عرض مشاركة واحدة
قديم 01-20-2011, 08:39 AM   #1
( مجلس إدارة المنتدى)
ابونواف الفيفي


الصورة الرمزية ابونواف
ابونواف غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 197
 تاريخ التسجيل :  Jul 2009
 أخر زيارة : 10-28-2024 (07:43 AM)
 المشاركات : 8,931 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Firebrick
افتراضي برالوالـــــــــــــــــدين




بسم الله الرحمن الرحيم

برالوالـــــــــــــــــدين

غير خاف على عاقل حق المنعم، ولا منعم بعد الحق تعالى على العبد كالوالدين،
فقد تحملت الأم بحمله أثقالاً كثيرة،ولقيت وقت وضعه مزعجات مثيرة، وبالغت في
تربيته، وسهرت في مداراته، وأعرضت عن جميع شهواتها،
وقدمته على نفسها في كل حال..
وقد ضم الأب إلىالتسبب في إيجاده محبته بعد وجوده، وشفقته، وتربيته بالكسب له
والإنفاق عليه..
والعاقل يعرف حق المحسن، ويجتهد في مكافأته، وجهل الإنسان بحقوق المنعم من أخس
صفاته، لا سيما إذا أضاف إلى جحد الحق المقابلة بسوءالمنقلب..
وليعلم البار بالوالدين أنه مهما بالغ في برهما لم يفي بشكرهما..
عن زرعة بن إبراهيم، أن رجلاً أتى عمر رضي الله عنه، فقال: إن لي أماً بلغ بها
الكبر، وأنها لا تقضي حاجتها إلا وظهري مطية لها، وأوضئها،وأصرف وجهي عنها،
فهل أديت حقها؟ قال: لا..
قال: أليس قد حملتها علىظهري، وحبست انفي عليها؟ قال: (إنها كانت تصنع ذلك
بك، وهي تتمنى بقاءك،وأنت تتمنى فراقها)..
ورأى عمر - رضي الله عنه - رجلاً يحمل أمه، وقد جعل لها مثل الحوية على ظهره،
يطوف بها حول البيت وهو يقول:.
أَحمِلُ أُمي وَهِيَ الحَمالَة ... تُرضِعُني الدِرَةَ وَالعَلالَة.
فقال عمر: (الآن أكون أدركت أمي، فوليت منها مثل ما وليت أحب إلي من حمر
النعم)..
وقال رجل لعبد الله بن عمر رضي الله عنهما: حملت أمي على رقبتي من خراسان حتى
قضيت بها المناسك، أتراني جزيتها؟ قال: (لا، ولا طلقةمن طلقاتها)..
ويقاس على قرب الوالدين من الولد قرب ذوي الرجل والقرابة. فينبغي ألا يقصر
الإنسان في رعاية حقه..
؟ذكر ما أمر الله به من برالوالدين وصلة الرحم.
قال الله تبارك وتعالى: )وَقَضى رَبُّكَ أَلّاتَعبُدُوا إِلّا إِيّاهُ
وَبِالوَلِدَينِ إِحساناً إِمّا يَبلُغَنَّ عِندَكَ الكِبَرَ أَحَدُهُما أَو
كِلاهُما فَلا تَقُل لَهُما أُفٍّ وَلاتَنهَرهُما وَقُل لَهُما قَولاً
كَريماً وَاِخفِض لَهُما جَناحَ الذُلِّ مِنَ الرَحمَةِ وَقُل رَبِّ
اِرحَمهُما كَما رَبَّياني صَغيراً.. (
قال أبو بكر بن الأنباري: (هذا القضاء ليس من باب الحكم، إنما هو من بابالأمر
والفرض. وأصل القضاء في اللغة: قطع الشيء بإحكام وإتقان..
وقوله: (وَبِالوَلِدَينِ إِحساناً ( هو: البر والإكرام قال ابن عباس: (لا تنفض
ثوبك أمامهما فيصيبهاالغبار)..

فَلا تَقُل لَهُما أُفٍّ ( في معنى أف خمسة أقوال: أحدهما: وسخ الظفر، قاله
الخليل. والثاني: وسخ الأذن،
قاله الأصمعي. والثالث: قلامة الظفر، قاله ثعلب. والرابع: الاحتقار
والاستصغار، من الأفي، والأفي عند العرب: القلة، ذكرهابن الأنباري. والخامس:
ما رفعته من الأرض من عود أو قصبة، حكاهابن
فارس..
وقرأت على شيخنا أبي منصور اللغوي أن معنى الأف: النتن،وأصله نفخك الشيء يسقط
عليك من تراب وغيره، فقيل لكل مايستقل..
وقوله: (وَلا تَنهَرهُما) أي: لا تكلمهما ضجراً صائحاً في وجههما..
وقال عطاء بن أبي رباح: لا تنفض يدك عليهما..
(وَقُل لَهُما قَولاً كَريماً) أي: لطيفاً، أحسن ما تجد. وقال سعيد بن
المسيب: كقول العبد المذنب للسيد الفظ..
(وَاِخفِض لَهُما جَناحَ الذُلّ )ِ، منرحمتك إياهما..
ومن بيان حق الوالدين قوله تعالى: (أَنِ اشَكُر لي وَلِوَالِدَيكَ)..
فقرن شكره بشكرهما..
ذكر ما أمرت به السنة من برالوالدين.
عن معاذ بن جبل، قال: أوصاني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: (لا تعق
والديك وإن أمراك أن تخرج من أهلك ومالك
الله المستعان


 
 توقيع : ابونواف


التعديل الأخير تم بواسطة ابونواف ; 01-20-2011 الساعة 08:53 AM

رد مع اقتباس