عرض مشاركة واحدة
قديم 11-14-2010, 12:14 AM   #1


الصورة الرمزية بدر المشاعر
بدر المشاعر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 224
 تاريخ التسجيل :  Aug 2009
 أخر زيارة : 11-12-2012 (11:36 PM)
 المشاركات : 2,536 [ + ]
 التقييم :  112
لوني المفضل : Cadetblue
Mn نظرات في اللغة الفيفية (بحث متكامل) منقول



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،

هذا بحث رائع جدا في اللهجة الفيفية ،،

تلك اللهجة التي لو سمعها الكثير منا لظن أنها لغة أخرى لا تمت إلى العربية بصلة ،،

وسأنقل إليكم البحث على شكل ردود فأرجو عدم الرد حتى الانتهاء من الأجزاء العشرة للبحث ،،

ولكم وافر تحاياي ،،

(1)

نظرات في اللغة الفيفية


بقلم : الأستاذ/عبدالله بن علي قاسم الفيفي




الحمد لله القائل ( وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ (22)
والصلاة والسلام على أفصح البشر وأفضلهم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد :
تمر بالواحد منا في بعض ساعات الصفاء الذهني، كلمات يحس أنها ليست غريبة عليه ،فهو يفهمها لتجذرها في عقله الباطن ووجدانه، فقد استخدمها وكررها في مواقف كثيرة ومتعددة، ولكنه يمر بها مرور عابرا لا يكاد يدرك ذلك، فإذا بها تطرق سمعه في تلك اللحظة، فيشعر بعمقها وأصالتها في لغته الدارجة، ولكنه نسيها وهجرها واستبدلها بكلمات أخرى وافدة على بيئته، ولكن مازال يحس أن هذه الكلمات البديلة لا تعطيه المعنى الذي يرغبه، ولا تستوعب كلما يود التعبير عنه، وقد يجد نفسه أحيانا ولاشعوريا ينطق ببعض الكلمات المختزنة في أعماق وجدانه، فيرتاح لها فإذا ما تمعن فيها وجدها كلمات فصيحة، لها أصولها وجذورها واشتقاقاتها، ولها شواهدها في القرآن الكريم ،وفي حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم، وفي الشعر العربي القديم، فيشعر بفخر وراحة نفسية عظيمة لذلك، وقد يسجلها ليعود إليها عند الحاجة، أو قد يكون في وقت ومكان لا يسمح له بذلك، فيعزم على الاحتفاظ بها في ذاكرته حتى تتاح له الفرصة المناسبة لكتابتها، ثم يجد انه بعد قليل قد نسيها، فيجهد نفسه في تذكرها وقد يظفر بشيء من ذلك وقد لا يستطيع، فإذا فقدها تحسف وندم على تفريطه، وتبقى تشغله وتعكر عليه مزاجه، وقد يونب نفسه لتفريطه في عدم كتابتها في وقتها، فإذا ما تذكر شيئا من ذلك، أو تهيأت له الفرصة فسجل ما سجل منها ،ثم عاد إلى معاجم اللغة وقواميسها، وجدها كلمات فصيحة لها الكثير من الشواهد كما أسلفنا .
معظم الكلمات التي درجنا على التحدث بها في صغرنا، تلقيناها من أهلنا في فيفاء وما جاورها، وكانوا يتحدثونها سليقة، فهي في معظمها كلمات عربية فصيحة، توارثوها ونشؤوا عليها لأنهم عرب خلص ، يقول عنهم الدكتور سعيد الشربيني عالم اللغة الكونية بعد زيارته لفيفاء، ليتأكد من اللغة التي يتكلمون بها، لأنه نمي إليه أنهم يتحدثون لغة غير مفهومة وليست من اللغة العربية في شيء، فقال (لقد لقيت عربا خلصا لغة وشكلا وأخلاقا وكرما ) فاللغة كما نعرف توخذ بالمشافهة والتلقي،وكان التلقي قاصر على الوالدين والأهل فقط ،ولكن في عصرنا الحاضر اختلف الوضع، ليس في بيئتنا وحدها ولكن في جميع أنحاء العالم،فهذا العصر مختلف بالكلية، فقد طالنا الكثير من التغيير والاختلاف في لغتنا وجميع نواحي حياتنا ، بسبب التواصل والاختلاط مع الآخرين، وتوفر وسائل الاتصالات الحديثة، من أعلام مرئي ومسموع ومقروء، فتغير اللسان ومصادر التلقي ففقدنا الكثير من اللسان الفصيح الذي كنا نتحدثه، وتبلبلت ألسنتنا ، بل إن معظم من كان يجيد هذا اللسان فقد أكثره ، لعدم استخدامه والتخاطب به حتى نسيه ،فمعظمنا لم يعد يجد من يفهم عليه الكثير من تلك الكلمات الشائعة والتسميات الدارجة ، وبالذات من الأجيال الحديثة، وهذا ينذر بأنها في طريقها للاندثار، فتضيع للأبد إن لم نرصدها ونسجلها وما زلنا نجدها في مجتمعاتنا ،وهي مهمة لكل من يقدر ولديه الاستطاعة.
هذه الحلقات المتتابعة بمشيئة الله من هذا القبيل ، رصدتها تحت عنوان ( نظرات في اللغة الفيفية) سبق ونشرت معظمها وما زلت في ملتقى (أبناء خولان بن عامر) وقد لاقت قبولا من كثير ممن اطلع عليها، وتجاوبا سرني وشجعني على البحث والمواصلة في تجميع الكثير من هذه الكلمات التي كادت تضيع وتضمحل لدى الكثير، وقد رغب لدي بعض من الاخوة والأبناء في نشر هذه الحلقات عبر هذه الصحيفة المتألقة (فيفاء أون لاين) التي شهادتي فيها مجروحة، لفرط إعجابي وحبي لها، لما تقدمه من خدمة وتواصل يهم كل أبناء فيفاء، بارك الله في القائمين عليها ووفقهم ،إن ما دعاني وشجعني على إعادة نشرها هنا هو رغبة إدارة فيفاء أون لاين والولد البار (بدر بن عبد الله) لتعم الفائدة ..
أرجو من الله التوفيق، وأرجو أن تلاقي القبول والتفاعل من الاخوة القراء، وتكون سببا لاستثارة الهمم من أصحاب الاختصاص، ممن لديهم الهمة والنشاط ، لعلنا نتدارك شيئا من تراثنا ولغتنا التي يجب أن نعتز ونفخر بها،ونسعى بفضل الله إلى أن نورثها لأبنائنا وأجيالنا القادمة ، لذلك ومن هذا المنطلق يسعدني ويشرفني أن أقول وبالله التوفيق والسداد :

إن اللغة هي أداة التواصل بين البشر، وآلتها اللسان والشفتان ،التي امتن الله بهما على الإنسان، بقوله تعالى ( أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ (8) وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ (9)) ،والإنسان بطبعه اجتماعي لابد له أن يتواصل مع من حوله، حتى ولو مع الحيوانات والجماد، إن لم يجد أخيه الإنسان، فان لم يستطع التواصل بلغة الكلام، فبالإشارة أو الرسم أو أي وسيلة أخرى.
واللغة العربية من أقدم اللغات،بل هي أمها ومصدرها، فكل لغات العالم انحدرت وتجذرت منها، كما ثبت ذلك علميا وبحثيا،بعد استخدام الكثير من الوسائل والأجهزة الحديثة ، بل سميت اللغة العربية (اللغة الأم) ، وخصص لها كرسي في جامعة لندن البريطانية بهذا الاسم ،وقد أكد ذلك عضو هذا الكرسي عالم اللغة الكونية الاستاذ الدكتور/سعيد الشربيني (وفقه الله) ذلك وما زالت اللغة العربية هي أفصح اللغات وأغزرها كلمات ومعان واشتقاق ،لغة معبرة تفي بغرض المتحدث ، وقد تكفل الله بحفظها،حين تكفل بحفظ القرآن الكريم الذي نزل (بلسان عربي مبين) ،وكانت حين بعث الله الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بهذا الكتاب المحكم ، قد بلغت أوج قوتها وقمة فصاحتها ،ولذلك كان مكمن التحدي لأهلها فيها ،فالله انزل القرآن الكريم بها دليل على إعجازه، وصدق المرسل به، فالله سبحانه وتعالى تحدى كل امة بما اشتهرت به ومهرت فيه، فاليهود وقد اشتهر عصرهم بالسحر، أعطى الله موسى عليه السلام العصا معجزة تلجمهم الحجة لعجزهم عن مقارعتها، وعندما بعث الله عيسى عليه السلام، كان في عصره الطب منتشراً فتحداهم الله بان جعل عيسى عليه السلام ، يبرى الأكمه والأبرص ويحيي الموتى ، وأما محمد النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم، فبعث وقد بلغت اللغة العربية في قومه أعلى درجات الكمال والفصاحة، فأتاهم بما عجزوا عن الإتيان بمثله، أو بعشر سور أو سورة واحدة من اقصره.
كان العرب قبل الإسلام كما أسلفنا ،قد بلغوا القمة في اللغة والفصاحة، وأصبح لها شان عظيم في حياتهم، فأقاموا الأسواق الدورية يتبارون فيها شعرا وخطابة وفصاحة، كسوق عكاظ، وذا المجاز، وذا المجنة، وغيرها،وكانت قريش الذروة فيهم، لمكانتها الاجتماعية والدينية والتجارية،فأولت اللغة اهتماما عظيما، حتى أنهم يحرصون على أن يتقنها أبنائهم صغاراً، فكانوا يرسلونهم ويسترضعونهم في البادية، أهل اللسان النقي الفصيح،الذي لم يخالطه غريب،ولم تدنسه عجمة ،لأجل أن يكتسبوا أصول اللغة وفنونها، وما قصة استرضاع النبي صلى الله عليه وسلم في بني سعد بن بكر إلا من هذا القبيل .
ولذلك حكاية سنستكملها بمشيئة الله في حلقة قادمة ــ والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،














(2)

في الحلقة السابقة عند اهتمام العرب قبل الإسلام باللغة العربية، حتى بلغوا في ذلك القمة، وفي سبيل ذلك اهتموا بتربية أبنائهم على اللسان الفصيح، حتى أن الأغنياء منهم كانوا يسترضعون أولادهم في البادية، ليكتسبوا الفصاحة ضمن مكتسبات أخرى عددها بعض علماء الاجتماع .

وكما نعرف من خلال السيرة استرضاع الرسول صلى الله عليه وسلم في بادية بني سعد بن بكر، وان مرضعته هي حليمة السعدية ولإكمال الموضوع نقول :

البادية هي ما كان خارج المدن ، ليس كما يفهم معظمنا أنها الصحراء، بدليل أن بني سعد الذين استرضع فيهم الرسول صلى الله عليه وسلم وغيره من أبناء قريش، إنما تقع في أعالي جبال السراة، في جنوب مدينة الطائف الحالية، وبنو سعد من (هوازن ) المعروفة بعتيبة اليوم وهم يحادون بني مالك وبالحارث، وهذا دليل على أن سكان هذه المناطق الجبلية، أهل لسان وفصاحة، فلا بد أنها وأشباهها قد حافظت على الكثير من هذه الفصاحة إلى يومنا الحاضر، فكما نعرف أن اللغة تتأثر وتتغير بالاختلاط بالآخرين، فإذا لم يتم هذا الاختلاط أو ضاق نطاقه ،فستبقى اللغة دون تغيير يذكر، يتلقاها الخلف عن السلف وان حدث تغيير فسيكون بطياً ولا يوثر في أصولها،فلو نظرنا إلى جغرافية السراة، فهي ولاشك بعزلتها المتناهية، ستكون محضنا يحافظ على هذا الموروث العظيم، والسراة كما نعلم وهي تمتد من الطائف شمالاً إلى أقاصي اليمن جنوباً، فهي بكاملها تتميز بهذه الخاصية، وكلما كانت اشد عزلة، كانت اشد حفاظاً، وقد أدرك بعضنا الكيفية التي كان يتكلم بها أفراد قبيلة آل تليد، في التثنية والجمع، وفصاحة الحروف ولفظ الأعداد، وذلك لعزلتهم المتناهية ، فإذاً ولا شك أن منطقتنا فيفاء وما جاورها، بقيت على شيء كبير من هذا اللسان العربي الفصيح .

فإذا كانت قد حافظت على الكثير من هذا اللسان العربي،فكيف بالله نوفق وبين من يقول أين الفصاحة من هذا اللسان الغير مفهوم إلا بصعوبة؟، فنقول :لو دققنا في كلماتنا وتسمياتنا وما ننطق به بعين الخبير الملم باللغة العربية الفصيحة، لوجدنا في أصولها وفروعها واشتقاقاتها الكثير من هذا اللسان الفصيح، وإنما وصل إلى هذه الدرجة من التبدل والتغير وعدم الفهم له أو لمعظمه لعوامل أخرى أهمها: ما أشار إليه علماء الاجتماع بتأثيرات البيئة الاجتماعية على الإنسان، فالبيئة الاجتماعية زراعية أو رعوية أو تجارية لها كبير الأثر على أهلها، وبالذات إذا ما عاشوها زمناً طويلاً، وعلى نمط واحد، ومجتمعنا أو معظمه من هذا القبيل ، فالمعروف أن المزارع لا يكاد يفارق مزرعته هو وأفراد أسرته، فهم مع بعضهم طوال الوقت في البيت والحقل، وفي معظم مناشط حياتهم اليومية، وهذا التواجد الدائم يولد لدي أفراد هذه الأسرة تشبعاً لغوياً، فلم يعد لدى الواحد منهم الرغبة الكبيرة في الحديث، بعكس المجتمع الرعوي،الذي يضطر الواحد منهم في التغيب عن أسرته فترة طويلة من اليوم، في تتبع المرعى لغنمه ، مما يشوقه عند التلاقي بالآخر، بان يفرغ ما تراكم لديه من مخزون الكلام ،فيتحدث بكل شيء عن كل شيء،لذلك نجد كلا الحالتين مع الوقت توثران في صاحبهما، فالمجتمع الزراعي يعتمد في معظم كلامه على الاختصار، ولغة الإشارة والإيماء، وهو الملاحظ في لغة أهل فيفاء، فتجدهم يختصرون كثيراً من الكلام، فيحذفون بعض الحروف، ولا يستخدمون الحروف الثقيلة بل يستبدلونها بحروف خفيفة، فتسمع احدهم يقول السلام أو السام بدل السلام عليكم ورحمة الله ،و(كيفنت) بدل كيف الحال،بل بعضهم يكتفي بقوله (كي، نح، وط) بدل (كيف أنت ،والحمد لله ، واطياب ) وفي الأسماء ينادي بحس بدل حسن، وجاب بدل جابر، ويز بدل يزيد، وسله بدل سليمان، والحروف الثقيلة لا تكاد تستخدم فحرف الضاد نادر الوجود في كلامهم ،فيبدلونه بحرف الفا في الغالب،فضرب لديهم فرب، وضفدعه ففدعه، وحيضة للمزرعة الصغيرة حيفة،وحوض حوف، ورحض لماء الغسل رحف، وضيف فيف ،وبيضاء بيفاء أو الاسم الرديف عفراء، وكذلك القاف والجيم والكاف يرققونها أو يتشتشونها ، فلو أعدت ما تسمع من كلماتهم بناء على هذا التغيير لوجدته كلاماً عربياً فصيحاً.





لا أطيل حتى لا يمل القارئ سنستكمل الموضوع في حلقة قادمة بمشيئة الله وتوفيقه
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته





















(3)


استهل هذه الحلقة بإيضاح وجهة نظري حول اختياري لفظة (لغة) بدل (لهجة) عنوانا لهذا الموضوع والتي تحفظ عليها كثير من الأخوة فأقول وبالله التوفيق:

قيل ــ اللغة: هي التعبير عن الأفكار بواسطة الأصوات الكلامية المؤلفة من كلمات ، وقيل هي عبارة المتكلم عن مقصوده، وأما اللهجة فهي مجموعة الصفات اللغوية التي تنتمي إلى بيئة معينة .

فعلى هذا: فاللغة اشمل من اللهجة، فاللهجة تندرج تحت اللغة وفي كل لغة لهجات ،فما يعبر به كل قوم عن مقصودهم فهو لغة، حتى لو لم يكن منطوقا ،فكما نعرف أن للصم لغة هي (لغة الإشارة) ، ولنزيد الأمر إيضاحا بإيراد المثال : فلو كنا نتكلم عن العالم العربي بكامله فنقول لغته هي العربية، وما يختلف فيه بالنطق من دولة إلى أخرى، كاهل المغرب أو أهل مصر أو أهل الخليج فيقال له لهجة، ولو تحدثنا عن المملكة العربية السعودية فلغتها العربية، وما يختلف فيه أهل نجد عن أهل الحجاز عن أهل الجنوب أو الشمال أو أي منطقة أخرى في لفظ بعض العبارات فهو لهجة ،ولو تحدثنا عن أبناء خولان فلغتهم العربية، وما يختلف في منطوقها أهل فيفاء أو بني مالك أو بني الغازي أو جماعة أو منبه فهو لهجة ،فإذا عندما نتكلم عن لغة أهل فيفاء فهي بالطبع العربية، والاختلاف داخل فيفاء في منطوق بعض الكلمات سواء آل عبيد أو آل عطاء أو أهل الشرقي أو الغربي فهو لهجة .

فاللغة إذا هي: العبارة التي يفصح به الإنسان عن ما يقصد ،واللهجة هي أسلوب أداء هذه الكلمة إلى السامع، من إمالة أو تفخيم أو ترقيق أو تسهيل للهمزة أو تحقيقها ،فاللهجة محصورة في جرس الألفاظ وصوت الكلمات وكل ما يتعلق بالأصوات وطبيعتها وكيفية أدائها.

فاختيار اللغة في العنوان أدق من اللهجة، فما أتكلم عنه تحت هذا العنوان هو الكلمات الفصيحة التي أجد لها شواهد في القرآن الكريم، أو الحديث الشريف، أو الشعر العربي القديم، وفي معاجم اللغة العربية وقواميسها، ومقصدي وهدفي هو التنبيه وتعليق الجرس، لعل بعض أصاحب الاختصاص من أبنائنا يسعون إلى تسجيلها قبل أن تضمحل فهي في طريقها لذلك، بسبب هجرها والاستعاضة عنها بغيرها .

