سيدتي ..
يا قطرةَ عطرٍ مسكوبِ
في نهرِ دماءِ المغلوبِ
سيدتي..
يا وهم العشقْ
يا لحنَ الوسوسةِ الأولى
يا نزوةَ شرٍ ملعونةْ
يا ريح العصفِ المجنونةْ
يا كلَّ الشعرْ..
سيدتي..
من أجلك أكتب أشعاري
كل الأشعارْ
من أجل سمائكِ سيدتي
أزرع في كفِّيْ
أقماري
أسقيها من نهري الجاري
بعض الأفكارْ
أسقيها الماء لكي تنمو
أو بعض النارْ
كي تغدو مثلكِ سيدتي
كالنسمةِ في وقتِ الفجرِ
أو كالإعصارْ
....
سيدتي...
شطآن الغيمةِ مرصوفةْ
و عيون المنطقِ مكفوفةْ
والحاسد آذانٌ تصغي
والحبرُ يموجُ بأوراقي
والليل يهمُّ بإغراقي
وأراكِ هنالكَ سيدتي
لوناً يترنح في اللوحةْ
ألحاناً كَلمَى
مبحوحةْ
مابالُ يديكِ أسيدتي ؟
ما عادت تنشر آلامي
ما عادت تقتلُ أحلامي
ما عادت تتقنُ تعذيبي
ما بال جفونك سيدتي ؟
ما عادت تشبعُ رغبتها
بإراقة قلبي المصلوبِ
في كأس من طين الفتنةْ
يصنعه الكُحلُ
وبعضُ رموشٍ زائفةٍ !!
بعضُ ( المكياجْ )!!
...
سيدتي..
إني أحتاجْ ..
أن أغدو جرحاً لا يُشفى
أن أغدو حزنا لا يُنسى
أن أغدو قهراً مغروساً بين الأضلاعْ
أن أغدو سفرا للبؤسِ
في وجهه سطر مكتوبٌ
بالحبرالأسودِ
بالقارِ
( يهدى للناس وليس يباع )!!
سيدتي ...
إني أحتاجك ظالمةً
لأكونَ بسجنكِ مظلموما
كي أكتبْ..
كي أسمعَ رقصة أضلاعي
كي أبصرَ مارد أوجاعي
كي أشرب كأسَ الإذلالِ
كي ألمس جرح الأغلالِ
كي أشعرْ!!
إني أحتاجك
سيدتي
.............
أبو العليين
28/ 7/ 1430