الجلسة الأولى
أرحب أولا بالأستاذ الفاضل هادي أبو عامرية في مستهل هذه المناظرة وأشكر الأخوة الكرام إدراة وأعضاء هذا المنبر الجاد متمنيا التوفيق للجميع وسأبد الحوار من مقالة ( الذين جابو الصخر بالواد) النص أولا ..
قال هادي أبو عامرية :
( وأول بحثي عن مواطن ثمود كان بالقراءة والإطلاع في كتاب الله أولاً, وفي كتب التاريخ ثانياً, و هآلني أن أجد المفسرين جميعاً في تفسيرهم لقوله تعالى في سـورة الـحـجر: ((وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ)) يـجـمـعـون عـلـى أن الـحـجر المذكور في الآية يقع بين مكة وتبوك أو بين الحجاز والشام, مستشهدين بما قاله الأزهري والطبري أي " حجر وادي القرى " وتتبعت أدلتهم فلم أجد دليلاً واحداً يمكن الأخذ به,)..
قلت أولا : فما هي دواعي الإرتياب في موطن ثمود ؟..
طالما أجمعت الأمة.. قدوتهم خاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وعلى آله وسلم.. والإخباريين، والمفسرين، والبلدانيين، والمؤرخين، على ذلك وإلى اليوم والجميع بأن الحِجر موطن ثمود، وأن الوادي المقصود في قوله تعالى ( وثمود الذين جابوا الصخر بالوادِ ) هو وادي القرى.
ثانيا : هذه نماذج غير مستقصاة لمجموعة من الشهود الذين هالك ( من الهول ) أن تجدهم قد تواطأوا على أن الحِجر موطن ثمود بوادي القرى بين الحجاز والشام وهم:
أولا : أصحاب التفسير
1ـ الطبري:
(و ثمود هو ثمود بن غاثر بن إرم بن سام بن نوح وهو أخو جديس بن غاثر وكانت مساكنهما الحجر بين
الحجاز والشام إلى وادي القرى وما حوله)
وقال في موضع آخر (وكانت ثمود بالحجر بين الحجاز والشام إلى وادي القرى وما حوله ولحقت جديس بطسم فكانوا معهم باليمامة وما حولها إلى البحرين..)
ـــــــــ
2ـ ابن كثير:
{ وثمود الذين جابوا الصخر بالواد } يعني يقطعون الصخر بالوادي قال ابن عباس ينحتونها ويخرقونها وكذا
قال مجاهد وقتادة والضحاك وابن زيد ومنه يقال مجتابي النمار إذا خرقوها واجتاب الثوب إذا فتحه ومنه
الجيب أيضا وقال الله تعالى : { وتنحتون من الجبال بيوتا فارهين } و أنشد ابن جرير وابن أبي حاتم ههنا قول الشاعر :
( ألا كل شيء ما خلا الله بائد ... كما باد حي من شنيف ومارد )
( هم ضربوا في كل صماء صعدة ... بأيد شداد أيدات السواعد )
وقال ابن إسحاق : كانوا عربا وكان منزلهم بوادي القرى ).
ـــــــــ
3ـ القرطبي:
(.........{ بالواد } أي بوادي القرى قاله محمد بن إسحاق [ وروى أبو الأشهب عن أبي نضرة قال : أتى
رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة تبوك على وادي ثمود وهو على فرس أشقر فقال : ( أسرعوا السير فإنكم في واد ملعون ).
ـــــــــ
4ـ فتح القدير للشوكاني:
(وثمود الذين جابوا الصخر بالواد (9)
ثم عطف سبحانه القبيلة الآخرة وهي ثمود على قبيلة عاد فقال : 9 - { وثمود الذين جابوا الصخر بالواد }
وهم قوم صالح سموا باسم جدهم ثمود بن عابر بن إرم بن سام بن نوح ومعنى جابوا الصخر : قطعوه والجوب القطع ومنه جاب البلاد : إذا قطعها ومنه سمي جيب القميص لأنه جيب : أي قطع قال المفسرون : أول من نحت الجبال والصخور ثمود فبنوا من المدائن ألفا وسبعمائة مدينة كلها من الحجارة ومنه قوله سبحانه : { ينحتون من الجبال بيوتا آمنين } وكانواينحتون الجبال وينقبونها ويجعلون تلك الأنقاب بيوتا يسكنون فيها وقوله : { بالواد } متعلق بجابوا أو بمحذوف على أنه حال من الصخر وهو وادي القرى).
