نظراً لما حدث في فيفا الأسبوع الماضي من هزة أرضية خفيفة والتي بمشيئة الله لن تتكرر فهو جواد رحيم.
أحببت أن أذكر من لا يعلم بأنه سبق وأن حدث في جبال فيفا هزة كبيرة وهي بفضل الله حادثة تاريخية قديمة مضى علها أكثر من نصف قرن. ولن تشهدها فيفا مرة أخرى إيماناً منا بأن الله رحيم بعباده.
وبالطبع فإننا نقصد بِمْهَزَّة أي الزلزال. وزلزال فيفا الوحيد الذي وصل إلينا خبره كان في يوم السبت من أول أيام عيد الأضحى في 10/12/1359 هـ. والبعض يقول أنه في يوم 12 /12/1359هـ.
أنه مما لاشك فيه بأن هناك في فيفا وخارجها من أبناء فيفا من قد أدرك هذا الزلزال وهم كبار السن الان.
ومن أجمل ما رأيت في وصفه هو ما قام به من وصف لذلك اليوم (يوم امهزة) وهو مسعود ابن يحيى العبدلي الفيفي أطال الله في عمره. وهو ممن عاصر ذلك الزلزال. حيث وصفه قائلاً:
في ذلك اليوم جاء ما أنساني كل مخاوفي, سمعت أصوات لم أسمعها من قبل, ورأيت مناظر لم تخطر على بال, ولم أظن أن الوجوه يبلغ بها الهلع والرعب ذلك المبلغ, ولم أكن لأستوعب ما حصل, رأيت الصخور تتطاير, والمنازل ترتفع عن الأرض ثم تتحول إلى أكوام من الحجارة والتراب والخشب. ورأيت الوجوه التي كانت تبتسم لى دائماً, مرعوبة مصفرة فيها هلع مخيف لمن ينظر إليها, والعيون تكاد تخرج من المحاجر, والأرض لا تستقر على قرار. فكنت أخطو فلا أصيب مواقع الخطى, الأرض تموج وكأنها ماء, أتمسك بالأشجار فترميني بعيداً عنها في عنف وجفاء شديد لصغير مثلي, الصخور غير ثابتة, الصراخ يملأ الأذان وأصوات الرعد آتية من باطن الأرض, وأعجب العجب إن هذا هو يوم عيد الأضحى, فأي عيد هذا, كانت الهزة تلو الهزة, نسمع صوت يشبه الرعد قبل أن تصلنا أمواج الهزة فنطير إلى خارج البيت, من الأبواب والنوافذ, ولكني اعتذر عن الوصف فلا يمكن الوصف بدقة. وقد حدث في فيفا كنتيجة لهذه الهزة الأرضية العنيفة العديد من الخسائر سواء في الممتلكات أو النفوس.وخلفت دماراً هائلا في المنازل لازال بعض من معالم ذلك اليوم واضحة للعيان حتى حينه. أ- هـ
وقد انبرى الشعراء لوصف هذا الحدث المفجع المخيف.
قال الشاعر يحيى بن يزيد العبدلي رحمهم الله يصف ذلك.
يوم سبتن هزهز الابواب زحيو لاســــــقاهو الله ولا رد بوحــــيو
وانتثر لو ياقيام
ودنا بالموت نهوي فالقـــــبورا قبل مانفشل وتطامى البحـــــــورا
تمسي الدنيا روان
واهلها قدهم شـــــــــــــبوحي ما حدن بدو يروحــــــــــــــــــي
في طــــريق الهاويه
ولاما عزران مامنهو نجــــاين اخذن ذها فبيتن واخــــــــــــــــــلاين
مهلكن جمع النفوس
سا تعيينا في اطفالن حـــــناني وا حشـــــــو بعمارنا بنــحن فناني
ما حدن بدو يموت
ويوجد ثلاث قصائد للشاعر محمد جبران بخصوص الزلزال ومن أشهرها
القصيدة التي يقول مطلعها:
ونا بداع قول والثبات بذكر الله علام النيات
وهذه قصيدة أخرى لنفس الشاعر أيضا تقول:
خلت براقن ولو في القاع غابر لا وقع راعد ولا قرح المعابر
وامجبال قدها تنود
ذي بشورن من تهاويل القيامة
بل ذهب الأمر ببعضهم أن تنبأ بهذا الحدث المهم قبل وقوعه ومنهم الشاعر ( فرح بن أسعد الابياتي ) في قصيدة مخاطباً بها شيخ شمل فيفاء آنذاك ( علي بن يحيى ) التي يشير فيها إلى كارثة سوف تحل بفيفاء عن قريب. فكانت تلك الهزة المشهورة:
قال الشاعر:
يا علي قد صيح الصياح وأحكما صيحه من الباري والف صيحة من السما
ميـــــــعادها قريب
وعدها لابد منــــــــــــــــــه والأرض تــــــــــــــــــــــرتج منه
والله أعلم ما يكون
في وقوف أمعــــيد وإلا من وراهو
وهنا نرى بفضل الله الرحيم أنه قد مر على هذا الزلزال ما يربو على النصف قرن بكثير. وإننا نسأل الله العظيم أن لا تمر على جبال فيفا وما جاورها بل وبلاد المسلمين جميعاً أي زلازل أو فتن. وأن يحفظ أبناءنا في فيفا وما جاورها.
م / ن