ولكن قبل أن أدخل في صلب الموضوع وعمقه يشرفني أن أزينه بما أورده الوالد فضيلة الشيخ علي بن قاسم الفيفي حفظه الله، من قواعد شاملة حول اللهجة الفيفية، وذلك في مقدمة كتابه المطبوع (باقة من تراث فيفاء الشعبي ) ،فهي مدخل لفهم ما تنطق به بعض الكلمات والحروف مما يغير بعض هذه الكلمات، فيصعب ربطها بأصلها الفصيح إن لم تكن ملما بهذه القواعد، حيث يقول حفظه الله :من الملموس أن لكل أهل بلد في شبه الجزيرة العربية لهجة يتميزون بها عن غيرهم ، بل قد يوجد في البد الواحد أكثر من لهجة واحدة، ومع تعدد اللهجات فان اللغة العربية الفصحى هي اللغة الجامعة، التي يفهمها كل فرد في أي بلد عربي ،ولأهل المنطقة الجبلية في جنوب المملكة العربية السعودية المعروفة بساق الغراب لهجات متعددة ،ولكنها متقاربة في أصولها، والطارئ على المنطقة قد يمكث فترة لا يكاد يفهم من لهجة أهلها إلا النزر اليسير،وذلك لتغير النبرة الصوتية، ولاختزال أو إبدال الحروف، أو استعمال بعض المفردات الغير المألوفة عنده، وان كان لبعضها أصل فصيح ، وفيما يلي بعض القواعد للهجة أهل فيفاء إذا الم بها القارئ سهل عليه فهم لهجتهم ، وفهم لهجات أهل ساق الغراب عامة تقريبا، مع ملاحظة أنهم لا يلتزمون بهذا اللهجة دائما ، بل قد يعودون إلى الأصل الفصيح في بعض التعابير ، لا سيما إذا حاولوا تفهيم من يخاطبونه، ومما يجب أن يكون معلوما أنهم يفهمون ما يخاطبون به بالعربية الفصحى فهما جيدا، وهذا سر عظيم من أسرار اللغة العربية الفصحى واختيارها لغة جامعة لأهل اللسان ، مهما اختلفت اللهجات باختلاف البلدان ، لأنها مستخلصة ومنتقاة منها ، ومصطفاة من بينها كاصطفاء صاحب الرسالة الخاتمة من أنفسهم ، المنزل عليه هذا الدستور الذي اخبرنا الحق تبارك وتعالى انه سر تخليد ذكرنا وصيتنا ومجدنا، بقوله تعالى ( وانه لذكر لك ولقومك وسوف تسالون ) وقوله تعالى ( لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم أفلا تعقلون) فكان اصطفاء الرسول صلى الله عليه وسلم من أوسط العرب، ونزول القرآن بهذه اللغة المستخلصة من لهجتهم اصطفاء لها من بين سائر اللهجات
.




أصول اللهجة الدارجة في فيفاء :




1ـ ينطقون بعض الصادات المهملة سينا وتاء معا فيقولون في نحو : صلاة وصوم وصبر ستلاه وستوم وستبر ، ويناوبون بين الصاد المهملة والشين المعجمة أحيانا فيقولون في نحو صدى شدى وبوشان بوصان .

2ـ ينطقون كافات الخطاب وبعض الكافات الأخرى بين السين المهملة والشين المعجمة بل إنها للشين المعجمة اقرب ، فيقولون في نحو : أخوك وأبوك : اخوش وأبوش وفي نحو كلب وكل : شلب وشل وكروم شروم وكرمة شرمة .

3ـ ينطقون بعض الضادات المعجمة فاء فيقولون في نحو ضمد وضفدعة : فمد وففدعة ، وبعض القبائل تنطقها ثاء مفخمة فيقولون ثمد وثفدعة .

4ـ ينطقون بعض الظاءات المعجمة ثاء مفخمة أحيانا في مثل ظلام وظلمة فيقولون :ثلام وثلمة ،ومرققة في مثل قرظ وغلظ فيقولون : قرث وغلث.

5ـ يبدلون أل التعريف بأم الحميرية وهي من اللهجات العربية الفصيحة وقد نطق بها أفصح الخلق محمد صلى الله عليه وسلم حيث قال : ليس من امبر امصيام في أمسفر.

6ـ يبدلون هاء الضمير في آخر الكلمة واواً فيقولون في نحو ضربه ومعه وله : ضربو ومعو ولو

7ـ يبدلون تاء التأنيث الساكنة فيقولون في نحو أخذته وأكلته : أخذنه وأكلنه .

8ـ يجعلون كلمة أها بدل هو وهي مع تفخيم الألف في المذكر وترقيقها وإمالتها في المؤنث وأهم وأهن بدل هم وهن، وانحن بدل نحن ونا بدل أنا .

9ـ يجعلون ذا وتا وأوذا بدل الذي والتي والذين وهذا له أصل في اللغة العربية نحو أتى عليهم ذو أتى أي الذي أتى انظر مجمع الأمثال 1/68.

10ـ يبدلون أسماء الإشارات التالية فيقولون في ذلك ذيلي، وتلك تيلي، وأولئك أوذيلي وهناك هنيلي، وهنالك هنالهلا.

11ـ يحذفون بعض الحروف وينطقون الكلمة والكلمتين أو الثلاث بعد الحذف كلمة واحدة فيقولون في نحو ما أنت فاعل وماذا أنت فاعل : منت فاعل ومذنت فاعل.

12ـ يحذفون الحرف الساكن من الحروف إذا تقدم على الفعل أو الاسم وينطقون الباقي مع الفعل أو الاسم التالي، فيقولون في نحو قد خرج قخرج، وقد استقام قستقام، وفي أمبيت وفي أمسوق فمبيت و فمسوق ، ويحذفون الهمزة من أول الاسم فيقولون في نح وأنا أخوك أو وأنا أبوك : ناخوك ونابوك.

13ـ يجعلون بدل إذا أيل أو أيلى فيقولون في نحو إذا صليت فاطمئن أيل صليت فاطمئن، أو ايلى صليت فاطمئن.

14ـ يقدمون أحيانا بعض الحروف على بعض في بعض الكلمات، فيقولون في مسجد وصدق وجذب مسدج وصقد وجبذ .

15ـ يأتون بحرف سا أو باسا قبل الفعل ويفيد معنى غير أن ، فيقولون في جواب هل هو يصلي : لا سا يتفرج أو لا باسا يتفرج .

16ـ يجعلون كلمة نحا بدل عند ،فيقولون في نحو ذهبت عند فلان ذهبت نحا فلان أي ناحيته.

17ـ يختصرون الأسماء عند المناداة وغيرها وذلك بحذف بعض الحروف كما يحصل في الترخيم ، فمثلا يقولون جابر :جاب، وحسن :حس، وسليمان : سله بإضافة ها السكت، وفاطمة فاط ، وعائشة عاي، ويقولون عند ذكر حسن حسين :حسم حسين ، وسليمان بن حسن :اسلم حسن

18ـ يجعلون بدل التنوين ياء ونوناً فيقولون في نحو : علي علين ، وماء ماين ، وسماء سماين .

19ـ يستعملون التضجع وهو إمالة الألف إلى الياء في بعض الكلمات، وتظهر في لهجة قبيلتي آل سلمان وآل العمامي كثيراً، في نحو جابر وقاسم ونحو ذلك، وهي من اللهجات العربية القديمة، ففي أمالي ثعلب ارتفعت قريش عن عنعنة تميم وكشكشة ربيعة ، وكسكسة هوازن وتضجع قيس ،(انظر خزانة الأدب 4/596ط .بولاق ) ولها شواهد في القراءات ولغة العرب.

20يستعملون القطعة وهي قطع آخر حرف أو حرفين من الكلمة وهي لهجة عربية قديمة اشتهرت بها طيء وعرفت في غيرها، قال في القاموس : والقطعة لثغة في بني طيء كالعنعنة في تميم ،والقطعة تختلف وشواهدها في اللغة العربية كثيرة منها:

• درس المنا بمتالع فأبان ـ أي المنازل ، انظر الدرر الوامع 2/208.

• ليس حي على المنون بخال أي بخالد ، شرح السيرافي 1/255.

• مقدم بسبا الكتان ملثوم أي بسباسب ،المرجع السابق .

21ـ تكثر لديهم المعاقبة بين بعض الحروف كالباء والواو في نحو مواثر ومياثر والضاد والفاء في نحو ضيف وفيف وحياض وحياف وحوض وحوف ،وبين الظاء والثاء في نحو ظهر وثهر وقرظ وقرث ، والظاء والزاي في ظرف وزرف وبين الذال والدال في نحو استاذ واستاد والصاد والسين في نحو صدى وشدى والأمثلة على هذا كثيرة لا نطيل بها .





















(4)


أحب التنبيه بأنه إذا كان العنوان (نظرات في اللغة الفيفية) قد يفهم منه انه خاص بأهل فيفاء وحدهم، فهذا غير صحيح بل يشاركهم في هذه اللغة كل المنطقة الجبلية، المعروفة باسم (ساق الغراب) أو (مخلاف خولان بن عامر)، وهي القبائل التي تعيش على الرقعة الجبلية الممتدة من أقصى شرق صعده في اليمن الشقيق إلى البحر الأحمر، التي تشمل قبائل خولان بن عمرو بن إلحاف بن قضاعة، بشقيها (اليهنوي) وهم في السعودية إضافة إلى فيفاء ، آل تليد، وبني مالك، وحريص الحشر، وحريص الحميرة، والعبادل، وسفيان، وقيس، وبني شراحيل (الخشل)، وفي اليمن قبائل جماعة،و(الفرودي) وهم في السعودية: بني الغازي، والصهاليل، وقبائل الريث، وقبائل هروب ، والمشيخي ، والنجعي ، وفي اليمن سحار، وغمر، وآل طارق، ورازح، وبني منبه ، وبني خولين، وآل امشيخ .

فأصول لغتهم واحدة وان اختلفت لهجاتهم في النطق أو التراكيب أوفي استخدام بعض العبارات المختلفة، ولكنهم يشتركون في الكثير من الخصائص لوحدة الأصل.

وقبل أن نستعرض بعض الكلمات أود أن أوضح ما يلي:

أرجو كذلك أن لا يفهم أنني عندما أتحدث عن هذه اللغة (الفيفية) يعني أن لهم لغة خاصة بهم مختلفة عن اللسان العربي الفصيح ،ولا أظن أحدا من أبناء المنطقة قد فهم ذلك، ولكن قد يطلع على الموضوع آخرون، فيرد على فهم احدهم شيء من هذا القبيل، لذلك أؤكد أن لغتهم لغة عربية فصيحة، فهي اللغة المتداولة في العالم العربي، والتي نزل بها القرآن العربي المعجز ، فلا تختلف لا في مسمياتها ولا في اشتقاقاتها، فلو استعرضنا الكثير من التسميات التي يتداولونها لوجدناها هي هي لا تختلف، متطابقة في حروفها ومعانيها واستخداماتها،وكمثال يوضح ما نريد قوله تسميات أجزاء وأعضاء الجسم في الإنسان، فهي نفس التسميات المعروفة والمشهورة، وهذا مثال واحد، واكبر دليل على أصالة هذا اللسان وفصاحته .

لندع التنظير قليلا ونمعن النظر فيما يلي: فالهامة والجبهة والحواجب والرموش والعيون والخشم والشفاة واللسان والأسنان والكلحة(الفم) واللحية والشارب والإذن والرقبة والحنجرة والكتف واليد والمرفق والكوع والكف والأصابع والأظافر والصدر والبطن والظهر والفخذ والركبة والساق والقدم ، وداخل الجسم كالمري والبلعوم والكرش والأمعاء والكبد والطحال والمرارة والكلى والمثانة، فهي مسميات لا تختلف ولم تتغير إلا في استخدام اسم رديف فصيح، وكذلك تسميات كل ما يحيط بنا في البيئة في الأرض وفي السماء والأحجار والأشجار والأنهار والنجوم والحيوانات والفواكه والخضار وعلى الاشتقاقات والصفات.

وإنما ما نود أن نلفت إليه هو تفردهم باستخدام بعض التسميات التي قد هجرت في كثير من لغات ولهجات العالم العربي منذ زمن طويل حتى لم يعد لها وجود ، ولكنها مازالت مستخدمة لديهم حتى أن معظمها لا يفهم معناها إن لم نعد إلى معاجم وقواميس اللغة .

فهناك عبارات كثيرة دارجة، لها أصولها العربية الفصيحة، تأتي على اللسنة معظم الناس عفوية، قد ألفوا النطق بها دون تكلف، بل إن بعضها لم يعد يستخدم أو يفهم على معناه الصحيح، فلو أتيحت الفرصة لأحدكم وعاد إلى الماضي القريب، وكان مروره بأحد الموارد، وسمع الورود في لجبتهن عند التلاقي عليه (ولا اقصد بالورود الزهور المعروفة أو ما يكن به عليها )وان كن أو معظمهن كذلك، ولكنه ليس ما قصدت، فما قصدت هو التسمية المشتقة من ورود الماء ليس إلا، فيسمى البئر أو مكان جلب الماء موردا أو منهلا أو معينا وكلها تسمية فصيحة ،فجالبات الماء هن المقصودات من التسمية السابقة، فهم يطلقون عليهن مسمى (ورود) جمع تكسير أو (واردات) ومفردها واردة ومن الشعر الشعبي الذي كنا نردده صغارا وما زال عالقا في الذاكرة (يا وارد الماء واسقني عدني من الظميانيه، عدني من الظميانيه وارد على الحيدانيه)المعذرة هكذا كنا نرددها ولا ادري في أي مناسبة كانت تقال،ويقول عمرو بن كلثوم الشاعر الجاهلي في معلقته :





ونشرب إن وردنا الماء صفواويشـرب غيرنـا كـدرا وطينـا





نعود إلى موضوعنا ، كان مورد الماء هو وكالة أنباء (قالوا) تكثر فيه الأحاديث الصحيحة وغيرها، حتى كان يقال للأخبار غير الموثوقة كلام ورود!.

الشاهد انه عندما تلتقي هولاء الورود، ترتفع الأصوات بعبارت كثيرة،كعادة التجمعات البشرية، وقد تلتقط منها الأذن الجميل العذب أو الغاضب الشامت، فمن هذه الكلمات التي يكثر ترديدها من بعضهن، في حالة غضب أو تعجب، أو في حالات انفعالية، فتاتي عفو الخاطر حسب الحالة النفسية وحسب التعود، وهي أو معظمها موغلة في القدم،قد توارثتها الأجيال حتى لم يعد معظمها يفهم على وضعه الأصلي، أو قد تستخدم في غير ما وضعت له أساسا،فمن ذلك عندما تقول الواحدة مستنكرة أو مستغربة (وآستباحي) طبعا المقصود (وآصباحي) إبدال الصاد بالسين وهو المتبع في لغتهم ، ونعرف أن هذه العبارة هي ما كانت تستخدم في العصر الجاهلي (وآصباحاها) تطلق عندما يصبحهم العدو فيقتل وينهب ويسبي، وياله من صباح شؤم ،وهي تأتي كدعوة على النفس بالويل والثبور وعظائم الأمور، وقد تغير معناها قليلا وان كان يعطي نفس المعنى القديم، ولكنه من الموكد انه ليس حاضرا في مخيلتهم ،كانت تقولها الواحدة منهن غاضبة، أو تقولها تحسفا على أمر من الأمور،أو تعاطفا مع خبر أو موضوع غير سار سمعت به الآن،ويعرف معنى ما تقصد حسب الحال الذي قالته لأجله ،ومن عباراتهن أيضا (غبني ) من الغبن ولا تختلف عن سابقتها كثيرا ،وكذلك التغشي (بغشو أبيها أو المحارم ) وقد يقولها الرجل (بغشو أمه أو المحارم)وهي عبارة قبيحة وخطيرة يحسن التنبه لها ولأمثالها ،وكذلك التفدي بان تكون هي (فداء) إن كان المخاطب مرضي عنه ،أوفي حالة الغضب يكون المخاطب هو (فداء) لها ،وعلى العموم فهناك الكثير من الكلمات الفصيحة لو دققنا فيها لبهرتنا ، كلمات وتسميات متغلغلة في كلامنا توارثتها الأجيال من حقب موغلة في القدم.

وما دمنا حول المورد كمثال على فصاحتهم، فإضافة إلى ما سبق من باب العلم، نورد تسميات بعض مستلزمات الواردة، والمستخدمة في جلب الماء، فمن أسماء قربة الماء التي تستخدم، وهي بالطبع مصنوعة من جلد الغنم والخراف، فالكبير منها يسمى غربا، والمتوسط داوة، والصغيرة وثبة، و قد تكون الوثبة كذلك مصنوعة من جلد الوبر،وعادة هذه تستخدم لحفظ السمن أو العسل، ثم رباط الداوة يسمى سترارا من الصر وهو القفل ، والإناء الذي يخرج به الماء من البئر يسمى دلوا ويسمى مشعلا،والمشعل هو مصنوع من الجلد، وتحمل القربة على الظهر معلقة بحبال تتدلى من فوق الكتفين ،تسمى مشانق، ومفردها مشنق ، وعندما تحملها بهذه الطريقة، تقي ثيابها من الرطوبة التي قد تتسرب من القربة، أو من التراب المبتل الذي علق بها، بواسطة خصفة من الجلد أو الخيش يسمونها توقاية أو شطفا،وقد تحتاج إلى إناء تملئ به القربة، فالدلو قد لا يساعد في ذلك فقد يندلق أكثر الماء من إطراف الدلو إلى الخارج، لصغر فتحة القربة وكبر الدلو ،والماء غال لا يحتمل إهداره، لذلك تستعين على ذلك بالشقفة ،وهي نصف قرعة متوسطة الحجم، فالقرعة تشق نصفين يسمى الواحد منهما شقفة، فتعبي القربة من فم هذه الشفقة، فلا يتسرب منه شيء إلى الخارج، فإذا كان الماء المعبئ في القربة قليلا، يقال له جعفة ،فلا بد أن تملئ ليسهل حملها ولا تنشق ،فيطلق على ذلك شحن وهو أن تزيد في صب الماء حتى تمتلئ القربة تماما ، فإذا ما أرادت حملها، فلابد لها أن تجعلها على مكان مرتفع تستطيع حملها من فوقه، يسمى محطا أو محملا ، وما حول البئر يسمى معطنا أو عطن البئر، فهل بالله عليكم من كل هذه التسميات التي أوردتها كلمة غير فصيحة ،وهذا كلام عامة الناس ،كلام النساء ربات البيوت ،أليس هذا دليل قاطع على أللسان الفصيح لأبناء هذا المنطقة .

إني أحس أن معظمكم قد مل من اللت والعجن،لذا نكمل
















(5)


أنهيت الحلقة السابقة بعبارة تتخذ كمثل على الإطالة المملة (اللت والعجن)، فهي مثل يعبر عن كثرة تكرار العمل أو القول فيما لا جدوى منه، وإنما هو تطويل في غير محله، ففكرت في العبارة فوجدتها من العبارات المستخدمة بكثرة لدينا، فاللت هو تجميع العجين من أطراف الإناء، وتكويره فوق بعض في الوسط، والعجن هو إعادة فرده بعد ذلك، فهما عمليتان متتابعتان متكاملتان، فلا بد للعاجن أن يجمع ثم يفرد، فهو بين (لت وعجن )، والمفروض أن ينتهي هذا العمل عند حد معين، باكتمال الغاية منه، وهي خلط الطحين بالماء خلطا جيدا متوازنا ومتكاملا ،وكثرة العجن في العادة لها فوائد،فهي توصل العجين إلى درجة عالية من الجودة والتماسك، يستطيع المتعامل معه بعد ذلك أن يحركه، وان يدخله إلى التنور أو الاثفاء بسهولة ويسر دون أن يتساقط، وليثبت عندما يخبز على جداريهما بدون أي إشكال، ولكن التطويل الزائد فيه، وبالذات وهناك جوعى ينتظرون الانتقال إلى العملية التالية التي هي الهدف والغاية لديهم (الخبز)وفيها الجدوى ،وأما ما يقوم به العاجن فهم يرونه مملا ولا فائدة منه (أطعمنا الله من فضله) .

