01-20-2011, 03:08 PM
|
#1
|
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 1079
|
تاريخ التسجيل : Dec 2010
|
أخر زيارة : 02-18-2011 (06:50 PM)
|
المشاركات :
793 [
+
] |
التقييم : 2147483647
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
زوجات سعوديات بالتقسيط!
«لماذا تدفع أكثر طالما بوسعك أن تدفع أقل»، «ادفع ما بوسعك والباقي بالتقسيط المريح»،..
نجوى عواش – مكة المكرمة
اعتدنا أن نشاهد هذه الإعلانات على واجهات المتاجر التي تريد الترويج لبضاعتها، من خلال جذب أنظار المتفرجين وإغرائهم بالشراء. ويبدو أن الحال نفسه يمكن أن نشاهده في أيامنا هذه على فتياتنا، فلا تستغرب في ظل تزايد معدلات العنوسة وعجز الشباب عن الوفاء بالتزامات الزواج أن تشاهد فتيات حسناوات خلف زجاج العرض في متاجر المملكة بخصومات كبيرة لمن يرغب في الزواج، وتيسيرات كبيرة في طرق السداد.. تعالوا نتعرف إلى آراء فتياتنا وشبابنا حول الزواج بالتقسيط:
«هل غلاء المهور مفخرة للعروس؟»، توجهنا بهذا السؤال المباغت لطالبة جامعية فأجابت: لا، لكنه تأديب لبعض الشباب ولا بد أن أشترط مهرا غاليا لأن الشباب في هذه الأيام لا يعرفون قيمة من لم يتعبوا من أجلها، ولا أقبل التقسيط أبدا بل (الكاش مني) يوم العقد.. لكن ميادة -طالبة ثانوية- كان لها رأي آخر، حيث اشترطت خوف العريس من الله، وقالت: مهورنا من بساطتها لا تحتاج إلى تقسيط أصلا.
إهانة
وعلق أبومحمد قائلا: أزوج ابنتي بلا شيء أفضل عندي من أن أجعلها بضاعة تقسط وننتظر متى يرجعها إن لم يسدد ما عليه من أقساط، فمن وجهة نظره يرى أن الأب الذي يدعي بتقسيط المهر التسهيل في الزواج ومساعدة الشباب في عصرنا الحالي، لا يعي خطورة ما يفعل بابنته الضعيفة التي من الممكن أن تعود إليه في يوم من الأيام نتيجة مطالبتها بحقوقها، أو أنها تعيش طول عمرها في خلافات ومشاكل لا تنتهي بسبب تأخير التسديد، وحدوث هذا شيء طبيعي جدا, فالنفقة للزوجة أحيانا تزيد وتنقص، وربما لا يعطيها أصلا، فكيف بمهرها الذي تشعر أنه حق من حقوقها الذي فرضه الله تعالى لها فقد قال تعالى: «وآتوا النساء صدقاتهن نِحْلة»؛ أي فريضة, وهذا أمر خاطب الله عز وجل به الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام، فكيف بحالنا اليوم؟ فأرى أنه على الولي ضمان حق ابنته ولو بآيةٍ أو خاتمٍ من حديد إن هي قبلت بذلك على أن تجلس معلقة بانتظار أقساطها الشهرية.
وافقه الرأي د. يوسف العارف، مدير إدارة التخطيط والتطوير، بقوله: بناتنا ليست سلعا لنقسطهن، والمرأة مكرمة في ديننا الإسلامي الحنيف ولا تقدر بثمن، والمهر الذي يدفع لها بمثابة هدية مفروضة لها تقديرا ممن تقدم لخطبتها، لتتمتع وتسعد به وليس ثمنا يشتريها به.
وفي حماس شديد أيدت حصة الفكرة قائلة: فكرة سليمة وناجحة تساعد على الحد من العنوسة وتسهل الزواج وتبعد عن الحرام، لكن ضررها هو غياب المصداقية من قبل الشخص المتقدم، وهذا يرجع إلى أمانة الزوج ومدى مصداقيته والتفاهم بين الطرفين، وأنا أقبل بالتقسيط، وأهلي لا يعارضونني فيه، لكن الخوف من المستقبل يظل يحاصرني حتى أستكمل مهري وحقي منه، فإن لم يوف بوعده لأي سبب فسأرضى وأسلم لزوجي لكي لا أصبح مطلقة.
