كبار سن في فيفاء يقيمون متاحف في منازلهم للحفاظ على التراث
العبدلي في متحفه المنزلي
في بادرة قوبلت بتشجيع من قبل شرائح المجتمع في فيفاء يقوم بعض كبار السن في فيفاء بتخصيص أجزاء من منازلهم، ليجعلوا منها متاحف خاصة بهم، يقومون بتجميع القطع الأثرية القديمة فيها، للحفاظ على تراث فيفاء القديم، ويقومون بصيانتها والحفاظ عليها وعرضها بشكل متميز، وقد يسعى بعضهم للبحث عن بعض القطع القديمة التي ما زالت في ذاكرتهم من حيث الشكل وغرض الاستخدام، فيسعون للبحث عنها عند أصدقائهم أو معرفهم القدماء، ولو اضطروا لشرائها بمبالغ باهظة.
قامت "الوطن" بزيارة إلى منزل علي شريف العبدلي أحد كبار السن المهتمين بجمع القطع الأثرية، والذي حول جزءاً من منزله إلى متحف مصغر يحوي العشرات من القطع الأثرية القديمة التي قد يزيد عمر بعضها عن 400 عام.
عند دخول ذلك المتحف تعيش واقع عصر قديم وحياة قديمة تكاد تتجسد واقعاً من خلال ما تشاهده أمامك من قطع أثرية قديمة قال العبدلي "من لا ماضي له لا حاضر له، ونحن تعلمنا من آبائنا ما تعلموه من أجدادنا، وها نحن نعلم أبناءنا وأحفادنا ما تعلمناه منهم، ونظرا للتحول الكبير والسريع جدا في حياتنا، والذي قد لا يستشعره أحد مثل كبار السن الذين عاشروا الماضي والحاضر حدث تباعد فكري وثقافي واجتماعي بيننا وبين الأبناء والأحفاد، قد لا تتضح سلبياته إلا في المستقبل البعيد وقد أحسست أنه من واجبي أن أنشئ هذا المتحف الذي يحتوي عشرات القطع الأثرية التي يعود استخدام بعضها إلى أكثر من 400 سنة، ورغم أنه كلفني الكثير سواء من المال والجهد، إلا أن النتيجة كانت باهرة، فقد أصبح هذا المتحف بمثابة المدرسة التي تربط ماضي آبائنا وأجدادنا مع حاضر ومستقبل أبنائنا وأحفادنا، وبالفعل تحقق ما كنت أتمناه، وأصبح أولادي وأحفادي مع أبناء الأسر المجاورة لنا يعرفون كيف كان يعيش أجدادهم، وكيف كانوا يتعاملون مع حياتهم التي لا تتوفر فيها العوامل المتوفرة حاليا، وأصبحت كل مسميات تلك الحرف والقطع القديمة التي يستخدمونها قديما شبه محفوظة بالنسبة لهم".
وقال العبدلي "يحتوي المتحف على العديد من القطع القديمة، فكلما كانت القطعة قديمة كانت ثمينة جدا، ومنها الأسلحة المتنوعة والقديمة التي يعود بعضها إلى العهد العثماني مثل (المطّ) وهو من الأسلحة المستخدمة في العهد العثماني، و(عربي الديكور) وهي بندقية تعود في استخدامها إلى ما قبل 150 عاماً، ومن الأدوات القديمة (القردح) والمستخدم كمكيال للحبوب وغيرها، وتوجد أيضا العديد من العملات الورقية منذ تأسست المملكة السعودية على يد المغفور له بإذن الله عبد العزيز وحتى الآن ".
وأوضح العبدلي سبل إشعال النار قديما في ظل عدم توفر وسائل بترولية أو غيرها لإشعال النار، كما بين طريقة طحن الحبوب على الرحى، وعرض علينا عددا عن قطع السلاح القديمة مثل الرمح، والذي تسمى بعض أنواعه (بالنشرية)، وتحدث أيضا عن مسميات البنادق القديمة مثل الهطفاء والنبوت والعربي والجرمل والبلجيك والكندة وغيرها.
وأشار العبدلي إلى سلاح يعود إلى العهد العثماني، جمع بين صفتي البندقية والمسدس سواء من حيث الشكل أو الاستخدام، وتحدث عن بعض قطع الدرع القديمة والتي تستخدم لصد ضربات السيوف والسهام والرماح أثناء الحروب.
ولكم تحياتي / منقووووووول