لا تأخذ من المكان إلا الذكريات الجميلة و لا تترك إلا آثار أقدامك … مقولة جميلة تذكرتها وأنا أستعرض ألبوم صور يحمل في طياته أحداثاً كثيرة .. و نماذج متنوعة قد تكون في حياة أي رحال … نماذج مليئة بالجمال والأنس والراحة … وكذا بالحزن والمواقف الصعبة والدروس التي يتعلمها كل من عشق هذه الهواية … أسترجع هذه الخواطر والمواقف وأنا أبحر مع عدستي وهي تهمس لي مواصلة مشوارها في : …
{ بسم الله الرحمن الرحيم }
لا تأخذ من المكان إلا الذكريات الجميلة و لا تترك إلا آثار أقدامك … مقولة جميلة تذكرتها وأنا أستعرض ألبوم صور يحمل في طياته أحداثاً كثيرة .. و نماذج متنوعة قد تكون في حياة أي رحال … نماذج مليئة بالجمال والأنس والراحة … وكذا بالحزن والمواقف الصعبة والدروس التي يتعلمها كل من عشق هذه الهواية … أسترجع هذه الخواطر والمواقف وأنا أبحر مع عدستي وهي تهمس لي مواصلة مشوارها في :
بوح العدسة (2)
16
عالم مليء بالنشاط والحيوية .. صاخب في حركته و أصواته … وإن بدا صامتاً في العدسة حيث لا حركة تبدو منه أو إشارة … ولكن هي كنسيم يسبق ريح .. و كموج يسبق إعصار .. و كاقتناص يسبقه :
نظرة
17
ما زالت الورود تبهر العدسة بألوانها الزاهية … ومنظرها الجميل الذي وهبها الخالق سبحانه … لذا لا تفتأ تأخذ لها صوراً أينما وجدتها فما هي إلا :
إبهار بَصر
18
إنسان بسيط يكدح طول نهاره في سبيل تحصيل قوته … انهمك في عمله آخر النهار الذي تميز بسحب متناثرة في السماء … ولا يشعر بالوقت الذي يمضي سريعاً … ولكن الليل أقبل بظلامه وهدوءه … يرفع رأسه ناحية المغرب لتقع عينه على منظر جميل … منظر غروب آسر أعلن وقف العمل المضني منذ الصباح … وليبقى عالمه الصغير ومحيطه حتى الغد في :
سكون
19
منطقة أخذت بلباب الكثيرين قبل أن تسحرني بجمالها الموسمي … يحزنني إن تذكرت أياماً مضت بدون عدستي الحبيبة وأنا أتجول في أرجائها … رحمة الله عمتها أعواماً عدة فأصبحت جنة غناء في تلك المواسم … كان لقائي الأول بها عام 1416 هـ وما زالت صورتها تدور في خلدي وهي تتبختر بحلتها الخضراء الزاهية المنقوشة بالورود والأزهار المتنوعة … وتكررت تلك المناظر عاماً بعد عام … منطقة يكفيها فخراً إن ضمت بين جنباتها اسما مثل : خريم .. التنهاة .. الخفس وغيرها … هي منطقة :
العرمة
20
لا يكفيها إن بقيت في الأرض لاصقة … أو ترضى برقعة أرض وإن كانت لمسافة ممتدة … بل تأبى إلا أن يكون لها وقفة اعتبار … و عنان السماء هو أحد مآربها … وجمال أخاذ مطلب ثان مهم … يمر المرء من بعيد فلا يجد بداً من النظر إليها والتمتع بجمالها … و يلهج لسانه بذكر مولاه لما يراه من حسن أعطاه … هي مثال للجمال وكذا عنوان :
شموخ
الشاعر النبطي يقول :
تدفعني أشواقي ويرهبني البوح … ما غير ألمح له عن الحال تلميح
لكن العدسة لها شأن آخر … فالبوح أحد صفاتها … ولن تكون ممن تدور الصور في خلدها وتبقى حبيسةً داخلها … تريد لصوتها أن يصل لأقصى المعمورة … وتصيح بأعلى صوتها بأنه كان لها ماض جميل وكذا حاضر مشرق ترجو له التوفيق والسداد … لذا تخبر بأن البوح مستمر … فحي هلاً بكم مع عدستي في :
