مدخل
سهام ُ الليل لا تخطي ولكن
لها أمد وللأمد انقضاءُ
فيمسكها إذا ماشاء ربي
ويرسلها إذا نفد القضاءُ
الحمدلله القائل في كتابه :
{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي
إِذَا دَعَانِي فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ } (البقرة: 186)
وَقَالَ الْإِمَام أَحْمَد : عَنْ أَنَس رَضِيَ اللَّه عَنْهُ أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ
" يَقُول اللَّه تَعَالَى أَنَا عِنْد ظَنّ عَبْدِي بِي وَأَنَا مَعَهُ إِذَا دَعَانِي"
وَ عَنْ عَبْد اللَّه بْن عَمْرو أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ
" الْقُلُوب أَوْعِيَة وَبَعْضهَا أَوْعَى مِنْ بَعْض فَإِذَا سَأَلْتُمْ اللَّه
أَيُّهَا النَّاس فَاسْأَلُوهُ وَأَنْتُمْ مُوقِنُونَ بِالْإِجَابَةِ فَإِنَّهُ لَا يَسْتَجِيب لِعَبْدٍ دَعَاهُ عَنْ ظَهْر قَلْب غَافِل "
كثيرا منا يعرف آداب الدعاء و منها:
1- الثناء على الله تعالى قبل الدعاء بما هو أهله .
2- الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم .
3- اليقين بالله تعالى بالإجابة ، وحضور القلب .
4- الإلحاح في الدعاء .
5- التضرع والخشوع والرغبة والرهبة .
6- حسن الظن بالله .
بعض الآداب نحفظها و نطبقها و لكن قد نغفل عن بعضها
و أهمها هو اليقين بالله على الإجابة و حسن الظن به
فعندما ندعو ينبغي أن نكون متقينين بأن الله سيستجيب الدعاء
و أنه قــادر و لا يعجزه شئ سبحانه ,
و مهما بدا لنا الأمر و كأنه مستحيل أو صعب
فالله قادر و هو بيده الأمر كله سبحانه و أمره بين الكاف و النون
فندعو و نلح في الدعاء ..
أيضا الصدق في الدعاء و الخشوع فالله لايستجيب من قلب غافل
ندعوه من قلوبنا و نظهر تذللنا و افتقارنا إليه
فالله سبحانه و تعالى غني عن خلقه و نحن الفقراء إليه.
كما قال موسى عليه السلام : ( رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ ) النمل/ 24
وكما قال تعالى عن أيوب عليه السلام : ( وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ) الأنبياء/ 83
قال أبي بكر الشبلي في قوله - تعالى - وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) [غافر: 60]
قال: ادعوني بلا غفلة، أستجب لكم بلا مهلة .
مخرج:
في جوف الليل هفا قلبي
و كأن الرحمة تدعوني
قف و ادع إلَها ما خابت
يد مدت لمعين..
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ
وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي أَنْتَ الْمُقَدِّمُ وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