بسمَ الله الرَحمَنِ الرَحِيّم ،
بدايَةً :
قال - صلى الله عليه وسلم -:
" إن الله - تعالى - يقول يوم القيامة:
أين المتحابون بجلالي . . ؟
اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي"
رواه مسلم.
مَشهَد " 1 "
رنا : رُؤى وينك أمس ؟!
رُؤى : كُنت عند هيفاء
رنا بِ تكشيرة وَقلبٌ مُضطرب : صايره كثير تروحين عندها !
رُؤى : ايوا والله هالإنسانه ما شفت مثلها .. أحبها مره
رنا تُغلق عينيها وترحلُ صامتة !
.
مَشهَد " 2 "
هيفَاء : رُؤى أحِبك حُب ما حبه بشر ..
رُؤى : وربي حتى أنا يا هيفاء مقدر أعيش من دونك
تدخلُ رنا من بينَهُن ثُم ترمقهُن بنظرة نارية
والغيرة تنهشُ قلبها ..
دقيقة وتأتيها رُؤى بعد أن لمحت الدموعُ تتجمع في عينيها ..
رُؤى : رنووونتي وربي حتى إنتِ أحبك إيش فيكِ صايره حساسه !
رنا : مقدررررررر يا رؤى وَالله أحس إني أغار عليكِ !
. . . . . . . . أغار عليكِ !
.
مَشهَد " 3 "
تأتي هيفاء وتسحبُ رُؤى من بين يديَّ رنا ..
لِ تهمس في أُذنها : أنتِ لي !
تبتعد رُؤى مُرتبكة .. لِتنظرُ في عينيّ هيفاء
وهيفاء تُكرر : أنتِ لي أنا فقط !
أنتِ لي أنا فقط !
.
مشهد تكرر أمام ناظرَيَّ بِ صُورٍ مُلونةٍ .. أو صُورٍ رمادية ، مُباشرةً أو غيرُ مُباشرَة !
تعجبتُ حقيقةً .. أيُ علاقاتٍ شُغلت بها قلوبُ المُسلمات حفيدات عائِشَـة !!
بل كيفَ بدأت وإلى أينُ صارت ؟!
أقسِمُ بالله العظيم كثيرٌ ما حدثت حولي .. صُعقت .. لم أجدها فقط في الواقِع ، بل حتى في عالم الإنترنت ويا كُثرها بِ المُنتديات .. !!!
لا تُوجد إتِهاماتٌ هُنا .. هذهِ قضية مِن صميم الأُمة الإسلامية ،
تتدحرج إلى قاعٍ سحيقٍ .. مُقرف .. ، وَ . . إلى متى ؟!
أفتاةٍ تغارُ على فتاة ! وآُخرى تقولُ : أنتِ لي ؟!
أهذهِ محبةٌ في الله ؟
وأينُ ـها عنهـا ؟
لا تقُلن لي : " فقط هذا نراهُ في البعيداتِ عن رَبِهِن "
لا حبيباتي لا ، هُناك فتياتٍ مُلتزِمات .. من غيرِ شعُورٍ مِنهُن .. ولا إنتباه .. لم يقصِدنَ بِ الطبع لِ أنهُن يخفن مِن رَبِهُن ..
وبِ سببٍ أو لِ غيرهِ .. أخذها مجرى هذهِ العلاقات .. نيتها طيبة وَلكن .. مشاعرها ؟!
إلى أيَّـنْ ؟!
الأسبوع الماضي
جآئتني أختي من الجآمعه وهي مذهووله
ممآ رأت وسمعت ..
وتقول لأول مرره أخآف وأذهل ممآ سمعت
لِدرجة أني خرجت بسرعه من الجآمعه خوفاً من أن يعمُّني العقآب .!
تُحدثني فَ تقول /
رأيت أحدآهن وهي تبكي وفي حآل يرثى لها ظننت أن أحد من أهلها قد تُوفّي !
فجلست أرقبهآ وزميلتها بجآنبهآ تهدأ من روعهآ ..
وفجأه إذا بها تصرخ في وجه صديقتهآ
[ مآآأقدر // مآآأقدر على بُعدهآ
أن أعبدهآ تعرفين شلون أعبدهآآ ]
لاإله إلا الله
أوصل الحآل بهآ إلى الشرك !!
