-*™£ منتدى آل شراحيل بفيفاء£™*- - عرض مشاركة واحدة

06-24-2009, 08:24 AM

يعتبر تآكل المفاصل (الفصال العظمي) هو السبب الأكثر شيوعاً وراء داء مفصل الركبة. وهذا التآكل ينتج غالباً عن تشوه محور الساق (تقوس الساقين للداخل أو الخارج). كما يحدث داء مفصل الركبة نتيجة للإصابات وأمراض الروماتزم واختلال عمليات هدم وبناء الغذاء (الأيض) والتشوهات.

فقدان الغضاريف يؤدي بدوره إلى تزايد تيبس وتشوه المفصل. تتكون نواتىء عظمية (نوابت عظمية) يمكن تلمّسها إلى حد كبير. يصاحب ذلك حدوث آلام مع الجري والتحميل يعقب ذلك في المرحلة التالية آلام ليليه وآلام في وضع السكون، مما يؤدي إلى تقليل مسافة السير وفي النهاية يحدّ من ممارسة الحياة بشكل طبيعي.
ويظهر الفصال العظمي في صورة الأشعة، وفيها يعتبر ضيق تجويف المفصل بين عظمة الفخذ وقصبة الساق علامة غير مباشرة على تآكل الغضاريف. وكثيرا ما يحدث تدمير بأسطح المفصل ولا تعود تتلاءم مع بعضها البعض على النحو الأمثل ("تدور حول الحافة الخارجية").

اعتلال إنسي شديد بمفصل الركبة بعد تعويض سطح المفصل وتصحيح وضع المحور.

تعويض مفصل الركبة: المواد والتثبيت والاستمرارية

يتم اللجوء للاستبدال الكامل لمفصل الركبة إذا لم يتمكن العلاج من الإبقاء على المفصل لأسباب فنية أو لعمر المريض ومع استنفاذ جميع ما هو متاح من إجراءات العلاج المحافظ والجراحي (العلاج الطبيعي وأدوية تسكين الألم وغسل الركبة وغيرها).
والهدف المنشود من إجراء هذه العملية هو التخلص من الألم وتحريك الركبة مع استعادة محور الساق الطبيعي. إن التقدم المستمر في تقنيات العمليات الجراحية والزراعة التعويضية في العقود الأخيرة قد جعل هذه العمليات من أكثر العمليات الروتينية شيوعاً ونجاحاً في مجال جراحات العظام (في أوربا حوالي 140000 عملية/ سنة).
تٌعرف تعويضات الركبة الحديثة التي يتم زرعها الآن بالبدائل التعويضية للأسطح وذلك لأن ما يتم استبداله فقط هو سطح المفصل المتآكل مع الإبقاء لأقصى درجة على بنية أربطة الركبة الموجودة بالجسم. وبصفة أساسية يتوفر ثلاثة أنواع من البدائل التعويضية:

استبدال مفصل الركبة من جهة واحدة (Unicondylar أو اللقمة الأحادية):

يتطلب الاستبدال المنعزل بمقطع المفصل الداخلي أو الخارجي (نادراً) أن تكون تغيرات الغضاريف بباقي مقاطع المفصل بسيطة وأن تكون بنية أربطة الركبة في حالة جيدة.

استبدال مفصل الركبة من جهتين (bicondylar):

ارتباط غير محكم الغلق: يتم استبدال أسطح المفصل مع الحفاظ على بنية الأربطة الموجودة بالجسم إلى أقصى حد ممكن. ولا يترابط الجزء العلوي والجزء السفلي من الفخذ مع بعضهما البعض ميكانيكياً.
[*]
ارتباط محكم الغلق: يتم تثبيت المفصل بالربط بين الأجزاء على هيئة سدادة. ومن غير الممكن الاحتفاظ ببنية الأربطة دون مساس.
استبدال السطح ثنائي اللقمة بالنموذج

إننا نضمن تحمل واستمرار الركبة لفترة طويلة مع انخفاض استئصال العظم والإبقاء على بنية الأربطة.

توجد النماذج التعويضية المفردة بأحجام مختلفة وبمساعدة الرسم التخطيطي الذي يوضع قبل العملية يتحدد حجم النموذج ونوع التثبيت. ويُراعى في ذلك الاحتياجات الفردية (العمر والنوع وشكل العظم ووزن الجسم وغيرها).

تُستخدم بعمليات الزراعة التعويضية ثلاث تقنيات تثبيت:

استبدال مفصل الركبة بدون استخدام أسمنت: يتم تركيب الزراعات التعويضية التي تتلاءم مع بعضها البعض تماماً فيما يعرف بتقنية الإطباق المتداخل "press-fit" وتنمو العظام داخل البديل التعويضي.
استبدال مفصل الركبة باستخدام أسمنت: يتم تثبيت الزراعات التعويضية في العظم باستخدام أسمنت يحتوي على مضاد حيوي.
استبدال مفصل الركبة المختلط: وفيها يتم تركيب مكونات الجزء العلوي من الفخذ بدون أسمنت أما الجزء السفلي فيثبت بالأسمنت.
وتبعاً لنوع التثبيت تكون المكونات إما من التيتانيوم أو خليط من الكوبالت والكروم. كما يتم تركيب قطعة من البولي إيثلين (حشوة) كجزء انزلاقي بين الأسطح المُستبدلة. والتطورات الجديدة تسمح بانزلاق ودوران هذه القطعة تبعاً لمسار الحركة الطبيعي (مبدأ "المسند المتحرك"). ومع الوقت تحسّن أسلوب الاحتكاك بين المكونات بحيث يحدث تسامح للأحمال طويلة العمر بدون أن تتعرض المواد المستخدمة لأي تآكل أو احتكاك يذكر.

