عرض مشاركة واحدة
قديم 09-05-2010, 02:29 PM   #1


الصورة الرمزية سلطانة الاحزان
سلطانة الاحزان غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 186
 تاريخ التسجيل :  Jul 2009
 أخر زيارة : 10-13-2012 (11:48 PM)
 المشاركات : 2,831 [ + ]
 التقييم :  2147483647
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي في الحب ..هذاهوالحب ..حقيقة الحب




في الحب


يستطيع الحب أن يمحو من النفس صورة المجد و الجاه ، و الفضيلة و الرذيلة ، و الطموح و الحسد ، و لكن لا يمحوه شيء .

الحب أحجية الوجود .. ليس في الناس من لم يعرف الحب ، و ليس فيهم من عرف ماهو الحب ! .

الحب مشكلة العقل التي لا تُحَل ، و لكنه حقيقة القلب الكبرى ..

الحب أضعف مخلوق و أقواه ، يختبئ في النظرة الخاطفة من العين الفاتنة ، و في الرجفة الخفيفة من الأغنية الشجية ، و في البسمة المومضة من الثغر الجميل ، ثم يظهر للوجود عظيما جبارا ، فيبني الحياة و يهدمها ، و يقيم العروش و يثلها ، و يفعل في الدنيا الأفاعيل .






هذا هو الحب



الحب أن يعرف الحبيبة قبل أن تقع عليها عينه و تسمع باسمها اذنه ، يعرفها في سبحات التأمل في ليالي الوحدة ، في ثوران الميل ، في اعصاب الشباب ، في خفقات القلب للجمال ، في تطلع الفكر للمجهول ، في فراغ النفس ، في صراخ الأعصاب ، في كل فرحة ، و في كل ألم ، و كل ذهول ، هذا هو الحب الذي لايعرف طريق الحبيب .

ليس الحب ضمة و لا شمة ولا قبلة ، الحب أن يرى المحبوبة فيحس في نفسه جوعا سماويا إليها ، رغبة جامحة في أن يفتح يفتح قلبه و يضعها فيه و يضمه عليها ، الحب أن تفنى هي فيه ، و أن يفنى هو فيها ، أن لا يفرق بين الحبيبين الزمان و لا المكان ولا الميول و لا الأهواء ، فيكون أبدا معها ، هواه هواها ، و ميوله ميولها ، و يكون في رأسه صداعها و في معدته جوعها ، و في قلبه مسراتها و أحزانها ، و أن تكون له و يكون لها ، و أن يدخلا معها مصنع القدرة الإلهية مرة ثانية و يخرجا و قد صارا إنسانا واحدا في جسمين اثنين ، فأين تروي جرعات اللذائذ الحسية هذا الظمأ الروحي ؟! إنها كالخل للعطشان ، يشربه فيحرق أمعاءه و يزيد ظمأه .






حقيقة الحب


هذا هو الحب ، ثوب براق تحمله المرأة و تمشي حتى تلقى رجلا فتخلعه عليه فتراه به أجمل الناس ، و تحسب أنه هو الذي كانت تبصر صورته في فرج الأحلام ، و تراها في ثنايا الأماني .

مصباح في يد رجل ، يوجهه إلى أول امرأة يلقاها ، فيراها مشرقة الوجه بين نساء لا تشرق بالنور وجوههن ، فيحسبها خلقت من النور و خلقهن من طين ، فلا يطلب غيرها ، و لا يهيم بسواها ، لا يدري انه هو الذي أضاء محياها بمصباح حبه .

خدعة ضخمة من خدع الحياة ، خفيت عن المحبين كلهم من عهد آدم إلى هذا اليوم .

هذه هي حقيقة الحب ، فلا تسمع ما يهذي به المحبّون .






 

رد مع اقتباس