الموضوع
:
شوفو الفرق بين العزيمتين
عرض مشاركة واحدة
09-19-2010, 07:15 PM
#
4
بيانات اضافيه [
+
]
رقم العضوية :
48
تاريخ التسجيل :
May 2009
أخر زيارة :
06-05-2015 (03:01 PM)
المشاركات :
5,280 [
+
]
التقييم :
1268041875
لوني المفضل :
Cadetblue
رد: شوفو الفرق بين العزيمتين
موضوع جميل يستاهل التعليق
إن المال من نعم الله على العباد ، و هو نوع من أنواع الزينة في هذه الحياة الدنيا : ( الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَ خَيْرٌ أَمَلاً ) ( الكهف : 46 ) .
و لا شك أن المال ضروري لقيام حياة الناس في مصالحهم و معاشهم ، والعقلاء من الناس يعلمون هذه الحقيقة ، ولهذا تراهم لا يبددون أموالهم فيما لا يجدي نفعا في دنياهم أو أخراهم .
و كما أمر الله تعالى أن يكتسب العباد أموالهم من حلال طيب كما في قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلالاً طَيِّباً ) ( البقرة : من الآية168 ) فإنه نهاهم عن إضاعة المال و إعطائه السفهاء فتفوت بذلك مصالح كثيرة و يكون الفقر والحاجة : ( وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَاماً ) ( النساء : من الآية5 ) . و قد ثبت عن النبي ( ص ) قوله : "إن الله كره لكم ثلاثا" و ذكر منها "إضاعة المال" .
من أجل ذلك حرم الله الاعتداء على الأموال بأي صورة من الصور فقال عز و جل : ( وَ لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَ تُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقاً مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْأِثْمِ وَ أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ) ( البقرة : 188 ) .
كما حرم السرقة و وضع حدا للسارق يقام عليه بعد ثبوت ارتكابه السرقة : ( وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) ( المائدة : 38 ) . إلى غير ذلك من الأدلة الكثيرة التي تحرم الاعتداء على الأموال و إضاعتها.
و من صور إضاعة المال
الإسراف
، والإسراف في اللغة هو مجاوزة الحد ، و يعرفه الجرجاني بأنه مجاوزة الحد في النفقة . والإسراف كما يكون من الغني فإنه يكون من الفقير ، و لهذا قال سفيان الثوري رضي الله عنه : "ما أنفقت في غير طاعة الله فهو سرف ، و إن كان قليلاً" ، و كذا قال ابن عباس رضي الله عنه : "من أنفق درهماً في غير حقه فهو سرف ".
الشرع ينهى عن الإسراف
و لأن
الإسراف
من مساوىء الأخلاق التي تعود على صاحبها و على المجتمع والأمة بالكثير من الأضرار فإن الله عز و جل قد نهى عباده عنه فقال : ( يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَ كُلُوا وَاشْرَبُوا وَ لا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ) ( الأعراف : 31 ) .
و قال تعالى ممتدحا أهل الوسطية في النفقة الذين لا يبخلون و لا يسرفون : ( وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَ لَمْ يَقْتُرُوا وَ كَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً ) ( الفرقان : 67 ).
و قال عز و جل : ( وَ لا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَ لا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً ) ( الإسراء : 29 ) .
و قال النبي ( ص ) : " كلوا واشربوا و تصدقوا من غير سرف و لا مخيلة ".
والأدلة في هذا كثيرة .
و من أسباب
الإسراف
:
للإسراف
والتبذير
أسباب و بواعث توقع فيه ، و تؤدي إليه ، و نذكر منها :
1 ـ جهل المسرف بتعاليم الدين الذي ينهى عن
الإسراف
بشتى صوره ، فعاقبة المسرف في الدنيا الحسرة والندامة ( و لا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك و لا تبسطها كل البسط فتقعد ملوماً محسوراً ) و في الآخرة العقاب الأليم والعذاب الشديد ( و أصحاب الشمال ما أصحاب الشمال في سموم و حميم و ظل من يحموم لا بارد و لا كريم إنهم كانوا قبل ذلك مترفين ) ... ومن نتيجة جهل المسرف بتعاليم الدين مجاوزة الحد في تناول المباحات ، فإن هذا من شأنه أن يؤدي إلى السمنة و ضخامة البدن و سيطرة الشهوات ، وبالتالي الكسل والتراخي ، مما يؤدي به إلى
الإسراف
.
2 ـ النشأة الأولى : فقد يكون السبب في
الإسراف
إنما هي النشأة الأولى ، أي الحياة الأولى ، ذلك أن الفرد قد ينشأ في أسرة حالها
الإسراف
والبذخ ، فما يكون منه سوى الاقتداء والتأسي ، و صدق من قال :
و ينشأ ناشىء الفتيان فينا على ما كان عوده أبوه
3 ـ الغفلة عن طبيعة الحياة الدنيا و قد يكون السبب في
الإسراف
إنما هو الغفلة عن طبيعة الحياة الدنيا و ما ينبغي أن تكون ، ذلك أن طبيعة الحياة الدنيا أنها لا تثبت و لا تستقر على حال واحدة . والواجب يقتضي أن نضع النعمة في موضعها ، و ندخر ما يفيض عن حاجتنا الضرورية اليوم من مال و صحة إلى وقت آخر.