وحاليا تبشر نظم الملاحة بإدخال تحسين إضافي بإطالة عمر المفصل الصناعي. وهذه النظم تشبه نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) في مجال ملاحة السيارات حيث يتم اختبار خطوات العملية الجراحية واستئصال العظم على الكمبيوتر لضمان ملائمة مثالية للأجزاء التعويضية مع التوجيه بمنتهى الدقة و تحسين شد الأربطة على أفضل وجه. وتكشف الدراسات الأولي التي أجريت عن إطالة فترة استعمال المفاصل الصناعية، وبناءً على ما لدينا من خبرة هائلة في مجال نظم الملاحة فإن بوسعنا تأكيد نتائج هذه الدراسات.
زراعة تعويض مفصل الركبة

تتيح نظم الملاحة الشبيهة بنظام GPS إجراء زراعة مثالية للبدائل التعويضية لمفصل الركبة وبالتالي تطيل عمر المفصل الصناعي.

وتبعاً لذلك وبغض النظر عن نوع التثبيت المستخدم تتراوح فترة التحمل والاستمرار في أغلب الحالات بين 12 إلى 15 عام. وإذا كانت الحالة الصحية العامة جيدة إلى حد مقبول ففي حالة ارتخاء التعويضات يمكن إجراء عملية استبدال بدون إضافة أي شيء.
العلاج قبل العملية وسير العملية

يسبق العملية الجراحية القيام بمحادثة مفصّلة مع المريض والخضوع لفحص إكلينيكي وإشعاعي ووضع خطة دقيقة تسير عليها العملية. كما يتم عمل فحص سريري/تخديري وعمل رسم قلب وأشعة على الرئة وتحليل دم. كما أن هذه العملية تُجرى مع إيقاف إمداد الدم لذا فمن المستبعد في جميع الحالات استخدام دم ذاتي أو خارجي. ويبدأ المريض في الإقامة السريرية بالمستشفى من اليوم السابق للعملية.
ويكون التخدير إما كلي أو نخاعي حسب ما يتفق عليه. ويتم الوصول للمفصل المصاب من قطع طولي بالجهة الأمامية من الركبة يبلغ طوله 15 سم تقريباً. وبعد استئصال أسطح المفاصل المدمرة باستخدام أدوات دقيقة يتم تثبيت الأجزاء التعويضية في الجزء العلوي والسفلي من الفخذ. وبناء على الآراء السائدة والخبرات الخاصة يتم بحث استبدال السطح الخلفي للرضفة بصفة خاصة في حالات الفصال العظمي الشديد. ويتم فحص حركة المفصل الصناعي وفي النهاية يُغلق الجرح على طبقات مع وضع خراطيم التصريف. وبعد العملية تؤخذ صورة بالأشعة للفحص.
المتابعة بعد العملية

يستلزم إجراء عمليات استبدال المفصل الإقامة السريرية للمرضى. ولضمان نجاح العملية على أكمل وجه يبدأ المريض في الحركة بعد العملية في وقت مبكر من خلال تمارين العلاج الطبيعي. وهذه التمارين تسمح بالتحميل سريعاً على الساق التي خضعت للجراحة ويكون ذلك وفقا لتقنيات الزراعة التعويضية المذكورة. يتم التحول سريعاً للتحميل على الساق الخاضعة للجراحة تحميلاً كاملاًً عند استخدام بدائل تعويضية مع أسمنت والتئام الجرح على نحو غير ظاهر. أما مع الاستخدام الجزئي للأسمنت أو عدم استخدامه تماما مع البدائل التعويضية فيمكن التحميل على الساق بوزن من 10 إلى 20 كيلو جرام لمدة أسبوعين وبعدها يمكن الانتقال أسرع إلى التحميل الكامل.
وأهم ما على المريض الالتزام به هو أن يتبع فترة الإقامة بالعيادة والتي تتراوح بين 10 إلى 14 يوم بفترة إعادة تأهيل تبلغ أسبوعين. ومع التردد على العيادة لإجراء فحوصات منتظمة يتم توثيق تقدّم علاج المرض مع التوصية إذا لزم الأمر بمواصلة العلاج الحركي.
التبديل الكلي للمفصل وممارسة الرياضة

إن الإصابة الجسيمة بفصال عظمي في مفصل الركبة تحد من ممارسة النشاطات الرياضية. والتخلص من الألم والمعاناة الذي نقصده من إجرائنا لعملية استبدال المفصل يجعلنا نأمل في عودة المريض لممارسة الرياضة بشكل جزئي. ومن المتفق عليه عالميا أنه يمكن على الأقل ممارسة ما يُعرف بالألعاب الرياضية "منخفضة التأثير" مثل قيادة الدراجة والسباحة والإبحار بمركب شراعي والغطس والجولف والبولينج. ويمكن ممارسة رياضات التنس وكرة السلة والتزحلق على الجليد بشروط وبتعقّل. مع تجنب الرياضات العنيفة والمباشرة (كرة القدم وكرة اليد وغيرها) نهائياً.

ربي يكتب السلامة والعافية للجميع