سؤال مهم
أحسن الله إليكم سماحة الوالد يقول السائل : إذا كان هناك رجل مصر على المعصية مثل شرب الخمر أوغيره من المعاصي ، فنصحته أول مرة وأنكرت عليه وهو ما زال على معصيته ، فهل تبرأ الذمة بنصحه في تلك المرة أم لا بد من نصحه في كل مرة ؟
العلامة الفوزان حفظه الله :
لا بد ، لا بد كل ما رأيته على معصية أن تنصحه ،،
ولا تكن مثل بني إسرائيل ينصح أحدهم أخاه عن المعصية ،،
ثم يراه في اليوم الثاني والثالث ويتركه ، ويجالسه ويأكل ويشرب معه ،،
فلما رأى الله ذلك لعنهم (( لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون(78 )كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون(79) المائدة
فلا يسعك إلا أن تنصح دائما ما دمت تشوفهم على المعاصي ما تسكت ، وإذا رأيت أنهم ما يمتثلون لا تجلس معهم إبتعد عنهم إسلم من شرهم . نعم .
أما أنك تخالطهم وتجالسهم وتواكلهم وتشاربهم ، تتركهم تقول أنا نصحتهم أديت ما علي ...لا ما أديت ما عليك كرر النصيحة ما دمت معهم .
عن حذيفة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابا منه ثم تدعونه فلا يستجاب لكم ) رواه الترمذي وقال حديث حسن
الواجب علينا جميعا أن نأمر بالمعروف فإذا رأينا أخا لنا قد قصر في واجب أمرناه به وحذرناه من المخالفة وإذا رأينا أخا لنا قد أتى منكرا نهيناه عنه وحذرناه من ذلك حتى نكون أمة واحدة لأننا إذا تفرقنا وصار كل واحد منا له مشرب حصل بيننا من النزاع والفرقة والاختلاف ما يحصل فإذا اجتمعنا كلنا على الحق حصل لنا الخير والسعادة والفلاح
لكن على الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر أن يلاحظ مسألة مهمة وهي أن يكون قصده بذلك إصلاح أخيه لا الانتقام منه والاستئثار عليه لأنه ربما إذا قصد الانتقام منه والاستئثار عليه يعجب بنفسه وبعلمه ويحقر أخاه وربما يستبعد أن يرحمه الله ويقول هذا بعيد من رحمة الله ثم بعد يحبط عمله كما جاء ذلك في الحديث الذي صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلا قال لرجل آخر مسرف على نفسه والله لا يغفر الله لفلان فقال الله عز وجل من ذا الذي يتألى علي أن لا أغفر لفلان وقد غفرت له وأبطلت عملك فانظر إلى هذا الرجل تكلم بكلمة أوبقت دنياه وآخرته هلك كل عمله وسعيه لأنه حمله إعجابه بنفسه واحتقاره لأخيه واستبعاده رحمه الله على أن يقول هذه المقالة فحصل بذلك أن أوبقت هذه الكلمة دنياه وآخرته
من كلام ابن عثيمين رحمه الله