ـــــــــ
5ـ البغوي:
(9 - { وثمود } أي : وبثمود { الذين جابوا الصخر } قطعوا الحجر واحدتها : صخرة { بالواد } يعني : وادي
القرى كانوا يقطعون الجبال فيجعلون فيها بيوتا وأثبت ابن كثير ويعقوب الياء في الوادي وصلا ووقفا على
الأصل وأثبتها ورش وصلا والآخرون بحذفها في الحالين على وفق رؤوس الآي)
ــــــــ
6ـ البضاوي :
(9 - { وثمود الذين جابوا الصخر } قطعوه وتخذوه منازل لقوله : { وتنحتون من الجبال بيوتا } { بالواد }
وادي القرى)..
ــــــ
7ـ الآلوسي :
(ثمود قبيلة من العرب كانت مساكنهم الحجر بين الحجاز والشام الى وادي القرى وسميت باسم أبيهم الأكبر ثمود بن عامر بن أرم ابن سام بن نوح وقيل ابن عاد ).
ـــــــــ
8ـ زاد المسير في علم التفسير لابن الجوزي:
(قوله تعالى وثمود الذين جابوا الصخر قطعوه ونقبوه قال إسحاق والوادي وادي القرى).
ـــــــــ
9ـ صحيح البخاري / كتاب التفسير:
(كذب أصحاب الحجر ) وهم ثمود والذين كانوا يسكنون الوادي المسمى الحجر وهو بين المدينة والشام .
(المرسلين ) هو صالح عليه السلام وتكذيبه تكذيب لغيره ).
ــــــــ
ثانيا : أصحاب التواريخ
1ـ الطبري :
(كانت ثمود بالحجر بين الحجاز والشام إلى وادي القرى وما حوله ).
ــــــــ
2ـ ابن خلدون:
( و أما ثمود بنو ثمود بن إرم فكانت ديارهم بالحجر و وادي القرى فيما بين الحجاز و الشام و كانوا ينحتون
بيوتهم في الجبال و يقال لأن أعمارهم كان تطول فيأتي البلاء و الخراب على بيوتهم فنحتوها لذلك في الصخر و هي لهذا العهد و قد مر بها النبي صلى الله عليه و سلم في غزوة تبوك و نهى عن دخولها كما في الصحيح و فيه إشارة إلى أنها بيوت ثمود) .