إذا لنبدأ في إخراج بعض الخبز، وأظن فيه الكثير من العيوب والنقص، إما في الإنضاج غير الكامل، أو كثرة الملح أو قلته ،فأرجو التحمل والصبر، فقد لا يستسيغه أكثركم، أو قد يسبب لهم بعض عسر الهضم أو المغص ، فاعترف لكم من الآن أنني لست خبيرا في هذا المجال، فليس بتخصصي ،ولكني محب ومتذوق ،وأردت أن استفز أو احفز صاحب صنعة مختص وما هر، فيتقدم لهذا المجال فيشبعنا بما نحن جوعى إليه (رجعنا للت والعجن ) فلنورد بعض الكلمات التي تجمعت لدي ووجدتها نادرة الاستخدام في غير ديارنا، مع فصاحتها بوجود شواهد في القرآن الكريم، والحديث الشريف، والشعر العربي القديم فالي ذلك وبالله التوفيق :

1. اثفا : الحجر الذي توضع عليه القدر، وقد تستخدم للخبز على احد جوانبها ،وتوجد في كل بيت وبالذات البيوت القديمة بل هي من الأساسيات فيه ، ورد في لسان العرب : أثف : الحجر الذي توضع عليه القدور وجمعها أثافي وأثافٍ، ورد في المثل: ثالثة الأثافي .

2. أعفر:أبيض وهم يستخدمون أعفر أكثر من استخدامهم لكلمة ابيض، فيقولون : بشرة عفراء وشعر أعفر،وبقرة عفراء وثوب أعفر ، والتيمم يطلقون عليه التعفير ، ويرمزون بالعفراء للمرأة الوضيئة الجميلة، يقول الشاعر المبدع علي بن حسين الشريف الفيفي الذي كثيرا ما يورد اسم عفراء رمزا للحبيبة وللجمال ومن ذلك :




وأخفيت عن عفرا ودادي فشهـرتبـه نظراتـي ثــم ضمـنـه شـعـري


إذا مـا نـأت عفـرا يناجـي فؤادهـافؤادي وأغدو واجما شـارد الفكـر

سأذكرهـا ســرا وجـهـرا وربـمـاتساءلت هل لي عند عفراء من ذكر



ورد في لسان العرب الاعفر :الأبيض وليس بالشديد البياض ، ماعزة عفراء خالصة البياض ، وارض عفراء: بيضاء لم توطأ وفي الحديث: يحشر الناس يوم القيامة على أرض عفراء .

3. ألفينا: لحقنا وأتبعنا من سبقنا ، يقول احدهم للآخر ألفنا أي الحقنا بسرعة ولا تتأخر (قال تعالى (ما ألفينا عليه آبائنا) وتلافاه تداركه قبل أن يقع، أو كان خطرا فراغ عنه. ورد في لسان العرب: ألفى الشيء : وجده ،وتلافاه : افتقده وتداركه ،وفي الحديث : لا ألفين أحدكم متكئا على أريكته أي لا أجد والقى ،وفي حديث عائشة رضي الله عنها : ماألفاه السحر عندي إلا نائما ، أي ما أتى عليه السحر إلا وهو نائم ،تعني بعد صلاة الليل .

4. ابهل :انتبه وفطن له، يبهل ينتبه ، توصي احدهم بان يتنبه لطفل صغير تركته حوله أو غرض تخشى ضياعه أو تعرضه للخطر أو السرقة إن غفل عنه فتقول له ابهل بهذا الشيء أي انتبه له ،أو تسأله عن شيء قد يكون مر من قربه، هل ابهلت بالشيء الفلاني أو بشيء مر من هاهنا أي هل تنبهت فيقول لم ابهل أو بلى قد ابهلت به ، ويطلق على الرجل الحذر المتنبه فيقال يا له من مبهل .

ورد في لسان العرب: أبه : أبه له يأبه أبها وبه أبها :فطن ،وقال بعضهم :أبه للشيء أبها نسيه ثم تفطن له ،وأبها الرجل :فطنه،وابهه :نبهه، كلاهما عن كراع ،والمعنيان متقاربان ،وقال الجوهري : ما أبهت للأمر آبه أبها ،ويقال أيضا : ما أبهت له بالكسر أبها مثل نبهت نبها ، قال ابن بري :وأبهته أعلمته ،وأنشد لأمية :

إذا أبهتهم ولم يدروا بفاحشة ## وأرغمتهم ولم يدروا بما هجعوا

وفي حديث عائشة رضي الله عنها ،في التعوذ من عذاب القبر :أشيء أوهمته لم آبه له أو شيء ذكرته إياه ،أي لا ادري أهو شيء ذكره النبي صلى الله عليه وسلم وكنت غفلت عنه فلم آبه له أو شيء ذكرته إياه وكان يذكره بعد.

وقد يلاحظ احدهم الاختلاف بين الكلمة التي أوردت (أبهل) وما أوردته من ما جاء في لسان العرب (أبه له) ولكنه ليس كذلك فلو دققنا في ما جاء في معناها فهي تورد يعقبها مباشرة كلمة له (أبه له ) فهما كلمتان متلازمتان فلدينا يدغمونهما في اللفظ فتخرج (أبهل)

5. انتفل الشيء: أخذه من الخصم بالقوة يقول انتفلته من بين يديه أي أخذته غصبا عنه وبقوة ذراعي ،قال تعالى (يسألونك عن الأنفال ) وتفسير الأنفال أنه ما اخذ من العدو بالقوة (الفيء) ولعل قوله فلان عنده نفيل، مشتق من ذلك فهي هنا بمعنى الكبر، والكبر لله سبحانه وتعالى، فهذا المتكبر اخذ ما ليس له بحق، فهو انتفله فلديه (نفيل) أعاذنا الله من الكبر والنفيل.

6. أراب :تطلق على الأرجل في الإنسان والحيوان، والظاهر انه اسم اشتق من صفة العلو والارتفاع، قال تعالى (وإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت ) ربت بمعنى علت وارتفعت، ولان الأرجل تعلي وترفع الجسم عن مستوى الأرض، ومنها اسم الربوة والرابية والربيئة ،وكل مشتقات هذه الصفة، وهي هنا على منتهى الجموع، مفردها ربوة واستخدامها لديهم على الجمع، فإذا أراد أن يفرد أطلق الاسم المعروف فقال (رجل).

7. أصعى يصعي : يميل الشيء وبالذات الإناء فإذا أراد أن يصب منه شيئاً اصعى به ،أو إذا لم يتبقى في الإناء إلا شيء يسير لم تعد المغرفة تمتلئ منه، فحينها يتم اصعاء الإناء ليحصل المطلوب ، بل إن اللفظة تستخدم بشكل شبه تام بدلا عن الميلان فيقال ارض مصعيه (صاعية) أي مائلة ،اصعى: مال، وتكاد لا تستخدم للميلان إلا هذه الكلمة .

ورد في لسان العرب : (بالغين) صغا إليه يصغي ويصغو وصغا: مال ،قال الله تعالى (ولتصغى إليه أفئدة ...) أي ولتميل،وأصغى الإناء :أماله وحرفه على جنبه ليجتمع ما فيه، وفي

حديث الهرة (كان يصغي لها الإناء )أي يميله ليسهل عليها الشرب .

8. أوطى يوطي : ينزل من مكان عال إلى أسفل منه، والوا طي هو السهل بخلاف الجبل ، أرض وطئه أي مستوية ، فكأنه يدعو لصاحبه بان ييسر الله عليه فينزل من المكان الصعب إلى الأرض المنبسطة الوطأ تفاؤلا وبالذات وهم أهل جبال وعرة، أو بمعنى الوطء الدوس بالرجلين .ورد في لسان العرب : الوطيء من كل شيء ما سهل ولان ،حتى أنهم يقولون رجل وطيء ودابة وطيئة ،وفي الحديث ألا أخبركم بأحبكم إلي وأقربكم مني مجالس يوم القيامة احاسنكم أخلاقا الموطؤون أكنافا الذين يألفون ويؤلفون،والوطيء السهل من الناس والدواب والأماكن ، وطأ وطئ الشيء يطؤه وطأ : داسه .

9. أثر : إثرهم : خلفهم ، سنذهب إثرهم أي خلفهم ، تعال اثري أي اتبعني ، والأثر هو ما ينطبع على الأرض من اثر الخف للإنسان أو الحيوان ،يقول لا أجد لك ثرة : أي اثر.

ورد في لسان العرب: أثر الأثر : البقية والجمع أثار وأثور ،وخرجت في إثره أي بعده ، والأثر : ما بقي من رسم الشيء، واثر في الشيء ترك فيه أثرا

10. برطم يبرطم :هو العبوس والوجوم ،والبراطم الشفايف من الإنسان ،ورد في لسان العرب البرطمة :عبوس في انتفاخ وغيظ قال الشاعر:


11. برشم : إذا قطب جبينه وأرخى شفايفه ويظهر ذلك بوضوح عند القيام من النوم قبل أن يغسل وجهه ، فيقولون ما زال مبرشما، ويقال للذي يظهر غضبه للآخرين يبرشم ، ورد في لسان العرب المبرشم : حاد النظر وهي البرشمة وانشد /


وفي حديث حذيفة :كان الناس يسالون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت اسأله عن الشر فبرشموا له : أي حدقوا النظر إليه ، فالبرشمة إدامة النظر ،وبرشم الرجل إذا وجم واظهر الحزن.

12. بذل : أعطا بدون منع فهو باذل ، ومبذلة : هي اللباس المبتذل غير المصان ورد في لسان العرب : بذل :ضد المنع ــ بذله يبذله بذلاً :أعطاه وجاد به ، وكل ما طابت نفسه بإعطاء شيء فهو باذل له، والبذلة والمبذلة من الثياب : ما يلبس ويمتهن ولا يصان ، والمباذل : هي الثياب التي يبتذل ، ومبذل الرجل : الثوب الذي يبتذله ويلبسه ، جاء فلان في مباذله وفي حديث الاستسقاء :فخرج متبذلاً متخضعاً وفي حديث سلمان رضي الله عنه : فرأى أم الدرداء متبذله .

13. بعثر: فرق وخرب يقال بعثر التراب إذا نثره بطريقة غير سليمة ،أو بعثر المتاع أو بعثر الأكل قلبه وبدده بطريقة عشوائية غير سليمة ،والدجاجة تسبق فراخها تقلب لهم الأرض ليجدوا الديدان والحبوب يقال تبعثر،والمزارع ينثر السماد ( الجيبة) يفرقها في المزرعة يقال يبعثر.

ورد في لسان العرب: بعثر : قال الفراء : في قوله تعالى (وإذا القبور بعثرت ) قال خرج ما في بطنها من الذهب والفضة وخروج الموتى بعد ذلك ، قال : وهو من اشراط الساعة أن تخرج الأرض أفلاذ كبدها، قال : وبعثرت وبحثرت ، وقال الزجاج : بعثرت أي قلب ترابها وبعث الموتى الذين فيها ، وقال : بعثروا متاعهم وبحثروه إذا قلبوه وفرقوه وبددوه وقلبوا بعضه فوق بعض، وفي حديث أبي هريرة : إني إذا لم أرك تبعثرت نفسي أي جاشت وانفلتت وغثت ، وبعثر الخبر بحثه ، وقال أبو عبيدة في قوله تعالى ( إذا بعثر ما في القبور ) أثير واخرج ، قال وتقول : بعثرت حوضي أي هدمته وجعلت أسفله أعلاه.





الحكــم









(6)



1. تغتغ : الضحك المخنوق الذي له صوت متقطع فإذا تجمع الأولاد في حضرة الكبار ولديهم شيء أضحكهم ولكنهم لا يستطيعون خوفا أو خجلا ومع ذلك فلا يقوون كتم الضحك بالكلية فيخرج غصبا عنهم فيقال له تغتغه ، وأكثر ما يحدث مع البنات في جلساتهن مع بعضهن، حتى انه يقال للأولاد إذا وقع منهم ذلك أما تستحون تتغتغون كالبنات .


ورد في لسان العرب : التغتغة : إخفاء الضحك ، قال أبو زيد : تغتغ الضحك تغتغة إذا أخفاه ، قال الأزهري : هو حكاية صوت الضحك ، وتغ تغ : حكاية صوت الضحك ، قال الفراء : تقول سمعت طاق طاق لصوت الضرب وتقول سمعت تغ تغ يريدون صوت الضحك ، وقال أيضا أقبلوا تغ تغ وأقبلوا قه قه إذا قرقروا الضحك وقد اتغوا بالضحك وأوتغوا.


2. ثبة : هو الجزء من الشيء تقول جاءت الخيل ثبات أي قطعة بعد قطعة وثبيت الجيش إذا جعلته ثبة بعد ثبة قال تعالى (فانفروا ثبات أو انفروا جميعا ) أي مجموعات مجموعات،وتستخدم في هذه المناطق عند تقسيم الشيء الواحد إلى عدة أقسام فاللحم مثلاً كل قسم منه يطلق عليه مسمى ثبة والأداة التي تستخدم لذلك السكين فإذا كانت حادة فيصفها بأنها (تثبّي) أي تقطع وتقسم الشيء بسرعة وسهولة ومضاء .


3. ثعل : لمن نبتت أسنانه متراكبة ،فعندما تهتز بعض أسنانه يهملها ولا يخلعها حتى تنبت السن البديلة بجوارها فتكون متثاعلة (متخالفة)، وإذا كثرت هذه الأسنان يقال له ثآعل ، وقد كانوا يحرصون عندما يبدأ السن بالتحرك في المبادرة إلى خلعه خوفا من المثاعلة فيتشوه منظر الأسنان ،فكان أخوف ما يخاف منه الأطفال ذلك، وكان البعض لا يخبر أهله بما يطرأ على أسنانه ،لان خلعها يتم بطريقة عنيفة فلا يوجد حينها أطباء ولا تخدير، وإنما يتم الخلع بطريقة الإقناع والتشجيع ليتعاون على أن يفغر فاه لهم فان أجدت وإلا فالإجبار واقع لا محالة، ويتم خلعها بتحريكها أولا لفترات طويلة باللسان وباليد فان سقطت فبها ونعمة ، وإلا فيلف عليها خيط محكم وتسحب بطريقة سريعة وقوية لتسقط، أو تستخدم أداة الزرادية التي يسمونها الكلبة ( ومن الاسم قسم ) ،واشتق من هذا الاسم والصفة (المثاعلة) فيما يعمل من مخالفة اتجاهات أسنان المنشار (المقطفة) أو الشريم والمحش ليكون أمضى في عمله.


ورد في لسان العرب : ثعل : الثعل السن الزائد خلف الأسنان ،والثعل والثعل والثعلول ،كله : زيادة سن أو دخول سن تحت أخرى في اختلاف من المنبت ،وقيل : نبات سن في أصل سن ،وانشد :


إذا أتت جارتها تستفلي # تفتر عن مختلفات ثعل # شتى وانف مثل انف العجل




4. جثم : بمعنى استلقى فتسأل عن فلان أين ذهب فيقال لك انه جاثم على الفراش أي مستلق ،ويقال للمريض الذي اشتد مرضه جثّمه الوجع (المرض) ورد في لسان العرب جثم الإنسان والطائر والنعامة والخشف والأرنب واليربوع يجثم جثما وجثوما فهو جاثم : لزم مكانه فلم يبرح أي تلبد بالأرض قال الراجز:


إذا الكماة جثموا على الركب # ثبجت ياعمرو ثبوج المحتطب


وانظر في كلمة (الثبوج) أيضا أليست لدبنا ،وفي الحديث (فلزمها حتى تجثمها تجثم الطير انثاه )إذا علاها .....


قال الليث الجاثم اللازم مكانه لا يبرح وقال الجاثمة واللبد الذي لا يبرح بيته ويقال رجل جثمة وجثامة : للنؤوم الذي لا يسافر قال تعالى (فأصبحوا في ديارهم جاثمين) والجاثوم : الكابوس يجثم على الإنسان فيقال للذي يقع على الإنسان وهو نائم جاثوم وجثم وجثمة ورازم وركاب وجثامة ، أليس ذلك ما يطلق في لغتنا دون تغيير(الجثّام) .


5. جزيمة : القطعة من الحيفة (الحيضة) منقطعة عن بقية المدرجات بجدار لاختلاف مستويات الأرض فكأنها منقطعة ،ويقال للقاطع في البيت عادة يقسم غرفة إلى قسمين (الجدار الفاصل ) جازم ،وإذا أصاب احدهم بردا فأوجعه ظهره بسبب ذلك حتى يشعر وكأن ظهره انقطع قال أن لدية جزمة بظهره، ويحكي أن احدهم جاء للدكتور الفلسطيني الجديد على البلدة وكان الطبيب من أهل الفكاهة، فاشتكى هذا المريض وجود جزمة في أسفل ظهره حسب تسميته ،فقال له الدكتور أحسن أنها لم تكن في وجهك، فقد فهمها بالمعنى المعروف في عصرنا (الكندرة)،وإذا أدعا احدهم على آخر شيء قال إني اجزم بان هذا الشيء عنده، أي اقطع وأتيقن، ورد في لسان العرب أن الجزم القطع جزمت الشيء أجزمه جزما :قطعته،وجزمت ما بيني وبينه أي قطعته ،ومنه جزم الحرف إذا سكن آخره.


6. جرن :البيدر أو المكان الذي يجمع فيه الحب بسنبله ويصفى فيه فينقى الحب إما بخبطه حتى يحت الحب على الأرض فيلقط، أو بواسطة الثيران بما يسمى الطياب حيث يربطون بثور أو بثورين أو أكثر على حسب سعة المكان (الجرن) وكثرة المحصول حجرا كبيرا مدورا أملسا فتجره هذه الثيران فوق سنابل الذرة أو الدخن حتى يسقط منها الحب فيجمع ، ورد في لسان العرب : الجرين :موضع البر وقد يكون للتمر والعنب ، والجمع اجرنة وجرن بضمتين ، والجرين : بيدر الحرث وفي حديث الحدود ( لا قطع في ثمر حتى يؤويه الجرين) وقيل الجرين :موضع البيدر بلغة اليمن ، وجمعه جرن.