أيبع عآقل آخرته بدنيآه !!
ليتهآ تعلم هي ومن على شآكلتها ..
أن الحب في الله
عبادة عظيمة وأجر يغفل عنه الكثييير .!
ولا يجد المرء حلاوة الإيمآن إلا به ..
فمن منآ لايريد حلاوة الإيمآن .؟!
فمن حديث أنس رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال :
« ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ،
وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه
كما يكره أن يقذف في النار » .
فَ لننظرُ لحآل العآشقآت الهآئمآت في بحر الحب الزآئف
تجدين جُلّ إهتمآمآتهن رضآ الحبيبه ..
حيآتهن همٌ وغمٌ وبكآءآت وتأوهآآت
يبكين عند اللقآء من لوعة الإشتيآق
ويبكين عند الفرآق من مرِّ الودآآع .!
أيّ حيآة هآنئه تُرجى ؟؟!
وأي إنشرآحٍ للصدر يبتغى ؟!
والله ليكون كمآ قآل المصطفى ( صلى الله عليه وسلم )
ولن يجدن حلاوة الإيمآن حتى يكون الحب لله وفي الله ( فقط ) !
* الحب في الله !
الأغلبية ممن حولنآ إستسهلوا فيْ أمرهآ
وإذا قدمتِ لهم النصيحة قالوآ : حب في الله !!
أين الحب في الله ؟!
كل ما نسمع من عبارات حب وغرآمْ وصرآخ ويقولون : أنا أحبهآ حب في الله !!
أهذا فعلاً حب في الله ؟! بلْ قد وصلْ البعض إلى أشد من العبآرآت إلى أعظم من ذلك . . > التحرش !!!
نسوآ وتنآسوآ قوله سبحآنه وتعآلى : { الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَِ }
عدو !! هلْ تعلمين ما معنى كلمة عدو ؟!!
يعني أن حبيبتك ستكون عدوة لكِ . . لن تستمر العلاقة أبداً أبدا
هذه من النآحية الدينية
أما من ناحيتك أنتِ !!
ماذا ستحكين لأبناءك عندما تنجبي حتى وإن كنتِ كذلكَ الآن !!
هل ستكونين أم ؟! هل ستسمين نفسكِ أم ؟! هل ستجعلين أبنآءك يفعلون مثلما فعلتِ ؟!! هل وهل وهل ...
أنتِ من سيعلم ويربي أبنآءك . .
قال الشاعــر : -
الأم مدرسة إذا أعددتها ...... أعددت شعباً طيب الأعرآق
سيكون حدث سيء جداً لتآريخك
رآجعي نفسكِ فبآب التوبة مفتوح , وتذكري أن الله غفور رحيم وكذلكَ شديد العقاب
وتذكريْ أن الله لم يحرم شيء إلآ لحكمة . . سبحآنه !!
الحب الحقيقي المعقود بِ الإيمآن
ترتقي بهِ [ أروآحنآ ] لِلجنآآآن
إقرئي / يآرعآك الله ..
وقآرني بين حآلنآ وحآلهم ..
* صلى عمر بالناس الفجر ثم إلتفت فقال أين معاذ ؟!
قال : ها أنا ذا يا أمير المؤمنين ..
قال : [ لقد تذكرتك البارحة ,,
فبقيت أتقلب على فراشي حباً وشوقاً إليك فتعانقا وتباكا ] !!
أيُّ حبٍ هذآ ؟!
وأين نحن من ذلك الحبِّ العظييم ؟!
* غاب النبي - صلى الله عليه وسلم -
طوال اليوم عن سيدنا ثوبان ( خآدمه )وحينما جاء
قال له ثوبان:
أوحشتني يا رسول الله .. وبكى .!
فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - :
أهذا يبكيك ؟!
قال ثوبان :
لا يا رسول الله ولكن .!
تذكرت مكانك في الجنة ومكاني فذكرت الوحشة
فنزل قول الله تعالى :
( وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم
مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقا )
69/ سورة النساء
لكل من ابتليت بهذآ الداء أقول لها
إقرئي ما قاله ابن القيم رحمه الله تعالى
عن العشق حيث يقول :
(القلب إذا أخلص عمله لله
لم يتمكن منه العشق
فإنه يتمكن من القلب الفارغ ) ..!
