إلى عروس قبل ليلة الزفاف00!
نوصيك أختي العروس بــــ :
أولاً : تقوى الله في نفسك فلا يرى منك ربك إلا ما أحله لك ، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق والحياء عن المحرمات شعبة من الإيمان 0وأيضاً تقوى الله في زوجك ، بأن تعدلي معه وخاصة فيما يقول ، فلا تجعلي من كلامه الذي لا تفهمينه طريقاً للغضب واللجاج والمخاصمات والوسوسة ، وتعذيب الزوج 00 بل لابد من التثبت وعدم الاستعجال بالحكم على كلامه أو تصرفاته ، فاسأليه عن كلامه الذي لا تفهمين بقولك ، ما أدري ما تقول ، أو الفكرة ما وصلت 00 فإن كان مقصوده حسناً فذاك المراد ، وإن كان سيئاً فقد يغير الفكرة ويستحيي من التصريح بها ، وقد تواجهين بعض التصرفات غير المرضية فلا تستعجلي عليه ، فقد يكون عنده أزمة نفسية مؤقته ،أو مادية ، أو مشاغل مرهقة 00
ثانياً : أنت تستقبلين حالة من الرضا والثقة بينك وبين زوجك ، فلا يحملك ذلك إلى سباب عائلتك أو التنقص من أحد من أقاربك مما يسبب سقوطك من عينه - فالبيت الكبير إذا كانت قواعده وأساساته ضعيفة كان سبباً يقرب من سقوطه - ولكن عليك بالإعراض عن الاغتياب ومن المعلوم أن المسلم وإن كان له سقطات فخيره كثير يستحق الثناء عليه وإكرامه 0 وعليك بالكلام عن أمور العلم ، أو أمور الحياة مما يحصل به الأنس ولا يؤذي أحداً 00
ثالثاً : أنت تستقبلين ليلة هي أحلى الليالي – بإذن الله تعالى – وأياماً هي أسعدها – ففي تلك الليلة لا داعي للخوف من عدم التوفيق بينكما ، فادعي الله وابذلي جهدك ، ولا تخافي بعد ذلك 00 ولا داعي أيضاً للخوف من أمور أخرى لأن ذلك من الشيطان ليفرق بين زوجين ، أو ليفسد عليهما أحلى ليلة بالهم والغم والخوف الذي يضعف العواطف الطيبة بينكما والوصال 00 ولا داعي للحياء المذموم ، والخجل ، الذي يذهب تبادل الشعور الطيب بينكما 00 وعليك بأن تجعليها ليلة حلوة من أسعد الليالي ، وذكريات جميلة – ليس بالتصوير والكمرا – وإنما بالانطلاق مع الزوج بالملاعبة ، والمفاكهة ، وموافقته فيما يريد والتحبب له ، وتقديم الجميل ، والهدية الجميلة له في تلك الليلة ، وخدمته خدمة تامة في شربه وأكله 00 ومحاولة سبق يديه فيما يريد تناوله ، وعدم إرهاقه وتكليفه ، ما لا يحتمله ،
رابعاً : لا تكوني جبلاً ثقيلاً تحتاجين أن يصعد إليك 00 ولكن حاولي أن تتحركي لجذب زوجك فإذا ما غضب ، أو رأيت منه الصدود والإعراض فحاولي في الوقت المناسب الجاذبية له00 أولاً : بالفعل وذلك بالهدوء والسكينة والأدب والاستماع وقد يحتاج الموقف إلى دمعات من عيون محبة ، وقد يحتاج إلى القرب والمداعبة ، ثم ثانياً : يحتاج الأمر بعد ذلك إلى الكلمات الجميلة الطائعة الواعدة 00 ومن المعلوم ( أن الأفعال الجميلة ، أقوى أثراً من الأقوال الصادقة )
أما تكون الزوجة جبلا ثقيلا تنتظر من يرضيها ، ويراعي خواطرها ، ونفسياتها ، فضلاً عن أن تقوم بإرضاء زوجها في كل أحواله 00 فهذا الجهل منها والقصور 00
