معذبتي كفاك لوما


يا لائمة كفاك لومي وتعذيبي
كفاك عتبا أيتها الحبيبة
فحبيبك لم يعد يحتمل أكثر مما يحتمل
حبيبتي
فحبيبك لم يكن بذلك الجاحد
لم يكن بذالك الأناني
لست ممن يجيدون العزف على جراح الأخرين
ويتغنون على أنينهم وآهاتهم
حبيبتي
أعرف مدى حبك لي
كما أعرف مدى الحزن
الذي خلفه ذلك الحب
بسبب بعدي عنك
أنني أعرف كم عانيتي من
هذا البعد
اعرف مدى أحتياجك لي
كم كنت بحاجة لكلمة تخفف
عنك معاناتك وألامك
كلمة تنتشلك من حزنك الدفين
حزنك المرير
كنت بحاجة لكف يمسح لك
دموعك التي الهبت وجنتيك الورديتين
كنت تفتقدين ذلك الصدر الذي يضمك
بكل حب ويستمع لكل نبضة تخرج من قلبك
الملئ بالحب
كي يسمع منك ويحمل عنك ما يخفف عنك
جرحك
كم كنت أتمنى هذه اللحظة التي أكون فيها قريب منك
كم كنت أتمنى أن أضع رأسك على صدري واسمع لومك
وصوتك الخافت يعطر مسمعي
ويداك تعانقاني وتضرب صدري وأنت تعاتبيني
ويداي تضمك وتتحسس شعريك الذهبي
حبيبتي
أي عذرا أقدمه لكي كي تصفحي عني
فأي عذر لن ينسيك ما فعلته بك
ولن ينسيك بعدي القاسي والقسري عنك
فأنني قسما لم أكن بذلك
المراهق الذي يتسلى بمشاعرك
ولم أكن بذالك الذي حصل على ما يريده
ومن بعد ذلك يتركك ويهجرك
يتركك تتجرعين مرارة ذلك الحب
الذي هو قد يكون جزاء لمن هي مثلك
لمن هي أحبت بكل وفاء
أحبت من قلب لا يعرف إلا الوفاء والحب
حبيبتي
أي عذرا يشفع لي عندك
لا أظنني سأحصل على شفاعتك وصفحك
فجرحك أكبر بكثير من أي عذر سأقدمه
ولكن ثقي تماما أنني كنت أعيش نفس
الآمك وجراحك
فلم أقسي عليك أنت لوحدك
بقدر ما كنت أقسو فيها على قلبي
الذي احبك وسيظل يحبك
ولكنها الأقدار حبيبتي هي
التي قست علينا معا
الأقدار التي لم ترحمني وترحمك
الآقدار التي تسببت بنزف جراحي وجراحك
حبيبتي
كنت أموت ألف موتة كلما مررت بمخيلتي
ولم ولن تفارقيها
لم يغب صوتك عني أبدا
لم تغب عني ولن تغب تلك الكلمة
التي أشتاقها وأحتاجها أبد الدهر
تلك الكلمة التي أعلنتي بها عن حبك لي
أنني أشتاق دوما لكلمة أحبك التي
نطق بها قلبك قبل شفتاك
حبيبتي
آسف لن تدمل نزف جرح تسببت به
ولن تمسح دموع ذرفتيها على وسادتك لأجلي
ولن تنسيك سهرك حتى الصباح
لا يشاركك فيه سوى ظلمة غرفتك ووسادتك
التي كانت في قمة وفائها معك مني
حبيبتي
هذا أنا بكل ألم أقول لك آسف
وليتها تكفي
بدموع ذفتها لأجلك أقول آسف
وليتها تفي
ها أنا بكل حب وبكل ما فيني أقول آسف
وليتك تصفحي
حبيبتي
كفاني لوما منك كفاني عتابا
على رسلك سيدتي وحبيبتي
فلا تقسي على محبوبك
لا تقسي على من أحبك
فلم أعد أطيق لومك
لم أعد أحتمل عتابا الذي ينزل
علي كسوط جلاد يجلدني بلا رحمة منه
وقد يكون جلد هذا السواط أخف وطئا
من لومك حبيبتي
فكلما وجدت وقرأت لومك في كل ما تكتبينه
واعرف انني أنا المعني بهذا العتاب واللوم
ازداد عذبا وأحس بمعاناتك وأعرف أنني
أنا المتسبب بكل العذاب الذي تعيشنه
حبيبتي
رحماك بمن أحبك
عفوك عمن عشقك
صفحك عمن هواك
فلا تكوني أنت والزمن ضدي
كما كنت أنا والزمن ضدك
فهلا قبلتي وصفحتي؟
ولك مجددا أفتح صفحتي
وأفتح ذراعاي وأمد يداي
فهلا مددتي يداك حبيبتي؟