فإنه يتمكن من القلب الفارغ ) ..!
ولو خلُصت محبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم
لما تعلّق متعلّق بغير الله الذي تألهه القلوب ،
ولم تُحبّ سوى من دلّها على الخير وهداها إليه .
ولذا قال عليه الصلاة والسلام :
[ لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين ]
ولما قال عمر : يا رسول الله لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي ،
فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
[ لا والذي نفسي بيده ؛ حتى أكون أحب إليك من نفسك ] !
فقال له عمر : فإنه الآن . والله لأنت أحب إلي من نفسي ،
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : [ الآن يا عمر ] ! رواه البخاري .
* فاللآتي تعلّقن ببنات جنسهن حُرمن هذه المنزلة الرفيعة والمكانة العالية ،
وتَعَلّقْنَ ببُنيّات مثلهن .!
وأعجب مآقرأت في هذآ الموضوع هو قول إبن القيم ( رحمه الله ) !
العشق هو الإفـراط في المحبة ، بحيث يستولي المعشوق على قلب العاشق ،
حتى لا يخلو من تخيُّلِه وذِكره والفكرِ فيه ،
بحيث لا يغيب عــن خـاطـره وذهنه ،
فعند ذلك تشتغل النفس بالخواطر النفسانية فتتعطل تلك القُوى ،
فيحدث بتعطيلها من الآفات على البدن والروح ما يَعُـزُّ دواؤه ويتعذر ،
فتتغيّر أفعاله وصفاته ومقاصده ، ويختلُّ جميع ذلك فتعجـز البشر عن صلاحه ،
كما قيل :
الحـبُّ أولُ ما يكـون لجاجـةً **** تأتي بـه وتسوقــه الأقدار
حتى إذا خاض الفتى لُججَ الهوى **** جـاءت أمـور لا تُطاق كبار
وأمآ دوآء هذآ الدآء العضآل فقآل فيه رحمه الله /
ودواء هذا الداء القتال أن يعرف إن ما اُبتُليَ به من هذا الداء المضاد للتوحيد ؛
إنما هو مِن جهله وغفلة قلبه عن الله ،
= فَعَلَيْهِ أن يعرف توحيد ربِّه وسُننه وآياته أولا ،
ثم يأتي من العبادات الظاهرة والباطنة بم يشغل قلبه عن دوام الفكرة فيه
= ويُكثر اللجأ والتضرع إلى الله سبحانه في صرف ذلك عنه ،
وأن يرجع بقلبه إليه وليس لـه دواء أنفع من الإخلاص لله ،
وهو الدواء الذي ذكره الله في كتابه حيث قال :
( كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ )
فأخبر سبحانه أنه صرف عنه السوء من العشق والفحشاء من الفعل بإخلاصه ،
فإن القلب إذا خلص وأخلص عمله لله لم يتمكن منه عشقُ الصور ؛
فإنه إنما تمكن من قلب فارغ كما قيل :
أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى × فصادف قلبا خاليا فتمكنا .!
[ همسه في أذن كل من أبتليت بهذآ الدآء ]
لو تأملتِ يآغآليه ..
كيف لو أصاب تلك الفتاة التي تعلّقتِ فيهآ حريق أو تشوّه ؟؟
كيف تنظرين إليها ؟؟؟
كيف لو رأيتها بعد ستين أو سبعين سنة ؟؟!!!
بل كيف لو رأيتها بعد ثلاثة أيام من دفنها ؟؟؟؟
بل كيف لو ماتت مَنْ أُعجِبتِ بها وقيل لكِ :
تعالي لتنامي بجوارها الليلة فقط ؟!
تعالي ودّعيها ...
ونامي في بيت أو غرفة هي مسجّـاة بها ؟؟!!
[ همسه أخيره لِ من حباها الله شيئا من الجَمال ، فابتُليَت بمن تُعجب بها ]
اتقي الله وراقبيه في السر والعلن
اتقي الله لا يُسلب منك هذا الجمال
لا تجعلي لضعيفات النفوس عليك من سبيل .
اقطعي كل علاقة جاءتك من هذا الباب .
خِتامًا :
وقال - صلى الله عليه وسلم -:
" قال الله - عز وجل -: المتحابون في جلالي
لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء "
رواه الترمذي.