"أيتها السيدة"
السلام عليكم
"أيتها السيدة"
هل لي بدقيقة أيتها السيدة الفاضلة؟ هل لي أن أبوح بتلك المشاعر التي في خاطري عالقة؟ أتعلمين كم من الحب والشوق كنت احمل لكي في بقايا جسدي الفانية؟
نعم... لقد بنيت لكي بيتا أساسه الحب وجدرانه من الشوق, ولم أتوقع يوما بأن شيئا قد يقدر على تدميره.
أنشدت لكي الأغاني وحشدت لك الأماني, وعشت معكي روعة الاحلامي.
خرجت في الطرقات اصرخ بصوتي المرتفع والعيون ترقبني....نعم أحبها وتحبني.
بعضهم قال: المسكين...من شدة الصدمة قد فقد عقله...
لم اعرف ماكانوا يقصدون؟؟؟!
والأخر قال: نعم كما يحصل في البداية...فكل واحد يصدق حبها... ومن طيبته بكل أحاسيسه يعشقها, من ثم تسعقه بخبثها وقسوة قلبها...
هكذا تعتقدون؟؟! أم أن الغيرة والحسد قد ملكت عقولكم حتى إنكم تحسدونني على اللحظات الجميلة التي أعيشها والهموم قد خرجت من حياتي مقفلة الباب وراءها بلا عودة؟؟
هذا ما بان لي في تلك اللحظات.
نعم... لم اصدق احد وكأن غشاوة قد التفت حول عقلي وقلبي ومنعت عنهما الرؤية والبصيرة.
مضت أيام وليالي وأنا أعيش ذلك الحلم الجميل وكأنه قطار قد تسلل من أمامي ولم استطع أن أتداركه أو حتى اشعر به.
هذا ما حصل لي منك أيتها السيدة. لقد قلبتي هنائي إلى إذلال. وبعد العناية أغرقتني في بحور الإهمال. وبعد الحرية أثقلتني بالأغلال. وزجيتي بي في غرفة اليأس والأحزان مغلقة بابها بالأقفال..
لماذا؟؟! هكذا أنت؟؟ أين وجهكي الجميل؟؟؟ أين ابتسامتك الرقيقة؟؟؟ أين وعودك التي قطعتها لي؟ هل أصبحت سراب؟ هل من سبب يفسر هذاالانقلاب؟؟!!!
نعم هذه أنت أيتها السيدة الفاضلة.. شريرة قاسية.. تكرهين الفرح وأصحابه...
اكرهكي واكره حروف اسمكي....
دال... دمار كل جميل وممتع
نون... نار تحرق الكل وتفزع
ياء... يحلو لها أن تؤلم
ألف... آلة لا تجيد إلا أن تحطم
نعم.... دنيا.....
|