بريطاني يحتفظ بأصابع ضحايا طالبان كجوائز حرب
08-13-2011 01:53 PM
عاجل (لندن)-
فجعت الأوساط البريطانية الحكومية بفضيحة جديدة لجيشها المتواجد في إفغانستان بحسب ما جاء في تحقيق صحفي نشرته صحيفة "الدايلي ميل" البريطانية وسط الأسبوع، أكدت فيه بأن أحد جنود الكتيبة الخامسة للفوج الملكي الأسكتلندي، والتي يطلق عليها أيضا كتيبة "ارخيل" و "فايف سكوتس"، قد قام بقطع أصابع القتلى الأفغان كجوائز حرب آبان الجولة الأخيرة التي خدمتها كتيبته في مقاطعة هيلماند والتي أنتهت في شهر أبريل الماضي .
وبحسب الصحيفة فإن وزير الدفاع البريطاني كلف نخبة لجنة التحقيقات الخاصة في الجيش البريطاني بالتحقيق في الأمر بصورة عاجلة والإيفاد بتقرير يوضح كافة ملابسات تلك الإدعاءات .
وكانت الكتيبة الخامسة قد بدأت جولتها في الأراضي الأفغانية في سبتمبر 2010 وحتى أبريل الماضي، وأكد مصدر للصحيفة البريطانية بأن الخبر قد صدم كافة منسوبي الكتيبة على حد قوله حيث بدى التكتم على أفرادها واضحاً بعد تسريبه للإعلام البريطاني
وفي بريطانيا أحدثت الواقعة جلبة قوية في أوساط الحكومة البريطانية وكذا الحال بين القوى السياسية هناك حيث طالب حيث طالب زعيم الليبراليين الأحرار الأسكتلندي ويلي ريني بتحرك سريع من قبل الحكومة للتحقيق والبحث في هذه الإدعاءات مطالباً والتأكد ما إذا كانت هذه الإتهامات التي وصفها "بالأفعال المقززة" قد كانت نتيجة الضغط النفسي الذي يتعرض لها الجنود ومحاولة معالجة الأمر قبل تفشيه في بقية الجنود .
من جهته أكد العقيد كليف ويذر والذي يترأس مهام الكتيبة بأن تلك الإدعاءات قد أصابته "بحيرة شديدة" مشدداً على أن كافة تدريبات الجنود تشدد على إحترام موتى العدو مؤكداً أنه من المخزي والحماقة التمثيل بجثث الموتى للمحليين في البلد لأن من شأن ذلك أن يؤجج مشاعر الكراهية والحقد تجاههم من قبل المواطنين الأفغان .
يأتي هذا الخبر بعد شهر واحد من صدور أخبار تؤكد صرف تعويضات مالية لأقارب ضحايا عراقيين تعرضوا للقتل ولسوء المعاملة من قبل الجيش البريطاني خلال الإحتلال البريطاني الأمريكي للأراضي العراقية في العام 2003 .
وكانت محكمة حقوق الإنسان الأوروبية قد أصدرت حكماً في يوليو الماضي بأن الجنود البريطانيين المتهمين خلال الحرب العراقية كانوا محكومين بإتفاقية حقوق الإنسان الأوروبية.
وكانت القضايا التي أطلعت عليها المحكمة مثقلة بإتهامات جرائم الحرب خلال الفترة ما بين مايوم 2003 وحتى يونيو 2004 .
وينتظر البت في هذه لائحة القضايا الطويلة خلال الفترة القادمة وتتضمن قيام الجيش البريطاني بقتل وإصابة ثلاثة مدنيين بجروح خطيرة. إضافة إلى مقتل مدني أثناء تبادل لإطلاق النار بين الجيش وعدد من المسلحين في خطوة ترى المحكمة بأنها أتسمت بالإهمال والإستهانة بحياة المارة من المدنيين وقت الحادث. والقضية الخامسة تتعلق بقيام الجيش بالضرب المبرح لأحد الأسرى ورميه بعد ذلك في أحد الأنهار وبحكم عدم قدرته على السباحة توفي غرقاً تحت أنظار الجنود. أما القضية السابعة والتي حام حولها جدل إعلامي كبير حينذاك فضحيتها هو بهاء موسى الذي أعتقل مع تسعة مدنيين أخرين من مقر عمله في أحد الفنادق حيث كان يعمل كموظف إستقبال على أيدي الكتيبة الأولى البريطانية "فوج لانكشاير الملكي" ليتعرض لأنواع التنكيل والضرب على أيدي المحققين ويقتل نتيجة الإختناق بعد إعتقاله بيومين مع وجود أكثر من 93 أثر لإصابات مختلفة في أنحاء جسمه. أما القضية السابعة فتتعلق بالبريطاني من أصل عراقي هلال عبدالرزاق والذي أعتقل في أكتوبر 2004 بتهمة التورط في أعمال إرهابية على يد قوات مختلطة من الأمريكان والبريطانيين وبرفقتهم فرقة من الحرس الوطني العراقي حيث أودع داخل معتقل بريطاني بمدينة البصرة وأطلق سراحه بعدها بثلاث سنوات دون إتهام أو ملاحظة من قبل القوات البريطانية. الجدير بالذكر أن محكمة حقوق الإنسان قد أصدرت أمراً بتعويض السيد هلال مبلغ 35،5 ألف دولار أمريكي نتيجة الأضرار التي لحقت به أثناء الأسر إضافة إلى مبلغ 57 ألفا أخرى لقاء النفقات والتكاليف.