بسم الله الرحمن الرحيم
أستاذي الفاضل هادي ابو عامريه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية ً أود أن أخبرك أنني لست بباحثاً ولا مؤرخ ولكن أعجبني ما سطرته في صفحات هذا المنتدى وأحببت أن أطلع عليه لأعرف ما يحمل بين ثنايا أسطره من معلومات قيًمه وشيقة .
عزيزي هادي
الخلاف بين الناس أمر طبيعي ومشهور منذ خلق الله هذه البسيطة ويكون الخلاف في أمور كثيرة ومختلفة . وهذه الخلافات تكون لأسباب عديدة منها أن بعض الأمور لا يوجد فيها دلائل قطعية وإنما هي بإجتهادات من بعض المختصين أمثالك أسأل الله لك التوفيق والسداد والهداية إلى طريق الصواب .
أيظاً هناك فوارق في عقول الناس وأفهامهم وتفاوت في مداركهم وعلمهم فهذا عالم وهذا أعلم وهذا أقل ( وفوق كل ذي علم عليم ) يوسف 76
ويسلك الناس في سبيل حل ذلك الخلاف عدة مسالك يكون آخرها الحرب الذي قد يكون حلاً لإنهاء الخلاف وإنهاء الخصومات وإثبات الحجة إلا أن الحرب لا تصلح أن تكون الحل الأول وهي أيظاً ليست الحل الأمثل في ذلك . إذ أننا نجد كثيراً من المبادئ والنظريات التي قامت على القوة وعلى الحديد والنار سرعان ما تهاوت وسقطت .
أيظاً من سبل حل الخلافات ( الحوار ) ويعد الحوار أفضل وسيله للوصول إلى اليقين والحق في أي مسألة إجتهادية أختلفت فيها أقوال المجتهدين وليس من الظروري أن تكون نتيجة الحوار هي قناعة جميع الأطراف بأن ما عند أحدهم حق وما عند الآخر باطل ولكن المهم إن لم يستطع أحد الطرفين إقناع الآخر ولم يقتنع بما لديه أن يكسبه أخاً وحبيباً واختلاف الرأي لا يفسد في الود قضية .
عزيزي قرأت الكثير من المهاترات التي لا تليق بك ولا بثقافتك من خلال كتاباتك ومناظراتك ولم أكن أتمنى أن أقرأ مثل هذه الكلمات حيث أنها خارجه عن نطاق آداب الحوار والنقاش الهادف التي أجزم أنك أعلم بها مني وبعيدة عن قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا الله وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا. يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ الله وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب: 70، 71].
فلم يا أخي لا تسلك مسلك الحوار الهادف البعيد عن التراشق والتناقز بالألقاب التي لم ينزل الله بها من سلطان وإذا كان محاورك لا يلتزم بآداب الحوار ويخرج عن نطاقها فمن حقك الخروج من ذلك الحوار الذي لا يخلفه إلا البغض والكراهية والتراشق بالألفاظ الغير لائقة وجني السيئات التي ستثقل ميزان أي منكم يوم لا ينفع مال ولا بنون ولا بحوث ولا غيرها .
أرجو أن لا تتضايق من ردي وأن لا تذهب في تأويله إلى مقصد لا أقصده فيشهد الله أنني لم أكتب هذه الكلمات إلا بدافع النصح والتناصح وحب الخير لك ولكل من أستطيع أن أسدي له نصيحه أو توجيه .
تقبل خالص شكري وتقديري لك على ما تبذله من جهود . ودمت في رعاية الرحمن