01-28-2011, 04:16 PM
|
#3
|
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 25
|
تاريخ التسجيل : May 2009
|
أخر زيارة : 07-22-2012 (03:59 AM)
|
المشاركات :
6,599 [
+
] |
التقييم : 388643593
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
رد: تفسير صوره مريم
واذكر في الكتاب إبراهيم إنه كان صديقا نبيا (41) إذ قال لأبيه يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا) (42)
يقول تعالى لنبيه (واذكر) يا محمد في كتاب الله (إبراهيم) خليل الرحمن، فاقصص على هؤلاء المشركين قصصه وقصص أبيه، ( إنه كان صديقا ) يقول: كان من أهل الصدق في حديثه وأخباره ومواعيده لا يكذب، والصديق هو الفعيل من الصدق.
وقوله ( إذ قال لأبيه ) يقول: اذكره حين قال لأبيه ( يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ) يقول: ما تصنع بعبادة الوثن الذي لا يسمع ( ولا يبصر) شيئا(ولا يغني عنك شيئا ) يقول: ولا يدفع عنك ضر شيء، إنما هو صورة مصورة لا تضر ولا تنفع ، يقول ما تصنع بعبادة ما هذه صفته؟ اعبد الذي إذا دعوته سمع دعاءك، وإذا أحيط بك أبصرك فنصرك، وإذا نـزل بك ضر دفع عنك.
( يا أبت إني قد جاءني من العلم ما لم يأتك فاتبعني أهدك صراطا سويا) (43)
يقول تعالى قال إبراهيم لأبيه: يا أبت إني قد آتاني الله من العلم ما لم يؤتك فاتبعني: يقول: فاقبل مني نصيحتي ( أهدك صراطا سويا ) يقول أبصرك هدى الطريق المستوي الذي لا تضل فيه إن لزمته، وهو دين الله الذي لا اعوجاج فيه.
( يا أبت لا تعبد الشيطان إن الشيطان كان للرحمن عصيا) (44)
يقول تعالى ذكره: يا أبت لا تعبد الشيطان إن الشيطان كان لله عاصيا ، والعصي هو ذو العصيان، كما العليم ذو العلم ، وقد قال قوم من أهل العربية: العصي: هو العاصي، والعليم هو العالم، والعريف هو العارف
وقالوا: قال عريفهم وهو يريد: عارفهم، والله أعلم.
( يا أبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان وليا) (45)
يقول: يا أبت إني أعلم انك إن مت على عبادة الشيطان أنه يمسك عذاب من عذاب الله ( فتكون للشيطان وليا ) يقول: تكون له وليا دون الله ويتبرأ الله منك، فتهلك، والخوف في هذا الموضع بمعنى العلم، كما الخشية بمعنى العلم، في قوله فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا .
( قال أراغب أنت عن آلهتي يا إبراهيم لئن لم تنته لأرجمنك واهجرني مليا) (46)
يقول تعالى ذكره: قال أبو إبراهيم لإبراهيم، حين دعاه إبراهيم إلى عبادة الله وترك عبادة الشيطان، والبراءة من الأوثان والأصنام ( أراغب أنت ) يا إبراهيم عن عبادة آلهتي؟(لئن) أنت (لم تنته) عن ذكرها بسوء (لأرجمنك) يقول: لأرجمنك بالكلام، وذلك السب، والقول القبيح.
عن الضحاك يقول في قوله (لأرجمنك) يعني : رجم القول.
وأما قوله ( واهجرني مليا ) فإن أهل التأويل اختلفوا في تأويله، فقال بعضهم: معنى ذلك: واهجرني حينا طويلا ودهرا. ووجهوا معنى الملي إلى الملاوة من الزمان، وهو الطويل منه.
عن الحسن، في قوله ( واهجرني مليا ) قال: زمانا طويلا.
عن سعيد بن جبير ( واهجرني مليا ) قال : دهرا.
عن السدي( واهجرني مليا ) قال: أبدا.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: واهجرني سويا سليما من عقوبتي إياك، ووجهوا معنى الملي إلى قول الناس: فلان ملي بهذا الأمر: إذا كان مضطلعا به غنيا فيه. وكأن معنى الكلام كان عندهم: واهجرني وعرضك وافر من عقوبتي، وجسمك معافى من أذاي.
