كما أن سلامة القلب سبب لزياد الأجر و لو كان العمل قليل
عن سفيان بن دينارقال : قلت لأبي بشير وكان من أصحاب علي : أخبرني عن أعمال من كان قبلنا ؟
قال : كانوا يعملون يسيرا ويؤجرون كثيرا . قلت :ولم ذاك ؟ قال : لسلامة صدورهم .
و سلامة الصدر صفة أهل الجنة الذين هم خير أهل ومعشر
قال تعالى: ( يوم لاينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سَلِيمٍ)
الأسباب المعينة على سلامة الصدر
1- الدعاء
أدعو الله بصدق وإلحاح أدعو الله أن يرزقك قلبا سليم محب للآخرين
فان من دعاء النبي اللهم إني أسالك قلب سليم
فاجعل هذا الدعاء ميزنك في ركوعك وسجودك وردد دائما ربنا اغفر لنا ولإخواننا
الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غل للذين ءامنوا
2- رضا العبد بما قسمه الله تعالى له
قال ابن القيم رحمه الله تعالى : (إن الرضى يفتح له باب السلامة فيجعل قلبه سليما نقيا
من الغش والدغل والغل ولا ينجو من عذاب الله إلا من أتى الله بقلب سليم
كذلك وتستحيل سلامة القلب مع السخط وعدم الرضى وكلما كان العبد أشد رضى
كان قلبه أسلم فالخبث والدغل والغش: قرين السخط وسلامة القلب وبره ونصحه: قرين الرضى
وكذلك الحسد: هو من ثمرات السخط وسلامة القلب منه من ثمرات الرضى)
3- احذر الغفلة عن القلب وراقبه مراقبه جيده واعلم إن تنقية القلب من الغل والحقد
يحتاج إلى ترويض النفس وطول مجاهده ومراقبه
4- أحسن الظن بالآخرين والتمس لهم الأعذار فان لم تجد فقل لعل لأخي عذر لا أعلمه
5- العفو والصفح فمن عفا واصفح فأجره على الله ومن علامات العفو والصفح
الدعاء لإخوانك خاصة من كان بينك وبينه جفوه أو شحناء
6- الصدقة فهي تطهر القلب وتُزكي النفس
قال الله تعالى خُذ مِن أموالِهم صَدَقَةً تُطَهِرُهُم وَتُزَكِيِهِم بِهَا)
7- معرفة خطورة هذا الامر وأنه سبب لتفويت كثير من الخير والاجر ...
8- صحبة الجليس الصالح والابتعاد عن الجليس السوء
9- البعد عن الغيبة والنميمة وتجنب كثرة المزاح.
10- لا ننسى اسباب التآلف كالهدية وافشاء السلام والزيارة والسؤال عن الاحوال
وقضاء الحاجات والنداء بأحب الاسماء والتهنئه في المناسبات
والمواساة في المواقف الصعبة وطلاقة الوجه وحفظ السر..
فيا إخوتى هلمّوا إلى هذا الخلق الذي جاءنا عن سيدنا رسول الله
لأن سعادة المرء وراحته وقرة عينه في أن يعيش سليم الصدر من الحقد
مبرّأ القلب من الضغينة لأن وصف أهل الجنة: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ}
فمن أراد أن يعيش دنياه عيشة أهل الجنة فليطهر قلبه من الحقد والغل والضغينة
فالقلب الأسود يفسد الأعمال الصالحة ويضيع أجرها ويطمس بهجتها ويعكِّر صفوها.
أما القلب المشرق المنوَّر الصافي من الأكدار الذي امتلأ رضا عن الله عز وجل
فإن الله يبارك فيه ويجعل صاحبه من أفضل الناس عند الله عز وجل.
روى ابن ماجه عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال:
قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ: أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: (كُلُّ مَخْمُومِ الْقَلْبِ صَدُوقِ اللِّسَانِ).
قَالُوا: صَدُوقُ اللِّسَانِ نَعْرِفُهُ, فَمَا مَخْمُومُ الْقَلْبِ؟ قَالَ: (هُوَالتَّقِيُّ النَّقِيُّ لا إِثْمَ فِيهِ وَلا بَغْيَ وَلا غِلَّ وَلا حَسَدَ).