بدورها، تضحك نهاد قائلة: لا أحبذ هذه الفكرة أبدا بأي شكل من الأشكال، وأتخيل نفسي إن فرضت علي الفكرة وبت فيها معلقة فسوف أمنعه من الاقتراب مني، وأقول له: لا أسلم حتى تسلم ما عليك من أقساط.
في الاتجاه ذاته، قالت حبيبة: أرفض هذا الأمر من كل قلبي، لأني عانيت منه كثيرا وأصبحت لا أستطيع أن أطالب زوجي حتى بالنفقة، كما اضطررت لأن أقول لأهلي والناس أنه أكمل مهري وأعطاني أقساطي الباقية لكي أحافظ على بيتي حتى لا يطلقني ويبعدني عن أطفالي، وهذا كان من الأسباب التي جعلته يستبد أكثر ويتجرأ علي، ولا يقدر ما فعلت من أجله وما قدمت من تنازلات في سبيل الحفاظ على سمعته وبيتي.
مساعدة الشباب
أما حسنة فقالت: إذا كنت أحبه فلا أريد مهراً, ومن الطبيعي أن الرجل بعد الزواج يعاني من ضغوط نفسية بسبب الديون، لكن مع وجود الأقساط بدل الديون يكون الأمر أسهل على الزوج، فبدلا من أن يسدد للدائنين يسدد لزوجته، مع أني متأكدة تماما من أنه سيهضم حقها في المصروف، وأنا واثقة بأن الشباب سيفرحون بهذه الفكرة لكي لا يدفعوا.
وافقتها الرأي سحر قائلة: أوافق على هذا الموضوع مراعاة لإمكانيات الشباب، وبذلك نتيح للمتقدم الفرصة، لكن المرأة تشتري أغراضها ومتطلباتها بمهرها، وبالتالي ستضطر أن تدفع من جيبها لكي تصرف على نفسها.
بينما تحكي زينب أنها تزوجت بهذه الطريقة ووعدها زوجها بإعطائها شيئا ما يكون مهرا لها، وكتب بذلك ورقة إثبات، ولما طالبته به بعد الزواج لم يلتزم ورفض، فتقدمت بشكوى ضده للقاضي فطلقها منه.
سأجعله يندم
بينما تؤيد أشجان الفكرة في حالة وتعارضها في حالة أخرى، موضحة: إذا كان الشاب ذا خلق ودين ورجولة في كل شيء، لكن أوضاعه المادية متعسرة فيمكن أن يقسط المهر بحيث يشعر أنه أعطى البنت كامل حقوقها، وأيضا تشعر أنه لم يقصر معها وأخذها بأقل من قيمتها أمام المجتمع بالذات.. أما إذا كان مقتدرا فلماذا يلجأ إلى التقسيط أصلا؟
وتتابع أشجان قائلة: إذا تزوجت بالتقسيط ولم يلتزم زوجي بدفع ما عليه من أقساط فسوف أوسعه ضربا وأجعله يندم على الساعة التي وافق فيها على التقسيط، ولن أقوم بواجبات الزوجة أبدا إذا لم يلتزم بدفع ما عليه من أقساط، فلن أطبخ ولن أغسل ولن ولن.. باختصار سأسود عيشته بالنكد ليلا ونهارا!
تناقض
بينما جاء رأي محمد الزهراني متناقضا في قوله: من المستحيل أن يوجد شاب يرفض هذا العرض، وأنا أتمنى أن أجد الأب الذي يزوجني بالتقسيط, لكن من رابع المستحيلات وجود الأب الذي يريد أن يسعد ابنته ويزوجها بهذه الطريقة، لأنها طريقة الأب الذي يريد المتاجرة بابنته.