عن قتادة، قوله ( واهجرني مليا ) قال: سالما.
عن الضحاك يقول في قوله ( واهجرني مليا ) اجتنبني سالما لا يصيبك مني معرة.
قال أبو جعفر: وأولى القولين بتأويل الآية عندي قول من قال: معنى ذلك: واهجرني سويا، سلما من عقوبتي، لأنه عقيب قوله ( لئن لم تنته لأرجمنك ) وذلك وعيد منه له إن لم ينته عن ذكر آلهته بالسوء أن يرجمه بالقول السيئ ، والذي هو أولى بأن يتبع ذلك التقدم إليه بالانتهاء عنه قبل أن تناله العقوبة، فأما الأمر بطول هجره فلا وجه له.
( قال سلام عليك سأستغفر لك ربي إنه كان بي حفيا (47) وأعتزلكم وما تدعون من دون الله وأدعو ربي عسى ألا أكون بدعاء ربي شقيا) (48)
يقول تعالى ذكره: قال إبراهيم لأبيه حين توعده على نصيحته إياه ودعائه إلى الله بالقول السيئ والعقوبة: سلام عليك يا أبت، يقول: أمنة مني لك أن أعاودك فيما كرهت، ولدعائك إلي ما توعدتني عليه بالعقوبة، ولكني ( سأستغفر لك ربي ) يقول: ولكني سأسأل ربي أن يستر عليك ذنوبك بعفوه إياك عن عقوبتك عليها( إنه كان بي حفيا ) يقول: إن ربي عهدته بي لطيفا يجيب دعائي إذا دعوته ، يقال منه: تحفى بي فلان. وقد بينت ذلك بشواهده فيما مضى، بما أغنى عن إعادته هاهنا.
عن ابن عباس، قوله ( إنه كان بي حفيا ) يقول: لطيفا.
قال ابن زيد في قوله ( إنه كان بي حفيا ) قال: إنه كان بي لطيفا، فإن الحفي: اللطيف.
وقوله ( وأعتزلكم وما تدعون من دون الله ) يقول: وأجتنبكم وما تدعون من دون الله من الأوثان والأصنام (وأدعو ربي) يقول: وأدعو ربي، بإخلاص العبادة له، وإفراده بالربوبية ( عسى ألا أكون بدعاء ربي شقيا ) يقول: عسى أن لا أشقى بدعاء ربي، ولكن يجيب دعائي، ويعطيني ما أسأله.
( فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون الله وهبنا له إسحاق ويعقوب وكلا جعلنا نبيا (49) ووهبنا لهم من رحمتنا وجعلنا لهم لسان صدق عليا) (50)
يقول تعالى ذكره: فلما اعتزل إبراهيم قومه وعبادة ما كانوا يعبدون من دون الله من الأوثان آنسنا وحشته من فراقهم، وأبدلناه منهم بمن هو خير منهم وأكرم على الله منهم، فوهبنا له ابنه إسحاق، وابن ابنه يعقوب بن إسحاق ( وكلا جعلنا نبيا ) فوحد، ولم يقل أنبياء، لتوحيد لفظ كل( ووهبنا لهم من رحمتنا ) يقول جل ثناؤه: ورزقنا جميعهم، يعني إبراهيم وإسحاق ويعقوب من رحمتنا، وكان الذي وهب لهم من رحمته، ما بسط لهم في عاجل الدنيا من سعة رزقه، وأغناهم بفضله.
وقوله ( وجعلنا لهم لسان صدق عليا ) يقول تعالى ذكره: ورزقناهم الثناء الحسن، والذكر الجميل من الناس.
عن ابن عباس، قوله ( وجعلنا لهم لسان صدق عليا ) يقول: الثناء الحسن.
وإنما وصف جل ثناؤه اللسان الذي جعل لهم بالعلو، لأن جميع أهل الملل تحسن الثناء عليهم، والعرب تقول: قد جاءني لسان فلان، تعني ثناءه أو ذمه
( واذكر في الكتاب موسى إنه كان مخلصا وكان رسولا نبيا) (51)
يقول تعالى ذكره لنبيه صلى الله عليه وسلم: واذكر يا محمد في كتابنا الذي أنـزلناه إليك موسى بن عمران، واقصص على قومك أنه كان مخلصا.
