وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يحُثُّ صحابته على الأعمال الصالحة في هذه العشر فكان يقول:
{ ما من أيامٍ العمل الصالح فيهنَّ أحبُّ إلى الله من هذه الأيام العشر }، فقالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال:
{ ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجلٌ خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء }.
فالعمل في هذه العشر يفوق الجهاد في سبيل الله عز وجل.. ونحن وللأسف الشديد تمر علينا هذه الأيام كل عام ولا نفرِّق بينها وبين غيرها.. ولا نعمل فيها زيادة عبادة ولا طاعة.. وهذا والله من الخذلان.. فهذه الأيام شأنها عظيم..
فقد سُأل الشنقيطي .. كيف نستقبل هذه الايام المباركه ..!!
قال : بالاستغفار .. لأن الذنوب مبعده عن التوفيق ..
أيها الإخوة والأخوات
نجد الكثير من الناس يحرص على الطاعات في العشر الأواخر من رمضان ويُشَمِّر ويكثر من تلاوة القرآن ويكثر من الدعاء والصدقة وغيرها وهذا طيِّبٌ وجميل..
ولكن في عشر ذي الحجة لا يعمل من هذا شيء مع أن عشر ذي الحجة أفضل من العشر الأواخر من رمضان.. كما قال العلماء..
فقد ذكروا تفصيلاً عجيبا.. فقالوا: ليالي عشر رمضان أفضل لأن فيها ليلة القدر ونهار عشر ذي الحجة أفضل من عشر رمضان لأن فيها يوم عرفة..
فلنجتهد في هذه العشر ولنعقد العزم من الآن على أن نعمل فيها من العبادات والطاعات مما لم نكن نعمله في الأعوام السابقة..
فلنحرص في هذه العشر على الصيام.. صيام هذه الأيام وخصوصا يوم عرفة فصيامه يُكَفِّر السَّنة الماضية والسنة القادمة..
ومن الأعمال في هذه العشر: الإكثار من الدعاء والتضرع إلى الله.. ومما يُسنُّ أيضاً في هذه العشر، التكبير، وهو قسمين:
- تكبير مطلق.. وهو يبدأ من فجر أول يوم من العشر وفي كل وقت من ليل أو نهار، وصفته: الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله الله أكبر الله أكبر ولله الحمد..
ويُسن رفع الصوت بها في الأسواق والطرقات حتى يُكبَّر الناس وحتى يُعمل في هذه السنة المهجورة.
- تكبير مقيد يبدأ من فجر يوم عرفة ويكون بعد الصلوات الخمس..
فعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد) [رواه أحمد].
ومن أعمال الخير ..
تلاوة القرآن وحفظه والعمل بما فيه.. والصدقه و بر الوالدين وصلة الرحم و حسن الجوار و