وردة ندية يموج بأوراقها ندى الفجر .. و ذوبان الثلج ..
كيف لا وللوردة البيضاء سحر على النفوس الانسانية ..
صافية .. عذراء بمئزرها الابيض الفاتن ..
ورائحتها المنعشة الزكية .. وتعبّدها في محراب الجمال والفتنة ....
وللورود لغات تحاكي شروق الشمس والغروب ..
ورود إختالت فيها انوار الشمس والاشعة الصفراء ..
داعبت براعماً طفولية وتزاوجت مع سنابل القمح الذهبية ..
تزهو وتنمو في الحقول وعلى الطرقات ...
وللورود لغات تحاكي الخجل في عيونٍ عذراء ..
فزهر البنفسج كفتاة خجلة في ليلة زفافها .. متأججة بالانوثة ..
فاتنة العطر .. متكوّرة الاوراق .. تتمايل بخفة .. برقة ..
بعذوبة .. بخجل .. وتعانق أوراقها معانقة العصافير ..
وللورود لغات تحاكي ابجدية الحروف وقوافي الاشعار ..
تحت مئزر كل وردة .. قلب نابض بالمحبة ..
مُلهِم لكل شاعر بوحي الخيال والجمال ..
وللورود لغات تعجز عنها كلمات الاعتذار والاسف ..
باقة من الورود الملونة تتشابك تتعانق تتهامس
تتراقص تتهادى وتُعلن بجمالها .. بصمتها ..
بروعتها .. برائحتها .. تُعلن فتح صفحة جديدة خالية من الاخطاء والاغلاط ..
وللورود لغات خاصة تُشفي المريض والعليل ..
تلك اللغة تجتمع في ورود متناثرة الالوان ..
متجانسة الجمال .. متمازجة العطور ..
وترنو من قلب كل مريض معلنة أنها الدواء الشافي للصدور والقلوب .
تلك هي الورود .. ورود لها تعابيرها السحرية الخاصة ..
تسمو بعذوبتها وفتنتها ومقاصدها .. تلك هي دوحة الورود ..
ارض الورود .. جنة الورود .. مجرّة الورود ..
التي لم ولن يستطيع أيُ انسان ان ينوب عنها في لغة القلوب والتعابير ..
فالورود تختصر المسافات وتختصر الاوقات .. وتعلن برقتها أجمل اللحظات ..
ذكرياتنا مليئة بمئات والالاف الورود .. وما زالت حواسنا الخمسة تذكّرنا
بجمالها ورونقها ورائحتها.
حقاً إن للورود عالم خيالي وسحري لا يستطيع إختراقه الانسان ..
الوردة عمرها قصير جداً .. ولكن بذكائها تمكّنت من نثر الحب والمودة والسماح في
قلوبنا قبل ان تُعلن بأنها راحلة ..
فهل أنتم معي أن للورود لغة سحرية يصعب على الانسان تقليدها