هذه قصه اثارت اعجابي
فهي تحكي عن العقل قبل القوه
والدهاء قبل الفتوه
اترككم مع كورش
خدعة كورش
هناك قصة مشهورة في التاريخ عند الفرس
وتسمى بـ (خدعة كورش)
وكورش من مشاهير رجالات الحكم عندهم.
فكَّر كورش بالوسيلة التي يستطيع فيها أن يقنع الفُرس بالثورة بأكثر الطرق فاعلية،
فهدته تأمُّلاته إلى اعتماد الخطة التالية التي رأى أنها أفضل ما يلائم غرضه
كتب على صفحة من البرجمنت أن أستياجس قد عيَّنه ليقود الجيش الفارسي.
ثم دعا إلى تجمع للفُرس، وفتح الصفحة بحضورهم، وقرأ عليهم ما كتبه فيها،
ثم أضاف:
(والآن، لديَّ أمر لكم، على كل شخص أن يظهر في الاستعراض ومعه منجل تشذيب..)
فأُطيع الأمر، وتجمَّع الرجال جميعاً ومعهم مناجلهم،
فكان الأمر التالي لكورش
هو أن عليهم قبل انقضاء سحابة النهار أن ينظفوا قطعة معيّنة
من الأرض الوعرة والمليئة بشجيرات شائكة،
مساحتها حوالي ثمانية عشر أو عشرين فرلنغاً مربعاً، فتمَّ له ذلك.
وعندئذ أصدر كورش أمراً آخر
بأن يتجمَّعوا مرة أخرى في اليوم التالي بعد أن يستحمّوا.
وفي تلك الأثناء جمع كورش كل ما كان لأبيه من ماعز وخراف وثيران،
وذبحها استعداداً لإكرام الجيش الفارسي كله في وليمة،
مع أفضل المشروبات وأنواع الخبز التي استطاع الحصول عليها.
وفي اليوم التالي تجمَّع الضيوف،
فطلب منهم الجلوس على العشب وإمتاع أنفسهم بما لذَّ وطاب.
وبعد الوجبة سألهم كورش إن كانوا يفضّلون عمل الأمس أم متعة اليوم،
فأجابوا بأن هناك فرقاً هائلاً
بين تعاسة اليوم السابق ومسرّاتهم الراهنة.
وكان هذا هو الجواب الذي أراده كورش،
فأمسك به،
وانطلق منه ليكشف لهم عما يدور في ذهنه،
فقال:
(يا رجال فارس، أنصتوا إلي:
أطيعوا أوامري، وسوف تتمكنون من التمتع بألف مسرّة كهذه
دون أن تتعبوا أيديكم في عمل حقير مهين؛
ولكن إذا عصيتم، فستكون مهمة الأمس هي النمط
لسلسلة لا تنتهي من المهمات الأخرى
التي سترغمون على أدائها..
خذوا بنصيحتي وفوزوا بحريتكم،
فأنا الرجل المقدَّر له الاضطلاع بتحريركم،
وأعتقد أنكم قادرون على مواجهة الميديين في الحرب
كما في أي شيء آخر، وما أقوله لكم هو الحق،
فلا تتأخروا، وألقوا عنكم نير آستياجس على الفور).
وكان الفرس غاضبين من طول خضوعهم للميديِّين،
وقد وجدوا قائداً في آخر الأمر،
فرحَّبوا بأفق حريتهم ترحيباً حماسياً،
وهكذا استغلّوا الفرصة وثاروا بقيادة كورش ضد الميديِّين،
فنالوا حريتهم.