لا أعتقد أن الأهداف المعادية للإسلام وأهله خافية على أحد من شباب
عصرنا أو كبير أو صغير ، فقد وضح الحق وبان لذي عينين منذ أكثر من ألف
وأربعمائة سنة ، فلم يدع النبي صلى الله عليه وسلم طريقاً للخير إلا دلنا عليه
ولا باباً للشر إلا حذرنا منه وأوضحه ، حتى ترك الناس على المحجة البيضاء
لا يزيغ عنها إلا هالك .
وقد حدثنا عن الفتن الماضية والمعاصرة فنقرأها في سنته صلى الله عليه وسلم
فنلمسها ونحسها من خلال القراءة ونراها ماثلة أمامنا وكأنه حدثنا بها الآن
ولم يعد هناك أمر خفي من العداوة للإسلام وأهله وكل مسلم يعلم ذلك ويعرفه
ولكنها حذو القذة بالقذة ولو دخلوا جحر ضب دخلوه كما قال صلى الله عليه وسلم
وقال عندما مر بصحابته على قوم يعبدون شجرة ذات أنواط فقالوا فطلبوا منه أن يجعل لهم
كذلك فكبر وقال إنها السنن ...
الكل ينغمس في تلك الحداثة وهو يعرف ماهيتها ويدرك أبعادها ولكنه يغمض عينيه ويغط
برأسه في لهيبها متلذذاً بها بينما هو في قرارة نفسه ينكرها ويعلم أنها أسلوب حضاري ممجوج
ويدرك أنه المستهدف بها ولكن سبحان الله لا يزال مصراً على المضي قدماً في غيه وخطئه .

أبا عامرية سعدت جداً بهذه الكلمات الطيبة والتوجيه الأبوي التربوي أسأل الله تعالى أن ينفع بك
وبه ويجعله في الموضع الذي أردته ويحقق به الهدف الذي رميت إليه .
تقبل تحياتي وتقديري .