1113:
الموت ذلك الفاعل المؤخر
يلاحظ القارئ لكتاب ربي سبحانه وتعالى أن الموت دائما يأتي متأخراً , والميت مفعول به مقدم دائماً , ترى مالحكمة في ذلك ؟؟؟!!!!
ومن الأمثلة القرآنية على ما نقول :
(( أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت ..........))
(( كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت .......))
(( حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ........))
(( حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا ............))
ونلاحظ معكم أيا إخواني :
- الموت في الآيات كلها جاء فاعلاً لما سبقه من الأفعال .
- جاء الفاعل (( الموت )) في الآيات كلها متأخراً عن المفعول به .
- المفعول به في الآيات كلها هو الإنسان الذي مات .
ونستطيع سويا أن نرى هذه الحكم من هذا البيان الذي عبر به الباري جلا وعلا فيما يلي :
أولاً : لما كان الموت هو الذي يأتي الإنسان الذي انتهى أجله , لذا ناسب أن يكون هو الفاعل .
ثانياً : ولما كان الموت مكروها للإنسان , وعدم محبة قدومه , تأخر الفاعل الذي هو الموت .
ثالثاً : يكشف علم النفس التحليلي عن حكمة اخرى هنا وهي :
الموت لا يتمناه الإنسان (( هذا في الحالة العادية وليس كما يكون –إذا مسه الشر يؤسا - )) ليستمتع بحياته , وإذا كان لا بد منه فليتأخر !
فالموت مؤخر عن شعور الإنسان وتفكيره , وقد راعى السياق هذه الرغبة النفسية البشرية , فأخره ربي في الجملة القرآنية . والله أعلم .
هذا من بعض لطائف كلام الله سبحانه وتعالى , ونسأل الله النفع والفائدة , والله من وراء القصد .
:1 (106)::1 (106)::1 (106):