بعض الأفكار الدعوية لاستغلال الإجازة الصيفية

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فهاهي الإجازة الصيفية قادمة؛ فما هي الأعمال والأفكار التي سيقوم بها القائمون على المساجد وأنشطتها؛ من أجل أن يستغلوا أوقات الشباب فيما ينفعهم في دينهم ودنياهم خلال الإجازة الصيفية؟!
نضع بين أيدي القائمين على المساجد وأنشطتها تصورا مبسطاً وموجزاً لبعض الأفكار الدعوية المسجدية الخاصة بطلاب المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية لكي يستغل هؤلاء الطلاب أوقاتهم خلال الإجازة الصيفية؛ فيسعدوا في الدنيا والآخرة -إن شاء الله-.
يجب القيام بخطوات مهمة قبل الشروع في البرنامج الدعوي لاستغلال الإجازة الصيفية:
أولاً: إعداد قائمة بأسماء الفتية المراد مشاركتهم بهذا البرنامج من طلاب المرحلة الابتدائية والإعدادية والثانوية.
ثانياً: توجيه رسالة مقروءة إلى الفتية عبر لوحة المسجد أو عن طريق نشرة توزع عليهم.
ثالثاً: إمكانية دعوة أولياء الأمور على صعيد المسجد ووضعهم في صورة البرنامج المراد القيام به وحثهم على ترغيب أولادهم للمشاركة فيه.
رابعاً: دعوة للفتية الذين تم اختيارهم للمشاركة في الأنشطة المراد القيام بها, والتحدث معهم حول أهمية هذه الفعاليات، وترك الحرية لكل واحد منهم في اختيار ما يريد المشاركة به..
وإليك بعض الأفكار والخطوات لنجاح هذه البرامج الدعوية خلال الإجازة الصيفية، وهي كما يلي:
أولاً: تحديد الفئة المستهدفة:
الفئة المستهدفة هي طلاب المرحلة الابتدائية والإعدادية والثانوية، حيث يجب الاعتناء بهذه الفئة من الفتيان لما لها من امتلاك القدرة على التميز.
وكذلك لأنها قابلة للاستيعاب والتفاعل مع الأنشطة أين كانت.
ففي تحديد الفئة المستهدفة لهذا العمل تجد الراحة والترتيب وإمكانية التفاعل مع الأنشطة لما فيه من توحيد للأعمار.
ثانياً: تحديد النشاط المراد القيام به:
فبتحديد ذلك تكون النتائج المرجوة طيبة وناجحة، أما إذا كان العمل عشوائياً وغير منظم فلا تكون هناك نتائج ناجحة.
كما أنه يجب مراعاة أن يكون العمل خاصاً بالمسجد ولا يتداخل مع أعمال أخرى.
فعلى الصعيد الديني والتربوي "فهما عنصران متكاملان":
يمكن القيام ببرنامج متكامل يضمن لنا تخريج فوج من الطلاب والفتية ذو خلق إسلامي وثقافة دينية وإسلامية متكاملة وذلك من خلال:
- عقد بعض الندوات والدورات في مجالات عدة حيث يمنح الطالب في نهاية الدورة شهادة يتم استلامها في احتفال متواضع مع جوائز المناسبة لذلك.
ومن هذه الدورات المقترحة:
1.دورة في تعلم أحكام التلاوة "برواية حفص".
2.دورة في فقه العبادات.
3.دورة في فقه السيرة بشكل مبسط وميسر.
ومن هذه الندوات المقترحة:
1.ندوة بعنوان: "دور الشباب في بناء المجتمع".
2.ندوة بعنوان "بالعلم والإيمان.. تعود لنا الأوطان".
وندوات أخرى تتحدث عن الجانب الدعوى والتربوي, وتعالج بعض الأمراض التي يصاب بها الشباب في سن المراهقة ومعالجتها.
أمور أخرى ذات علاقة:
- إصدار نشرات تعالج بعض القضايا الدينية والتي منها أمراض القلوب ومسائل كثيرة، وتوزع بشكل مدروس على هذه الفئة خاصة.
- تفعيل دور الشريط الإسلامي على صعيد الاستعارة المكتبية أو التوزيع المجاني للترغيب.
على الصعيد الثقافي:
هناك عدة أنشطة تخص هذا الجانب الذي لا يقل أهمية عن الجانب الديني والتربوي ومنها:
1.عقد عدة ندوات بالتوافق مع الندوات المنعقدة في المجال التربوي بمواضيع مختلفة تختص بالمجال الثقافي.
2.إصدار بعض النشرات الخاصة بهذا الجانب تتحدث عن بعض المواضيع الفكرية.
3.الإعلان عن مسابقة ثقافية سواء كانت على شكل الأسئلة والإجابات أو الكتابة في بحث معين أو الحفظ لبعض السور القرآنية أو الأحاديث النبوية.
4.عقد أمسية ثقافية يشرف عليها الفتية أنفسهم من المراحل المذكورة، وتعقد في ساحة المسجد بحضور أولياء أمور الفتية ومدرسيهم إن أمكن.
5.القيام ببعض عروض لأفلام الفيديو الوثائقية الهامة.
على صعيد الرياضي والترفيهي:
هذا الجانب يحتاج إلى اهتمام فائق، ولمن يشرف عليه إشرافا متناهيا لما فيه من الحساسية والمتاعب، ويتمثل هذا الجانب بعدة أمور منها:
1.توفير الشخص المناسب للقيام بهذه المهمة.
2.توفير بعض الأدوات الرياضية والتي منها طاولة التنس وكرة قدم وزي رياضة.
3.تشكيل فريق للمسجد من المراحل المذكورة إن أمكن، أو كل مرحلة على حدة، ويوفر لهم الزي الرياضي المناسب وعليه شعار خاص بالمسجد.
4.عقد بعض المباريات والدوريات بين المساجد والمبادرة في ذلك إن أمكن.
5.القيام ببعض الرحلات الترفيهية الخلوية.
ثالثاً: تحديد الوقت والمكان المناسبين للأنشطة المراد القيام بها.
بالنسبة للوقت يتم تحديده حسب البرنامج والنشاط المنعقد سواء كان ندوة أو نشاطاً رياضياً أو دورة تربوية بحيث لا يتعدى وقت الواحدة من هذه الأنشطة -وخاصة المتعلقة بالندوات والدورات- الساعة أو الساعتين.
أما المكان فهو بيت الله "المسجد" خير مكان يخرج منه الرجال1، أو في أي مكان آخر مناسب، كمراكز تحفيظ القرآن، أو المدارس الحكومية في العطل الصيفية حيث تكون خالية من الطلاب، فإن لم يتيسر إلا في المسجد فليكن فيه..
نسال الله التوفيق لما فيه قيام الدعوة الإسلامية، ورفع رايتها، ونسأله السداد والإخلاص في القول والعمل، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.