تحجَّرَ الدم في عينه وقل لي:
"أما زلت غاضباً مني؟...
لتتركني أسير عزلتي؟..."
وتابع قبل أن يصل أنينه ال مسمعي:
"ألم أكُ وفياً لقلبك؟...
ألم تمتطني مشاعرك حتى يسيل دمي على درب أهوائك وأشواقك؟...
ألم تجمع في داخلي كل أوجاع الدنيا...
وكل أفراح الكون ...
وكل الأحلام؟؟؟؟

أولم أَصدُق النقل والرسم والنحت....
والجنون؟؟؟
أين خطئي لأستحق العقاب؟!!!!
باي ذنبٍ أدفن في خزائن النسيان؟؟؟"
.
.
وقبل أن أهمس له:
"هو مجرد إنقطاع!!!"
.
سارع لإستباقي:
"هو دهر... هو عمرٌ...
هو وجود...
ما نفع وجودي إن لم أحُّك الذهب الأبيض... وأحوله حكايات حب وعشق وحياة...
وواقع أنت فيه؟!!!...
أبَعدَ أن جعلتني جسراً عابراً لحواجز القهر والبحار...
بعد أن عودتني على الإستنفار الدائم والنوم العَرَضي..
بعد أن عشقتُ كوني صلة وصل بينكما!!!
بعد أن ثار دمي في وحيد شرياني!!!
بعد اعتزازي بأني امتداد أناملك وأحاسيسك!!!
تهجرني؟!..إلى جانب أوراقك العطشى!!..
مصفرٌ لونها حزنا في عتمة الكتابة...
يستفزني صراخ صمتها ...
تثيرني عذريتها...وإباحية تعريها...
دعني أفجر كبتي لأحييها...
دعني أعيد نقاء بياضها...
بسواد دمي...
.
.
.
إرحمني فما عدت أطيق الفراق...
إرحمني...
إرحمني..."
.
.
.
نظرت إليه بعطفٍ...
كشفت عنه اللثام...
إحتضنته بأناملي...
وقلت معتذراً:
"ليس ذنبك فلطالما كنت الصديق الصدوق...
ولكني أردت لك أن تقف على أطلال وجعي...
وتنظر من بعيد إلى تناغم ألسنة نار شوقي...
وتسبح في بحر فرحتي وأحلامي,,
فها أنا أحمل بياضاً مشبعاً بالحنين...
فقم واملىء صفحات الحب رسماً...وغناءً...
وأناقةً وشعرا...
وجنونا...
إملىء الدنيا صهيل فرح...
واحفر بقدمك أوتاداً...
للعشق المتجدد...
ولحبال الوصل المعطرة...
أكتب أيها القلم..."