واختلفت القراء في قراءة ذلك، فقرأته عامة قراء المدينة والبصرة وبعض الكوفيين: (إنه كان مخلصا) بكسر اللام من المخلص، بمعنى: إنه كان يخلص لله العبادة، ويفرده بالألوهية، من غير أن يجعل له فيها شريكا ، وقرأ ذلك عامة قراء أهل الكوفة خلا عاصم ( إنه كان مخلصا ) بفتح اللام من مخلص، بمعنى: إن موسى كان الله قد أخلصه واصطفاه لرسالته، وحمله نبيا مرسلا.
قال أبو جعفر: والصواب من القول في ذلك عندي: أنه كان صلى الله عليه وسلم مخلصا عبادة الله، مخلصا للرسالة والنبوة، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب الصواب.
( وكان رسولا ) يقول: وكان لله رسولا إلى قومه بني إسرائيل، ومن أرسله إليه نبيا.
(وناديناه من جانب الطور الأيمن وقربناه نجيا (52) ووهبنا له من رحمتنا أخاه هارون نبيا) (53)
يقول تعالى ذكره: ونادينا موسى من ناحية الجبل، ويعني بالأيمن : يمين موسى، لأنة الجبل لا يمين له ولا شمال، وإنما ذلك كما يقال: قام عن يمين القبلة وعن شمالها.
عن قتادة في قوله ( من جانب الطور الأيمن ) قال: جانب الجبل الأيمن . وقد بينا معنى الطور واختلاف المختلفين فيه، ودللنا على الصواب من القول فيما مضى بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع.
وقوله ( وقربناه نجيا ) يقول تعالى ذكره: وأدنيناه مناجيا، كما يقال: فلان نديم فلان ومنادمه، وجليس فلان ومجالسه. وذكر أن الله جل ثناؤه أدناه، حتى سمع صريف القلم.
عن ابن عباس ( وقربناه نجيا ) قال: أدني حتى سمع صريف القلم.
عن مجاهد في قوله ( وقربناه نجيا ) قال: بين السماء الرابعة، أو قال: السابعة، وبين العرش سبعون ألف حجاب: حجاب نور، وحجاب ظلمة، وحجاب نور، وحجاب ظلمة; فما زال يقرب موسى حتى كان بينه وبينه حجاب، وسمع صريف القلم قال رب أرني أنظر إليك .
عن قتادة في قوله ( وقربناه نجيا ) قال: نجا بصدقه.
وقوله ( ووهبنا له من رحمتنا أخاه هارون ) يقول: ووهبنا لموسى رحمة منا أخاه هارون (نبيا) يقول أيدناه بنبوته، وأعناه بها.
قال ابن عباس في قوله ( ووهبنا له من رحمتنا أخاه هارون نبيا ) قال: كان هارون أكبر من موسى، ولكن أراد وهب له نبوته.
( واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا )(54)
يقول تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: واذكر يا محمد في الكتاب إسماعيل بن إبراهيم، فاقصص خبره إنه كان لا يكذب وعده، ولا يخلف، ولكنه كان إذا وعد ربه، أو عبدا من عباده وعدا وفى به.
عن عمرو بن الحارث أن سهل بن عقيل، حدثه أن إسماعيل عليه السلام وعد رجلا مكانا أن يأتيه، فجاء ونسي الرجل، فظل به إسماعيل، وبات حتى جاء الرجل من الغد، فقال: ما برحت من هاهنا؟ قال: لا قال: إني نسيت، قال: لم أكن لأبرح حتى تأتي، فبذلك كان صادقا.
( وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة وكان عند ربه مرضيا) (55)
يقول تعالى ذكره: ( وكان يأمر أهله ) بـ إقامة (الصلاة و) إيتاء ( والزكاة وكان عند ربه مرضيا ) عمله، محمودا فيما كلفه ربه، غير مقصر في طاعته.
<!-- / message -->
<!-- stamps hack --><!-- / stamps hack -->
|
|
وديَ ابوْح ب كل ما بخاطريَ مكَنونْ لـ كن .........ظروف الوقت تَلزم سكوتي ! مآ قوى لسآني ينطق سوى ْ : . . ! [ آللهم من آراد بي السوءَ ف شغله في نفسه ]
|