ــــــــ
ثالثا: أصحاب اللغة
1ـ ابن منظور في لسان العرب :
(والحِجْرُ ديار ثمود ناحية الشام عند وادي القُرَى وهم قوم صالح النبي صلى الله عليه وسلم وجاء ذكره في الحديث كثيراً وفي التنزيل ولقد كَذَّبَ أَصحاب الحِجْرِ المرسلين والحِجْرُ أَيضاً موضعٌ سوى ذلك وحَجْرٌ قَصَبَةُ اليمامَةِ مفتوح الحاء مذكر مصروف ومنهم من يؤنث ولا يصرف كامرأَة اسمها سهل وقيل هي سُوقُها وفي الصحاح والحَجْرُ قَصَبَةُ اليمامة بالتعريف وفي الحديث إِذا نشأَت حَجْرِيَّةً ثم تَشاءَمَتْ فتلك عَيْنٌ غُدَيْقَةٌ حجرية بفتح الحاء وسكون الجيم قال ابن الأَثير يجوز أَن تكون منسوبة إِلى الحَجْرِ قصبة اليمامة أَو إِلى حَجْرَةِ القوم وهي ناحيتهم والجمع حَجْرٌ كَجَمْرَةٍ وجَمْرٍ وإِن كانت بكسر الحاء فهي منسوبة إِلى أَرض ثمود الحِجْرِ )
ـــــــ
2ـ الفيروز آبادي في القاموس المحيط :
(وبالكسر : العقلُ وما حوَاهُ الحَطِيمُ المُدارُ بالكعبة شرفها اللَّهُ تعالى من جانبِ الشَّمالِ ودِيارُ ثَمُودَ أو بِلادُهُمْ)
ـــــــ
3ـ الزبيدي في تاج العروس:
(الحِجْرُ : دِيَارُ ثَمُودَ ناحيةَ الشّامِ عنْد وادي القُرَى أَو بلادُهم قيل : لا فَرْقَ بينهما لأَن دِيَارَهم في بلادهم وقيل : بل بينهما فَرْقٌ وهم قومُ صالحٍ عليه السّلامُ وجاءَ ذِكْرُه في الحديث كثيراً . وفي الكتاب العزيز : " ولَقَد كَذَّبَ أَصحابُ الحِجْرِ المُرْسَلِينَ " . وفي المَرَاصِد : الحِجْرُ : اسمُ دارِ ثَمُودَ بوادِي القُرَى بين المدينةِ والشَّامِ وكانت مَساكِن ثَمودَ وهي بُيوتٌ مَنحوتَةٌ في الجِبَال مثْل المَغَاوِر وكلُّ جَبَلٍ منْقَطِعٌ عن الآخَرِ يُطَاف حولَهَا وقد نُقِرَ فيها بيوتٌ تَقِلُّ وَتَكْثُرُ على قدْر الجِبَالِ التي تُنقَرُ فيها وهي بُيوتٌ في غايةٍ الحسْنِ فيها بيوتٌ وطَبَقَاتٌ مَحْكَمَةُ الصَّتْعَةِ وفي وَسَطها البِئْرُ التي كانت تَرِدُهَا النّاقَةُ)
ـــــــ
4ـ الجوهري في الصحاح :
(والحجر أيضا منازل ثمود ناحية الشام عند وادي القرى ومنه قوله تعالى { كذب أصحاب الحجر المرسلين})
ــــــ
رابعا : البلدانيون
1ـ ياقوت الحموي في معجم البلدان لياقوت:
(و الحجر اسم ديار ثمود بوادي القرى بين المدينة والشام قال الإصطخري الحجر قرية صغيرة قليلة
السكان وهو من وادي القرى على يوم بين جبال وبها كانت منازل ثمود قال الله تعالى وتنحتون من الجبال بيوتا فارهين قال ورأيتها بيوتا مثل بيوتنا في أضعاف جبال وتسمى تلك الجبال الأثالث وهي جبال إذا رآها الرائي من بعد ظنها متصلة ,,,)
ــــــ
2ـ البكري في معجم ماستعجم:
(الحجر بكسر أوله المذكور في التنزيل هو بلد ثمود بين الشام والحجاز).
ــــــ
ثالثا : ثم تقول : ( مستشهدين بما قاله الأزهري والطبري ).
قلت : فأنا أطالبك بدليل يثبت بأن المفسرين قاطبة يستشهدون بما قاله الأزهري والطبري ..وإنهم فيما ذكروه عن موطن ثمود لم يكن إلا متابعة لهذين العلمين في أقوالهما ..فأرنا الدليل على ما ذكرته ؟
رابعا: تقول: ( وتتبعت أدلتهم فلم أجد دليلاً واحداً يمكن الأخذ به ).
قلتُ : والذي يبدو أنك تتبعتها وناقشتها ورددتها في معزل عنا ولم تطلعنا عليها من خلال بحثك وفي هذا إجحاف شديد بتراث الأمة من التفسير والتاريخ والجغرافيا واللغة..والآن :
أرنا طريقتك في تتبع أقوال هؤلاء الجمهور ومعتمدك في عدم الأخذ بأقوالهم ..حسب الترتيب أعلاه ؟.
ــــــــ