ذنوب تجري عليك بعد موتك
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحياة الدنيا...ما هي إلا نعيم زائل وإن طال...وما هي إلا متاع الغرور...أخبرنا الله بحقيقتها في محكم التنزيل فقال { اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفراً ثم يكون حطاماً وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور }الحديد
نسينا أنها دار ابتلاء وتمحيص...فإليها ركنّا
وتغافلنا عن الحقيقة التي تنتظرنا...فبالعصيان تمادينا
ذنوب كأمثال الجبال يسطرها علينا الكرام الكاتبون...ونحن في غفلة وتسويف!!!
ويبقى الأصعب من ذلك والأخطر...وهو أن يمتلئ ميزان سيئاتك وقد فارقت الروح جسدك...وغُيبت وحيداً في ظلمة قبرك...
ذنوب تجري عليك بعد موتك...وأنت لا أمل لك في العودة لتصلح ما أفسدت..{حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون } المؤمنون
أوزار وأوزار تتوالى...أتدري لماذا؟؟
لأنك لم تكتفي بأن عصيت ربك فيما بينك وبينه...بل سعيت لتنشر هذه المعصية بين ملايين من البشر...
مقطع لأغنية..فيلم خالع..صورة فاتنة...تضعها في توقيعك
في موضوعك...في بريدك...كم من الناس يراها؟؟
كم شخص حفظها في جهازه ثم أعاد نشرها؟؟
كم شخص بسبب ما فعلت قد ابتلي وضيع دينه ثم ختم له بذلك والعياذ بالله؟؟؟
كم؟؟ وكم؟؟ وكم؟؟
لا تستغرب إن قلت لك يصل إلى المليارات خاصة في عالم النت والجوال والذي أصبحت الأمور تنتشر من خلاله كانتشار النار في الهشيم...
أحبتي...
أتطيق أن تحمل وزرك يوم لا ينفع مال ولا بنون...فضلاً أن تحمل أوزار هؤلاء الملايين؟؟؟
أما تعلم أن حبيبك محمد صلى الله عليه وسلم قال (من دعا إلى هدىً، كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً، ومن دعا إلى ضلالةٍ، كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص من آثامهم شيئاً) مسلم
والله تعالى يقول {لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلا سَاءَ مَا يَزِرُونَ } النحل
حتماً لا طاقة لك بذلك...فهيا أخوتي لنبادر قبل أن نغادر
قبل أن يباغتنا الموت...فلا تدري متى موعد نزع الروح منك!!!
عندها لا تنفع ساعة الندم...وهي حسرة أيما حسرة!!!
فلنسارع بإزالة المنكر...وتغييره إلى ما يرضي الله
خاصة أن عندنا من الحلال ما يغنينا عن الحرام
أسأل الله الهداية لي ولكم...وأن يثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة
ويجعل حالنا ومآلنا على الوجه الذي يرضيه عنا...
اللهم آآآآمين
|