10-22-2011, 04:53 PM
|
#1
|
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 1636
|
تاريخ التسجيل : Oct 2011
|
أخر زيارة : 09-16-2012 (03:25 PM)
|
المشاركات :
12,032 [
+
] |
التقييم : 125
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
كلمة الإخلاص: لا إله إلا الله، لا تنفع قائلها، إلا إذا اجتمعت هذه الشروط 4
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
الدرر السنية في الأجوبة النجدية مجموعة رسائل ومسائل علماء نجد الأعلام جمع وترتيب: عبد الرحمن بن محمد بن قاسم رحمه الله (1312-1392 هـ)
قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن رحمه الله تعالى: اعلم رحمك الله: أن كلمة الإخلاص: لا إله إلا الله، لا تنفع قائلها، إلا بمعرفة معناها، وهو نفي الإلهية عما سوى الله، والبراءة من الشرك في العبادة، وإفراد الله تعالى، بجميع أنواع العبادة، كما قال تعالى (قل ياأهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضا أرباباً من دون الله) [آل: عمران 64]
ومعنى: (سواء بيننا وبينكم) أي: نستوي نحن وأنتم في قصر العبادة على الله، وترك الشرك كله
وقال الخليل عليه السلام: (إنني براء مما تعبدون، إلا الذي فطرني فإنه سيهدين، وجعلها كلمة باقية في عقبه) [الزخرف: 26-28] فهذا، هو حقيقة معنى: لا إله إلا الله؛ وهو البراءة من كل ما يعبد من دون الله، وإخلاص العبادة لله وحده؛ وهذا: هو معناها، الذي دلت عليه هذه الآيات، ومافي معناها؛ فمن تحقق ذلك، وعلمه، فقد حصل له العلم بها، المنافي لما عليه أكثر الناس، حتى من ينتسب إلى العلم، من الجهل بمعناها.
فإذا عرف ذلك، فلابد له من القبول لما دلت عليه، وذلك ينافي الرد، لأن كثيراً ممن يقولها، ويعرف معناها، لا يقبلها، كحال مشركي قريش، و العرب، وأمثالهم، فإنهم عرفوا مادلت عليه، لكن لم يقبلوا، فصارت دماؤهم، وأموالهم، حلال لأهل التوحيد؛ فإنهم كما قال تعالى: (إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون، ويقولون أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون) [الصافات: 35 – 36] عرفوا: أن لا إله إلا الله، توجب ترك ماكانوا يعبدونه من دون الله.
ولابد أيضا من الإخلاص، المنافي للشرك، كما قال تعالى: (قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصاً له الدين، ، وأمرت لأن أكون أول المسلمين) إلى قوله: (قل الله أعبد مخلصاً له ديني فاعبدوا ماشئتم من دونه) [الزمر: 11 – 15] وفي حديث عتبان: " من قال لا إله إلا الله، يبتغي بذلك وجه الله " ولا بد أيضا من المحبة، المنافية لضدها، فلا يحصل لقائلها معرفة، وقبول إلا بمحبة ما دلت عليه من الإخلاص، ونفي الشرك، فمن أحب الله أحب دينه، ومن لا، فلا، كما قال تعالى: (ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حباً لله) [البقرة: 165] فصارت محبتهم لله ولدينه خاصة، فأحبوا لله ولدينه، ووالوا لله ولدينه؛ فأحبوا من أحبه الله، وأبغضوا من أبغضه الله وفي الحديث: " وهل الدين إلا الحب والبغض " ولهذا وجب: أن يكون الرسول صلى الله عليه وسلم أحب إلى العبد من نفسه، ووالده، والناس أجمعين؛ فإن شهادة: ألا إله إلا الله، تستلزم شهادة أن محمداً رسول الله، وتقتضي متابعته، كما قال تعالى: (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم) [آل: عمران 31] ولابد أيضاً من الانقياد، لحقوق: لا إله إلا الله، بالعمل بما فرضه الله، وترك ما حرمه الله ، والتزام ذلك، وهو ينافي الشرك، فإن كثيراً ممن يدعى الدين، يستخف بالأمر والنهي، ولا يبالي بذلك والإسلام حقيقته: أن يسلم العبد بقلبه، وجوارحه، لله تعالى، وينقاد له بالتوحيد والطاعة، كما قال تعالى: (بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه) [البقرة: 112] وقال تعالى: (ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى) [لقمان: 22] وإحسان العمل، لابد فيه من الإخلاص، ومتابعة ما شرعه الله ورسوله ولا بد أيضاً: لقائل هذه الكلمة، من: اليقين بمعناها، المنافي للشك، والريب، كما في الحديث الصحيح: " مستيقناً بها قلبه، غير شاك فيها " ومن لم يكن كذلك، فإنها لا تنفعه، كما دل عليه حديث: سؤال الميت في قبره. ولابد أيضاً: من الصدق، المنافي للكذب، كما قال تعالى، عن المنافقين: (يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم) [الفتح: 11] فالصادق: يعرف معنى هذه الكلمة، ويقبله، ويعمل بما تقتضيه، وما يلزم قائلها من واجبات الدين، فيصدق قلبه لسانه، فلا تصح هذه الكلمة، إلا إذا اجتمعت هذه الشروط، وبالله التوفيق.
|
|
|