رموزفيفاءالحبيبة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن التاريخ كما يقال ليس أعمى فهو يعرف ما يكتب ولمن .. فلا يكتب إلا العظماء الذين كانت لهم بصمة في هذه الحياة .. فهؤلاء العظماء هم الذين خلد تاريخ فيفاء ذكرهم ... وابقي سيرهم منقوشة على قممه على مر العصور وتعاقب الدهور. فكم هم أولئك العظماء الذين ما زالوا في ذاكرة أبناء فيفاء ؟!
إنهم قمم بلغت عنان السماء... أرتقوا الصعب ولم يرضوا إلا بمجاورة السحاب...
وجميعنا يعلم أن قمم الجبال الشاهقة معدودة ... وهؤلاء الرجال أيضا معدودون...
رجال سطروا معالم تاريخ فيفاء الحبيبة ..
رجال غيروا معالم زمانهم والأزمان التي من بعدهم...
كانوا خير القادة واخلص الرجال حكمة وقيادة وتواضعاً ورؤية بعيدة للمواقف والإحداث.. لهم بصمات واضحة في قيادة فيفاء وأهلها إلى بر الأمان بفضل الله أولا وبفضل ما يتمتعون به من إيمان وشجاعة ...
ولنثبت ذلك سوف نعبر بكم الزمن لنعود لأيام مضت أيام رجالات فيفاء أصحاب الهمم ... لتعرف الأجيال الحاضرة والآتية من أبناء فيفاء أن في ديرتهم نبع الخير منذ فجرالتاريخ وأن المسيرة الخيرة لم تقف عند زمن فكما كان في الماضي رجال يوجد ألان من لن ينساهم الزمن .. وأن المستقبل سيحفل بآخرين بإذن الله..وهذه مدعاة لاستنبات الأمل وانتظار الخير بعد الخير من ارض فيفاء الطيبة ومن أبناؤها المخلصون ...
وهنا نقول : أنت رائع بالفعل أيها التاريخ حين تحتضن سيرة العظماء....
وعظيم حين تلتحف عطاء الأوفياء....
ووفيّ حين تذكرنا بمشايخنا ورجالنا النبلاء ..
إخـــــــــوانــــــي ...
بكل شرف وبكل فخر .. يسرني إن أقدم سلسة من الحلقات ( لسيرة رجالات لا تنسى من فيفاء ) وما يزيدني فخراً وشرفاً ... أن هذه السيرة والتاريخ المشرف لمن سنكتب عنهم لم يسبق وان تطرق لها إي كاتب سواء من أصحاب الكتب المؤلفة عن فيفاء أو من المواقع والمنتديات التي تهتم بفبفاء وتاريخها عبر شبكه الانتر نت .. وذلك ليس لعدم أهميتها بل هي الأهم من أي معلومات أخرى فهي الأساس ...
وقد يكون القدر والحظ جعل اؤلك الكتاب يهملونها على الرغم أنها لا تنسى !!!
ولذلك كانت من أولويات اهتماماتنا نحن إدارة ملتقى فيفاء .. بفضل من الله نحمده عز وجل ونثني عليه فهو الذي قدر لنا التميز والانفراد بنشرها دون غيرنا من الكتاب وحصرياً بهذا المنتدى المبارك .. ولنثبت بها إننا الأكثر اهتماماً والأكثر حباً ووفاء لفيفاء ورجالها ماضياً وابناؤها حاضراً ومستقبلاً ..
وقبل ان نبداء بذلك لا ننسى إن نتقدم بأسمى آيات الشكر والامتنان لمن جمع ودون هذه المعلومات وقدمها لنا عندما طلبنا منه ذلك (الشيخ موسى بن حسن يحيى السنحاني الفيفي ) وفقه الله ورعاه وأدام عليه الصحة و العافية .
ولكن لتسمحوا لي قبل الخوض في التعريف الكامل بمشائخنا الذين سنأتي على سيرتهم وتاريخهم .. ان نتطرق للاتي وبشكل مختصر لما لها من أثر في تشكل شخصياتهم :
اولاً...الوضع في فيفاء قبل العـــهد السعــــودي
ثانياً .. النظــام في فيفاء قبل العهد السعــودي
ثالثاً ..وصول دعوة محمد بن عبد الوهاب إلى فيفاء
رابعاً .. الوضع بفيفاء بعد ما ذكر من نقاط .
الوضع في فيفاء قبل العـــهد السعــــودي
كانت فيفاء إلى عهد قريب مغلقه على أهلها لا يصل إلا أفراد من الناس الذين يعيشون في مثل ظروف أهلها في صعوبة المواصلات إليها وشظف العيش فيها هذا بإضافة إلى عدم وجود ما يغري بالصعود إليها وأهلها لا يغادرونها إلى غيرها لعدم وجود ما يدعوا إلى ذالك وضلت فيفاء وأهلها كذلك إلى أن مهدت الطرق وفتحت العقبات ووجدت وسائل الاتصال ومقومات التحضر فيها ودواعي السفر منها وإليها في عهدنا الحاضر المزدهر عهد حكومتنا السعودية الرشيدة .
النظــام في فيفاء قبل العهد السعــودي
لم تحكم فيفاء حكم مباشر قبل العهد السعودي من أي دولة ذات سلطة وكيان مركزي إلا في فترات قليلة متقطعة وكانت تتبع في الولاء الدول التي تبسط نفوذها على المنطقة بموجب اتفاق أوصلح يتم بين مشايخ القبائل التابعة وبين الدول المتبوعة بحيث يدفع مشايخ القبائل لتلك الدول نسبة معينه من الزكوات أوالعشور التي يجمعونها من قبائلهم والمساهمة بعدد من المحاربين عند اللزوم .