7. حقينة : هي اللبن الرائب فعندما يتم جمع اللبن بعد حلبه يضيفون إليه شيء من لبن رائب من قبل ليعجل بترويبه فإذا ما راب مخضوه بتحريكه في إناء مخصص لذلك حتى تخرج منه الزبدة وهذا المخيض هو ما يسمى بالحقينة ،فلقد احترت في هذا الاسم من أين اشتق فقلت لعله من الحقن وهو إضافة اللبن الرائب إلى الحليب الطازج كما شرحت وفيه شيء من الصواب فهو اشتقاق قريب مما يعطى للمريض من الدواء وعادة بما يعطى من الأسفل،وفي الحديث انه صلى الله عليه وسلم كره الحقنة :أي أن يعطى المريض الدواء من أسفله ولكن لما رجعت إلى أصل الكلمة في لسان العرب كانت المفاجئة فهي نفس التسمية لدينا فهي الموجودة لدى العرب حيث ورد :حقن الشيء يحقنه حقنا فهو محقون وحقين بمعنى حبسه وفي المثل أبى الحقين العذرة أي العذر يضرب مثلا للرجل يعتذر ولا عذر له قال أبو عبيدة أصل ذلك أن رجلا ضاف قوما فاستقاهم لبنا وعندهم لبن قد حقنوه في وطب فاعتلوا عليه واعتذروا فقال أبى الحقين العذرة أي أن هذا الحقين يكذبكم وقد انشد:


وفي ابل ستين حسب ضعينة # يروح عليها مخضها وحقينها


وقال ابن سيده :حقن اللبن في السقاء يحقنه حقنا صبه فيه ليخرج زبدته ،والحقين :اللبن الذي حقن في السقاء حقنته احقنه بالضم :جمعته في السقاء وصببت حليبه على رائبه واسم هذا اللبن الحقين


8. الحقاب : الحزام حول الحقو من الصبي أو المرأة ،ولكن فيما مضى كان شيء ضروريا للطفل ليربط به وهو وحيد في البيت لاضطرار أهل البيت جميعهم للخروج للعمل، فحتى لا يوذي الصغير نفسه إما بالسقوط من الدرج أو من مكان مرتفع في البيت، فيحتاطون بربطه بحقاب من حقوه ،وإذا ما كبر الطفل قليلا فيستخدم الحقاب لربط الإزار، ورد في لسان العرب الحقب والحقاب : شيء تعلق به المرأة الحلي وتشده من وسطها والجمع حقب ، وقيل الحقاب : خيط يشد في حقو الصبي تدفع به العين .


9. حثيث: أي سريع لا يتأخر يقولون حثين بمعنى افعل الشيء بسرعة ويقولون حثهم أي شجعهم على السرعة قال تعالي ( يغشي الليل النهار يطلبه حثيثاً ...الآية) ورد في تفسيرها طلباً سريعاً.


10. حنبج : أي انتفخ وكبر فإذا ضرب احدهم برأسه أو أصابه حجر أو نحوه ولم يجرح وإنما ورم المكان فيقال له حنبج ، وإذا ما لسعته حشرة كالزنانير(جبي) وما أكثرها أو النحل فانتفخ مكان اللسعة ، فيقال حنبجت بوجهه ،والرجل يسمن حتى ينتفخ فيقال له لقد (حنبج فلان) أي سمن ،ورد في لسان العرب : الحنبج الضخم الممتلئ من كل شيء ورجل حنبج وحنابج والحنبج العظيم قال ابن الأعرابي : رجل حنبج منتفخ عظيم وقال هميان ابن قحافة :


كأنها إذا ساقت العرافجا # من داسن والجرع الحنابجا .


11. حبج :حبجه أي ضربه يقال حبجه بالعصا أي ضربه بها بشدة ويقال لو رأيت الحبوج في ظهره أي اثر الضرب، ورد في لسان العرب بنفس المعنى فمن معانيها حبج حبجه بالعصا يحبجه حبجا ضربه ويقال حبجه بالعصا حبجة وحبجات: ضربه بها ضربة وضربات .


12. ختل ــ ختل به : أي خدعه واخلفه الوعد، ورد في لسان العرب : ختل : تخادع عن غفلة ، ختله : خدعه عن غفلة قال رويس :


دهاني بستً كلهن حبيبة إلي وكان الموت ذا ختلان


وقيل : حنتني حانيات الدهر حتى ## كانى خاتل يدنو لصيد


وفي حديث ابن الصياد (طفق رسول الله صلى الله عليه وسلم يتقي بجذوع النخل وهو يختل أن يسمع من ابن الصياد شيئا قبل أن يراه ...) الحديث.


13. خمد: نضج يسال عن الأكل على النار هل نضج (خمد) فيقولون نعم لقد (خمد) أو (لم يخمد بعد) وإذا أوصاه بالاهتمام بإنضاج الطعام قال (أخمده) ويقال خمدت النار إذا انطفأت ، وكذلك يسخدم في إنضاج الجلد بمعنى دبغه جيدا، ويتم ذلك بعد تنقيعه بالقرض والنقم والكثير من المواد التي يعرفونها، وبعدها تقوم النساء (بنهيه) أي بضربه ضربا متواصلا بواسطة الدجر وهو عصا غليظة مفلطحة على حجر أملس عريضا نسبيا في حدود المتر يسمى (منهايا) فإذا ما نضج وأصبح متماسكا وزال عنه العفن والرواسب، يقال حينها قد ( خمد الأديم ) أي نضج واستوى، قال تعالى (وهم فيها خامدون). ورد في لسان العرب : خمدت النار تخمد خموداً : سكن لهيبها ولم يطفأ جمرها ، وكان اشتقاق التسمية لدينا من انه بسبب نضج الطعام لم يعد هناك ما يدعو لإبقاء النار مشتعلة فيسارعون إلى إخمادها (إطفائها) ثم غلب الاسم حتى حول إلى الغاية من إشعال النار وهي لإنضاج الطعام .


14. خدر: ما يصيب الرجل أو اليد من انحباس الدم عنها لفترة طويلة ،ويقال لها أيضا (خذت) ،ويطلق خدر على الدابة التي حبست في البيت مربوطة لفترة طويلة وبالذات البقر فيقال بقرة مخدورة ، فقد كان الناس يربون البقر في بيوتهم لا يستغنون عنها في معاشهم ،فكان معظمهم يحبسها في البيت ويعلفها فلا تخرج منه إلا إلى العريش المعد لذلك، وفي المساء تعاد إلى داخل البيت وقد تبقى على ذلك سنين طويلة ، فإذا ما خرجت بعد هذا الحبس لعارض ما، فلا تدري كيف تتصرف ولا أين تتجه فقد تلقي بنفسها من مكان شاهق فتهلك، ويطلقون على هذا النوع من البقر كما سبق (مخدورة) وهي تسمية دقيقة .


ورد في لسان العرب : خدر، الخدر : ستر يمد للجارية في ناحية البيت ثم صار كل ما واراك من البيت ونحوه خدرا ، والجمع خدور واخدار واخادير ،وفي الحديث :انه عليه الصلاة والسلام كان إذا خطب إليه إحدى بناته أتى الخدر فقال : إن فلانا يخطب فان طعنت في الخدر لم يزوجها،معناه ضربت بيدها في الخدر ، وجارية مخدرة إذا لزمت الخدر، ومخدورة، والخدر : امذلال يغشى الأعضاء : الرجل واليد والجسد ،وقد خدرت الرجل تخدر


15. خرط : الخرط انتزاع الورق من الغصن بحث تمسك الغصن من احد أطرافه وتمر يدك ممسكة بالورق حتى لا يبقى عليه شيء منها كالحناء مثلا، وكذلك الثمرة إذا كانت متراكبة فوق الغصن كالبن فجنيه بالصفة السابقة يسمى خرطا ،وسحب الجنبية الطويلة من ولبها يسمى خرطا ،والكلام الكثير غير الصادق أو المتثبت منه يسمى خريطا ،وما يستخدم لتليين البطن يسمى خرطة ونتيجة ذلك انه اخترط، وصفة الرجل الطويل النحيف مخروطا ولو وصفت وجهه أو لحيته بالطول غير العريض قلت مخروطا أيضا ، والإناء من القماش يضع فيه الحب أو الطحين يسمى خريطة .


ورد في لسان العرب : خرط : الخرط قشرك الورق عن الشجر اجتذابا بالكف ، وانشد:


إن دون الذي هممت به ## مثل خرط القتاد في الظلمة


وخرطت : العود اخرطه واخرطه خرطا : قشرته ،وخرط الشجرة يخرطها خرطا : انتزع الورق واللحاء عنها اجتذابا ،وخرطت الورق : حتته وهو أن تقبض على أعلاه ثم تمر يدك عليه إلى أسفله ، وفي الحديث انه صلى الله عليه وسلم كان يأكل العنب خرطا ، يقال خرط العنقود إذا وضعه في فيه ثم يأخذ حبه ويخرج عرجونه عاريا منه ،واخترط السيف : سله من غمده وفي حديث (صلاة الخوف )فاخترط سيفه أي سله من غمده.


والخريطة : هنة مثل الكيس تكون من الخرق والادم تشرج على ما فيها (أي تربط) ، ورجل مخروط الوجه : في وجهه طول من غير عرض ،وكذلك مخروط اللحية إذا كان فيها طول من غير عرض.


والاخريط : من أطيب الحمض وهو مثل الرغل سمي اخريطا لأنه يخرط الإبل :أي يرقق سلحها ،وخرطه الدواء أي مشاه .


ورجل خروط : ينخرط في الأمور بالجهل ، وانخرط علينا بالقبيح والقول السيء إذا اندرأ وأقبل ، واستخرط الرجل في البكاء لج فيه واشتد ..


تطابق شبه تام أليس كذلك.


16. خفت : هدئ فإذا كان الصوت مرتفعا ثم هدئ يقال خفت ، والمريض الدنف لم يعد يسمع صوته إلا بصعوبة يقال خفت صوته ،والتحدث بين مجموعة محدودة بصوت خفيض يقال يتخافتون أو مخافته .


ورد في لسان العرب : خفت والخفات : الضعف من الجوع ونحوه ، والخفوت : ضعف الصوت من شدة الجوع ، يقال صوت خفيض خفيت ، وخفت الصوت خفوتا : سكن ، والمخافتة إخفاء الصوت ، وخافت بصوته خفضه ، وفي حديث عائشة رضي الله عنها قالت : (ربما خفت النبي صلى الله عليه وسلم بقراءته وربما جهر)وحديثها الآخر : أنزلت ( ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها ) في الدعاء وقيل في القراءة ، والمخافتة والتخافت : إسرار المنطق والخفت مثله قال الشاعر:


أخاطب جهرا إذ لهن تخافت ## وشتان بين الجهر والمنطق الخفت


وتخافت القوم : إذا تشاوروا سرا وفي التنزيل العزيز ( يتخافتون بينهم إن لبثتم إلا عشرا )











(7)







1. دبب : الطريق المعتاد احتفر بأثر السير المتكرر عليه يقال له دبب ، أو فتحة سفلية (نفق) بين مكانين يقال لها دبب ،وطريق النمل يطلق عليه دبب ، دب مشى ببطء دون توقف يقال يدب ، فالشيخ الكبير أو الطفل الصغير يدب ، والمرض يسري في الجسم ببطء يقال يدب فيه المرض ،والنار تسعر في العود الكبير تدب، وما يربى من الأنعام للحرث والركوب دواب .


ورد في لسان العرب : دبب : دب النمل وغيره من الحيوان على الأرض يدب دبا ودبيبا مشى على هيئته ، ودب الشيخ أي مشى مشيا رويدا ، ودب السقم في الجسم : أي سرى قال تعالى ( ما ترك على ظهرها من دابة ) والدابة : التي يركب عليها قال وقد غلب هذا الاسم على ما يركب من الدواب ، ومدب السيل ومدبه : موضع جريه يقال تنحى عن مدب السيل ومدبه ، ومدب النمل ومدبه .


2. ذهل : غفل يوصي احدهم رفيقه بالتنبه لغرض تركه بجواره يخشى ضياعه إما بالسرقة أو انه من النوع الشرود فان غفل عنه هرب فيقول له لا تذهل عنه ، وعادة يكون الذهول بسبب انشغال الذهن بشيء يصرف صاحبه عن الحاضر ، أو به عاهة تفقده التركيز السليم فيقال له انه(ذاهل)أي غافل، وقد يوبخ احدهم الآخر بقوله أنت ذاهل أي (غافل) أو غبي لا يركز قال الله تعالى ( يوم تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها)أي شغلها ما يجري من حولها من أهوال يوم القيامة عن وليدها والأم عادة لا تغفل عنه أبدا ورد في لسان العرب : ذهل : الذهل تركك الشيء تناساه عن عمد أو يشغلك عنه شغل ، تقول : ذهلت عنه وذهلت وأذهلني كذا وكذا عنه وانشد : أذهل خلي عن فراشي مسجده.


3. دردر : تساقط وخرب فالجدار ينهار من نفسه أو بفعل فاعل : يقال تدردر أو دردره ، وإذا تساقطت الأسنان من الفم يقال دردر ويقال (قحم دردره لا يستطيع الأكل) أي تساقطت أسنانه وظهر عرمه (لثته) ،والقنفذ يطلقون عليه اسم (الدردر) لا ادري هل اشتق اسمه من انه يخرب المزارع فتسقط جدرانها بسبب حفره لها أو لان أشواكه تتساقط إذا استفز ،أو لكونه لا أسنان له فلا ادري أفتونا ممن لديهم علم بذلك .


ورد في لسان العرب : دردر : الدردرة : حكاية صوت الماء إذا اندفع في بطون الأودية ، دردر : منبت الأسنان ،وقيل منبتها وبعد سقوطها، ودردر الرجل إذا سقطت أسنانه وظهرت درادرها.


4. دسع : تقيء أو أعاد الحليب بعد شربه وبالذات الطفل الصغير ، تقول أمه إذا كان يكثر من التقيوء انه يدسّع ، وكذلك التقيوء بقوة مرة واحدة ولو من الكبير أو الحيوان كالهر أو الكلب دسع .


ورد في لسان العرب : دسع : دسع فلان بقيئه إذا رمى به ، وفي حديث علي رضي الله عنه وذكر ما يوجب الوضوء فقال : دسعة تملأ الفم ، يريد الدفعة الواحدة من القيء ، ودسع الرجل يدسع دسعا: قاء.


5. دغر : ضرب بمقدمة الأصبع أو بعصا أو حديدة في شيء لفقعه وخرقه،وعندما يصاب الطفل ما يسمى الحلقة (العذرة) وهو تجمع دموي في داخل الحلق فيضعف ويمرض ولا يجدون له من علاج إلا بان يدخل الخبير إصبعه إلى حلق الطفل (فيدغر) هذه الحويصلات الدموية المتجمعة حتى تنفجر فيطيب الطفل بمشيئة الله ، وسبب هذه الحلقة كما أخبرني بعض كبار السن العارفين أنهم كانوا إذا لاحظوا على الطفل حديث الوالدة ضعف أو خمول أعتقدوا أن لديه غرف وخلل في رقبته يسبب له ذلك ، فيدخل احدهم إصبعه في حلق هذا الطفل ليتفقد ذلك ويوسع المجرى كما يظنون ، وهم بذلك يوثرون في حلقه مما يجعله عرضة للتجمعات الدموية في حالة تعرضه للبرد أو نحوه بما يسمى الحلقة ، ولكن لما انتشر الوعي قليلا تركوا ذلك التصرف فانتهت الحلقة.


ورد في لسان العرب : دغر : غمز الحلق من الوجع الذي يدعى العذرة ، ودغر الصبي يدغره دغرا : وهو رفع ورم في الحلق ،وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للنساء : (لا تعذبن أولادكن بالدغر ) وهو أن ترفع لهاة المعذور ، قال أبو عبيدة : الدغر غمز الحلق بالأصبع وذلك أن الصبي تأخذه العذرة وهو وجع يهيج في الحلق من الدم فتدخل المرأة إصبعها فترفع بها ذلك الموضع وتكبسه فإذا رفعت ذلك الموضع بإصبعها قيل دغرت تدغر دغرا، ومنه الحديث قال لام قيس بنت محصن (علام تدغرون أولادكن بهذا العلق).


6. دفر : دفعه بقوة يكون احدهم واقف فيأتي آخر من خلفه أو من أي جانب فيدفعه فيقال: دفر به، أو الدابة لا تتحرك فيدفعها لأجل ذلك فيقال يدفر بها .


ورد في لسان العرب : دفر الدفر : الدفع ، دفر في عنقه دفرا : دفع في صدره ومنعه (لغة يمانية) ابن الأعرابي : دفرته في قفاه دفرا أي دفعته ،وروي عن مجاهد في قوله تعالى (يوم يدعّون إلى نار جهنم دعا) قال يدفرون في اقفيتهم دفرا أي دفعا .


والدفر : النتن خاصة ولا يكون الطيب البتة ، ابن الأعرابي : أدفر الرجل إذا فاح ريح صنانه غير الذفر بالذال وتحريك الفاء شدة ذكاء الرائحة طيبة كانت أو خبيثة ومنه قيل مسك أذفر، وريحة الإبطين يطلقون عليه لدينا (ظفر) . .


7. دلع : اخرج لسانه إلى خارج فمه بقوة حتى استرخى ، فإذا اختنق احدهم واخرج لسانه قالوا دلع لسانه ، والخروف أو الماعز عندما يذبح يدلع بلسانه إلى خارج الفم ، والغناء الجماعي في المناسبات الاجتماعية في اهواد الختان أو الضيوف تسمى ادلاعا فهل هي اشتقاق من رفع الصوت وقد يخرج اللسان بسبب ذلك (لا ادري).


ورد في لسان العرب : دلع : دلع الرجل لسانه يدلعه دلعا فاندلع وأدلعه : أخرجه ، وفي الحديث (أن امرأة رأت كلبا في يوم حار قد ادلع لسانه من العطش)،واندلع : خرج من الفم واسترخى وسقط على العنفقة كلسان الكلب ،وفي الحديث ( يبعث شاهد الزور يوم القيامة مدلعا لسانه في النار) ، وفي الحديث (انه كان صلى الله عليه وسلم يدلع لسانه للحسن أي يخرجه حتى يرى حمرته فيهش إليه).


8. دنف : المريض قارب الموت يقال ادنف أو مدنف .


ورد في لسان العرب : دنف أدنف : المرض اللازم المخامر وقيل هو المرض ما كان ، ورجل دنف ومدنف: براه المرض حتى أشفى على الموت .


9. دنّق : أحنى رأسه خوفا أو خجلا أو اعترافا بذنبه أو من شدة المرض ،ويقال دنق بالشجرة إذا أحناها .


ورد في لسان العرب : تدنيق الشمس للغروب:دنوها ،دنق وجهه إذا اصفر من المرض ،والدنق الساقط المهزول من الرجال ، قال الليث : دنق وجه الرجل تدنيقا إذا رأيت فيه ضمر الهزال من مرض أو نصب .


10. دهده :إذا دحرج الحجارة من اعلى إلى أسفل في مكان مائل فيدفع بعضها بعضا حتى تصل .


