذه الضاهرة التي نراها تتكرر كل عام
ولكم ودي وعبير وردي
عابرسبيل
|