وصول دعوة محمد بن عبد الوهاب إلى فيفاء
قامت دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب الذي ولد في عام 1115هـ وتوفي في عام 1206هـ حيث بدأت دعوته في العيينة وما حولها وانتعشت وانتشرت في نجد وغيرها بعد البيعة المباركة التي تمت بينه وبين أمير الدرعية آنذاك الإمام محمد بن سعود ـ رحمهما الله ـ وتدل الأحداث على أنها وصلت إلى فيفاء في أول القرن الثالث عشر من الهجرة على يد رجل من قريت الشقيري بتهامة يدعى ( محمد بلال ) ويعرف عند الناس بالتهامي لأنه من تهامة .
لقد أستطاع هذا الرجل أن يؤثر في الناس , ويجمع حوله فئة قليلة مؤمنه عرفت بين الناس ( بالموحدة ) ومن هؤلاء الفئة الشيخ يحيى بن شريف السنحاني الفيفي وكان هؤلاء القوم يعدون على الأصابع لقلتهم لكن الله بارك فيهم , فاستقاموا على الدين بقدر المعرفة التي عرفوها وقاموا الصلاة حيث بنولهم مسجد صغير في مروح يذكر أنه أول مسجد بني في فيفاء وقد بنى بعد ذلك الشيخ يحيى بن شريف مسجده المعروف بمسجد ( الحيداني ) الذي كان بجوار مسكنه ومما يدل على اختلال الأمن والخوف أنه كان يوجد نفق يصل بين المسجد وبيته وقد توفي الشيخ يحيى بن شريف في بيته هذا ودفن بالقرب من المسجد ولا زال قبره معروفاً ونستطيع أن نعرف تاريخ وفاته التقريبي إذا علمنا بأن ولد الشيخ حسن بن يحيى في عام (2/2/1317هـ) وقد توفي والده وهورضيع .
وقد أثرت هذه الجماعة في الناس حيث بدأ التدين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويروى أن سبب تأثر الناس بهم أنه عير واحد منهم بالفساله والجبن لأنه أختتن ختان السنة ولم يختتن الختان المعروف وهوالتجليد حيث كانوا يسلخون العورة كلها وكان يرون بأن ختان التجليد من الرجولة وكان من عرف الناس أنه إذا عير شخص وسب بمسبة لا يرفع عنه ذلك العار إلا أن يبارز من عيره في يوم مشهود يحضره من أراد من الناس رجالاً ونساء ويعرف ذلك بحرب (العدية) بحيث يتواجه الخصمان الساب والمسبوب في ميدان عام والناس من حولهم بالقرب منهم يشهدون فيتبارز الخصمان بالنبل والحجارة ولا يشترك معهم أحد من الطرفين إلا بمناولة السهام والحجارة , فإن هزم المسبوب من سبه وعيره أرتفع عنه ما عير به وأصبح له وزن بين الناس وإلا لصق به العار , فتبارز الموحد الذي عير مع من سبه فانتصر الموحد على خصمه فأرتفع عنه العار وكان ذلك النصر سبباً لاحترام الناس لهم وانتشار الدعوة .
وختان التجليد هومن العادات السيئة القبيحة التي كانت منتشرة في المنطقة بما فيها فيفاء وقد أنكرها الشيخ يحيى بن شريف السنحاني الفيفي وغيرها من العادات السيئة القبيحة وهي من الأشياء التي اشترط على قبائل فيفاء تركها حينما طلبوا منه أن يتولى الشيخة في فيفاء وسيأتي الكلام عن ذلك .
عوده للوضع في فيفاء بعد كل ما ذكر
تدل الأخبار والمعلومات التي تروى بأن وضع الناس الديني والثقافي والمعرفي في فيفاء وما جاورها من مناطق قد بلغ مبلغاً سيئاً للغاية وكان أحلكة ما يظهر قبل القرن الثالث عشر الهجري وفي أوائله وحال فيفاء في ذلك كحال غيرها من البلدان المجاورة ولعل أوضاع فيفاء أسوء بسبب عزلتها وصعوبة المواصلات منها وإليها وكان ذلك سبب رئيسياً في تخلف الناس وانتشار الجهل بينهم وقد شابت عقائدهم الشوائب والبدع وأصبح الناس لا يعرفون معروفاً ولا ينكرون منكراً حتى أصبح من النادر أن يوجد من يقيم شعائر الدين وانتشرت الأمية بين الناس وأصبح من النادر أن يوجد من يحسن القراءة والكتابة فالجهل وما يصاحبه قد خيم على الناس وفي هذا الجوالجاهلي هيئ الله للناس من يوقظهم من غفوتهم وينقذهم من وضعهم ويبعث بينهم نور العقيدة والإيمان والقيام بشعائر الإسلام .
والى هنا نتوقف .. لنبداء معكم في استعراض سيرة وتاريخ مشائخنا الافاضل والتي ستكون على حلقات الاولى منها عن شخصيه من اهم الشخصيات التي مرت على تاريخ فيفاء وهو:
الشيخ الفاضل
يحيى بن شريف بن جابر بن علي بن فرحان السنحاني . رحمه الله وغفر له
وسيتم القاء الضوء على سيرته وتاريخه في اولى حلقاتنا القادمه ..
تابعونا لتعرفوا الكثير عن فضل هذا الشيخ على ابناء فيفاء .
تحياتي لكم ...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
|