أما بدر الشمري فقال: موضوع جميل وحساس، وأتمنى أن يقدر جميع الناس أمور الشباب المساكين في غلاء المهور وكثرة العنوسة؛ لأن واقع المهور هو سبب رئيس في مشكلات الشباب.
وتعترف حنان قائلة: تزوجت بالتقسيط، فأصبح زوجي يذلني قائلا في سخرية: هل أدفع قسط زوجتي أم قسط سيارتي؟ وتابعت: لا أنصحكم أبدا بخوض هذه التجربة.
فيما أوضح المخرج أيمن إبراهيم أن المهر عائق في الزواج، ومن وجهة نظره تقسيط المهور فكرة جيدة، بل مع تأجيل كامل المهر بعد الزواج إن توقفت الزيجة على مبلغ المهر.
أما الإعلامي عبدالعزيز الفهد ومعه الشاعر أسامة عثمان فقالا: كم هي مظلومة المرأة دائما, دعونا نقف معها, ونعطيها حقوقها ولا نهضمها, فقليل جدا من الرجال من سوف يلتزمون بموضوع التقسيط, لذلك لا نحبذ الزواج بهذه الطريقة.
أما الفنانة التشكيلية نورة حنفي فاختصرت رأيها في عبارة واحدة قائلة: ليس للمهر طعم بعد الزواج.
بينما أوضحت الكاتبة والأديبة عالية الشامان أن غلاء المهور من أبرز أسباب ضياع الشباب والشابات في عالم الفساد, فإذا كانت لدينا رغبة صادقة بأن نكون في عالم مليء بالطهر فعلينا أولا القضاء على غلاء المهور, لأن تقسيط المهور ليس حلا.
تبسيط لا تقسيط
إلى ذلك، وصف المهندس الزراعي محمد فاروق الفكرة بأنها جيدة، لكنه أوضح أن القضية ليست تقسيطا، بل تبسيط الأمور، منوها بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم «إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير»، وهذا ما نحن فيه الآن بكل أسف.. وللسبب نفسه رفض كل من إبداع وأحمد ونوال الفكرة، مؤكدين أنها ظلم للمرأة، لافتين إلى كونها إنسانة وليست إلكترونيات تؤخذ بالتقسيط.. واكتفت سعاد بقولها: أحس نفسي بالتقسيط كآلة التنظيف في المنزل!. وهو ما أكدته أيضا د. هتون مطاوع مسؤولة في الإشراف التربوي قائلة: هذا الأمر سيفتح بابا جديدا للمشاكل الأسرية، ولا يتم التسهيل إلا بالتخفيف من المهور وعدم غلائها وليس بالتقسيط، فالعروس ليست سيارات أو أدوات منزلية ليقسطوها، فاتقوا الله فينا يا رجال.
إلى ذلك، أكدت الكاتبة والأكاديمية د. عزيزة المانع أن تقسيط المهور ليس حلا أبدا، مؤكدة أن الرجل غير القادر على تجميع المهر وهو أعزب كيف سيتمكن من فتح بيت بعد ذلك, مشيرة إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم أوصى بالحل قائلا: «يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء», فالصوم هو الحل الأمثل لمن لا يستطيع ماديا الزواج.
بينما قالت الإعلامية أمل محمود إن تقسيط المهور فكرة ممكن تنفيذها، لكنها تدخل بهذه الطريقة في إطار الصفقات التجارية، بينما الزواج مشروع ارتباط إنساني.. صحيح المادة عنصر مساعد في عملية إتمام الزواج، لكنها ليست الأبرز والأقوى لإنجاحه.
سلعة
بدورها قالت ريماس: أنا ضد تقسيط المهور، وأعتبره تقليلا من شأن المرأة، وليت الحكومة نفسها تلزم المأذون الشرعي في كل المناطق بحد معين للمهور.
بينما رحب د. سعود المصيبيح، باحث وأكاديمي إعلامي تربوي، قائلا: حياتنا مليئة بالقروض والتقسيط، فلماذا لا يكون الزواج كذلك؟ لا سيما أنه سيحل مشكلات كثيرة في كثير من المجتمعات الإسلامية.
|
|
|