بسم الله الرحمن الرحيم
اعذروني باطيل عليكم في حديثي نظرا لما احمل من اخبار عن محافظة الريث
قد القي بها في بئر النسيان

طرح الباحث هادي ابو عامرية ملخصا لما اعتقد انه «كشف» جديد لاثار حضارية في منطقة جيزان وتحديدا في جبل القهر ورأى بالمقابل في هذا الكشف قيمة علمية كبيرة وهو ما اشتغل عليه طوال عام كامل. وتوجد في المنطقة «نقوش» بخاصة في «آل ساعي» وال «وبران» و «المصاغرة» وغيرها «من المواقع الاثرية» وفي وادي «اتران» وكل تلك المواقع تقع في جبل «القهر» ويناشد «ابو عامرية» المسؤولين بالمحافظة على هذه الاثار التاريخية والحضارية. يتحدث ابو عامرية في البدء قائلا: حين يتعايش الانسان مع حضارة موغلة في القدم لمدة من الزمن تصبح تلك الحضارة له عشقا وهاجسا حتى لكأن اصحابها يسيرون امام ناظريه في غدوهم ورواحهم ولربما انسلخ هذا الشخص من زمنه وناسه شيئا يسيرا الى ناس تلك الحضارة وزمنهم ولقد لحق بي هذا العشق والوله صدفة.
وعن قصته مع الاثار قال الباحث ابو عامريه بدأت منذ زمن بعيد حيث كنت اقوم ببحوث في اشجار البراري في جبل القهر هذا بعد ان فرغت من اشجار سهل تهامة.
وقد لفتت نظري تكوينات جبل القهر والروايات عنه، التي يغلب على كثير منها الخيال الاسطوري، ولكني تتبعت ما ارشدني اليه عقلي، ولم التفت للروايات والاساطير.
ومما لفت نظري نحوتات الجبل، فمعظم اجزاء جبل القهر منحوته بشكل هندسي مراد، اي انها نحوتات ليست بعوامل التعرية لذلك غلب على ظني ان ذلك من فعل ثمود وانهم سكنوا هذا الجبل لا وادي القرى، فتركت دراسة الاشجار، واخذت اتتبع اثار الجبل وقيض الله لي شابين محبين، يحيى معيض الشمراني، وشعبان وداوي الريثي اذكرهما هنا من قبيل العرفان، فقد ارهقتهما معي في الرحلات داخل الجبل لتتبع الاثار، ووجدت لدى قبائل الريث ما يوافق رأيي ان جبل القهر كان دار اصحاب الناقة، واول اثر زرته الاكمة التي خرجت منه الناقة وقد عرضت «عكاظ» مؤخرا صورة اثر الناقة وهي تغادر الاكمة التي تمخضت عنها باذن ربها كمعجزة لصالح عليه السلام، واحيل القارئ الى منتديات عسير قسم التاريخ، موضوع الذين جابوا الصــخر بالـواد، بواسطة الرابــط
www.asir1.com سوف يجد فيه الصور التي اشير اليها في هذا المقال هذه الاكمة مجوفة كأنها قوس، ولايمكن تفسير تجويفها بغير احد امرين اما ان تكون خرجت منها ناقة نبي الله صالح والاثر الذي في القاع اثر اخفافها او انه اخترقها صاروخ قبل سبعة الاف سنة وامل ممن يزور جبل القهر عالما كان او جاهلا، ان يقول لنا كيف حدث ذلك التجويف في تلك الاكمة ويعطينا حق الرد عليه، لان كلمة علم اصبحت لها قداسة تمنع الناس من اعمال عقولهم كما قال واضاف:
قبل هذه الاكمة صخرة مطبوع عليها تسعة اكف، وتحتها قبران فيهما تسع رمم بشرية واحدة منها لغلام، والاكف منها كف لغلام وهذا العدد يوافق ما ورد في القرآن عن الذين يفسدون في مدينة ثمود والمؤرخون يذكرون ان منهم غلاما، هو احيمر ثمود عاقر الناقة اهذا محض توافق ام انهم حقا من بيتوا قتل نبي الله صالح والاغرب من هذا ان بين هذه الاكف والاكمة انفة الذكر، صورة حيوان يخرج من الصخر، يشبه الناقة، وليس في جزيرة العرب اسطورة لحيوان تمخضت عنه صخرة الا ناقة نبي الله صالح وعجائب جبل القهر واثاره لاتحصى فلقد وجدت فيه لوحات تعبر عن حياة اصحابها منها ما يعبر عن معارك ومنها ما يعبر عن مصارع اغيلمة ومن اللوحات التي تعبر عن حياة تلك الامة لوحة سميتها الراعي تحمل هذه اللوحة في بحثي رقم 50 اما صورة الناقة فرقمها 84.
والنحوت في جبل القهر تحتاج الى مقال مستقل لان لها غايات واهداف يجدها القارئ مبسوطة في بحثي المشار اليه ومن عجائب هذا الجبل وجود اشجار عنب وبن وموز لاتزال طرية كما كانت قبل معرفة الانسان بالزراعة.

مناشدة المسؤولين
وحول بداية مناشدته للمسؤولين بضرورة حماية هذه الاثار والمحافظة عليها يقول ابو عامرية هنا تقدمت لصاحب السمو الملكي الامير محمد بن ناصر بتاريخ 22/5/1425هـ بخطاب اطالب فيه بحماية هذه الاثار والاهتمام باشجار الفاكهة التي لاتزال فطرية في جبل القهر.
ووجدت من الامير ما يثلج الصدر ليتني وجدت عشر حماسة ووعي سموه لدى الاخرين لقد امر حفظه الله بتوجيه خطابات الى فرع وزارة الزراعة والى الاثار والمتاحف والى السياحة بضرورة الوقوف على ما ورد في بحثي والرفع اليه وبرغم ذلك كانت لي مكاتبات ومهاتفات مع تلك الجهات انفة الذكر لتنفيذ توجيهات سموه وقد تنفست الصعداء بعد عامين حين قرأت خبرا عن زيارة وفد علمي مكلف من وكيل وزارة التربية والتعليم للاثار والمتاحف بزيارة جبل القهر وخلص ابو عامرية للتأكيد انه مكتشف تلك الاثار بدلالاته المكاتبات التي وجهها الى المعنيين حول ذلك في حينه.