بوح العدسة (2)
21
في منطقة ظفار في عمان التي تحوي مدينة صلالة و هي أكبر مدنها … يوجد العديد من العيون التي تنبع طوال العام … عين صحلنوت أحدها وتتميز باتساع منبعها و المكان الكبير التي تتجمع فيها المياه و بعد قعرها … منظر جميل عندما تراها من مرتفع قريب منها … فعنوان الصورة ستكون بالتأكيد :
صفاء
22
منطقة في بلادنا كسائر المناطق في سكانها ومبانيها .. ولكنها ليست كالبقية في تكوين أرضها وجبالها … بل التميز والجمال أحد صفاتها … جبالها الكثيرة جداً والتي تكون بحجم محدود ومتفرقة عن بعضها البعض … مما أعطاها بأمر الله تكوينات عجيبة وجميلة … ويسبح خيالك برؤيتها … وتنبهر عيناك بمشاهدتها … هي بحق أحد المناطق التي تستحق الزيارة بل تستحق تكرار الزيارة … هي منطقة :
العلا
23
نجد أرض تتعطش للقطر يروي ظمأها الدائم و به حياتها … وبأمره سبحانه وفضله تنبت الأرض وتخرج من كنوزها بعد نزول القطر والرحمة … تظهر النباتات الربيعية المتنوعة … ومنها الكمأة والفطر الشهير بالعرجون … العرجون له جمهور محب وقد يذهب المسافات الطويلة بحثاً عنه … فله طعم مميز عندهم و يتفننون بإعداده …
عرجون
24
ما أجمل أن ترتوي الأرض بمياه الأمطار … فيصبح لها منظر مغاير لما كانت عليه من جدب وجفاف … ويتبين هذا أكثر في الأراضي الرملية المنبسطة … ويكون الواقع أجمل بكثير إن جادت الأرض و ربت فأنبتت … أرض مرت بها العدسة وكانت لوحة بديعة فالمطر روى أرضها والنبت اصطف على سفحها وزهور جميلة يكفي أن يذكر اسمها :
خزامى
25
شبه البعض الحب به .. فقاعدته أوسع ما فيه ثم كلما علوت في درجاته تقلص وتفرد حتى يصير في النهاية إلى قمة حب متفرد وهو حب الواحد الأحد سبحانه وتعالى … محدودة البعد النظري … وكلما ارتقينا فيهما امتد البصر أبعد .. وغطى مساحة أكبر … وبدت المناظر أبهج وأوقع … فينعكس ذلك على النفس راحةً وبهجة وسعادة … وليس في التضاريس الطبيعية الكونية ما يضارع الجبال رُسوَّاً … فكل ما في الكون مسخر للإنسان حتى الجماد ولذا لا تعجب لقول النبي صلى الله عليه وسلم : أُحد جبل يحبنا ونحبه … وكذا الحيوان في الجملة … وأيضاً النبات … كل ذلك ميسر لما خلق له … وموظف في شأن من شؤون الكون والخلق حسب التقدير والتدبير الإلهي العظيم … فتبارك الله أحسن الخالقين … و كل ذلك أيضاً مرتبط مع الكون … والإنسان خاصة … بقاعدة الحب … مبدأ ومنتهًى … إنه مصطلح :
الهرمية
هزني مرأى خلية .. صاغها رب البرية ..
عظمت أعجوبة الخلق لذي العلم قضية ..
عالم يبني حياةً .. عظمتها البشرية ..
وردة تختال حسناً .. زهرة رفت شذية ..
صاغها الله ثماراً .. تستبي الذوق جلية ..
بلبلاً يشدو بغصن .. بث أنغاماً شجية ..
سمكاً قد جاد منه .. البحر خيرات طرية ..
من رأى منكم خلية .. ودرى صنع الخلية ..
يعبد الله بقلب .. جاءه العلم أتيه ..
يتقي الله فيحظى .. بجنان سرمدية ..
