بسم الله الرحمن الرحيم
ليس في الناس احدا أحق بالحب والبر من الوالدين , فهما سبب وجود الإنسان في هذه الحياة , وهما اللذان قاما على رعايته وتربيته والاعتناء به حتى كبر , واشتد عودُة , وأصبح يعتمدُ على نفسه في تدبير شئونه .
الأم حملته في بطنها , وأرضعته من حليبها , وأطعمته بيدها , وسهرت عليه عند المرض . والأب تكفل بحاجاته , وتوجيهه , وتعليمه , وحمايته من كل خطر يمكن أن يصيبه .
والوالدان يفعلان ذلك كله , وقلوبهما تفيض بالمحبه والحنان , لاينتظران أجراُ ولا شكوراً
أليس من واجب الأبناء بعد ذلك كله , أن يكرموا آباءهم ويبرؤهم , اعترافا بالجميل , وورداُ للمعروف بمثله .
لذلك أرشدنا ربنا سبحانه إلى بر الوالدين , بل أمر بذلك أمراً , فقال سبحانه (( ووصينا الإنسان بوالديه حسنا ))
وجاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله : يارسول الله : من أحق الناس بحسن صحابتي ؟ (( قال أمك قال : ثم من ؟ قال : أمك قال: أمك
, قال من ؟ قال : أبوك ))
فبرُ الوالدين من أفضل الطاعات عند الله , وعقوق الوالدين من أكبر الكبائر .
ولاريب أن الإنسان المسلم هو أولى الناس ببر والديه , وطاعتهما , وأن يقول لهما القول الطيب الجميل , ويبتسم لهما , لاسيما إن أصبح هو في سن الرجولة , وأصبح والده في سن الشيخوخة