خامساً : لا يلزم أن يكون الحب والعشق موجوداً في أول لقاء وأول ليلة فقد يكون متوقفاً قد تعثر بحجر صغير جسمياً ، أو نفسياً 00 وقد يكون مفقوداً قد تعثر بحجر كبير من البغض والكراهية 00 وما أحلى قصة ( وضحى وابن عجلان ) فإنه لما دخل عليها أبغضها وكرهها ، فأعرض عنها ونام 00 بل جعلها خلفه 00 فلم تقابله هي بالصدود والإعراض أو الخصام واللجاج 00 وإنما شقت قلبه بدمعات الحب وحسن التصرف00 وبينما هو نائم ، وإذا هو يستيقظ على رصاصات قلبها تطلق من أفواه عينيها 00 دمعات تنزل على وجهه فتغازل قلبه 00 موقف صامت رهيب أستغرق وقتاً للتأمل ، والمحاسبة 00 بعدما نجح الدواء الأول ونجحت العملية الجراحية اتبعتها بدواء عقلاني ينبيء عن عقل وثقة واستعطفته وقالت : يا ابن الأجواد إن أردت طلاقي - ففضلاً منك - ألا تطلقني في أول أيامي هذه فيتحدث الناس عني ، وتهان كرامة أهلي 00فَرَقَّ لها ، ورحمها ، وأمسكها ، ومع الأيام وجدها زوجة نادرة في خدمتها ، في عقلها ، في صفاتها وتصرفاتها ، فأحبها حباً عظيماً 00 وآخر الأمر قتلها خطأ حينما ذهبت ليلاً لربط فرسه00 قد فظنها عدوا، ولصاً 00 بكى عليها ، وأطلق المدائح والأحزان بما خلده التاريخ من قصائد وكلمات 0
سادساً : احذري كثرة التشكي أو إظهار العداوة لأحد أقاربه ، كأبيه وأمه وإخوانه ، وإن رأيت منهم أمراً مكروها فعليك بالحكمة والمسايسة ، ( فالصبر مفتاح الفضائل ، والغضب مفتاح الرذائل ) وكما قيل: ( الصبر مفتاح الفرج ) وأحلى من ذلك قوله تعالى حكاية عن لقمان : ( واصبر على ما أصبك إن ذلك من عزم الأمور )0
سابعأ : لا تدخليه ( مختبر الوسوسة ) فتشقي عليه بالتصرفات السيئة التي تختبرين مقدار حبه لك ، وأيضا مقدار طاعته لأوامرك ، فيكون ذلك طبعاً لك ، وخلقاً ذميماً تعيشينه 00 فإن ذلك سبب للنكبة القاصمة ، وغالب الأزواج طويل النفس يصبر ويراقب ، ثم إذا اتضحت الأمور اتخذ قراره الخطير الذي لا رجعة فيه0
ثامناً : كل عائلة لهم طباعهم ، وطريقة أحاديثهم ، وعن ماذا يتحدثون ، ومستواهم الثقافي الذي يعيشونه فبعض العوائل أحاديثهم في العلم والفقه والأدب 00 وبعض العوائل أحاديثهم بكثرة المزاح والمفاكهة والملاعبة 00 وبعض العوائل أحاديثهم مادية في المقتنيات والمشتريات ، والخروج إلى السواق 00 وبعض الناس أحاديثهم بالتطاول على الناس إما بالنظرة الصفراء باتهام الناس بما ليس فيهم أو النظرة السوداء في التشائم من الناس ، أو النظرة الحمراء في التعدي على الناس باللسان والأفعال ، والحسد 00 وبعض الناس أحاديثهم في النظرة التشائمية بأنفسهم 00أحاديثهم عن أمراضهم ، وقلة ما بأيديهم ، فلا يشكرون لله نعمة 0 ولذلك فعلى الزوجة أن تنتهج منهجاً عقلانياً وخلقياً مناسباً ، وتتخلص من عادات سيئة وطباعاً مؤذية ، وأموراً يكرهها زوجها 0 وأخيراً نقول لكما مقدماً ( بارك الله لكما وبارك عليكما ورزقكما الذرية الطيبة وجمع بينكما بخير )
*****************
ارجوا لكل عريس ورعروسه التوفيق والسداد في حياتهم