كلمات ترددت فأعطت للعدسة أفقاً أوسع … التفكر في ما حولنا من أشياء وما نراه في أنحاء المعمورة مطلب وأمر جميل يبث في الروح إيماناً وراحة نفسية … عدستي بعد وقفة يسيرة عاودت نشاطها و أخذت ذاكرتها في الإبحار في فضاء أرحب ليضم في ألبومها لقطات أشمل … علها تلحق بالركب وتعطي رأيها في ما تملكه بلادنا من ثروات ما زالت تحت الظل … فحي هلاً بكم في :
بوح العدسة (2)
26
حباها الله جمالاً وطبيعة متميزة … و يتفاوت هذا بحسب الأعوام وما فيها من خيرات ربانية … مجرد الوصول إليها يعتبر من المغامرة و الاستكشاف … فالطرق الملتوية الصاعدة والهابطة في الأودية في عقبات صغيرة كثيرة … والأودية الكبيرة المليئة بالأشجار الكبيرة المتنوعة … والمياه الجارية الدائمة في أنحائها … هي ما ستشاهده بكل تأكيد … منطقة الجنوب بجبالها العديدة والتي تتميز بعضها عن بعض … وللأسف ما زالت تحت الظل ولم تُعطى حقها بعد في الكتابة والصور التوضيحية و المعلومات … ومن جبالها الجميلة جبل :
خاشر
27
عدستي في بوحها الجميل أخذ بها الفكر نحو أرجاء المعمورة … وفي نواحي بلادنا الفسيحة … ولا ضير يا عدستي ما دمت تمخرين عباب الحياة وشراعك لامس أم الغيث فنزل العطاء بين بوح و ولقطة … و سديم النهار يصب دموعاً على خدود الحفيف لكنها دموع تُركنُ على الرفوف القديمة … عبرت البر والبحر … وتجولت في السهل والجبل … ثم انطلقت في شعاع ضوء نحو الساحل الغربي الجميل … لتسير بقدمين حافيتين على رمل أبيض ناعم … ثم تغمس أناملها في مياهها الرقراقة وتصنع تموجات عدة … لتمضي نحو الشمال في شرود لتصل لمدينة أم لج الرائعة بشواطئها النظيفة وجزرها العديدة … ليكون آخر مطافها هنا رسواً في أحد معالمها و على شاطئ :
جزيرة
28
لحظة غروب الشمس والفكر محتاس .. في بحر دنيا كلها للفنايا
قمت أتخيل وأطلب الشعر هوجاس .. في مجلسي وأعطي كل المنايا
مشاعر فاضت عند هذه اللحظة فباحت وقالت : نظرت إلى جهة المغيب .. و إلى ملامحي المتغيرة وقد انطوى صدري على سرى يلهج بالدعاء والشمس تسقط في وعاء وقد اصطبغ الشفق بحمرة … وأدركت ماهيتي … في لحظة فريدة لحظة توقف عندها الزمن … اعتقدت فيها الشمس توقفت عن المسير ورأيت جمعاً يمضى للمصير الذي هو قد مضى في علم الغيوب … أدركت أن هناك في اللازمن نقطة أبدية نقطة التقاء الماضي بالآتي عندها تتوقف عقارب كل الساعات نقطة مغيب الشمس تتوقف لحظة عندها تتوقف الأذهان عن التفكير وتدرك ماهية ذاتك وتتساءل … إلى أين تمضى الشمس ؟ أما من :
نهاية !
29
في الكثير من المرات والتي جلست فيها أتذكر اللحظة التي تمنيت أني لم أتذكر منها ولو جزء من الثانية والتي تقود إلى مزيد من المعاناة نحو ألف ساعة حزن وبكاء …
فالألم والدماء عناوين تقود إلى القسوة … فالناظر إلى الطبيعة البشرية يجد فيها القارئ و المتفحص في شؤون وأحوال البشر … إن إمكانية القياس بمعادلة توازن القوى أو بروز طرف ينفرد بقوته على الآخرين … فلقد أصبح العالم بما أعتاد الكثيرون على تسميته بالغابة … حياة البشر تشكل طبيعة العلاقات مثل ما يوجد من صراع بين البشر … وسيبقى الخير موجوداً والشر موجوداً والصراع على البقاء سمة رئيسية لإبراز من سيقود في النهاية … وما هي إلا سمة صراع البقاء وطبيعة البشر والرابط بينهما مجرد :
انعكاس
30
مع تفرد الجبل … وظل الغمام … وبهاء القمر وسطوع الشمس … عاشت العدسة بروعة المنظر وتحفة المشهد بين أحضان النسيم و شذرات السحر … في أحضان الطبيعة الساحرة والمعالم الباهرة … في نواحي العلا وجبالها ذات التكوين الأخاذ … و ليس للسان حينها سوى أن يلهج بالتسبيح والتهليل … وليس للفكر سوى أن يسبح في خياله متفكراً بمخلوقات الله وروائعه … و ليكن فكرك ولسانك وإحساسك حينها في :
شموخ
بانتظار آرائكم وتعليقاتكم وتوجيهاتكم … مع الشكر الجزيل لكم على تفضلكم بالزيارة والاطلاع والمتابعة …
أجمل وأرق تحية من أخوكم :
تقبلووووووووا تحياتي
منقوووووووول