ورد في لسان العرب : دهده : دهدهت الحجارة ودهديتها إذا دحرجتها ،فتدهده الحجر وتدهدى ، قال رؤبة :


دهدهن جولان الحصى المدهده


وفي حديث الرؤيا: فيتدهده الحجر فيتبعه ويأخذه ، أي يتدحرج ، والدهدهة قذفك الحجارة من اعلى إلى أسفل دحرجة .


11. دهر : اسم الزمن الطويل يقولون مضى عليه دهر أي زمن طويل ، ودهر: هدم فيقولون دهر الجدار هدمه ودهر البيت هدمه يقولون يبني ويدهر أي يبني ويهدم .


ورد في لسان العرب : دهر : الدهر الأمد الممدود، والدهر عند العرب : يقع على بعض الدهر الأطول ويقع على مدة الدنيا كلها قال وقد سمعت غير واحد من العرب يقول : أقمنا على ماء كذا وكذا دهراً ، ودهور الحائط : دفعه فسقط.


12. رباي ورباية : أي طفل صغير الولد أو البنت في أول حياتهما وكأنه مازال يربو أي ينمو ويكبر ، ورد في لسان العرب :الربي : أول الشباب قال أتيته وربان شبابه قال أبو عبيدة : الربان من كل شيء حدثانه.


13. رحف : الغسل المعد لغسل اليدين قبل الأكل وبعده ( يبدلون عادة الضاد فاء فالاسم الصحيح هو : رحض ) ورد في لسان العرب : الرحض : الغسل ، رحض يده والإناء والثوب وغيرها : غسلها، في حديث أبي ثعلبة : سأله عن أواني المشركين فقال : (إن لم تجد غيرها فارحضها بالماء وكلوا واشربوا) واشتق منه اسم المرحاض .


14. رهوة : هي الرطوبة تعلو الشجر والحشائش مع الصباح وفي المساء تكون دون الندى فلا تتكون بسببها حبيبات الندى ، والنساء عندما يعتلفن للبقر في الصباح الباكر تتعبهن الرهوة لصعوبة تجميع الحشائش فيصعب جذه ثم يصعب حمله، لأنه بسببها يكون ثقيلا مشبعا بالرطوبة ، ولكنهن يفرحن بهذه الرهوة عند تربيط قصب الذرة الذي يسمى تحديرا ويحرصن على أن لا يحدرنها إلا إذا كانت راهية إما في الصباح أو المساء حتى لا تتكسر أو تتحات أوراقها .


قال الله تعالى (واترك البحر رهواً إنهم جند مغرقون)


15. رز: ركز وثبّت وابتدأ تأتي بكل هذه المعاني، فإذا ركز العود في الأرض يقال رزه ، وإذا ثبّت العلامة أو أي شيء بارز في الجدار أو في الصخرة قيل رزه،كمن يرز الهدف ليطلقون عليه النار أو يرجمونه بالحصى،وإذا ابتدأ في العمل أو في المسير قيل رز يعمل أو رز يمشي ، والزرعة تخرج من الأرض في بدايتها رزوة ، والحديدة تثبت في الباب لغلقه أو لوضع القفل بها يقال لها رزة ،وإذا سقط من علو ووقع على رأسه أو ثابتا على قدميه يقولون ارتز .


ورد في لسان العرب : رزز : رز الشيء في الأرض وفي الحائط يرزه رزا فارتز : أثبته فثبت ، والرز : رز كل شيء تثبته في شيء مثل رز السكين في الحائط يرزه فيرتز فيه ، قال يونس النحوي :كنا مع رؤبة في بيت سلمة بن علقمة السعدي فدعا جارية له فجعلت تباطأ عليه فانشد يقول :


جارية عند الدعاء كزة # لو رزها بالقربزي رزه # جاءت إليه رقصا مهتزه


ورززت لك الأمر ترزيزا أي وطأتها لك ، ورزت الجرادة ذنبها في الأرض ترزه رزا وارزته :اثبتته لتبض ، ورزة الباب : ما ثبت فيه ،والرزة الحديدة التي يدخل فيها القفل.


16. رتق : الرتق الوصل بين منفصلين فيقال رتق الشق في الثوب أي خاطه ، ورتق الشق في الإناء أي لحمه ، ورد في لسان العرب : الرتق :ضد الفتق ، قال ابن سيده : الرتق الحام الفتق وإصلاحه ،رتقه يرتقه ويرتقه رتقا فارتتق أي التأم ،وفي التنزيل (أولم ير الذين كفروا أن السموات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما ).


17. الرثيد : تخزين الطعام يقال للاحقبة والمدافن والعجار التي يجمع فيه الحبوب لتحفظ يرثد ، وبيت جدي وجديتي رحمهما الله في ذراع منفه في شرقي جبل فيفاء يسمى الرثيد من هذا القبيل ، فعلى ما يبدوا انه كان مخصصا لجمع الحبوب وتخزينها.


ورد في لسان العرب : رثد : الرثد :مصدر رثد المتاع يرثده رثداً فهو مرثود ،ورثيد : نضده ووضع بعضه فوق بعض أو إلى جنب بعض ،والرثد بالتحريك : متاع البيت المنضود بعضه فوق بعض ،والمتاع رثيد ومرثود ، وفي حديث عمر : أن رجلا ناداه فقال : هل لك في رجل رثدت حاجته وطال انتظاره ؟ أي دافعت بحوائجه ومطلته ،ورثدت القصعة بالثريد :جمع بعضه إلى بعض وسوي، ورثدت الدجاجة بيضها : جمعته.


18. رزغ : امتلئ المكان بالماء حتى تشبعت به الأرض بفعل فاعل صبه أو بسبب المطر حتى كاد يسيل ، يقال ارزغت المطر أي كثرت حتى ابتل المكان بشكل كبير ، وإذا أكثر السمن على المفتوت حتى كاد يغطيه يقال ارزغه سمنا.


ورد في لسان العرب : رزغ وارزغت السماء وارزغ المطر كان منه ما يبل الأرض ، وقيل ارزغ المطر الأرض : إذا بلها وبالغ ولم يسل وفي حديث عبد الرحمن بن سمرة : انه قال يوم الجمعة : ما خطب أميركم اليوم فقيل أما جمعت فقال : منعنا هذا الرزغ ، الرزغ الطين والرطوبة وقيل الماء والوحل .


19. رزين : عاقل فطين لا يستعجل ، ويقال فيه رزانة أي عقل راجح متثبت لا يستعجل الأمور ، وإذا هز الشيء أو رفعه بيده ليعرف ثقله وصلابته قيل رازه .


ورد في لسان العرب : رزن : الرزين : الثقيل من كل شيء ورجل رزين ساكن وقيل أصيل الرأي ، ورزن الشيء يرزنه رزنا : راز ثقله ورفعه لينظر ما ثقله من خفته ، وامرأة رزان : أي كانت ذات ثبات ووقار وعفاف قال حسان بن ثابت رضي الله عنه يمدح أم المومنين عائشة رضي الله عنها :


حصان رزان لا تزن بريبة ## وتصبح غرثى من لحوم الغوافل


والرزانة في الأصل الثقل.


20. ريد الحيضة (الحيفة ) المزرعة المتخذة في الجبال وجمعها ارياد فإذا استصلح الإنسان مكانا في الجبل ليكون مزرعة فبنى له جدارا وجمع فيه الأتربة يقال يريّد ويسمى ريدا .


ورد في لسان العرب : ريد : الريد : حرف من حروف الجبل ، قال ابن سيده : الريد : الحيد في الجبل كالحائط وهو الحرف الناتئ منه والجمع ارياد والجمع الكثير ريود ، والرئد : التراب .



.















(8)





1. زكن : أي وثق واطمئن ، زكنت بك : أي وثقت بك واطمأننت إليك ، وزكى يزكي : ما زال واع ومدرك لما حوله ، وأما إذا زال عقله أو غاب عن الوعي فيقال لم يعد يزكي ، ويقال زكّن عليه : أي بلغه الأمر وأكد عليه .


ورد في لسان العرب بهذه المعاني وأكثر منها، ومن ذلك : زكن الخبر أي اعلمه وأزكنه غيره،وقيل هو الظن الذي هو عندك كاليقين، ويقال أزكنته شيئا أعلمته إياه وأفهمته حتى زكنه ورد شعرا:





ولـن يراجـع قلبـي ودهــم أبــدازكنت منهم على مثل الذي زكنوا





أي تأكدت من ودهم وتيقنت ، قال : وفي ذكر إياس بن معاوية المزني قاضي البصرة يضرب به المثل في الذكاء قال بعضهم (هو ازكن من إياس ) الزكن والزكان هو الفطنة والحدس الصادق.


2. سُدى : عبثا أو دون نفع أو أي مردود ايجابي، فيقول احدهم انه عمل عملا دون النتيجة التي كان يرجوها، فيقول لقد ذهب عملي سدى ، أو إذا عمل احدهم عملا ولم يتحقق له ولكن في مقابل ذلك تحقق له شيء آخر، فيقول معزيا نفسه : لكنه لم يذهب عملي سُدى ، قال تعالى (أيحسب الإنسان أن يترك سُدى )أي يخلى مهملا كالحيوان فلا يكلف ولا يجازى .


3.السؤر: البقية من الشيء وبالذات الطعام والشراب ،فإذا بقي من احدهما شيء فانه يطلق عليه سؤرا وقد يطلق على بقية أي شيء يوخذ منه ولا يستنفد وما يبقه الإنسان أو الحيوان من الطعام والشراب يقال له سؤر.


ورد في لسان العرب : السؤر: بقية الشيء ، واسأر منه شيئاً : أبقى ،وفي الحديث (إذا شربتم فاسئروا) أي ابقوا شيئا من الشراب في قعر الإناء ، وفي حديث الفضل بن عباس ( لا أوثر بسؤرك احد) أي لا اتركه لأحد غيري ، وقال يستعمل للطعام والشراب وغيرهما ،وعن كبشة بنت كعب :أنها صبت لأبي قتادة ماء يتوضأ به فجاءت هرة تشرب فأصغى لها الإناء ،فجعلت انظر إليه، فقال: يا ابنة أخي أتعجبين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إنها ليست بنجس هي من الطوافين أو الطوافات ) ومعه انه لم يرد في هذا الحديث لفظ (السؤر) إلا أن الشاهد هنا تضمن أن سؤر الهرة ليس نجس .


4. سبيل :طريق فالطريق هو السبيل وعادة لا يستخدمونها في هذا المكان فهو اسم ليس شائع لمسمى الطريق فالطريق هو الاسم الشايع أو الزقاق ، ولكن يستخدمونها عندما يظهر احدهم التزامه بتنفيذ شيء تعهد بتنفيذه أو يريد إلزام آخر بتنفيذ عمل أو أمر يهمه فمن هذا القبيل يقول (قدني السبيل إني سأفعل ذلك الشيء أو قدني السبيل بك إن لم أجعلك تنفذ هذا الأمر )بمعنى أن نفسي ذليلة هينة ومحتقرة كالطريق إن لم افعل أو اجبره على فعل ذلك الأمر ، قال تعالى (إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا) .


ورد في لسان العرب: سبيل: طريق وما وضح منه ، وسبيل الله :طريق الهدى الذي دعا إليه قال تعالى (وان يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا وان يروى سبيل الغي يتخذوه سبيلا) .


5. سغسغ : إذا كثر الماء حو البئر من كثرة الدلاء والصب في القرب فيطلقون على هذه الصفة سغسغ المكان (أو زغزغ) من كثرة الماء الذي تشربته الأرض ،ورأس الصبي سغسغ بالدهن لكثرته، أو الزلفة أو الصحفة مليئة بالأكل من البر ونحوه قد كثر سمنها حتى تشربته وفاض يقال سغسغ السمن .


ورد في لسان العرب : سغسغ :سغسغ الدهن في رأسه سغسغة وسغساغا :ادخله تحت شعره ، وسغسغ رأسه بالدهن روّاه ووضع عليه الدهن بكفيه وعصره ليتشرب ، وفي حديث ابن عباس في طيب المحرم (أما أنا فأسغسغه في راسي ) أي ارويه ،وسغسغ الطعام سغسغة أو سعه دسماً ، وفي حديث واثلة ) وصنع منه ثريدا ثم سغسغها ) أي رواها بالدهن والسمن .


6. شُده: شغل وغفل عن الشيء يوصى احدهم الآخر أن يتنبه إلى شيء يحرسه فيقول له لا تشده عنه أي لا تغفل وتنشغل عنه بغيره ورد في لسان العرب : شُده : شغل وقيل تحير والغافل يقولون له شاده.


7. شاص : شاص يشوص يلفظونها شاست يشوست بتخفيف الصاد فتلفظ سين وتاء على عادتهم في لفظ الحروف الثقيلة، وهي بمعنى الإزالة والتنظيف وعادة تستخدم للشيء الجامد المستقذر الذي لا يزول إلا بواسطة أداة سواء المكنسة من الخصف أو بواسطة مجرفة من الخشب أو الحديد أو الحجارة أو حتى من الورق فإذا سقط على ثوب احدهم شيء من الادام ذو الجرم فاخذ منديلا أو ورقة أو خرقة أو بيده المجردة فأزاله وحكه وحته من على هذا الثوب فيقال شاصه (شاسته) ،وكذلك روث الحيوانات يزال من المذود أو من العريش بواسطة أداة كما أسلفنا يقال له يشوص وكذلك الاستجمار بالحجارة أو الورق فهو يشّوص (يشّوست) أي يزيل وينظف، وقد يدخل تحت التسمية أشياء كثيرة واستخدامات عديدة إذا اتفقت في الصفة أو شابهتها في المعنى فقد يدعو احدهم على آخر لغضب أو لخصومة بينهما قائلا (الله يشوصك من على الأرض) يشوسته ، وفي الحديث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم :إذا قام من الليل (يشوص فاه بالسواك) قيل الشوص الدلك، أليس نفس المعنى


8. صيق الصيق يلفظ طبعا (ستيق) وهو الغبار الخفيف المتطاير ،ورد في لسان العرب : صيق الصيق والصيقة الغبار الجائل في الهواء وانشد ابن الأعرابي :



وقال سلامة بن جندل:


9. ضبج : تلفظ لدينا تبج وتأتي بمعنى سقط على الأرض يقولون تبج على وجهه وتبج على جنبه ، وتبج به أي أسقطه ، وتبج بين الماء ، ورد في لسان العرب : ضبج الرجل :ألقى نفسه في الأرض من كلال أو ضرب .


10. طور : قال تعالى (وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للآكلين) وقال تعالى ( والتين والزيتون وطور سينين ) فالطور يستخدم لدينا بنفس المعنى وهو الصخور الكبيرة الملساء عادة يطلق عليها طور واسم رديف هو (حصر ــ حستر) فعندما يقول حستر أو طور تفهم نفس المعني طور امعفارة أو حستر امعفارة وطور المقبعي أو حستر المقبعي بنفس المعنى ، وبالمناسبة هناك تسميات متعددة حول الصخور قد يصعب التفريق بينها فإذا أطلقت واحد منها قد يفهم، ولكن لكل تسمية منها شيء دقيق يميزها عن الاسم الآخر، فالدقة في اختيار هذا الاسم من ذاك سبب تعدد التسميات وان كان معظم المتأخرين واعترف أنني واحد منهم لا نستطيع التفرقة بين معظم هذه التسميات فيقولون مثلا(عطفه وهي الصخرة الكبير تكون جبلا مستقلا أو جزا كبير منه كعطفة شميلة أو عطفة حلق أو عطفة أللقفة وهناك الحستر والطور كما أسلفنا والكرس والقمرة )، وعلى ذكر الطور اذكر أن هناك عبارة كان يتحدى بها لمن يستطيع تكرارها عدة مرات وهي تعتمد على تكرار حرف الطا فتقول العبارة (طاير طنويرين طار طريق طور آل طارق)


11. طبي : الثدي ويطلق للإنسان والحيوان فيقال طبي المرأة ويقال طبي الكلبة أو الهرة أو البقرة وغيرها.


12. طمح : علا وارتفع إلى الأمام، حقيقة ومجازاً ،وتكون الصورة واضحة للحقيقي منه في المرجيحة (المدرية) وهي حبل يعلق بخشبة ممتدة بين جدارين أو يتدلى من شجرة كبيرة يتمرجح فيه عادة الأطفال، فإذا ركبها احدهم وقف آخر خلفه يدفعه للإمام ليزداد علوا وارتفاعا يسمى مطمّحاً، وكذلك الذي يوعدك احدهم بتنفيذ أمر ما أو تسديد شيء تعهد به لك، وكلما طالبته بالإيفاء أعطاك موعدا آخر، فتبقى على أمل أن يحقق لك ما وعد وهو يوجل في كل مرة، فيقال انه يطمح بك، أي يدفعك إلى الأمام المتوهم على أمل انه سيفيء وهو غير ذلك،فهي على مواعيد عرقوب كما ورد في المثل.


ورد في لسان العرب: طمح بالشيء : رمى به في الهواء ، وقال الأزهري : إذا رميت بشيء في الهواء قلت طمحت به تطميحا ، وطمح به : ذهب به ، قال ابن مقبل :



وطمح أي ابعد في الطلب .


13. طمّ : غطى عليه، ويقال اطم : اكبر واشد، تقول للطفل: هل خفت فيقول بل اطم يلفظها (إلا اطم) أي اشد من الخوف وهو الرعب والفزع ، وتسال آخر هل تحبه كما يحبك فيقول بل اطم يطلقها (إلا اطم) أي اشد حبا له وعشقا ، ويقال كلبة طميمة : أي متوحشة اشد من الكلاب الأخرى ،ويقال طمى عليه أي غطاه ، والسيل يدفن الأشياء والمعالم في طريقه فهو يطميها،أو يقال : طمى على عقله أي ضاع فأصابه الجنون ولم يعد يعقل .


ورد في لسان العرب :طم / كل ما كثر وعلا حتى غلب فقد طم ، يقال للشيء الذي يكثر حتى يعلو : قد طم وهو يطم طما، وجاء السيل فطم كل شيء : أي علاه ، ومن ثم قيل :فوق كل شيء طامة ومنه سميت القيامة طامة، قال الفراء في قوله عز وجل (فإذا جاءت الطامة الكبرى ) قال هي القيامة تطم على كل شيء ، وفي حديث أبي بكر والنسابة : ما من طامة إلا وفوقها طامة ، أي ما من أمر عظيم إلا وفوقه ما هو أعظم منه .


14.طبن :غطى يقال طبن النار أي غطاها بالرماد حتى لا تنطفي ، ويقال للمكان (الموقد) الذي يصنع فيه الفحم مطبنة لأنهم يدفنونها بعد ما تشتعل لتتحول إلى فحم ،وللحجر يغطى به فتحت التنور أو يغطى به مدفن الحب (مطبنة) ويضعون حجرا بين النار لتحتمي ليدفؤن بها الكمّادة من القماش ونحوه ، لتكميد المريض أو الطفل الصغير مطبنة أيضا ، ويقال للقرينة طبينة وهو تشبيه بليغ في الزوجة الثانية كأنها في قلب صاحبتها كالجمرة المدفونة إلا من رحم ربك.


