لو تابعنا قراءة الأية الكريمة الى النهاية
{كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ }آل عمران
110
وهذا تفسير الميسر
أنتم - يا أمة محمد - خير الأمم وأنفع الناس للناس, تأمرون بالمعروف, وهو ما عُرف حسنه شرعًا وعقلا وتنهون عن المنكر, وهو ما عُرف قبحه شرعًا وعقلا وتصدقون بالله تصديقًا جازمًا يؤيده العمل. ولو آمن أهل الكتاب من اليهود والنصارى بمحمد صلى الله عليه وسلم وما جاءهم به من عند الله كما آمنتم, لكان خيرا لهم في الدنيا والآخرة, منهم المؤمنون المصدقون برسالة محمد صلى الله عليه وسلم العاملون بها, وهم قليل, وأكثرهم الخارجون عن دين الله وطاعته.
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه سلم : "المرء مع من أحب" متفق عليه.
هذا الحديث فيه: الحث على قوة محبة الرسل واتباعهم بحسب مراتبهم، والتحذير من محبة ضدهم؛ فإن المحبة دليل على قوة اتصال المحب بمن يحبه، ومناسبته لأخلاقه، واقتدائه به. فهي دليل على وجود ذلك. وهي أيضاً باعثة على ذلك.
لذا تقليد الغرب فقط في الامور التافهة تعني محبتنا اليهم فهذا بدون ادنى شك مخالف للشريعة
وأيضاً من أحب لله تعالى، فإن نفس محبته من أعظم ما يقربه إلى الله؛ فإن الله تعالى شكور، يعطي المتقرب أعظم – بأضعاف مضاعفة – مما بذل. ومن شكره تعالى: أن يلحقه بمن أحب، وإن قصر عمله. قال تعالى: {وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقًا}.
ولهذا قال أنس: "ما فرحنا بشيء فرحنا بقوله صلى الله عليه سلم : "المرء مع من أحب. قال: فأنا أحب رسول الله صلى الله عليه سلم ، وأبا بكر، وعمر، فأرجو أن أكون معهم".
وقال تعالى: {جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ} وقال سبحانه: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ}. وهذا مشاهد مجرب إذا أحب العبد أهل الخير رأيته منضماً إليهم، حريصاً على أن يكون مثلهم. وإذا أحب أهل الشر انضم إليهم، وعمل بأعمالهم.
لذا اقول حبنا للغرب و تقليدنا غير المفيد لهم يعني تقليدنا للشر و انضمامنا اليهم
اسباب التقليد
1- ضعف الأيمان بالله .
2- المجتمعات الغير منظمة .
3- الأسرة .
4- التخلف الثقافي .
5- قلة المعلومات العامة .
6- المشاكل النفسية .
7- التعصب في تفسيرات الشريعة الأسلامية .
8 - عوامل خارجيه مثل :
* الحروب المستمرة
* الأحتلالات المستمرة .
* الوسائل المرئية (الفضائيات)
* يسعى لها الكارهين لهذا الدين الرائع .
*التحذير من التشبه والتقليد الأعمى :
روى البخاري ومسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( خالفوا المشركين حفوا الشارب ، واعفوا عن اللحى )) ، وفي رواية لمسلم (( جزوا الشارب ، وأرخوا اللحى ، وخالفوا المجوس )) .
وروى الترمذي عنه عليه الصلاة والسلام : (( ليس منا من تشبه بغيرنا ؛ لا تشبهوا باليهود ولا بالنصارى ))
وفي رواية لأبي داود : (( من تشبه بقوم فهو منهم )) .
وروى الترمذي عنه عليه الصلاة والسلام : (( لايكن أحدكم إمعةً يقول : أنا مع الناس ، إن أحسن الناس أحسنت ، و إن أساءوا أسأت ، ولكن وطنوا أنفسكم أن أحسن الناس أن تحسنوا ، وان أساءوا أن تجتنبوا إساءتهم )) .
وفي الختام أدعو الله أن يحفظ لنا ديننا
وأن يصلح شبابنا
منقول