الدرر السنية في الأجوبة النجدية مجموعة رسائل ومسائل علماء نجد الأعلام جمع وترتيب: عبد الرحمن بن محمد بن قاسم رحمه الله (1312-1392 هـ)
قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن رحمه الله تعالى: اعلم رحمك الله: أن كلمة الإخلاص: لا إله إلا الله، لا تنفع قائلها، إلا بمعرفة معناها، وهو نفي الإلهية عما سوى الله، والبراءة من الشرك في العبادة، وإفراد الله تعالى، بجميع أنواع العبادة، كما قال تعالى (قل ياأهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضا أرباباً من دون الله) [آل: عمران 64]
ومعنى: (سواء بيننا وبينكم) أي: نستوي نحن وأنتم في قصر العبادة على الله، وترك الشرك كله
وقال الخليل عليه السلام: (إنني براء مما تعبدون، إلا الذي فطرني فإنه سيهدين، وجعلها كلمة باقية في عقبه) [الزخرف: 26-28] فهذا، هو حقيقة معنى: لا إله إلا الله؛ وهو البراءة من كل ما يعبد من دون الله، وإخلاص العبادة لله وحده؛ وهذا: هو معناها، الذي دلت عليه هذه الآيات، ومافي معناها؛ فمن تحقق ذلك، وعلمه، فقد حصل له العلم بها، المنافي لما عليه أكثر الناس، حتى من ينتسب إلى العلم، من الجهل بمعناها.
فإذا عرف ذلك، فلابد له من القبول لما دلت عليه، وذلك ينافي الرد، لأن كثيراً ممن يقولها، ويعرف معناها، لا يقبلها، كحال مشركي قريش، و العرب، وأمثالهم، فإنهم عرفوا مادلت عليه، لكن لم يقبلوا، فصارت دماؤهم، وأموالهم، حلال لأهل التوحيد؛ فإنهم كما قال تعالى: (إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون، ويقولون أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون) [الصافات: 35 – 36] عرفوا: أن لا إله إلا الله، توجب ترك ماكانوا يعبدونه من دون الله.
ولابد أيضا من الإخلاص، المنافي للشرك، كما قال تعالى: (قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصاً له الدين، ، وأمرت لأن أكون أول المسلمين) إلى قوله: (قل الله أعبد مخلصاً له ديني فاعبدوا ماشئتم من دونه) [الزمر: 11 – 15] وفي حديث عتبان: " من قال لا إله إلا الله، يبتغي بذلك وجه الله "