اصمت يا قلمي ..
لا أريد منك نزفا أو بعثرة للحروف ....
بعثرة بلا جدوى ..
كم من دمائك ما زالت على حواف ارواحهم..
تتبعثر حبا .. وألما .. وحسره .. !!
اصمت الآن ..
قد مللت سفك دمائك السوداء على هذى الأوراق ..
وكم تخثر من الدم على أوراقي البيضاء..
كم فاحت رائحة تخثره .. حتى بردت ..
اصمت يا قلمي..
و لا تكتب إلا ما أمليه عليك ..
هنا ..
سأعزف لك أجمل ألحاني..
اكتب لي ..
أسطوره تحاكي الزمن ..
وارسم لي أميرة تملك الأمل ...
وحورية لها كل الحلم ....
أعلم بأن معزوفتي هذه أكبر جرائمي بحقك ..
لانك لن تكتبني إلا شقي
على ملامح وجهى كل الشحوب
ولن ترسمني إلا أمير فى أرض الموت ..
اذا...
اتركني بهمي..
ولا تعبث بجراحاتي ..!!
اصمت يا قلمي..
فقد جعلت مني ..
أسير ورق .. وعشيق حروف ..
أتعلم ...
لقد مللت الألم ..
وكلما هربت من الدنيا ... أجد نفسي ابحث عنك ..
لكني هنا على الأوراق .. أشعر بأني..
مدان بأفظع الجرائم..
وأنا أسكب حزني.. ف أسمع أنين الورق قبل أنينك ..
واسمع تأوهك وتوجعك مع كل حرف أبعثره .. أو أرمي به سهوا..
وفي كل مره يزداد حزني .
أجد نزف حبرك يستغز..
قلبى ..
دعني احكي لك بعضا من مصابي
وبعضا مما يلجم فاهي ..
قيدتني ذكرياتي ..
وأسرتني .. بقايا أطيافهم ..
وبقايا جروحهم ..
وأشلاء قلوبهم ...
وقالوا ...
كم من قتيل استعصى على الموت ..وكم من موت استعصى على القلب ..
آه ومن منا .. لم يتعلم أن يتفنن في الجرم بحق نفسه..
فدائما أول سكاكين غدرنا .. تكون موجهة لقلوبنا .....!!
أما الآن ..
فدعني يا قلمي ..
لهمي ..
دعني كما أنا ..
اشكي همومي .. لهمومي ..
واذهب .. لمراقصة الحروف كما أشاء ..
واعدك بأن لا أسكتك ثانيه ..
ولن أمنعك عن متعة رقصك هذه ...
ولك أن تستبيح دمي
بلا أسف أو تردد
ولي أن أكون الأغلى
بقلب لا يسكنه إلا أنا ..وأنا وحدى ....