4 ـ السعة بعد الضيق أو اليسر بعد العسر، ذلك أن كثيراً من الناس قد يعيشون في ضيق أو حرمان أو شدة أو عسر ، فإذا هم صابرون محتسبون ، و قد يحدث أن تتبدل الأحوال فتكون السعة بعد الضيق ، أو اليسر بعد العسر ، و حينئذ يصعب على هذا الصنف من الناس التوسط أو الاعتدال فينقلب على النقيض تماماً ، فيكون
الإسراف
والتبذير.
5 ـ صحبة المسرفين : و قد يكون السبب في
الإسراف
إنما هي صحبة المسرفين و مخالطتهم ، ذلك أن الإنسان غالباً ما يتخلق بأخلاق صاحبه و خليله ، إذ أن المرء كما قال ( ص ) : "على دين خليله ، فلينظر أحدكم من يخالل".
6 ـ حب الظهور والتباهي : و قد يكون
الإسراف
سببه حب الشهرة والتباهي أمام الناس رياء و سمعة والتعالي عليهم ، فيظهر لهم أنه سخي و جواد ، فينال ثناءهم و مدحهم ، لذا ينفق أمواله في كل حين و بأي حال ، و لا يهمه أنه أضاع أمواله وارتكب ما حرم الله .
7 ـ المحاكاة والتقليد : و قد يكون سبب
الإسراف
محاكاة الغير و تقليدهم حتى لا يوصف بالبخل ، فينفق أمواله كيفما كان من غير تبصر أو نظر في العاقبة التي سينتهي إليها .
من صور
الإسراف
في واقعنا
هناك صور كثيرة في دنيا الناس حين يراها العبد بمنظار الشرع يراها إسرافا و تبذيرا و تجاوزا للحدود ، قد أشار أبو الحسن الماوردي رحمه الله إلى كثير منها حين قال :
( من التبذير أن ينفق ماله فيما لا يجدي عليه نفعاً في دنياه و لا يكسبه أجراً في أخراه ، بل يكسبه في دنياه ذماً و يحمل إلى آخرته إثماً كإنفاقه في المحرمات و شرب الخمر و إتيان الفواحش و إعطائه السفهاء من المغنين والملهين والمساخر والمضحكين ، و من التبذير أن يشغل المال بفضول الدور التي لا يحتاج إليها و عساه لا يسكنها أو يبنيها لأعدائه و لخراب الدهر الذي هو قاتله و سالبه ، و من التبذير أن يجعل المال في الفُرش الوثيرة والأواني الكثيرة الفضية والذهبية التي تقل أيامه و لا تتسع للارتفاق بها ..." ثم يقول : " و كل ما أنفقه الإنسان ما يكسبه عند الله أجراً و يرفع له إليه منزلة ، أو يكسب عند العقلاء و أهل التمييز حمداًً فهو جود و ليس بتبذير و إن عظم و كثر . و كل ما أنفقه في معصية الله التي تكسبه عند الله إثماً و عند العقلاء ذماً فهو تبذير و إن قلّ ... ) .
فإنفاق المال على الدخان والمخدرات والمسكرات من أعظم صور
الإسراف
والتبذير
، و إنفاقه في فضول الطعام والشراب بل و رمي الطعام والشراب في القمامة من صور
الإسراف
والتبذير
، والعجيب أن بعض الدول الإسلامية تبلغ نسبة فضلات الأطعمة الملقاة في القمامة فيها 45% ، أليس هذا إسرافا و تبذيرا ؟!
ثم إن من صور
الإسراف
والتبذير
متابعة الموضة والانشغال بجنون الأزياء والاستجابة لضغوط الحملات الإعلامية الصاخبة التي تحمل كثيرا من متابعيها على شراء ما لا يحتاجون .
وبالجملة فإن صور
الإسراف
والتبذير
كثيرة ، نسأل الله أن يقينا والمسلمين شرها ، و أن يجنبنا جميعا كل مكروه و سوء ، و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
أحبـُكِ أنتِ
..
أريـدُكِ أنت
..
فما:
الخفـقـةُ الــزائدة في قلبي الا بحثا عنك
ورغبة في لقاكِ
..
فأنتي كلماتٌ تمزقنيُ لوعة كلّما هـممتُ
بالإختلاء بكِ على صدرِ الورق
..!!
وهـكـذا أنـا دونك حنين يتجرع حنين
..
وفداحـــةُ جِــراح
..
بالمساء والصباح
وتمتمةُ رجــــاء
..
♥
,/’
نجم الثريا
فترة الأقامة :
5655 يوم
معدل التقييم :
زيارات الملف الشخصي :
15
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل :
0.93 يوميا
نجم الثريا
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى نجم الثريا
البحث عن كل مشاركات نجم الثريا