ورد في لسان العرب: طبن النار يطبنها طبنا دفنها كي لا تنطفئ ، والطابون مدفنها.


15. ظبظب : الحبة أو النفطة في جفن العين تسمى ظبظب وقد يعالجونها بان تكحل العين بطرف ريال فضة .


ورد في لسان العرب : ظبظب : البثرة في جفن العين تدعى الجدجد وقيل هو بثر يخرج بالعين .


16.عفج : البطن أو الكرش من الإنسان يقولون عن طريق التهكم :ملئ عفجه ونام ،ورد في لسان العرب العفج :المعي وقيل هو مكان الكرش لما لا كرش له، والجمع اعفاج وعفجه والاعفاج خاص بالإنسان يقابله في الحيوان المصران قال الشاعر:





17. عقّب ـ يعقّب : أنتظر، لم يعقّب: لم ينتظر ورد في لسان العرب : لم يعقب :لم يعطف ولم ينتظر وقيل لم يمكث وقال قتادة : لم يلتفت وقال مجاهد : لم يرجع قال تعالى( ولى مدبرا ولم يعقب).


18.عزاز : الأرض الصلبة القوية فإذا أراد احدهم البناء لا يبني إلا على عزاز، وفي لسان العرب :العزاز المكان الصلب السريع السيل ، وقال ابن شميل :العزاز ما غلظ من الأرض وأسرع سيل مطره ،وفي كتابه صلى الله عليه وسلم لوفد همدان جيراننا (على أن لهم عزازها ) العزاز ما صلب من الأرض واشتد وخشن وإنما يكون من أطرافها وفي الحديث انه صلى الله عليه وسلم نهى عن البول في العزاز لئلا يترشش عليه ،وعزز: قوى وثبت قال الله تعالى (إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث فقالوا إنا إليكم مرسلون).


19. عرف : الرائحة سواء طيبة أو منتنة ، ورد في لسان العرب : العرف الرائحة الطيبة والمنتنة قال :



وفي الحديث : من فعل كذا لم يجد عرف الجنة : أي ريحها.


20. عوض : وهو احد أحرف العطف المهملة (عوض) على طريقتهم في إبدال الضاد فاء فكثير ما تسمع في كلامهم (عوف) . يلفظون الضاد فاء فيقولون عوف وتأتي بعدة معاني حسب موقعها من الجملة وهي ترد كثيرا لديهم في ثنايا الحديث كجملة لازمة ،ورد في لسان العرب من كلام كثير : عوض يُبنى على الحركات الثلاث : الدهر، قال الأزهري : تفتح وتضم ، وحكي عن الكسائي :عوضُ بضم الضاد غير منون : دهر ، قال الجوهري عوض معناه الأبد وهو للمستقبل من الزمان كما أن قط للماضي من الزمان لأنك تقول عوضُ لا أفارقك : تريد لا أفارقك أبداًً، قال ابن كيسان : قط وعوض حرفان مبنيان على الضم ، قط لما مضى من الزمان وعوض لما يستقبل تقول : ما رايته قط يا فتى ولا أكلمك عوض يا فتى وانشد الأعشى :



أي لا نفترق أبداً وقيل هو بمعنى قسم .


21. عفة: وتسمى الشرفة وهو البناء الساتر لسطح البيت ولعلها مشتقة من العفاف وهو الستر فهي تستر البيت من الناظر من الخارج يقال نساء عفيفات أي متسترات متحجبات.


22. عماية : العماية : هي السحاب الأبيض المغطي للجبال كان الأطفال يتغنون (ياعماية جالي جالي ،وأبوك في الجبال ،وامهرّ مرقع ذا يتبرقع بين أمرقع ) انشدوة قديمة تطلب من العماية أن تجلوا عن ناظريه ويعتقد أنها تلزم الجبال لان أبيها مقيم فيها وامهر مرقع أظنه يقصد الفهد أو النمر الذي يختبئ بين الأشجار(يتبرقع) وأكثرها شجر الرقع ) ما علينا لم يعد هناك نمور ولا فهود .


ورد في لسان العرب : العماء :ممدود السحاب المرتفع ، وقيل الكثيف ،قال أبو زيد :هو شبه الدخان يركب رؤوس الجبال ، قال ابن بري : شاهده قول حميد بن ثور :



وقال الفرزدق :



وقال ابن سيدة : العماء: الغيم الكثيف الممطر وقيل هو الرقيق ، وقيل هو الأسود , وقال أبو عبيد : هو الأبيض ،وقيل هو الذي هراق ماءه ولم يتقطع تقطع الجفال واحدته عماءة ، وفي حديث أبي رزين العقيلي انه قال للنبي صلى الله عليه وسلم (أين كان ربنا قبل أن يخلق السماوات والأرض ؟ قال : في عماء تحته هواء وفوقه هواء) قال أبو عبيد : العماء في كلام العرب : السحاب .


وقال الحرث بن حلزة :



والعماية والعماء : السحابة الكثيفة المطبقة ، وقال بعضهم :هو الذي هراق ماءه ولم يتقطع تقطع الجفل ، والعرب تقول : اشد برد الشتاء شمال جربيا في غب سماء تحت ظل عماء ،وفي حديث الصوم : فان عمي عليكم ، قيل هو من العماء السحاب الرقيق أي حال دونه ما أعمى الأبصار دون رؤيته .














(9)






1. عق : مالح شديد الملوحة يقال طعام عق أي كثير الملح لا يستساغ لأجل ذلك ، ويأتي بمعنى الشق فإذا عمل حفرة كبيرة في مزرعته قيل عقها أي شقها ،وإذا جاء السيل فشق الحيفة (الحيضة) أو الشط قالوا عقها ،والجلد يشق بعد دبغه ليكون شطفا يسمى (عقيقا) فالجلد سواء من الخراف أو البقر لا يفرط فيه فيدبغ دباغة جيدة بالقرض والنقم والكثير من المواد التي يعرفونها وتقوم بذلك النساء (فينهينه) أي يضربه ضربا متواصلا بواسطة الدجر وهو عصا غليظة مفلطحة على حجر أملس عريض نسبيا في حدود المتر يسمى (منهايا) فإذا ما نضج وأصبح متماسكا وزال عنه العفن والرواسب يعملن منه أشياء كثيرة فإما أن يصنعن منه (اداوة) وهي قربة الماء أو (شكوة) وهي مزودة أو إناء صغيرا لحمل الأغراض كالشنطة ،يحملها الرجل معلقة من كتفة، والكبير منها يسمى (جرابا) ، أو يشق هذا الجلد من وسطه على طوله ليتخذ منه فراشا وهو ما يسمى (العقيق) أي المشقوق (وهو محل الشاهد) وبعضهم يسميه (شطفا) والكبير منه وبالذات الذي يكون من جلد البقر يسمى (بوّة).



(العقيق ) أو (الشطف) كان لا يفارق المرأة كمثل الشنطة لدى النساء في العصر الحاضر كانت حينها تتخذه اما زينة أو تستخدمه لتجلس عليه أو لوقاية ظهرها عندما تحمل شيئا وما اكثر حملها اما للحطب أو لقربة الماء أو العلف للدواب أو لاغراض البيت الاخرى،فهذا الشطف لا يفارقها ، ومعظمهن تعتني به فتزينه بأنواع المعلقات من ودع وجزع وسيور تعملها كجثل تتدلى من أطرافه.


وجلد الثور قد يعمل منه أيضا قبل أن يجف سيورا طويلة يستفاد منها لتحبيل الكراسي (القعد)بما يسمى (تعريستا ) فالتحبيل هو ما يستخدم فيه الحبال من الخصف (الطفي) ونحوه.


ورد في لسان الغرب (عقه) يعقه عقا فهو معقوق وعقيق:شقه ،عق والده عقا وعقوقا ومعقة : شق عصا الطاعة ، وعق والديه قطعهما ولم يصل رحمه منهما .


ويأتي كما أسلفنا بمعنى انه شديد المرارة قال الشاعر:


بحرك بحر الجود ما أعقه # ربك والمحروم من لم يسقه


2. غم : غم غطى ،غمامة سحابة ، ويغطى على التنور أو الأكل حتى لا يبرد يقال أغمى عليه ،الغم الهم بالقلب ،غمني تأتي بالمعنى السابق بمعنى كتم نفسي ،أو تأتي بمعنى حزنت عليه ورحمته ، أغمي عليه أغشي عليه ،وإذا أصيب بالزكام وكثر عليه البلغم يقول قد ضايقني الغمام (فعلى ما يبدو وهو يقفل مجرى التنفس كأنه يكتمه)، وإذا تكلم بكلام غير مسموع كما ينبغي قيل انه يغمغم ويسمى غمغمة.


ورد في لسان العرب : الغم : واحد الغموم والغم والغمة: الكرب ، والغماء : كالغم وقد غمه الامر يغمه غما فاغتم وانغم ، وأمره عليه غمة أي لبس وفي التنزيل ( ثم لا يكن امركم عليكم غمة ) ، والغمامة : السحابة والجمع غمام وغمائم قال تعالى (وظللنا عليهم الغمام ) الغمام الغيم الأبيض وإنما سمي غماما لأنه يغم السماء أي يسترها ،ورطب مغموم جعل في الجرة وستر ثم غطي حتى أرطب،وأغمي على المريض إذا اغشي عليه ،والغمغمة والتغميم : الكلام الذي لا يبين وفي صفة قريش ليس فيهم غمغمة قضاعة


قال : يفلقن كل ساعد وجمجمه ## ضربا فلا تسمع إلا غمغمه


3. فتر: أي تعب وانقطع يقول احدهم بعد جهد بذله لقد فترت أو فتر حيلي ،ويقول أحس بفترة أي تعب وعادة يقولها من خرج من مرض الم به فيحس بتعب عند اقل جهد يبذله قال الله تعالى (يسبحون الليل والنهار لا يفترون) أي لا يتعبون ولا ينقطعون ، إضافة إلى ما تقدم وقد يكون من اشتقاقات الكلمة ما يطلق على اللبن القليل (فتر) أي أن البقرة أو الغنمة قد قل ما في ضرعها من اللبن فقد فتر أي انقطع ورد في لسان العرب : الفترة الانكسار والضعف وقيل الفتر الضعف وفتر جسمه فتورا ويقال أجد في نفسي فترة ويقال للشيخ قد علته كبرة وعرته فترة وفي الحديث أن الرسول صلى الله عليه وسلم (نهى عن كل مسكر ومفتّر) فالمسكر الذي يزيل العقل إذا شرب والمفتر الذي يفتر الجسد بان يصير فيه فتورا،وقال صلى الله عليه وسلم عن اجر المجاهد انه (كالصائم لا يفطر وكالقائم لا يفتر) أي لا ينقطع ولا يتعب.


4. الفسل : الخواف الذي لا يصبر على المجابهة بخلاف الشجاع ورد في لسان العرب : الفسل : الرذل النذل الذي لا مروة له ولا جلد قال الشاعر:


إذا ما عد أربعة فسال فزوجك خامس وأبوك سادي .


5. فرط:سابق للقوم مبشر بقدومهم حتى لا يتفاجؤوا بهم قال صلى الله عليه وسلم (إني فرط بين أيديكم وأنا شهيد عليكم ...) وفي رواية (إني فرط لكم واني شهيد عليكم ... الحديث)، والقوم يريدون السفر أو السوق فيأتون بالدواب لتحمل أمتعتهم فإذا أكتمل تحميلها وهم لم يجهزوا بعد وخشوا تعبها منتظرة بأحمالها سمحوا بان تسبقهم بالمسير فيقولون أفرطوها قبلنا ونحن سنلحق بها أي اجعلوها تسبقنا .


6. فرث : هو ما تحويه كرشة الحيوان يقال للجزار عندما ينظف الكرش : يفرّث ورد في لسان العرب: فرث : السرجين مادام في الكرش قال تعالى ( وان لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونه من بين فرث ودم لبنا خالصا سائغا للشاربين ).


7. فقه : الفقه الفهم فقه يفقه فهو فاقه فهم يفهم فهو فاهم يقول هل فقهتني أي هل فهمتني أو يقول فلان لا يفقه شيئا أي لا يفهم شيئا يثني احدهم على الآخر بكثر الفهم فيقول انه يفقه والملاحظ أنهم يستخدمونها أكثر من استخدامهم لكلمة الفهم.


ورد في لسان العرب الفقه: العلم بالشيء والفهم له،وغلب على علم الدين لسيادته وشرفه وفضله على سائر أنواع العلم ، والفقه في الأصل الفهم يقال : أوتي فلان فقها في الدين أي فهما فيه قال تعالى ( ليتفقهوا في الدين ) أي ليكونوا علماء به،ودعاء النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس فقال(اللهم علمه الدين وفقّه في التأويل)أي فهمه تأويله ومعناه وقال تعالى ( واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي).


قال الأزهري : قال لي رجل من كلاب وهو يصف لي شيئا فلما فرغ من كلامه قال (أفقهت) يريد أفهمت.


8. الفرسة آلة يدوية للحرث، يستخدمها المزارع لعزق الأرض وغيره، وتتكون من قطعتين، احدهما من الحديد بطول يقارب الذراع أو يزيد قليلاً، محنية الظهر نوعا ما، ومدببة من احد طرفيها، بما يسمى قذلة، وأما الطرف الآخر ففيه فتحة تسمى المثال، تثبت فيها القطعة الثانية المكملة، وهي عود من الخشب بطول يقارب النصف متر، يسمى هراوة، يمسك بها عند الاستخدام .


ورد في لسان العرب للفرسة معان كثيرة منها : بمعنى دقه وكسره , وبمعنى حدبة في الظهر إذا لفظت بكسر الفاء، ففي حديث قيلة (ومعها ابنة لها أحدبها الفرسه) أي ريح الحدب فيصير صاحبه احدب، وورد مسمى الفريس :بأنه حلقة من خشب معطوفة تشد في رأس حبل وانشد :


فلو كان الرشا مئتين باعا ## لكان ممر ذلك في الفريس


فالسؤال هل اشتق اسم الفرسة لدينا من شكلها الذي يشابه ناب السبع المفترس ، أو من الحدبة بسبب الانحناء في ظهرها، أو من عملية الدق والكسر الذي يعمل بها فيه ، أو من هولاء جميعا .


9. قبس مشتقة من قبس النار يقبس وكان فيما مضى لا تتوفر أعواد الكبريت (الثقاب) فكان إذا احتاج الناس إلى إشعال النار يبحثون بين الرماد المتبقي عن بقايا نار، فهم يدفنون شيء من الجمر(يسمونه شرر أو شرة) قال تعالى (ترمي بشرر كالقصر كأنه جمالة صفر) يدفنونها بين الرماد بما يسمى (الطبن) لتبقى النار فيها إلى فترة أطول فيعيدون إشعال النار منها بجمع بعض القش والعيدان الصغيرة فينفخ عليها حتى تتوارى النار وتشتعل ،فإذا لم يجدوا بقايا جمر مشتعل يضطرون إلى المرور على بيوت جيرانهم ليقتبسوا منه جذوة من النار أو قبس ،تقول صاحبة البيت (ربة البيت ) لوليدها أو زوجها اذهب فاقتبس لنا نارا أو أقبس لنا من عند آل فلان ، وقد اشتق اسم المدخن الذي عادة يكون مصنوعا من الطين أو الحديد من ذلك فيطلقون عليه اسم (مقبس) وهي كلمة فصيحة وردت في قوله تعالى عن موسى عليه السلام (قال لأهله امكثوا إني آنست نارا لعلي آتيكم منها بقبس أو أجد على النار هدى) وقال تعالى (يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين امنوا انظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا فضرب بينهم بسور له باب باطنه الرحمة وظاهره من قبله العذاب).


ورد في لسان العرب: القبس النار ،القبس الشعلة من النار تقتبسها من معظم ،واقتباسها الأخذ منها ،القبس الجذوة وهي النار التي تأخذها من طرف عود ،والقابس طالب النار والجمع اقباس ويقال قبست منه نارا فاقبسني ،واقتبست منه نارا واقتبست منه علما ايضا أي استفدته،وفي الحديث (من اقتبس علما من النجوم اقتبس شعبة من السحر)


10. قنزع وقنزعة : هو حلق شعر رأس الطفل من وسطه وإبقاء المقدمة والموخرة ويختص بها الأطفال دون سن البلوغ بل هي علامة انه مازال صغيرا لم يختتن بعد ويسمونه مهدا فلا يعتدى عليه بقتل أو خلافه فلا يعتبر في حكم الرجال إلي أن يختتن فعندها يحلق قنزعته ويجهف بحيث يطلق شعره كاملا إن رغب،بل هو الغالب حتى انهم يستغربون الذي يحلق راسه كاملا ،ولا يقوم بذلك الا بعض طلبة العلم من آل البيت من باب النظافة لان الشعر الكثيف يكون عادة مصدر للحشرت الموذية كالقمل وخلافه فيتخففون من ذلك بحلقه، ومن الامثلة لدى الكثير من العوام لمن يحلق شعره كاملا يقولون (تدبع دباع السادة) ورد في لسان العرب تحت كلمة قنزع : قنازع هي الخصلة من الشعر تترك على رأس الصبي وهي كالذوائب في نواحي الرأس وفي الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن القنازع وهو أن يوخذ بعض الشعر ويترك منه مواضع متفرقة لا توخذ كالقزع وانشد:


صير منك الرأس قنزعات ## واحتلق الشعر على الهامات


11. قنط : بخل كأنه من شدة بخله ايس الآخرين من نوال شيء منه،ويوصف البخيل شديد البخل فيقال عنه (قنط)، وتشتكى المرأة زوجها البخيل فتصفه بأنه يقنط عليهم، ويوصي احدهم الآخر بان يبذل ولا يبخل على نفسه وأسرته قائلا لا تكن مقنطا ،ورد في لسان العرب : قنط : اليأس وفي التهذيب اليأس من الخير ،وقيل اشد اليأس وفي الحديث (شر الناس الذين يقنطون من رحمة الله : أي يؤيسونهم ، قال تعالى (قالوا بشرناك بالحق فلا تكن من القانطين / قال ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون)وقال تعالى (لا يسئم الإنسان من دعاء الخير وان مسه الشر فيئوس قنوط ) أي ظاهر عليه آثار اليأس من الحزن .


12. قراع :فطور يتقرع يفطر تخبر عنهم انهم يفطرون فتقول :يتقرّعون .


ورد في لسان العرب : قرع: قرّع الرجل مكان يده من المائدة تقريعا اذا ترك مكان يده من المائدة فارغا، والقرع :قرع الكرش وهو ان يذهب زئبره ويرق من شدة الحر ،فلعل الفطور بعد ليلة طويلة تقرع الكرش من خمولها ، أو بسب طول الفترة من العشاء اصبحت الكرشة فارغة أو كل هذه الامور .


