ما اصعب التفكر في سيرة العظماء , حين تولي بهم الدنيا وتغيب شمس امجادهم
علي أيدي قاتليهم , وما اكثر العظماء الذين قتلوا
في امة الاسلام ...
وبالتحديد الذين صُلبوا فموضوعنا وما اصعبه , عن العظماء الذين قُتلوا وصُلبوا وولت أيام عزهم ولاكن خلدهم التاريخ...
فكانوا عظماء علي خشبة الصلب
وكانت حياتهم علو في الحياة وفي الممات ..!!!
وتذكر كتب التاريخ ان اول من نال هذا الشرف العظيم , وصُلب في سبيل الله هو
*خبيب بن عدي الصحابي الجليل رضي الله عنه*
يقول الشيخ العفاني في كتابه فرسان النهار من الصحابة الاخيار
في ترجمة هذا الصحابي الجليل
الي اصحاب العقيدة في كل امة وبلد ...
الي عشاق السمو في كل عصر وامد ...
الصحابي الصقر
خبيب بن عدي بن مالك الاوسي الانصاري
درس الفداء الذي ليس له نظير
افسحوا الطريق , لهذا البطل يارجال وتعالوا من كل صوب ومن كل مكان تعالوخفافاً وثقالاً .. تعالوا مسرعين وخاشعين وأقبلوا لتُلقُنوا
درس الفداء الذي ليس له نظير ..
وأنتم أيضاً يا من أثقلكم الغرور وظننتم بالدين والايمان ظن السوء .. تعالوا بغروركم ..
تعالوا وانظرو أية عزة .. وأية منعة .. وأي ثبات .. وأي مضاء .. وأي فداء .. وأي ولاء ... !!
وبكلمة واحدة , أية عظمة خارقة وباهرة يُفيئها الايمان بالحق علي ذويه ..!!
أترون هذا الجثمان المصلوب ..؟؟
اسمه خبيب بن عدي احفظوا هذا الاسم الجليل جيداً
احفظوه وانشدوه فإنه شرف لكل إنسان .. من كل مذهب .. من كل جنس
وفي كل مكان , إنه من أوس المدينة وأنصارها ...
كان عذب الروح ,شفاف النفس , وثيق الايمان , ريان الضمير ,كان كما وصفه حسان بن ثابت ..
صقراً توسط في الانصار منصبه *** سمح السجية محضاً غير مؤتشب
لما رفعت غزوة بدر اعلامها , كان هناك جندياً باسلاً ومقاتلاً مقداماً , وكان من بين المشركين الذين وقعوا في طريقه ابان المعركة فصرعهم بسيفه- الحارث بن عامر بن نوفل- وعرف بنو الحارث مصرع ابيهم , وحفظوا جيداً اسم
المسلم الذي صرعه وهو خبيب بن عدي..
جاء رجال قبيلة عضل ورجال قبيلة القارة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا: يا رسول الله إن فينا إسلاماً فابعث معنا نفراً من أصحابك يفهمونا في الدين، ويقرؤنا القرآن، ويعلمونا شرائع الإسلام فبعث رسول الله صلى الله
عليه وسلم ستة من أصحابه وهم: مرثد ابن أبي مرثد الغنوي وهو أمير القوم، وخالد بن البكير الليثي وعاصم بن ثابت بن أبي الأقلح، وخبيب بن عدي، وزيد بن الدثنة، وعبد الله بن طارق...
**خيانة وغدر**
ما أصدق ما قيل: عمل رجل في ألف رجل خير من قول ألف رجل في رجل، لقد بعث النبي صلى الله عليه وسلم خبيبًا مع بعض أصحابة دعاة إلى الله ليعلموا الناس ويدعوهم إلى الإسلام، ولكن القوم غدروا بهم، فوقع أجرهم
على الله، وكان خبيب رضي الله عنه ممن أسر ثم صلب بعد ذلك فكان استشهاده من أكثر المواقف تأثيرًا وتعليمًا للمسلمين فن الفداء والتضحية في سبيل الله والذود عن رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم.
انطلق المشركون بخبيب وزيد وباعوهما بمكة، اشترى خبيباً بنو الحارث بن عامر بن نوفل وكان خبيب هو قتل الحارث يوم بدر فمكث عندهم أسيراً حتى إذا أجمعوا قتله استعار موسى من بعض بنات الحارث يستحد بها فأعارته قالت
فغفلت عن صبي لي قدرج إليه حتى أتاه فوضعه على فخذه فلما رأيته فزعت فزعه عرف ذلك من وف يده الموسى قال: أتخشين أن أقتله؟ ما كنت لأفعل ذلك إن شاء الله...
**اول من سن ركعتين قبل الموت **
فلما خرجوا به ليقتلوه وقد نصبوا خشبة ليصلبوه فانتهى إلى التنعيم فقال إن رأيتم أن تدعوني أركع ركعتين: فقالو: دونك فصلى ثم قال والله لولا أن تظنوا إنما طوزعتة جزعاً من القتل لاستكثرت من الصلاة فكان أول من سن الصلاة عند القتل...
تقول مارية مولاة حجير بن أبي إهاب حبس خبيب في بيتي ولقد اطلعت عليه وإن في يده لقطفاً من عنب مثل رأس الرجل يأكل منه " ويحتمل أن كل من مارية وزينب قد رأت القطف في يده يأكله وما بمكة يومئذ من العنب رزق
رزقه الله خبيباً. فلما خرجوا به من الحرم إلى التنعيم ليقتلوه جعلوا يساومونه على إيمانه لكنهم كانوا كمن يحاول اقتناص الشمس برمية نبل.. أجل كان إيمان خبيب كالشمس قوة ونوراً..
**علوا في الحياة وفي الممات**
قال سعيد بن عامر بن حذيم شهدت مصرع خبيب وقد بضعت قريش لحمه ثم حملوه على جذعة فقالو: أتحب أن محمداً مكانك؟ فقال والله ما أحب أني في أهلي وأن محمداً شيك بشوكة.
**بعض مناقبه رضي الله عنه**
لما وضعه حجير عند مولاة له يقال لها مارية ليقتله، وحدثت بعد أن أسلمت، فقالت: كان خبيب عندي، حبس في بيتي، فلقد أطلعت عليه يوماً وإن في يده لقطفاً من عنب مثل رأس الرجل يأكل منه، وما أعلم في أرض الله عنباً...