13. قنت : اظهر التشكي والتوجع بإصدار صوت زفير مكتوم اما لمرض أو الم أصابه ،قد يكون من الانسان أو الحيوان ،ويقال رجل أو امرأة قنّاتة أي كثير التشكي والتوجع ،فكأنه سكت عن الكلام بالإعلام عما به من وجع ولكن من شدة ألمه وشدة ممانعته خرج الكلام غصبا عنه متقطعا يحمل الكثير من الشكوى والاهات .


ورد في لسان العرب : القنوت الإمساك عن الكلام ، وقيل الدعاء في الصلاة ، والقنوت الخشوع والإقرار بالعبودية والقيام بالطاعة ، وقنت :ذل .


14. قترة:بقايا الدخان على الجدار أو الإناء تسمى قترة ،وبعضهم يلفظها قطرة ،ولعل من أسباب تسمية الفتحة (الكوة)في الجدار التي تخصص لوضع السراج فيها (قترة) من هذا القبيل ،واذكر اننا كنا صغارا نجمع ما يتكون من هذه القترة من رأس السراج الذي يوقد بالقازأو من القتر، لنصبغ به الألواح التي نستخدمها في الكتابة عليها في المعلامة لعدم توفر الاوراق والدفاتر والاقلام بسهولة ،فيكتب عليها بالنورة المنقوعة في بعض الماء، والقتار ايضا ما يتبقى في اطراف الاناء من بقايا حريق الطعام ،ويطلق على المتشدد على نفسه وعلى أهله أو من يلزمه الصرف عليهم في المصروف الضروري ،فيقال له مقتر مثل (يقنط)،وكذلك من يكون متشددا في جميع اموره ، ولعل سبب التسمية ان القترة وهي اثر الدخان تكون شديدة الالتصاق لا تزول بسهوله فشبه بها هذا الانسان في طبعه .


15. قت : قت : يقت : يتلصص بخفة حتى لا يشعر به احد والذي يفعل ذلك يقال له يتقتت : أي يتلصص ليشاهد أو يسمع ما يقوله ويفعله الاخرون دون ان يشعروا به ، وقاتة : مرض أو جرح يسري في الجسم حتى يهلكه دون ان يتنبه له أو يستطيع له فكاكا لذلك يدعو احدهم على اخر قائلا (قاتة تقتك ) أي تهلك البعيد ،فهو داء بطيء نتائجه اكيدة فاتكة ، يقال للجرح الذي لا يبرء بل يسري في العضو حتى يتلفه (الغرغرينه ) قاتة ،تنبت الشجرة الطفيلية في اصل شجرة اخرى تتغذى على خيرها ثم تتغلب عليها فتقضي عليها وتهلكها يطلقون عليها قاتة،والكذّاب يوصف بان فيه قتة أو يقال ان فلان يقت أي كثير الكذب.


ورد في لسان العرب : قتت القت: الكذب المهيأ،والنميمة :قت يقت قتا ،وقت بينهما قتا :نم ،وفي الحديث (لا يدخل الجنة قتات) هو النمام ،ورجل قتوت وقتات وقتيتي : نمام ،يقت الاحاديث قتا أي ينمها نما ،وقيل هو الذي يستمع احاديث الناس من حيث لا يعلمون ،نمها أو لم ينمها، واقتته استأصله قال ذو الرمة:


سوى أن ترى سوداء من غير خلقة ## تخاطها واقتت جارتها النغل


16. كلحة : هي الفم،وفي لسان العرب يقول : سمعت أعرابياً يقول لجمل يرغو وقد كشر عن أنيابه: قبح الله كلحته يعني فمه ، فكالح: أي فاتح فمه (فاغر) قال تعالى (وهم فيها كالحون).


17. كدح: أي جرح صغير أو خدش بسيط في الجلد يقول احدهم عندما يسأل عن جرح أصابه يقول ليس شيئا إنما هو كدح (جدح) في يدي أو رجلي ، وهو كذلك في اللغة العربية يأتي بمعنى قشر الجلد كدح جلده وكدّحه فتكدح أي خدشه فتخدش ،وفي حديث الرسول صلى الله عليه وسلم انه قال : من سأل وهو غني جاءت مسألته يوم القيامة خدوشا أو خموشا أو كدوحا في وجهه.


18. كفت: أي جمع الشيء بعد أن كان متفرقا يقال للتاجر الصغير عندما يجمع بضاعته المنتثرة آخر النهار يكفّت ويقال للحزمة من الأغصان كفته قال الله تعالى (وجعل الأرض كفاتا أحيا وأمواتا )أي جامعة لهم ومستوعبة ويقال كفات الأرض :ظهرها للأحياء وبطنها للأموات ، ومنه قولهم للمنازل كفات الأحياء وللمقابر كفات الأموات ،أي تحفظهم وتحرزهم ، وفي الحديث : يقول الله عز وجل للكرام الكاتبين : (إذا مرض عبدي فاكتبوا له مثل ما كان يعمل في صحته حتى أعافيه أو أكفته أو أكفته إلي)، وفي رواية (حتى أطلقه من وثاقي أو أكفته إلي) وقال صلى الله عليه وسلم (اكفتوا صبيانكم عند العشاء)


19. كتبة:يلفظونها جتبه وهي الخياطة وبالذات خياطة الجلد كالقرب والمشاعل وما شابهها بالسير من الجلد يقال للتي تقوم بهذا العمل تفري ،ويذهب احدهم بثوبه للخياط يقول اجعل له كتبة أي أضف إلى خياطته خياطة تقويه ،أو للرقعة يغطى بها الخرق في الثوب يقال لها كتبة ،ورد في لسان العرب قال اللحياني :الكتبة السير الذي تخرز به المزادة والقربة والجمع كتب بفتح التاء قال ذو الرمة:


وفراء غرفية أثأي خوارزها مشلشل ضيعته بينها الكتب


ومعنى البيت :الوفراء الوافرة ،والغرفية المدبوغة بالغرف وهو شجر يدبغ به ،واثأي أفسد والخوارزة جمع خارزة ــ أليس هو نفس المعنى .













(10)





1. لآيً : بقرة ورد في لسان العرب اللأي :الثور الوحشي ، ولأيً بغير هاء : بقرة من الوحش خاصة، قال وقال أبو عمر اللأي البقرة وحكي بكم لآك أي بقرتك هذه، وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه (يجيء من قبل المشرق قوم وصفهم ثم قال :والرّواية يومئذ يستقي عليها أحب إلى من لاءٍ وشاءٍ ) وتصغير لأي لؤيُّ ومنه لوي بن غالب أبو قريش.


2. ليس : ليس :اترك أو امتنع عن فعل هذا الامر، احتد بين اثنين الجدل والنقاش حتى وصلا الى درجة يكاد احدهم ان يبطش بالاخر فتمنعه قائلا (ليساً) تذكره بالحلم وحسن الخلق فيقف فلا يقدم على ما عزم عليه من تصرف اهوج قد يندم عليه.


ورد في لسان العرب : ليس : الليس : اللزوم الذي لا يبرح بيته ، وأبل ليس على الحوض :اذا قامت عليه فلم تبرحه ،وابل ليس : ثقال لا تبرح ،قال عبدة بن الطبيب :


اذا ما حام راعيها استحنت ## لعبدة منتهى الاهواء ليس


ويقال تلايس الرجل :اذا كان حمولا حسن الخلق، وتلايست عن كذا وكذا :أي عمضت عنه ، وفلان أليس :دهثم حسن الخلق.


3. لطي : لطي : ثبت ولزق، الطفل الصغير تحاول حمله ولكنه يلتصق بامه متمسكا بها تقول لطي بصدرها،وتاخذ العجين فيلتزق بعضه بيدك أو بالاناء فتقول لطي ، تمر من بين شجر ذات ورق يلزق بالثياب فيلتصق بثيابك فتقول لطي ،أو البان يكون لازقا بالثوب أو الشعر تقول لطي فيه .


ورد في لسان العرب : ليط : لاط حبه بقلبي يلوط ويليط اليطا وليطا : لزق ، واني لاجد في قلبي لوطا وليطا بالكسر يعني الحب اللازق بالقلب .


وقيل هو القشر اللازق بالشجر قال ابو منصور : ليط العود : القشر الذي تحت القشر الاعلى ، التاط فلان ولدا : ادعاه واستلحقه ، ولاط القاضي فلانا بفلان : الحقه به ، وفي حديث عمر :انه كان يليط اولاد الجاهلية بآبائهم وفي رواية بمن ادعاهم في الاسلام : أي يلحقهم بهم .




4. ليث : ليث : حذر سريع ردة الفعل ، تسقط حجرة من علو فيتنبه لها ويستطيع تجنبها فتقول انه ليث ، يجلس أو يقف وبجانبه طفل فيكاد الطفل يسقط لتعثره أو نحو ذلك فيبتدر مسرعا فيمسك به فيقال انه ليث ،يحدث بينه وبين اخر خصومة ومعركة فيستطيع الحاق الضرر بالاخر بسرعة لا يستطيع معها تجنبه فيقال انه ليث ,أو يخطف شيء من اخر بسرعة فائقة لا يستطع صده عنها، فاليث يحمل عدة دلالات حسب موقعها تتركز في السرعة وقوة الملاحظة ورد الفعل المناسبة والحاسمة .


ورد في لسان العرب : الليث : الشدة والقوة ،وهو من اسماء الاسد ،قال والليث : ضرب من العناكب : قال : ليس شيء من الدواب مثله في الحذق والختل وصواب الوثبة والتسديد وسرعة الخطف والمداراة ، لا الكلب ولا عناق الارض ولا الفهد ولا شيء من ذوات الاربع ، واذا عاينت الذباب ساقطا لطا بالارض وسكن جوارحه ثم جمع نفسه واخر الوثب الى وقت العزة وترى شيئا لم تره في فهد وان كان موصوفا بالختل للصيد .


5. المثمل : حفرة صغيرة تعمل بجانب البركة التي ياتي مائها من المطر فتكون هذه الحفرة في نهاية المسقى قبل فتحة البركة مباشرة يصب فيها الماء اولا فيتثمل بها التراب فلا يصب في البركة الا ماء صاف نقي من الشوائب، فاذا امتلى بالتراب نظف ليقوم بدوره من جديد .


ورد في لسان العرب : ثمل : الثملة والثميلة والثمالة: الماء القليل يبقى في اسفل الحوض أو السقاء أو في اناء كان ، والمثملة : مستنقع الماء ، وقيل : الثمالة الماء القليل في أي شيء كان ويقال لبقية الماء في الغدران والحفير :ثميلة وثميل ، والثميلة : البقية من الماء في الصخرة وفي الوادي والجمع ثميل .


6. منجّماً : أي مقسطا على أوقات معينة يقال اجعله لي على نجم أي على أوقات ولعله اشتقاقا من النجوم التي يعرف بها العرب الأوقات وفي الخبر عن القرآن الكريم (انه نزل ليلة القدر جملة إلى بيت العزة في السماء الدنيا ثم نزل منجما على رسول الله )ورد في لسان العرب النجم الوقت المضروب وبه سمي المنجم ،ونجمت المال إذا أديته نجوما قال زهير في ديات جعلت نجوما على العاقلة:


ينجمها قوم لقوم غرامة # ولم يهريقوا بينهم ملء محجم


وفي حديث سعد : والله لا أزيدك على أربعة آلاف منجمة ، وتنجيم الدين : هو أن يقدر عطاؤه في أوقات معلومة متتابعة ، أليس نفس المعنى والتسمية.


7. مياره : مصروف البيت من الأكل والقهوة وخلافه (الطعام)،تقول إحداهن :ما معنا في البيت من مياره أي لا يوجد لدينا أكل أو مصروف في البيت ،أو يقول الرجل سأذهب إلى السوق لعلي أجد مياره قال الله تعالى (ولما فتحوا متاعهم وجدوا بضاعتهم ردت إليهم قالوا يأبانا ما نبغي هذه بضاعتنا ردت إلينا ونمير أهلنا ونحفظ أخانا ونزداد كيل بعير ذلك كيل يسير)، وفي الحديث(خرج عبد الله بن سهل احد بني الحارثة إلى خيبر مع نفر من قومه يريدون الميرة بخيبر .. ) الحديث .


ورد في لسان العرب :الميرة : الطعام يمتاره الإنسان ، الميرة :جلب الطعام ، وفي التهذيب : جلب الطعام للبيع ، وهم يمتارون لأنفسهم ويميرون غيرهم ، وقد مار عياله وأهله يميرهم ميراً وامتار لهم .


8. مطل : التسويف فالذي لا يفي بما وعد به فهو يماطل ، فاذا دعي للحضور امام الامير أو القاضي فلم يحضر حسب الموعد فهو يماطل ،ويطلب احدهم ان يسقى من الحقينة او اللبن فيعتذرون بانتهائها فيقال لم يبقى الا مطالة .


ورد في لسان العرب : مطل : المطل التسويف والمدافعة بالعدة ،مطله حقه وبه يمطله مطلا وماطله به مماطلة ومطالا وفي الحديث (مطل الغني ظلم) والمطل في الحق والدين وهو تطويل العدة التي يضربها الغريم للطالب يقال :مطله وماطله بحقه ،والمطلة لغة في الطملة :وهي بقية الماء الكدر في اسفل الحوض .


9. مطا : مطا يمطي يتمدد فاذا قام من نومه فقبل ان يقوم واقفا فهو يتقلب على فراشه ويلين اعضائه المرتخية فهو يتمطط ،ومطه سحبه يقال مط الحبل أي سحبه ، مطه فامتطا أي سحبه ومدة فتمدد وزاد طولا ،والذي يمشي الهوينا اما كسلا أو كبرا فهو يتمطى ،والخيط اللين القابل للتمدد مطاطا (ومغاطا) ،ويمد بالكلام والحروف يمطمط، وفي بعض مناطقنا يطلقون على ما يصنع من اللبن يضاف اليه الطحين (مطيطة) التي يطلق عليها لدينا غشوشة.


ورد في لسان العرب : مطط: مطّ بالدلو مطا :جذب ،ومط الشيء يمطه مطا :مده وفي حديث عمر رضي الله عنه ،وذكر الطلاء فادخل فيه اصبعه ثم رفعها فتبعها يتمطط أي يتمدد ،اراد انه كان ثخينا ، وفي حديث سعد:ولا تمطو بآمين أي لا تمدوا،ومط حاجبيه مطا أي مدهما وتكبر ،والمط سعة الخطو ،والمطمطة : مد الكلام وتطويله ،والمطيطة : الماء الكدر الخاثر يبقى في الحوض ،فهو يتمطط :أي يتلزج ويمتد ،وتمطط أي تمدد ،والتمطي : التمدد ،والمطيطاء مشية التبختر وفي التنزيل (ثم ذهب الى اهله يتمطى) هو التبختر .


10. معطاف : قدوم أو الفاس يستخدم لتقطيع الاشجار أو تكسير الخشب ، فلعله معضاد ثقل الحرفين الضاد والدال فخففا فتكونت هذه العبارة (معطاف) وفي الحديث (ولا يعضد شجره) أي لا يقطع أو لعله مشتق من تعطيف الشحر بتقطيعها فبدل ما كانت الشجرة واقفة مستقيمة فحين تقطعها بهذه الآلة كانك عطفتها فاعوجت على بعضها.


ورد في لسان العرب: عضد الشجر يعضده بالكسر عضدا فهو معضود وعضيد ،واستعضده :قطعه بالعضد ،وفي حديث تحريم المدينة :نهى ان يعضد شجرها أي يقطع،وفي الحديث :لوددت اني شجرة تعضد،وفي حديث ظبيان :وكان بنو عمرو بن خالد من جذيمة يخبطون عضيدها ويأكلون حصيدها ،العضيد والعضد :ماتقطع من الشجر أي يضربونه ليسقط ورقه فيتخذوه علفا لابلهم ، وعضد الشجر :نثر ورقها لابله ،والمعضد والمعضاد من السيوف : الممتهن في قطع الشجر وانشد ثعلب: سيفا برندا لم يكن معضادا


قال والمعاضاد سيف يكون مع القصابين تقطع به العظام ،والمعضاد : مثل المنجل ليس له أشر يربط نصابها الى عصا أو قناة ثم يقصم الراعي بها على غنمه أو ابله فروع غصون الشجر قال :


كأنما تنحى على القتاد ## والشوك حد الفاس والمعضاد


وقال ابو حنيفة : كل ما عضد به الشجر فهو معضد ،قال :وقال اعرابي : المعضد عندنا حديدة ثقيلة في هيئة المنجل يقطع بها الشجر.


11. نهره: طرده بشدة يقال نهر الأولاد أو نهر الغنم أو الحيوانات الموذية طردها ، يطلب احدهم من آخر أن يتصدى للغنم ويطردها حتى لا تدخل إلى المزرعة أو مكان لا يسمح بدخولها إليه فيقول له انهر الغنم أي اطردها قال الله تعالى (وأما السائل فلا تنهر) أي تطرد .


12. نحز :سعل، ولديه نحزة أي لديه سعال أو كحة، ورد في لسان العرب من معانيها النحاز: داء يأخذ الدواب والابل في رئاتها فتسعل سعالا شديدا قال الشاعر : له ناقة منحوزة عند جنبه # وأخرى له معدودة ما يثيرها


وقيل النحز هو السعال عامة ، نحز الرجل سعل .


13. الند :المثيل اذا اراد الاطفال اللعب فريقين يقتسمون الى مجموعتين فيقولون كل منكم يختاروا له نديد أي مماثل في العمر والطول والقوة ، واذا خاصم احدهم من هو اقوى منه يقولون له انتبه فلست له بند .


ورد في لسان العرب : الانداد : جمع ند بالكسر وهو مثل الشيء الذي يضاده في اموره ويناده : أي يخالفه ، قال تعالى ( واتخذوا من دون الله اندادا ) قال الاخفش : الند الضد والشبيه ، وقوله تعالى ( يجعلون لله اندادا ) أي اضدادا واشباها ، ويقال ند فلان ونديده ونديدته أي مثله وشبهه ، ويقال للرجل اذا خالفك فاردت وجها تذهب به ونازعك في ضده : فلان ندي ونديدي للذي يريد خلاف الوجه الذي تريد وهو مستقل من ذلك بمثل ما تستقل به ، قال حسان رضي الله عنه :


اتهجوه ولست له بند ## فشركما لخيركما الفداء


14. نبّر : رفع صوته بالصياح يقولون نبر بملئ فمه أي صاح بصوت مرتفع ،وانتبر اذا قعد فوق مكان مرتفع .


ورد في لسان العرب : رجل نبار : صياح وقال ابن الانباري : النبر عند العرب ارتفاع الصوت يقال نبر الرجل نبرة اذا تكلم بكلمة فيها علو وانشد :


اذا لاسمع نبرة من قولها ## فاكاد ان يغشي على سرورا


النبر : صيحة الفزع ، وانتبر الامير ارتفع فوق المنبر.


15. نبش استخرج الشيء المدفون أو هدم البناء فهو ينبشه ، وهناك دابة كانت تعتدي على القبور الحديثة فتحفرها يسمونها النباش .


ورد في لسان العرب : نبش :نبش الشيء ينبشه نبشاً :استخرجه بعد الدفن ،ونبش الموتى :استخراجهم ،والنباش الفاعل لذلك .


16. نبز : قفز ينبز يقفز فهو نابز، فاذا قفز من مكان الى مكان اخر الى اعلى أو الى اسفل أو في مكانه قيل ينبز ، اذا تنافسوا على القفز يقال يتنابزون أو يتنبزون فاذا كان يركض بسرعة ويقفز في معظمه قيل قالوا لم يعد ركضاً بل هو نبزين ،ونلاحظ انه يلفظ بنون نبز والفصيح يلفظ بالاف أبز.


ورد في لسان العرب: أبز : ابز الظبي يأبز ابزاً وابواز : وثب وقفز في عدوه ، وقيل : تطلق في عدوه قال يمر كمر الأبز المنطلق ن قال ابن الاعرابي : الأبوز القفاز من كل حيوان وهو ابوز ، والاباز : الوثاب قال الشاعر:


يا رب اباز من العفر صدع ## تقبّض الذئب اليه فاجتمع


لما رأى ان لا دعه ولا شبع ## مال الى أرطاة حقف فاضطجع


قال ابن بري : وصف ظبيا والعفر من الظباء التي يعلو بياضها حمرة ، وتقبض : جمع قوائمه ليثب على الظبي فلما رأى الذئب انه لا دعة له ولا شبع لكونه لا يصل الى الظبي فياكله مال الى ارطاة حقف وهو شجر يدبغ بورقه فنام .


17. نقز كسابقتها فهي القفز والوثب لا تكاد تختلف عن (نبز).


ورد في لسان العرب: نقز : النقز والنقزان : كالوثبان صعدا في مكان واحد ، نقز الظبي ، قال ابن سيده : نقز ينقز وينقز نقزا ونقزانا ونقازا : وثب صعدا ،وقد غلب على الطائر المعتاد الوثب كالغراب والعصفور ، والتنقيز : التوثيب وفي حديث ابن مسعود رضي الله عنه : كان يصلي الظهر والجنادب تنقز من الرمضاء ، أي تقفز وتثب من شدة حرارة الارض .


18. نفش : فرق وباعد تقول نفش الديك ريشه نفخة وباعد بينه ويفعل ذلك عادة عند العراك مع اخر، والهر في هذه الحالة كذلك ينتفش ليظهر اكبر مماهو عليه وبعض الحيات تفعل ذلك ،ونفش الاثاث بعثره وفرقه ، ونفش بمعنى خرج بقوة من غير مكانه واحدث فجوة كبيرة فالبرق يصيب البيت فيخرج من مكان يقال له منفشا ،والرصاصة تصيب الجسم من انسان أو حيوان أو جماد فاذا خرجت من الطرف المقابل يكون مخرجها كبيرا يقال له منفشا ،واذا ثار شعر المراة يقال له انتفش والفتحة في جانب البيت يعملها اللص ليدخل منها يقال نفش في الجدار.


ورد في لسان العرب : نفش الصوف وغيره ينفشه نفشا اذا مده حتى يتجوف،وقد انتفش وفي حديث ابن عباس : وان اتاك منتفش المنخرين أي واسع منخري الانف ، وتنفش الضبعان والطائر اذا رايته منتفش الشعر والريش كانه يخاف أو يرعد ، وامة منتفشة الشعر كذلك ، وانتفشت الهرة وتنفشت أي ازبأرت ،وفي حديث عمر رضي الله عنه : انه اتى على غلام يبيع الرطبة فقال : انفشها فانه احسن لها ، أي فرق ما اجتمع منها لتحسن في عين المشتري ، والنفش المتاع المتفرق .


19. نشز: ينشز أي لا يقبل المزاح ولا يتحمله ويغضب بسرعة،ويقال إذا كادت النار أن تنطفئ نشز لها أي أضف لها حطبا أو ارفع الموجود منه حتى تعلق بها النار فيشتعل من جديد، إذا فهو بمعنى الرفع ،ورد من معانيها النشز :المرتفع من الأرض،ويطلق على الارتفاع قال تعالى (وإذا قيل انشزوا فانشزوا ) وقال تعالى (وانظر إلى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما ) وقال تعالى (وان امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا .. الآية ).



.










0


(11)



الجزء الأخير





1. هطع : يصفون الرجل الكبير الجسم القليل الفهم الغير مبالي بما يجري حوله (هطع) وإذا استسلم ولم يقاوم قال لقد اهطع ورد في لسان العرب هطع يهطع هطوعا وأهطع : اقبل على الشيء ببصره فلم يرفعه عنه ، وقيل المهطع هو الذي ينظر في ذل وخشوع ،ويقال لرجل إذا أقر وذل : اريخ واهطع وانشد :






تعبدني نمر بن سعد وقـد أرىونمر بن سعد لي مطيع ومهطع





وقال الله تعالى (قبلك مهطعين ).


2. هطل : أي نزل يقال هطل المطر أي نزل بسرعة هطلت دمعته نزلت بسرعة وإذا سقطت يده أو جنبه لا يستطع التحكم فيه قيل هطل، وكبير السن ترهل جلده يقولون (هطلة قحم) أو قد هطل عستيمه أي جلده ، وهطلت حواجبه.


ورد في لسان العرب هطل والهطلان المطر المتفرق العظيم القطر ،والهطل هو تتابع المطر والدمع وسيلانه ،والسحاب يهطل وهطل الدمع ودمع هاطل وهطلت العين بالدمع تهطل ،وفي الحديث (اللهم ارزقني عينين هطالتين ذرافتين للدموع)


3. هوّة : السماء على العموم ، والهوة تعني الفضاء الممتد أمامك أو تحتك إذا أطللت من مكان مرتفع ،فإذا كان الفضاء تحتك حاد وعميق وسحيق أردفت كلمة هوّة بكلمة هاوية فيقولون (هوّة هاوية) ويقول هوة تخطف أي من عمقها وخطورتها فكأن فيها جاذبية شديدة تخطف من يقترب من حافتها،قال تعالى (فأمه هاوية ) وحديث (وان الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً يهوي بها في نار جهنم سبعين خريفا ،أو ابعد ما بين المشرق والمغرب).


ورد في لسان العرب :هواء :الهواء ممدود الجو ما بين السماء والارض ،وكل فارغ هواء قال تعالى(وافئدتهم هواء) أي فارغة، والهواء كل فرجة بين شيئين كما بين اسفل البيت واعلاه واسفل البئر واعلاه ، والمهواة والهوة والاهوية والهاوية : كالهواء ،قال الازهري : المهواة موضع في الهواء مشرف ما دونه من جبل وغيره ويقال هوى يهوى هويانا، ورايتهم يتهاوون في المهواة اذا سقط بعضهم في اثر بعض وقال الجوهري: والمهوى والمهواة ما بين الجبلين ونحو ذلك، هوت العقاب تهوي هويا اذا انقضت على صيد أوغيره،والاهواء : التناول باليد والضرب ،وفي الحديث (فهوى بيده اليه) أي مدها نحوه.


قال تعالى (حنفاء لله غيرمشركين به ومن يشرك بالله فكانما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سجيق).


4. هني :يرمز به لما يستحي من التصريح به ،أو لما تعارفا عليه ولم يريدا الافصاح عنه فيرمز له به فيقول اذهب احضرالهني أو اسال عن الهني الذي رايت أو نحو ذلك .


ورد في لسان العرب :هنُ قال ابو الهيثم : هي كناية عن الشيء يستفحش ذكره ،وفي الحديث : من تعزى بعزاء الجاهلية فأعضوه بهن ابيه ولا تكنوا ، وفي حديث ابي ذر : هنُ مثل الخشبة ، وقال الليث هن كلمة يكنى بها عن اسم الانسان ،كقولك اتاني هن وأتتني هنة ،قال ابن الانباري : اذا ناديت مذكرا بغير التصريح باسمه قلت ياهن اقبل ،وللرجلين ياهنان اقبلا وللرجال يا هنون اقبلوا ،وللمراة : يا هنت اقبلي وللمراتين يا هنتان اقبلا ،وللنسوة : يا هنات اقبلن ،(وقيل هو احد الاسماء الستة) : التي رفعها بالواو ونصبها بالالف وخفضها بالياء ،وهي بالرفع : ابوك واخوك وحموك وفوك وهنوك وذو مال ، وفي النصب رايت اباك واخاك وحماك وفاك وهناك وذا مال ،وفي الخفض : مررت بابيك واخيك وحميك وفيك وهنيك وذي مال .


5. هجع : النوم بالليل أو السكون فيه ولو من دون نوم .


ورد في لسان العرب : هجع : الهجوع : النوم ليلا ، هجع يهجع هجوعا : نام وقيل النوم بالليل خاصة ، وقد يكون الهجوع بغير نوم قال زهير بن ابي سلمى :


قفر هجعت بها ولست بنائم ## وذراع ملقية الجران وسادي


6. هجف : الرجل الضخم الطويل يقال له هجف (هجف مخلوق)


ورد في لسان العرب : هجف : الهجف الطويل الضخم ، وقيل الهجف الظليم المسن .


7. ولجة : المكان المستتر عن أعين الناس وكان قبل أن تتخذ (المراحيض) دورات المياه والحمامات في البيوت يضطرون الناس لقضاء حاجتهم في الخلاء فإذا احتاج الواحد لذلك بحث عن ولجة تستره عن أعين الآخرين ، ويصف هذا المكان بأنه والج ولعل اشتقاق ملجأ أو لاجئ من هذه التسمية فهو مستتر أو مختبئ داخل هذا المكان في أعماق الأرض أو مختبئا عن أعدائه عند من يضمن له أمنه قال تعالى (أم حسبتم أن تتركوا ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المومنين وليجة والله خبير بما تعملون) وقال تعالى (... وظنوا أن لا ملجأ من الله إلى إليه ...) قال تعالى (لو يجدون ملجئا أو مغارات أو مدخلا لولوا إليه وهم يجمحون) ويقال ولج : أي كان ظاهرا ثم اختفى أي توارى عن الأنظار لدخوله مكانا مستترا أو لوجود حواجز حجبته عن الروياء وقد يطلب احدهم من آخر أو امرأة أن يحتجب عن أعين قادم فيقول له (ولّج ) ومن هذا القبيل قال سبحانه وتعالى (إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط وكذلك نجزي المجرمين)أي يدخل الجمل ويتوارى في فتحة الابرة أو المسلة وذلك من المستحيلات .


8. وجب : نزل فإذا نزل من مكان عال إلى مكان اخفض منه قال وجب ويطلب احدهم من الآخر أن ينزل لديه في الأسفل فيقول جب عندي ويقول آخر لرفيقه وهو فوق سطح داره اطلع وإلا وجبت إليك ،وعادة من الكلمات التي يستخدمونها لمخاطبة الثور الذي يحرث به فيقول سائقه إذا أراد منه النزول من درج أو نحوه (جب) يكررها، قال تعالى (فإذا وجبت جنوبها ) أي نزلت وسقطت، فالجمال عادة تنحر واقفة فإذا نحرت سقطت على الأرض ونزلت، ويقال للبير جب لأنه نازل عن مستوى الأرض قال تعالى (فالقوه في الجب) أي البئر .


9. وهب :اعطى، هب لي أو هب له أعطني أو اعطه، بل لايكادون يطلقون كلمة الاعطاء الا نادرا فهم يستخدمون الوهب بكثافة بدلا عنها، يتجمع ماء المطر في بركة أو نحوه فيسمون هذا الماء وهباً ،(الواهب الله) قال تعالى (وهب لي من لدنك سلطانا نصيرا) وقال تعالى (ووهبنا له من رحمتنا اخاه هارون نبيا ) أي اعطيناه ،وتاتي بمعنى اجعلني أو يجعلني : الله يهبني فداك كدعاء .


ورد في لسان العرب :وهب : في اسماء الله تعالى الوهاب ، الهبة العطية الخالية من الاعواض والاغراض، فاذا كثرت سمي صاحبها وهابا وهو من ابنية المبالغة،وهب لك الشيء يهبه وهبا، والموهبة :غدير ماء صغير ،وقيل نقرة في الجبل يستنقع بها الماء ،وفي التهذيب :واما النقرة في الصخرة فموهبة بفتح الهاء .


قال :


والموهبة : السحابة حيث وقعت والجمع مواهب.


وقيل : وهبني الله فداك أي جعلني فداك ،ووهبت فداك جعلت فداك .


10. يمحق :يخرب أو يفسد فإذا عملت عملا وأتقنته ثم جاء آخر فأخربه أو أفسده قلت لقد محقه أو محقته ،وإذا بلغ المجنون درجة أصبح يوذي فيها الآخرين دون تمييز قيل لقد أصبح يمحق قال تعالى ( يمحق الله الربا ويربي الصدقات ) وقال تعالى ( وليمحص الله الذين امنوا ويمحق الكافرين ) وقال صلى الله عليه وسلم ( الحلف منفقة للسلعة ممحقة للبركة) أي مفسدة ومخربة لها .


11. يورّي : يضيء يورّي له يضيء له ،يصف جمالا ابهره قائلا يكاد يوري في الظلام ، قال تعالى( فالموريات قدحا) أي أن العاديات وهن الخيل الراكضة عندما تحتك حوافرها في الحجارة بنقدح منها الشرر فيضيء ، واذكر ونحن صغارا كنا نأخذ الحجرين من المرو الأبيض فنضرب الواحدة منهما بالأخرى في الظلمة فتورّي.


ورد في لسان العرب:واري الزناد :إذا خرجت نارها ،ووريت صارت وارية ، وقال مرة : الرية كل ما أوريت به النار من خرقة أو (عطبة) أو قشرة ، وفي حديث تزويج خديجة رضي الله عنها : نفخت فأوريت ، وفي حديث علي رضي الله عنه : حتى أورى قبسا لقابس : أي اظهر نورا من الحق لطالب الهدى، وقال : وأوريت النار أوريها ايراء فورت تري ووريت تري ،ويقال وريت تورى ،وقال الطرماح يصف أرضا (جدبة) لا نبات فيها:



أي هذه الصحراء كظهر بقرة وحشية ليس فيها أكمة ولا وهدة.


12. يثب : أو يثوب أي يجلس أو يرتاح يقول للواقف ثب أي اجلس ، والعامل المرهق تطلب منه ان يرتاح من العمل الذي قد انهكه ثب أي ارتاح ، واحدهما اشغل نفسه بعمل عضلي أو فكري لا جدوى منه يقولون لو ثاب كان افضل أي لو ارتاح مما هو فيه .


ورد في لسان العرب : ثبب : قال ابن الاعرابي : الثباب : الجلوس ، وثب اذا جلس جلوسا متمكنا ،وقال ابو عمر: ثبثب : اذا جلس متمكنا.


حق لي ولكم ان نثب عند هذا الحد ويكفيني شرفا اني اطللت عليكم من خلال هذه الزاوية المتواضعه على موضوع مهم وكبير اعجز عن ايفائه حقه وهو بحر واسع ومتلاطم، ولو شئت أن أزيد لكان المجال مفتوحا، فما إن تتصفح معاجم وقواميس اللغة إلا وأنت تجد الكثير من كلماتنا أو معظمها (وهذا دليل فصاحة لغتنا) ، ولا يستطيع فردا مهما أوتي من وقت وجهد أن يلم بهذا الموضوع ويعطيه ما يستحقه ،فيجدر ان يقوم عليه فريق أو فرق عمل تبحث وتدقق وتأصل، ويكفيني شرفا أني أشرت مجرد إشارة الى المدخل على هذا الباب الواسع والمهم ، لعل في ذلك تحفيز لأهل الهمم والاختصاص من أبنائنا وهم كثر والحمد لله، ليفعّلوا الموضوع ويقعّدوه ، والأمر يتطلب تنظيما وتوجيها وتشجيعا، وأظن الدور الأكبر والمأمول يتجه اليوم إلى (المركز الثقافي بفيفاء) فهو جدير بتبني مثل هذا المشروع العظيم أو(جامعة جازان ) وهو واجب وطني ولا شك تحرص الكثير من الجامعات على تبني مثله .


لا أدعي أني الأول أو الوحيد ممن كتب وجمع في هذا الموضوع (لا وألف لا) بل هناك الكثير والكثير ممن اعرف وممن لا اعرف، وأنا اقلهم وإنما بحمد الله أتيحت لي فرصة نشر ما تجمع لدي ، ثم اعنت على ذلك بالتحفيز والتشجيع الذي قوبلت به فللكل شكري وتقديري .


اذكر ممن لهم جهد في هذا المجال الوالد الشيخ علي بن قاسم والعم الشيخ د/سليمان بن قاسم له كتاب (لهجة أهل فيفاء) مخطوط، والأخوة الأعزاء الكرام الاستاذ الشريف/علي بن حسين فكما اخبرني انه يجمع الكلمات الفيفية التي وردت في القرآن الكريم ولا بد ان لديه حصيلة كبيرة في هذا المجال، وكذلك الشيخ الاستاذ/ حسن بن فرح ذكر لي انه جمع أكثر من أربعة الاف كلمة تحت عنوان (قالت فيفاء قالت المعاجم) وأكثر من مائتي كلمة فصيحة لم ترد في المعاجم العربية ، والدكتور/عبد الله بن احمد علي عضو مجلس الشورى والأديب وصاحب الاختصاص له العديد من الكتابات في الصحافة والمجلات والكتب المتخصصة في علوم اللغة ،والمهندس/يحي سليمان قاسم له جهد كبير ويملك مجموعة جيدة في هذا المجال ، والاستاذ/احمد علي الاخشمي صاحب اختصاص ولديه الكثير في هذا المجال ،الاستاذ/حسن جابر الحكمي صاحب الكتاب الرائع (جارة القمر)،والاستاذ/محمد مسعود العبدلي له اهتمام ودراسات جيدة كما اسمع ، والاستاذ/عبد الله يحي الابياتي له اهتمام ولديه حصيلة جيدة، والاستاذ/ عبد الله شريف الداثري ، والاستاذ/حسن بن يحي علي الداثري ، والاستاذ/ محمد بن حسن جبران المشنوي ، والاستاذ/ محمد بن يحي حسين الظلمي والكثير الكثير ممن لا اعرفهم من الاجيال المتخصصة الواعدة بارك الله فيهم .


في الختام استودعكم الله واشكر كل من شارك وداخل وأثنى وشجع من خلال هذه الصحيفة المباركة أو من خلال المقابلات الخاصة، وان اشكر فالكل يستحق الشكر والتقدير ، ولكن لا يفوتني شكر الاستاذ جابر بن ماطر (ابو يحي) المدير العام للصحيفة والاستاذ المبدع يحي بن جابر بارك الله فيهما وفي جهودهما .


استودعكم الله ولنا بمشيئة الله لقاء في مواضيع قادمة ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.




اخوكم /عبد الله بن علي قاسم الفيفي الرياض في 7/3/1430هـ



منقول :من قبل بدر المشاعروحفاضا علي ملكيه الناشر تم نقله دون اي تعديل فيه وارجو الفائده وشكرا




 

رد مع اقتباس